شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه ))
بسم الله الرحمن الرحيم، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الكرام الطاهرين.
الأخوان الأكارم..
الأساتذة الأفاضل..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرحب بكم أجمل ترحيب، وباسمكم جميعاً أرحب بضيفنا الأستاذ الأديب المعروف القاص إبراهيم الناصر الحميدان، وصحبه الكرام الذين تجشموا مشاق السفر من الرياض لإمتاعنا بهذا اللقاء الذي نكرِّم من خلاله رائداً من رواد القصة في بلادنا الحبيبة، إن إطلاق صفة الريادة في مجال القصة والرواية على ضيفنا الكريم ليست جزافاً أو مجاملة، فقد بدأ مشواره الجاد على هذا الطريق الطويل منذ ما يقرب من خمسين سنة، وكلنا يعرف طبيعة الحياة في تلك البدايات الصعبة حين كانت الكتابة والقراءة محصورة في الكتاتيب، وقليل من المدارس التي انتصبت هنا وهناك في بعض المراكز الحضارية.
وبالرغم من إرغام البيئة المشجعة على حرفة الكتابة إلا إن أستاذنا قد واجه المشاق بجلد كبير، واستملح المركب الخشن، واتخذ سبيله عجباً ليتحفنا باثنتي عشرة رواية، ومجموعة قصصية، كما تمخضت تجربته الأدبية في تأثير مبكر في الحركة المسرحية رغم ما اعتقده بشأن هشاشتها ودائرتها المغلقة التي لم تواكب نظيراتها في كثير من الدول العربية الشقيقة.
هذه التجربة الطويلة التي امتدت زهاء نصف قرن، ظلت ترتكز منذ البدايات الأولى على موروث ثقافي متجذر في حياة القرية، إذ تشكل القرية كوحدة اجتماعية متجانسة قاسماً مشتركاً في كثير من أعمال ضيفنا الكبير، فقد اتكأ على صدق وعفوية وبراءة وشفافية الحياة في القرية، ليستنبت منها عصارة أفكاره ويقولبها في سرد جميل وممتع يجذب القارئ بسلاسة مفرداته.. وسهولة معانيه.. ودخوله المباشر إلى صلب الحدث، دون حاجة إلى التفاف غير مبرر، فتجده يأخذ الحياة بشكلها الطبيعي ويصوغ منها ثوباً موشّى بكل ألوان قوس قزح، قد يعتصرك عصراً، حتى تشعر بلهيب الصحراء يستعر بين جنبيك، وأنت تقرأ وصفه لقرية تمد لسانها في رمالٍ لا نهائية، وتعبث الريح ببيوتها وآبارها، وحتى الكلمات تحيلها إلى حجارة مسننة ثم يأخذك في حوارات متشعبة تفضي في النهاية إلى فتح مسارات متعددة، يلقي من خلالها الضوء على قضايا اجتماعية ذات وشائج وثيقة الصلة بواقع الحال.
فلدى كاتبنا الرائد حاسة مرهفة تتيح له عمل بناء درامي من مقومات الحياة العادية، التي يشاهدها وينسج منها شخوص رواياته والأحداث التي يتعرضون لها، ثم يسحب كل ذلك على قضاياهم اليومية ويبحث عن حلول لما يطرحه من مشاكل اجتماعية في قالب غير مباشر يجعل كتابته مهضومة؛ لأنها تأتي بلسان أبطال عايشهم القارئ وتفاعل مع أدق تفاصيل حياته.
إن المبدع قد يوقد شموعه ويباري العُتّاق الناجيات بنتاجه، ويكرس حياته لأدبه وفكره وفنه، بيد أنه يبقى في غياهب المجهول؛ نظراً لصعوبة النشر التي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، وبحمد الله استطاع ضيفنا الكبير أن يتجاوز هذه المعضلة عن طريق قنوات النشر التي تقدمها بعض الأندية الأدبية مشكورة، وهذا جهد يستحق الإشادة والتقدير؛ لأنه يخترق حصاراً أحسبه جائراً تفرضه دور النشر على المبدعين، كباراً وناشئة، مما يؤثر كثيراً في عملية توزيع الكتاب، ووصوله بسعر مناسب للقارئ، وبما يكفل ريعاً يستفيد منه المبدع لمواجهة متطلبات حياته.
 
وأشير في هذا السياق، إلى موضوع تفرغ المبدعين من كُتَّاب وأدباء ومفكرين، وهو مشروع سبق طرحه عبر بعض الصحف وتجربة أثبتت جدواها وأتت ثمارها اليانعة في بعض الدول العربية الشقيقة، ولكنه للأسف لم يجد أرضاً خصبة لتورق أغصانه ويتلألأ طلله، ويعبق شذاه فيسري مع دمائنا، ويهدهد مشاعر المبدعين الذين هم جزء فاعل من ضمير الوطن ونبضه ومشاعل تنويره.
 
ونحن في سعينا لتأمين مسيرة العطاء الثقافي في بلادنا الحبيبة نأمل أيضاً أن يجد كل عمل خيِّر يحفظ كرامة المبدعين في مختلف ظروف ومنعطفات الحياة حقه من العناية والرعاية والتفعيل، ليخرج من حيز التنظير إلى واقع التطبيق العملي، وقد يسعدنا الحظ فنرى إنشاء وزارة للثقافة تضم ما تناثر من إدارات مختلفة حتى تتكامل منظومتها وتؤدي دورها المنشود في خدمة هذا القطاع المهم، والسير به نحو آفاق أرحب من الألق والبهاء الذي نرجو أن ينافس ويتفوق على ما يردنا عبر الحدود فهذه بضاعتنا أتطلع أن تُردَّ إلينا، وأن تُعطى القوس باريها، فهاهنا موئل النور وانطلاقة إقرأ.
الأحبة الأكارم أرحب بكم مجدداً، مع تمنياتي لكم بقبسات مؤنقة من ضيفنا الكبير، وعلى أمل أن نلتقي مرة أخرى بعد موسم الحج، فقد احتدمت وتكتفت شواغل معظم أولياء الأمور بمتابعة تحصيل أبنائهم واختباراتهم المدرسية، متمنياً لجميع أبنائنا وبناتنا النجاح والتوفيق والسداد، كما أرجو من الأساتذة الذين سيسعدونا بكلماتهم ألا تتجاوز الخمس دقائق، حتى نتيح أطول وقت ممكن لضيفنا الكبير، وللحوار الذي يلي كلمته، والضوء الذي يلقيه على مسيرته وتجربته الإبداعية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عريف الحفل: أصحاب المعالي والسعادة، كُثرٌ هم الذين سوف يتحدثون في هذه الأمسية، الكلمة الآن لمعالي الدكتور محمد عبده يماني، المفكر الإسلامي المعروف، ووزير الإعلام الأسبق.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :959  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 57 من 147
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج