شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، صلاة وتسليماً دائمين، ما دامت السماوات والأرض.
 
أيها الأخوة الرفعاء.. الشرفاء.. النبلاء.. الشهماء.. يسعدني بداءة أن أحييكم تحية السماء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هالة ربيعية كلها حبٌ وكلها مشاعر جياشة أحسستها هذا المساء، كل من تحدث هو صديق عزيز عليَّ قريب إلي، لم أكُ يوماً صاحب منصب أو صاحب جاهٍ حتى أشك في ولائهم، أو ثنائهم أو مدحهم، فكرتُ في هذه الليلة أن يكون ليَّ رفاهة إحساس وفصاحة لسان، وشاعرية كل من قرأت لهم واعتززت بهم، وتمنيت أن تكون لي روضة غَنَّاء فيها من كل أنواع الثمار والأزهار لكل الروائح، لكل زهرة نبضها وحسها ورائحتها، ولكل غصن نبضه ورائحته وحسه، فبين أغصان الخزامى والبشام والأراك، وبين الكادي ونفح الريحان والحناء، ومن الزهور بكل ألوانها وأشكالها وروائحها، ومن الورود لكل ألوانها وأشكالها وودتُ أن أصنع من كل مجموعة منها طاقة ورد، (البعض يقول باقة، باقة خطأ) طاقة وردٍ أقدمها لكل واحد منكم تحية إجلال واحترام في مشاركتكم لنا هذا الاحتفاء، ثم أقوم بجمع طاقة كبيرة أقوم بعملها كقلادة، فأضعها على جيد أخي المحتفي بي سعادة الشيخ الإنسان عبد المقصود محمد سعيد خوجه على ما أولاني إياه من هذا الحب، وهذه المشاعر فله من الله الأجر ثم مني وافر الشكر.
(( هذه ليلتي ))
أقبل السعد باسماً في ربانا
واجتلى الحب حالماً من رؤانا
وتملِّي من الرياض عبيراً
ملأ الأفق بسمة والمكانا
غردي يا عنادل الأيك جذلى
واسكبي اللحن ناغماً فتانا
وأفيضي على الحضور بهمس
دافئ الحس صبوة وحنانا
ثم هيمي على الغصون فتوناً
وانثري الحب لؤلؤاً وجمانا
هذه ليلتي وأنتم سناها
قد بزغتم بِصَمْتِها فاستبانا
هذه فرحتي وأنتم شذاها
من عبير البشامِ عطراً شجانا
هذه بسمتي وأنتم صفاها
من رقيق الشعور تصفي هوانا
لكم الفضل بالحضور فأنتم
عَبقُ الزهر نافحاً ريانا
"ولعبد المقصود" أرسم شعراً
عسجدياً منمقاً مزدانا
ذاك شهمٌ من الرجال أبيٌّ
كان بَراً بصحبه إنسانا
ابن "مكة" لا يعابُ عليه
غيرُ حسٍ بفيضه قد حبانا
جلَّني اليوم بالحفاء وأسدى
ما يزيد الفؤاد عزاً وشانا
حين أغضى الزمان عني سفاهاً
وتصدى بمكره أفعوانا
وأنا الصقر فوق هام الروابي
أتأبى من الزمان الهوانا
لا أرى العيش ذلة أو خضوعاً
وانكساراً يَطال مني العنانا
سوف أحيا برفعتي ويقيني
وامتناعٍ لعزتي أن تهانا
فلكم أيها الحضور تحايا
من نبيل الشعور تُزجى امتنانا
ذاك فيض من الجوانح يُهدي
صدق حبي لجمعكم شكرانا
قد ملكتم زمام نفسي بوصل
جاء منكم معبراً عن وفانا
إن في النفس ما يثير وجيباً
مستجيشاً بدفقه هيمانا
فاعذروني إذا خذلني قريضي
رُبَّ صمتٍ يكونُ أجلى بيانا
هذه قصيدة لم تنشر وأعتبرها أقصر قصيدة قلتها في عمري، أحد عشر بيتاً، عنوانها (زمن الغربة):
يا زماناً صار فيه ألف معنى لاغترابه
غابة سوداء فيها ينهش الأقوى بنابه
سرق البسمة منا وتمادى في اغتصابه
كَبَّلَ الإحساس فينا وسقانا مر صابه
من يهن يزدد هواناً لا يبالي بانسحابه
يجرع المُرَ ويُلقى كنعالٍ عند بابه
لم يحركه شعورٌ بانتقاصٍ في مهابه
وثقيف الرأي يأبى أن يَرى هون لُبابِه
ينفث الآهات حساً صالياً من حرِ ما بِهِ
يُنكِر الحبط ويسمو فوق أشلاء رغابه
إنه عصر التجني عصر إسقاط النوابه
هذه قصيدة عزيزة عليّ جداً، وستكون عزيزة على كل واحد منكم، طبعت منها أكثر من خمسمائة نسخة وزعتها على الأحباب والأصدقاء، هي نبض الإنسان وشعوره بعد أن يصل إلى سن الشيخوخة ويكون له مجموعة من الأبناء والأحفاد، عنوانها (همسة حب للأولاد والأحفاد).
مهداة مع صادق الحب لشريكة حياتي في زمن الجدب والخصب العزيزة "أم هاني":
كبر العيال وجاوزوا سن الطفولة والصغر
كبروا فعانَوا مثلما كنا نعاني في صبر
أم تهدهد طفلها تشكو مواصلة السهر
وأب يكد لرزقهم من غير مل أو ضجر
أهدُوا إلينا ثروةً عقداً ثميناً من درر
حباته أحفادنا ما بين بنت أو ذكر
نرعاهمو بالحب جمعاً إنهم نفح الزهر
في بسمة الأحفاد نحظى بالحياة وبالذِكَر
يوم الإجازة عندنا يوم عزيزٌ مُنْتَظَر
نستقبلُ الأولاد فيه ولا نُجيزُ المُعْتَذِر
يلهون في لعب بريء طاهر بالحب ثر
نهنا بِلُقيا من نحبُ من الصغار ومن كبر
نصفيهمو حب الأبوة زاكي النفح العطر
وإذا المشيب زها بشعرك أم هاني وانتشر
لا تصبغيه فإنه شلال مسكِ منهمر
لا تقلقي فالشيب نبض للتجارب والفكر
يحكي لنا قِدَمَ الزمان وما توارى واندثر
أيام كنا نجتلي عذب الحديث من القمر
نصغي إلى الطير الأليف مغرداً فوق الشجر
يشدو بلحن الحب صوتاً حالماً يشجي السمر
واليوم نحلم أن نعيد لحبنا تلك الصور
في صورة الأحفاد ومضة حبنا تجلو النظر
ما كانت الستون عندي للتقاعد والخور
بل إنها عمر جديد للتأمل والعبر
أُحيي به عهد الشباب فما يزال له أثر
الحب دفء للنفوس إذا تجاوزت الكدر
وأراه في خفقي مشعاً بالأماني مزدهر
أشْتَمُّ فيه الأمس يعبق كالنسيم إذا خطر
يستنطق الذكرى حنيناً ناغماً مثل الوتر
والسلام عليكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :585  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 95 من 147
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج