عريف الحفل: والآن جاء دور الأسئلة التي تُلقى على ضيف الاثنينية، السؤال الأول: من الأستاذ عبد الحميد سعيد الدرهلي، |
أخي الدكتور عبد الله باسلامة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نرجو أن تجيبنا بكل صراحة وشفافية تلك الصفة الجميلة المعهودة فيكم هل حقاً تحول الطب في بلادنا إلى تجارة مربحة، يستفيد منها الطبيب، من أجل الكسب المادي، وكذلك في المستشفيات؟ حتى أسفر العلاج في بعض الأحيان عن أخطاء طبية جسيمة تؤدي إلى الوفاة، إضافة إلى الإعاقة والعمى، أهذا هو السبب في تحول المرضى إلى العلاج الشعبي والتداوي بالأعشاب؟ وهكذا عدنا إلى العصور الوسطى، أقترح أن تؤسس نقابة للأطباء لمعالجة مشاكل الطب والأطباء الآنفة الذكر كما هو الحال في البلاد الناهضة. |
الدكتور عبد الله باسلامة: السؤال إذا أريد فيه الشفافية سيغضب اثنان من الأطباء وغيرهم من الأطباء الجالسين، لكن ما في شك أنه تحولت المهنة الطبية وليس اختياراً من الأطباء ولكن الظروف المعيشية، تحولت إلى مهنة كسب فاق فيها الربح المادي أو النظرة المادية إلى الناحية الإنسانية، أو التي كان مفروض أن تكون هي نبراس الطب والمستشفيات، لكن يجب ألا ننسى أن المهنة الطبية العناية الطبية.. المعالجة الطبية شيء مكلف، المستشفيات الخاصة، تجهيزها يتطلب المبالغ الكبيرة جداً من المال، أي جهاز من هذه الأجهزة يصرف عليه مبالغ كبيرة، هذا المبلغ الذي صُرف وأجرة الذي يقوم عليه وصيانته يتطلب أن يكون هناك شخص ما يدفع هذا المبلغ، مع الأسف يدفعها المواطن ويدفعها المواطن المتوسط الدخل، المستشفيات الخاصة والمستشفيات المكلفة لم تكن للمواطن العادي أو المواطن المتوسط الدخل، إنها أصبحت أو المفروض أن تكون للمقتدرين أو للشركات أو للمساهمين، ولكن ضعف الخدمات الطبية أو صعوبة الخدمات الطبية في المستشفيات الحكومية التي هي من المفروض أن تكون مجانية دفعت شريحة كبيرة من المجتمع المتوسط الدخل إلى المستشفيات الخاصة وبالتالي أصبحت مكلفة كثيراً للمواطن، وأنا معك في ما تفضلت به، ويا ليت أن يكون هناك جمعية.. لكن تظل التكلفة عالية وسوف يتحملها المواطن، وزارة الصحة هي عادة تتولى أمور النقابات هذه. |
عريف الحفل: السؤال من الأستاذ حسن الشهري من جريدة الجزيرة، |
الأستاذ الدكتور عبد الله باسلامة، من واقع التجربة الشخصية هل ترون فرص شبابنا المتطلعين الحاليين لمهنة الطب العظيمة تماثل أو تقارن ذات الفرص التي أُتيحت لجيلكم، أم أن الفرص ضاقت بعض الشيء، وهل بإمكانهم تحقيق ذات الشهرة والنجاح والإبداع؟ كما حدث لجيلكم السابق. |
الدكتور عبد الله باسلامة: هو ما في شك أن أيام جيلنا كان كل واحد.. أنا أذكر نحن كنا الذي جمع 80٪ أنا جمعت 87٪ أو أقل أعطوهم فرصة أن يذهبوا يدرسوا الطب، وابتعث تقريباً كل الذين كانوا في الثانوية، لماذا؟ لأنها كانت النُدرة، وهي يعني العرض والطلب، الآن العدد الهائل من الطلاب الذين يحصلون على تقديرات طيبة وممتازة وجيدة في الثانوية أصبح من الصعب أن تستوعبهم كليات الطب المتاحة الآن، وهذا في الحقيقة عبء يجب أن يُحل بكليات الطب الأهلية أكثر من أن يكون عبء لتفتح المجال لأخذ أكبر عدد من الطلاب فيه، أنا أعتقد أن من حق كل طالب، ومن حق كل أسرة ترى أن ابنها عنده القدرة على أن يكون طبيباً، أو رغبته أن يكون طبيباً يجب أن تهيئ له الفرصة، لا شك أن زمان كانت الفرصة أكبر، وكان حتى الذي (بالدف) دخل طب، والذي الآن هو ممتاز أصبح يجد صعوبة في أن يدخل الطب. |
عريف الحفل: في ضوء النسبة المتواضعة في أعداد خريجي كليات الطب بجامعاتنا المختلفة وبحكم تجربتكم الأكاديمية كم من السنوات سنحتاج في رأيكم حتى نبلغ مرحلة الاكتفاء الذاتي من الأطباء السعوديين؟ خصوصاً وأن نسبة الزيادة السكانية لدينا هي 4٪ سنوياً، وهي نسبة عالية بكل المقاييس. محمد الحسون عضو مؤسسة عكاظ. |
الدكتور عبد الله باسلامة: عندما بدأنا كلية الطب كان الأطباء السعوديون يمثلوا أقل من 1٪، عندما كان المخطط أن يكون في عام 1425هـ يغطي حوالي 25٪ من عدد الأطباء أو العاملين في الطب بالذات.. الأطباء من السعوديين، أعتقد الآن أيضاً مع التوسع في الخدمات الطبية نحتاج أيضاً 50 سنة من أجل أن يغطي يمكن 75٪ من -أتكلم عن الأطباء- والحاجة أكبر للتمريض أو الممرضات بل أكثر من ذلك، لكن للأمانة كليات الطب في المملكة والقائمين على تخطيطها في البداية خططوا بأن يكون خريجي الكلية في مستوى يؤهلهم أن يأخذوا أعلى الزمالات ويرجعوا يمسكون المناصب التدريسية والمناصب الرئيسية في المراكز، والآن للأمانة معظم في كليات الطب عندنا يمكن حوالي 90٪ من أعضاء هيئة التدريس من أولاد الكلية من السعوديين، في المستشفيات التخصصية وفي المستشفيات الخاصة كل المراكز الطبية المتخصصة فيها من أبنائنا الخريجين، إذن نحن المراكز هذه أوشكت أن تُملأ بأبناء هذا البلد ولكن مازالت تحتاج إلى مدة من الزمن طويلة لسد الفراغ الكبير. |
عريف الحفل: السؤال من الأستاذ عبد الله فراج الشريف، |
أستاذي الدكتور عبد الله عرفتك طبيباً مرموقاً وأستاذاً جامعياً أبقى في نفوس تلاميذه الكثير من الإعجاب والمحبة، عرفتك صاحب قلم يطرق كل الموضوعات ولكن حرت في هذا الهدوء الذي تميزت به، وهذه القدرة على ضبط النفس حينما يستثار الإنسان، فحدث سامعيك عن هاتين الصفتين علنا نقتدي بك. |
|
الدكتور عبد الله باسلامة: أرجو أن أكون كما تصورت، ولكن اسأل ابني شخصية مختلفة، والله هل ظروف الطفولة؟ هل الحياة التربية التي لم يكن هناك من (يشخط) وإن كان هناك من يحنو عليَّ، والجدير بالذكر في مجتمعنا ترى اليتيم يجد من العناية والرعاية والحب من الذين حوله، من الذين بجانبه، أكثر من الذي يكون له أب وأم، هذه سمة من سمات مجتمعنا الكريم الكبير صاحب القلب الطيب. |
عريف الحفل: السؤال من الأستاذ منصور عطار، |
ما هو أهم ما تم إنجازه لكلية الطب في أول عهدها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن ولله الحمد والشكر؟ |
الدكتور عبد الله باسلامة: هي من الأساس كان مخطط لكليات الطب أن تكون منفذ طبي يخدم المنطقة الغربية، لأن عندما بدأنا لم يكن هناك من المراكز الطبية يخدم الوافدين والعمال، يخدم منطقة كبيرة في هذا، وبالذات أن يفي بغرض ثلاث تخصصات هذا كان في رأينا عندما بدأنا، كانت نادرة تخصصات القلب، السرطان، الحوادث، والمركز الطبي الذي تمكن من زيارته لأنه صرح لا أقولها مجاملة ولا لوجود الدكتور الزبير من الصرح الطبية النادر وجودها في الشرق الأوسط، ولكن تحتاج إلى دعم مادي كبير من أجل أن تقوم بفاعليتها مائة في المائة، أعتقد أنه تمكنت كلية الطب بأن تساهم ما استطاعت في المسيرة الطبية في هذا المنطقة. |
عريف الحفل: الأستاذ عبد الرزاق الغامدي يقول: |
نعم الأمهات من أمثال أم المحتفي والمحتفى به، لقد بكيت وأبكيت يا أستاذ عبد المقصود وهذا بعض الوفاء منك لوالدتك، فذكرتني بقول الشاعر: |
وأعظم ما ترى في الدمع دمعاً |
يسيل بجانب الأنف الأشم |
|
|
فجزاك الله خيراً، سؤالي للضيف هو: نلاحظ كثرة توليد النساء هذه الأيام خاصة المستشفيات الخاصة عن طريق العمليات (القيصرية) وأصبح كثير من المواطنين في شك من الأمر هل هذه ظاهرة صحية؟ أم أنها لغرض تجاريٍ بحت؟ نصيحتك مطلوبة في هذا المجال سواء لزملائك الأطباء أو للمواطنين. |
|
الدكتور عبد الله باسلامة: الحقيقة العالمية والإحصائيات في معظم المستشفيات الدول الراقية الغالب نسبة القيصرية ما بين 15-20٪ من الولادات، نسبة القيصرية في مستشفانا الجامعي 9-12٪ في المستشفيات الخاصة أعتقد لا يزيد عن 15٪، ظاهرياً أنها كثيرة ولكن الواقع أنها لا تزال في المعدل العالمي، وإنما هناك الآن مشاكل طبية أصبح الطبيب ليس مع الأسف الطبيب الآن لا ينظر أن يكون المولود سليماً أو حيّ، وإنما يجب أن يكون معافى مشافى سليم 100٪، وهذا تتطلب منه متابعة في اللحظات الأخيرة قبل الولادة ومن هنا تتغلب ساعات الخبرة عنده، فقد تزيد نسبة القيصريات عند البعض وقد تخف عند البعض الآخر. |
عريف الحفل: سعادة الدكتور عبد الله باسلامة آمل توجيه كلمة تربوية لأبنائكم أوائل الطلبة المتفوقين في المرحلة الثانوية أعضاء النادي العلمي السعودي والذين حضروا للاستماع لسيادتكم ولسيرتكم العلمية. المخلص عبد الحفيظ محمد أمين تركستاني. |
|
الدكتور عبد الله باسلامة: والله أنا حضرت كذا اثنينية هنا، ولكن اليوم سعادتي أكبر عندما قال الشيخ عبد المقصود وقدّم هذه الباقة من هذا الشباب المتعلم الراغب أن يكون يوماً ما في مكان يليق به، الواقع أنه ليس هناك من نصائح يمكن أن تقدم سوى أن الجد والاجتهاد، المثابرة، الآن مع الأسف أن وقتكم أو عصركم فيه من المداخلات التي تستولي على وقتكم الكثير لم تكن في أيامنا، مداخلات الفضائية، الإلكترونية، الحياتية، الزحمة، لم يكن نحن لدينا الكثير ما يشغلنا، كان جُلَّ وقتنا يضيع في القراءة والمذاكرة ومثل هذا، أنتم الآن في عوامل أخرى تشارككم في الوقت، فانتصروا عليها، قدّموا الأولوية للعلم، قدّموا الأولوية لمستقبلكم، وأنا واثق إن شاء الله أن نراكم قريباً شموعاً تضيء هذا الوطن. |
عريف الحفل: الأستاذ علي مدهش مع صادق تحياتي، سؤال لسعادة البروفيسور الدكتور عبد الله باسلامة: |
لأنك تعلمت وتوفقت بحكم نصيحة هامة ذكرتها بشجاعة عن الدكتور مصطفى أمين، لكن الوقفة لا تشفي غليلنا بل نريد ثوراً يحرث فناً في الكتابة، ونريدك يا سيدي أن تشبعنا من تجاربك الطبية، خاصة فيما يتعلق بخارطة (الجينوم) بعد رحلة أطفال الأنابيب، وما بعدها، وترى ما هو موقفك كعضو في المجمع الفقهي وكطبيب من الاستنساخ البشري ومتى نجد كتاباً أنت مؤلفه يضاهي كتاب اسمه الإنسان ذلك المجهول؟ |
|
الدكتور عبد الله باسلامة: أسئلة الأستاذ علي كعادته، أولاً: نبدأ من الآخر أنا الآن بصدد كتاب أو تجديد كتابي عن الرؤية الإسلامية للقضايا الطبية، وإن شاء الله سيرى النور قريباً. |
الاستنساخ باختصار، في الإسلام نرى أن الحمل يجب أن يكون ثمرة زواج شرعي، بين زوج وزوجة، وفي حال قيام الزوجية، وأن يكون هناك فعلاً أب وأم، إذن الاستنساخ مستنسخ من القاعدة الإسلامية لأنه ليس خلفة من أب وأم، كما تتطلبه الشريعة الإسلامية، هو انتهى الفِصال فيه، ترى لو الشيخ موجود كان جاوب أكثر مني، الشيخ الحبيب، الثور يستطيع أن يحرث ولكن لا يستطيع أن يكتب، ولكن أحاول. |
عريف الحفل: الدكتور عبد العزيز النخيلان الشمري طبيب امتياز وأحد طلبة الأستاذ الدكتور عبد الله باسلامة يقول: |
مهنة الطب وصناعة الحرف تجتمع لتقترن بأستاذي عبد الله باسلامة، السؤال إضاءة بسيطة عن حياة ضيفنا الفاضل الأدبية، كيف بدأ؟ ومن هم أساتذته في هذا المجال؟ وأخيراً ما هي أمنياته؟ |
الدكتور عبد الله باسلامة: ترى أنا إلى الآن لا أجيد الكتابة، ولا أُعَدُّ من روادها، ما شاء الآن الذين هم هنا يملأون الساحة ولكن أحاول في الوقت الضائع، كيف بدأت؟ أذكر وأنا عميد في كلية الطب دخل مكتبي المرحوم الشيخ عبد المجيد شبكشي، وقال: أحسن ما أنت جالس فاضي أكتب كلمتين دعنا نضعها في (البلاد) أيام كان فيها، وسكت وبعد ذلك جاءني عبد العزيز الجرجاني، -رحمه الله- أظنه توفى، وقال لي: هل تكتب أم أكتب أنا؟ قلت: لا، وكتبت وقفة، وبعد ذلك جاءني بعد أسبوع وأخذ الثانية، وهكذا وجدت نفسي في حقل أنا سعيد به، ولكن أرجو عدم المؤاخذة في ما لم يعجب الآخرين. |
عريف الحفل: فلنختتم بهاتين الكلمتين من الأستاذين عبد المجيد الزهراء، وأحمد إبراهيم مفتاح، يقول الأخ عبد المجيد: |
الأستاذ الدكتور عبد الله باسلامة إنها ليلة وفاء وأنت الوضيء فيها بحديثك العذب فيها الرقيق، جزاك الله خيراً وأكثر من أمثالك، كلامك الشهد المصفى، رحم الله كل الشموع التي ذكرتها، ورحم الله الأوفياء في كل وقت وحين، ودمت سعيداً وعشت حميداً. |
عريف الحفل: الأخ الأستاذ أحمد إبراهيم مفتاح يقول: |
أستاذي الدكتور عبد الله إن فرحتي بلقائكم والاستماع إليكم أضاعت جميع أسئلتي، لقد قرأت لكم كثيراً، وهاهو الأديب والحبيب الشيخ عبد المقصود خوجه يحقق لي هذه الأمنية، فالشكر كل الشكر لله تعالى، ثم للشيخ عبد المقصود خوجه في تحقيق ذلك والاستماع إليكم. |
|
الشيخ عبد المقصود خوجه: في الختام أشكر لأخي سعادة الدكتور البروفيسور عبد الله باسلامة تشريفه لنا في هذه الأمسية، وأشكر الأساتذة الكرام الذين تكرموا بمشاركتهم بكلماتهم المضيئة، وأشكر الأخوة الكرام الذين شاركونا بحوارهم عن طريق أسئلتهم التي أجاب عليها ضيفنا الكريم، وكالعادة أرجو من الأخوان الذين لديهم كلمة للاثنينية عن الضيف أن يتصلوا خلال الأسبوع ويسجلوا طلبهم، فلدي أكثر من كلمة طلب أصحابها أن تُقرأ أو تُذاع وهم معنا، في الحقيقة الوقت لا يتسع لذلك أمامي الآن أكثر من ثلاثة.. أربعة كلمات، فأرجو وأكرر أنا لا أحجب كلمة لأي زميل أو أخ يشرفنا في هذه الندوة أو في هذا المنتدى في "الاثنينية" ، من تحقيق المطلب، ولكن أرجو أن تكون من خلال القناة التي أوضحت وشرحت وأكرر أن يتصل بمكتبي الاثنينية ويطلب الكلمة، وتأكدوا أن الأولوية لمن يسجل أولاً، ولكم الشكر على ذلك. |
|
|