شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سماحة العلامة الشيخ الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجه))
بسم الله الرحمن الرحيم، صلى الله على سيدنا ومولانا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم..
قد لا يسعفني الحال المادي من حيث وجود الوقت، والصحي من حيث بعض الاعتلال الذي يعتري الناس جميعاً، فهذان الأمران جعلاني أقل حضوراً مما كنت عليه قبل في هذه الاثنينية المباركة التي اجتمعنا عليها ونشهدها في كل أسبوع، لنضيف من الخير إلى ما حصلنا عليه قبل، ومن العلم والفضل ما تزودنا به في شبابنا، ولا أظن أن أحداً منا يستطيع أن يستقبل ضيفاً كريماً كالدكتور عبد الله باسلامة بمثل ما اقتبله به صاحب البيت وصاحب الاثنينية هنا الأستاذ الكبير عبد المقصود خوجه، أقول هذا لأن ما ورد في خطابه اليوم في استقبال هذا الرجل الفحل ليس أمراً سهلاً، فقد أحاط بجوانب كثيرة عرفناها منه اليوم، كما أنه أتى بزهور أو أزهار قد اجتناها واختارها من الحياة العملية لهذا الباحث والدكتور والطبيب والعالِم.
 
إني لا أضيف شيئاً إلى ما قاله أخي الأستاذ عبد المقصود خوجه، ولكني على كل حال بمناسبة هذا الاجتماع ومن واجب القول أن أعرب عن حقيقة تشغل نفسي وقلبي من يوم كنت في بلدي ولا أعرف هذا البلد الكريم، والآن قضيت به نحواً من عشرين عاماً، فأصبحت في تكويني وجهلي وبصيرتي وتصوراتي واحداً من أبناء هذا الشعب الكريم الذي يعيش في هذه التربة المجيدة الصالحة، التي أنبتت كل الخير على مر العصور والدهور، وهو كنت أحلم به، وأن تكون لي صلة وأنا بعيد بمكة المكرمة (أم القرى)، وبالمدينة المشرفة مثوى الرسول صلى الله عليه وسلم، والله الكريم.. السميع.. العليم.. قد يسَّر لي هذا فأصبحت أقرب إلى هذين المكانين الشريفين القبلة التي نحج إليها جميعاً، ونطوف ببيتها العتيق والبيت النبوي الذي هو مغروز في نفس المسجد النبوي، والذي فيه أيضاً كثير من التصورات والتي يمكن أن ينتعش بها الصادق والمؤمن متى أخلص في صدقه وفي إيمانه.
هذا التوق إلى البلدين الكريمين والحرمين الشريفين جعلني أتوق أيضاً إلى نخبة لا أستطيع بفضل الله اليوم عدّها؛ لأنها تتكاثر وتزيد يوماً بعد يوم هي هذه الثلة من العلماء ومن الكتّاب ومن الشعراء ومن الباحثين ومن القائمين على أمر ديننا، فهذه صلة ثانية أنا سعيد بالارتباط بها والانتساب إليها، وأما الثالثة فهي أن ما كان ممنوعاً علينا وغير بالغ إلينا للأسباب التي تعرفونها من كون أجهزة الإعلام أو أجهزة التوزيع ليست قائمة بواجبها على الوجه الكامل، فمجيئي إلى هنا مكنني من الإطلاع على أشياء كثيرة، ومنها أشياء لم أكن أعرفها.. ولم أشتغل بها ولكن انتسابي إلى هذا البلد وإلى مجمع الفقه الإسلامي جعلاني أعتز بما وصل إليَّ من فضل وما أكرمني الله من علم وأدب.
أقول هذا لأن الحديث عن أي واحد منا هنا هو حديث عن هذه المعاني، فهذه المعاني هي التي تجمعنا، أولاً: حبنا للحرمين الشريفين، ثانياً: الاتصال بأكابر القوم وعلمائهم، ثالثاً: الإفادة مما كتبوا وعملوا من عمل صالح. وهذه الجوانب الثلاثة هي إما أن تكون معطاة، وإما أن تكون مكتسبة، هي معطاة وهنيئاً لمن رُزِقها، من الإقامة في الحرمين الشريفين، ومنّ الله عليه بأن يكون وليد هذا البلد، فإن كل إنسان موجود أو وُلِد أو قام بمكة المكرمة أو بالمدينة المنورة أعتبر نفسي منجذباً إليه، انجذاباً كلياً وهذا الوصف الأول هو الذي أجده عند معالي الدكتور عبد الله باسلامة.
وأما العنصران الآخران فإني قد لاحظت من الورقة التي استمعنا إليها في التقديم أنواع النشاط الجم الذي قام به الدكتور عبد الله باسلامة والذي منه ما هو نشاط إداري، ومنه ما هو نشاط علمي، النشاط الإداري فيه بناء، وفيه تكوين، وفيه إقامة للأجهزة، وفيه خير كثير يتحدث به الناس عمن أولاهم الله هذا الأمر، وقد كان حظ ضيفنا حظاً كبيراً من هذا الجانب.
وأما الجانب الآخر وهو العلم والخُلُق وسعة المعرفة فهي التي دفعتنا في مرات كثيرة من يوم وُجِدَ مجمع الفقه الإسلامي لأن نتخذ خبراء، وكان في مقدمتهم بالنسبة للمجال العلمي الطبي الدكتور عبد الله باسلامة، والدكتور البار، والدكتور حسني باشا، فهؤلاء ومن ينتسب إليهم أو يقوم بعملهم لهم فضل كبير على هذه الأمة، وما هو هذا الفضل؟ هو أن كثيراً من القضايا العلمية الفقهية المعقدة لا تجد سبيلاً إلى من يقوم بدرسها وضبطها وتحرير القول فيها والإفتاء، الإفتاء في مثل هذه القضايا لا يكون إفتاءً للشيوخ، ولا العلماء، ولا الفقهاء، حتى يكونوا قد استناروا بأصحاب الاختصاصات التي يرجع فيها القول بالنسبة للمجمع، فالاقتصاديون والأصوليون والفقهاء والأدباء والأطباء والمهندسون كل هؤلاء تجمعهم هذه الرابطة؛ لكونهم يقدمون من فضلهم وعلمهم ما يستطيع المجمع أو المجامع الفقهية أن تتوصل عن طريقه إلى الحل في كثير من المشاكل، وإني لأذكر أن الدكتور عبد الله باسلامة قد شرّفنا بعض المرات، وكان منها الموضوع الذي طُرح أمامه وأسهم فيه بجد، ولا أقول بجد تمييزاً عن بقية أعماله لأنه يتولاها دائماً بجد، هذا الموضوع هو "أطفال الأنابيب"، وكان بحثه الذي قُدِّمَ إلينا ودراسته العميقة التي عرضها يوم التقينا في هذه المناسبة بالمجمع سبيلاً لزيادة التعلق به وحرصاً على الإفادة من علمه وخُلُقه، ونحن لذلك نُكِنُّ له كما نُكِنُّ لهذين البلدين الشريفين، وللعِلم الإسلامي ولمن يمثله من حضراتكم بل منكم جميعاً كل التقدير والمحبة والإخلاص، والفضل في هذا يرجع أولاً وبالذات لله تعالى، وثانياً إلى أخي الأستاذ عبد المقصود خوجه، الذي جمع شملنا وهيأ لنا سبيل الالتقاء على الخير، وكان دائماً في اختياراته للذين يكرمهم هذا النادي، اختيارات موفقة تدل على عظيم دوره، وجميل سعيه، فالله يحفظه ويحفظكم ويمدنا ويمدكم بالهداية والتوفيق في جميع أعمالنا.. وكل ما نسعى إليه في دنيانا ولآخرتنا، والسلام عليكم ورحمة الله.
 
الشيخ عبد المقصود خوجه: وردتني ملاحظة من الأستاذ مصطفى عطار فإذا فعلاً أنا قلت سهيل الأنصاري فمعنى هذا أن (المسّاحات اشتغلت)، أنا قلت زهير هل سمعتموها مني سهيل؟ لأنه زهير .. إذاً أستاذ عطار (مسّاحاتك اشتغلت). الأستاذ التركستاني أراه الآن بيننا وأرجو يا أستاذ تركستاني أن تواصلنا بطلبة النادي العلمي السعودي لأنهم من الصفوة التي أتمنى أنها دائماً تحضر الاثنينية، لنرى بيننا هؤلاء البراعم الذين نسأل الله سبحانه وتعالى أن يسلكوا طريق روادنا الأفاضل نحو غدٍ أفضل إن شاء الله.
 
عريف الحفل: الكلمة الآن لمعالي الدكتور محمد عبده يماني، المتواجد بالمدينة المنورة ويشرفني أن ألقيها نيابة عن معاليه.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :749  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 72 من 147
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.