شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ السيد عبد الله الجفري ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يقفز على التأميم الاقتصادي، ليصبح توأمة وجدانية أتشبث بها أبداً، وبعد..
في عمق شتاء الروح المتدثر اليوم بالصمت والرجفة.. أثارت وحدتي دعوة هذا الرجل عاشقاً باحتفائه بالمبدعين مؤسس ونبض الاثنينية وليس صاحبها عبد المقصود خوجه، لتكريم فلاح الثقافة في حقل الهيئة المصرية العامة للكتاب، الذي تعهد كل عام باسم وطنه القيام بسُقيا وريّ الشعر والرواية والقصة والمسرحية، وإبداع الفكر العربي.. سمير سرحان، وهذا الفلاح الثقافي صديق مفتوح كالجرح في خاصرتي.. وجرحه هو جرحي كلما تذكرنا معاً موسم الشمس في ثمالة الليالي التي تجمعنا ونحن نستسلم فيها لأبعاد ما كان يقهقه به الشاعر كامل الشناوي -رحمه الله- وتتواصل قهقهاته حتى البكاء والنشيج، فيقول:
حسبنا ما كان واهدأ هاهنا
في ضلوعي واحتبس خلف الحنايا
لا تثر لي ذكرياتي إنها
شيبتني، شيَّبت حتى صِبايا
وفي كل مرة أنتظر هذا الفتى سمير هناك، حيث أجده على مقهى الحياة، هارباً من مدن تثير الغبار، أشواقه تستدير انعتاقاً كهذا الزمن الذي صارت فيه مشكلة الحقل شح المياه، ومشكلة العقل شح الفهم، ومشكلة الإنسان شح الخفق الدافئ، إذاً أستأذنكم ومؤسس نبض الاثنينية أن نُشرع على مبدأ الكتاب المفتوح لأتحدث عن سمير سرحان الذي طالما أجلسني معه على مقهى الحياة في القاهرة بعد أن جلسنا معاً من قبل على مقهى الحياة في جدة، عندما كان أستاذاً في جامعة الملك عبد العزيز، فانطلاقة ارتواء القلب من قيمة الحب.
هذا هو سمير الممتع حتى في سرحانه حين نكون معاً، يمثل لمشوار الصداقة والأصدقاء في حياتي بيت الصداقة وبيت العمر الجميل، فإذا ذهبت إلى مصر ولم أجده، أقفل راجعاً، حقاً كأن النيل يشيح بوجهه عني وكأن مسارح القاهرة فقدت دقاتها التي تعلن الافتتاح، وكأن الكتاب أطبق غلافه منعاً لقراءته، وبكل هذا الميثاق الذي ربطني به سمير سرحان كأنشودة هدية عيد الميلاد دائماً ما زلت لا أدري من أين أطل عليكم منه وفيه، من شرفاته ونوافذه أو من شجرة لبلابه التي تمد فروعها أغصاناً نحو وجداننا وفكرنا.
سمير سرحان تتهم شهادتي فيه دائماً بأنها مجروحة، لكنها في نفس الوقت شهادة عقل قرأ له إبداعاته المسرحية واستفاد، وقرأ تحليلاته النقدية وتفطن، وذات يوم كنت أتحدث مع من كان صديق لي الناقد الكبير بحق رجاء النقاش وكان يدعو إلى فكرة الاقتصاد الثقافي، لأن الثقافة في رأيه سلعة رابحة إذا أُحسن تقديمها، عكس الفكرة السائدة أن الثقافة خدمة يُنفق عليها ثم تخسر، ولعل جدلي يومها طال مع النقاش، لأنني أردت أن أطرح عليه أمثلة من الواقع في وطننا تؤكد كيف تم الإنفاق على الثقافة ثم خسر من أنفق، وكيف أضع أمامه "تهامة" مثالاً، وبعد سنوات جاء سمير سرحان رئيساً لهيئة الكتاب في مصر ليجتهد في تحقيق فكرة الاقتصاد الثقافي أو اعتبار الثقافة سلعة رائجة، ولعل الدكتور سمير يحدثنا في أمسيتنا هذه عن تجربته التي أحسبها أثمرت.
وقبل أن أختم هذا البوح الذي أطلت عليكم به، وما زال في وجداني حقل من أشجار وأغصان الشجون والشجو عن ضيفنا الليلة، أود أن أتذكر مع صديقي سمير
تلك النشوة التي شعر بها في السويعات التي جلسها أمام من سماه حكيم الزمان (توفيق الحكيم)، وفي تلك النشوة أحس أنه خرج من رحم النور وأفلت من قبضة هذه الدنيا التي صارت تضج بالقتل والحروب والتدمير والتدليس والخداع.
لعلنا في هذه الأمسية قبل أن تشهق نجمة القمر التي تطارده يجيئنا ضوء الكلمة من تجربته والمواقف التي أنضجته رغم مرارتنا التي نغسلها غالباً بلحظة حب تتبلور خلية للفرح، فلن يستطيع الخريف أبداً أن يمنع عودة الربيع مجدداً. أهلاً بعمدة الكتاب في مصر، وليت للسنين صوتاً غير الذكرى وحدها. والسلام عليكم..
عريف الحفل: إذاً الآن مع الأدب العربي وأستاذه.. أستاذ الدراسات العليا بجامعة الملك عبد العزيز الأستاذ الدكتور عبد المحسن القحطاني.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :603  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 49 من 147
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.