(( كلمة سعادة الأستاذ الدكتور عبد المحسن القحطاني ))
|
بسم الله الرحمن الرحيم، سلام الله يحفكم ورحمته تغشاكم، وتوفيقه يحوطكم أينما كنتم، أما بعد.. |
فقد استمعتم إلى هذه الكلمات التي تبين وشائج العلاقة مع الدكتور سمير سرحان، أما أنا فاعتبروني من الجمهور، وهو الهم الذي كان يراوده حين ألَّفَ كتابه التجربة الجديدة في المسرح، ولعل ما نستمع إليه الآن لا يمت معه بِصِلَة بل أنا أحد القراء لهذا العمل، وهذا هو هاجسه لأن الدكتور سمير سرحان كان همه في أول قراءة له أنه هَمٌّ مؤسساتي وليس هماً فردياً، بحيث أنه طرح فكرة تولاها المخرج البولندي هو أن يرى رأي الجمهور قبل أن يسمع مسرحيته أو حدثه، وحين تحدث عن اللغة واللغة الجميلة التي استمعتم إليها من سابقي، هي هَمٌّ مؤسساتي وليس هماً فردياً إن صح هذا التعبير، لا أريد أن أركز على المراحل الثلاثة التي أتى بها الأستاذ عبد المقصود خوجه، وإنما أقول: كيف استطاع المبدع أن يتحول بإبداعه الفردي إلى فكر مؤسساتي؟ هذا هو القيمة الفعلية للعمل الإبداعي، والعمل الإبداعي إذا لامس الجمهور وأعماقه فإنه سيصنع فكراً مؤسساتياً وليس نقداً فردياً إن صح هذا التعبير. |
ولذا فكانت تجربته حينما جعل المخرج "كازان" الإنجليزي وهذا الكتاب إن لم تخني الذاكرة قرأته قبل اثنتين وعشرين عاماً، حينما كان أستاذاً في جامعة الملك عبد العزيز والسنة التي أتيت فيها غادر المكان، فلم يكن بيني وبينه أي علاقة ولكني ظللت أتتبع هذا الهم، وهذا الفكر المؤسساتي، وإذا بي أراه في هذه الموسوعات الضخمة التي يجوب مع فريق العمل، وهذا الذي نريده دائماً يقال إن الدراسات الإنسانية لا تقوم إلا على الأفراد، أقول إن سمير سرحان صنعها لكي تقوم على الجماعات وعلى المجاميع وهذا الذي أثمر هذه المؤسسات الكبرى بدءاً من الطفل وانتهاءً بالحضارة. أيها الأخوة الأكارم حيوا معي الأستاذ الدكتور سمير سرحان وصفقوا له. |
عريف الحفل: أيها الأخوة الحضور نتمنى عليكم أن تزودونا إذا أردتم أن تسألوا ضيفنا بسؤال واحد حتى نتيح الفرصة لأكبر عدد من حضراتكم، الآن أحيل لاقط الصوت إلى سعادة الأستاذ الدكتور غازي زين عوض الله رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة سابقاً. |
كلمة سعادة الدكتور غازي زين عوض الله |
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على المبعوث لهداية العالمين، الذي غيّر بالكلمة قلب الإنسان، وأشرق نور الحق، بأفصح لسان، وأقام مجداً عربياً ناطقاً بأجمل بيان، سيدنا محمد الأمين. وبعد.. |
يسعدني اليوم في هذه الأمسية المباركة أن أكون بين كوكبة من رجال الفكر أتحدث معهم عن فارس الاثنينية وضيفها المقدام، كما أود أن أشيد براعي الاثنينية الأديب الشيخ عبد المقصود خوجه الذي استطاع بوجدانه العربي العارف لقيمة الإبداع أن يدرك دور البيان في صناعة الإنسان، حيث سارت الاثنينية على مدى أكثر من ربع قرن مؤسسة ثقافية وقلعة فكرية، ومنبراً حر لإبداء الرأي والفكر بين طبقة تميزت بفكرها النيِّر وعطائها المستمر. |
فالاثنينية تميزت عن غيرها من المؤسسات الثقافية والفكرية الأخرى بأنها احتضنت بالتكريم رجال خدموا الأدب والفكر، وأثروا المكتبة العربية بإنتاجهم الإبداعي وعطائهم المستمر، وفي منتداه الفكري تألق هؤلاء المفكرون الذين يجلسون على مقاعد منبرها ليشهدوا تكريمهم وتمجيدهم والاحتفال بأعمالهم الإبداعية، وهنا في هذا المكان النبيل الكريم ينطلق أريج القلب العربي والنبض العربي والفكر المستنير. |
واليوم يزداد البدر حضوراً واكتمالاً وبريقاً وتزدان سماء الفكر بنجم النجوم راعي الثقافية العربية والمسؤول عن الكتاب والكلمة الصديق الصافي النقي المبدع الدرامي والناقد العلمي الأستاذ الدكتور محمد سمير سرحان، |
تتسامى الكلمات حين تصف هذا العملاق الذي عرفه المثقف العربي بصفة عامة ونحن في المملكة العربية بصفة خاصة، هنا جاء سمير سرحان وأقام أقساماً للغات وقدم المسرح والدراما هنا أبدع وترجم وطرح القضايا الاجتماعية، فتعلمنا منه كيف نصنع هذا النص الدرامي الحيوي الناطق بصراع الإنسان. هنا تعلمت منه طالباً مع التحفظ على السن وصديقاً ورفيقاً وسميراً لرحلة العمر والعطاء الثقافي. |
سمير سرحان هذا الرجل الذي جعل الكتاب عربياً بمعنى الكلمة تتعانق فيه الأرواح العربية من الأقطاب لتتجاوز الإقليمية وترسم خارطة الفكر العربي بأسلوب شمولي متكامل. سمير سرحان الذي جعل معرض الكتاب المصري عالمياً ينافس المعرض الألماني ويضارع معارض الغرب والشرق في زهو وحضور باهر. |
سمير سرحان الذي جعل الكلمة العربية صوتاً له مساحة وفاعلية في ليالي الفكر القاهرية حيث تنطلق المشاعر الدافئة في شتاء كل عام لكي يولد ربيع جديد، وتكريم الشيخ عبد المقصود خوجه والاثنينية اليوم لسمير سرحان هو تكريم حضاري للثقافة العربية والعطاء الإنساني وهذا هو التكريم المستحق لصنّاع الفكر وأهل البيان. وشكراً للشيخ عبد المقصود خوجه، وأهلاً بسمير سرحان، والسلام عليكم.. |
عريف الحفل: لذا نصل إلى ما أسماه الشيخ عبد المقصود الحلا، ولا لسّه ما اتعشينا لكن يعني.. فدعوني أغرف من هذا الطبق أو هذا الوعاء الذي أحضره شاعرنا الكبير الشاعر المكي علي حسن أبو العلا شفاه الله وشفا جميع مرضانا. من محب رسول الله كما ذيّل هذه الوريقات يقول تحت عنوان "المدينة المنورة" مدينة خير الخلق: |
|
|