شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور عبد الله مناع ))
 
أسعد الله مساءكم بكل خير، حقيقةً أنني سعيد بأن أشارك في الاحتفاء والاحتفال بالأستاذ والدكتور سمير سرحان، الذي فوجئت الليلة بأن اسمه الأصلي أو الحقيقي هو محمد سمير سرحان، ولا أدري أين هي الصحة هل هي في سمير سرحان أم في محمد سمير سرحان، الأستاذ الدكتور سمير سرحان نجم من نجوم الفكر بلا جدال، وأديب من أدباء مصر، ومسرحي عظيم كان من سوء حظي أني لم أشاهد له مسرحية قط، لكنني تعرفت على الدكتور سمير سرحان في أوائل التسعينات وليس قبل ذلك، لأن قبل ذلك كان يتولى أمره الأستاذ الصديق عبد الله الجفري، وكان كما لو أنه أمَّمه، فكان الدكتور يقع في حالة تأميم طوال سنواته في جدة، حتى أننا لم نتعرف عليه ولم نره، تحت مظلة التأميم أو الحراسة، وعندما ترك الدكتور سمير جدة، وغادر إلى مصر بدأ يتنفس وبدأنا نتعرف عليه وتعرفنا عليه بدءً من التسعينات، لكن أجمل من هذا أنني تعرفت عليه على وجه أدق وأجمل عندما قرأت كتابه الجميل "على مقهى الحياة" حقيقةً أن الكتاب جميل.. ويروي قصة حياة الدكتور، وهي قصة طويلة.. وأحزان طويلة.. وأيام طويلة، ولعل من أجمل ما فيها كيف التحق بكلية الآداب "قسم اللغة الإنجليزية" مع أستاذ قسم اللغة الإنجليزية الشرس والعنيد المرحوم الدكتور رشاد رشدي، فقد أخذ موعداً لمقابلته بعد نجاحه بتفوق في قسم اللغة الإنجليزية، ولكن نصحه صديقه وقد ارتدى الدكتور كل ملابسه الجميلة وحذائه اللامع الأسود وتأهب للقاء، نصحه زميله والذي سبق تعيينه معيداً في الجامعة في قسم اللغة الإنجليزية الدكتور محمد عنان، بألاَّ يذهب إلى هذا الموعد، فشعر بشيء من الاكتئاب والحزن وقد تهيأ للقاء.. فسأل لماذا؟ قال له: حاوره وداوره ولكن الدكتور سمير كان مصراً على أن يعرف لماذا ينصح الدكتور صديقه بألاَّ يذهب إلى لقاء الدكتور رشاد رشدي، حتى علم في النهاية بأن الدكتور رشاد رشدي يتحفظ على كل اليساريين أو من يشتبه فيهم بأنهم يساريون، وقد كان الدكتور سمير سرحان مشتبه بأنه يساري، أو ربما كان أكثر من ذلك.
 
لم يذهب الدكتور سمير ودارى أحزانه، ولكن ذكائه نفعه في اللحظة الحاسمة، فالدكتور رشاد رشدي في تلك الأيام أو في ذلك الصيف سافر إلى بريطانيا كالعادة ليمضي إجازة الصيف في بريطانيا، وكانت له مسرحية هي "الفراشة" تعرض في مصر، فرأى الدكتور أن يكتب نقداً لهذه المسرحية، نقداً جميلاً، يفتح به الطريق مع الدكتور رشاد رشدي، ويكون هذا النقد هو الجسر الذي يوصله للدكتور فيفوز أو يحوز على رضاه، وقد كانوا دائماً ينظرون إلى أعمال الدكتور رشاد رشدي على أنها أعمال معمارية درامية خالية من الروح والفكر.
كتب الدكتور سمير نقداً جميلاً بازخاً مترفاً عظيماً للغاية وبعث به إلى عنوانه في لندن، حيث يمضي الدكتور رشاد رشدي إجازته، الدكتور رشاد رشدي الذي رفض مقابلة الدكتور سمير وقال أنه يساري وهو لا يحب اليساريين ولا يريد أن يضع أحد من اليساريين قدمه في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة أبداً، بعد أن قرأ نقد الدكتور سمير سرحان وهو في لندن، بعث إليه برسالة يقول له: ولدي الحبيب، فتحت ولدي الحبيب الأبواب كلها على مصراعيها وكسب قسم اللغة الإنجليزية معيداً وأستاذاً عظيماً ومسرحياً حقيقياً هو الدكتور سمير، وكسبت مصر أيضاً أديباً ومسرحياً عظيماً قاد المسرح وعمل مع المسرح أكثر من سنوات طويلة، وانتقل فيما بعد أن كما قال الأستاذ عبد المقصود بعد أن تغيرت الرياح في سماء المسرح انتقل إلى عالم الكتاب وفتح أبواباً أخرى ليس للكتاب المصريين وحدهم ولكن لكل الكتاب العرب وأنا من بينهم.
تحياتي للدكتور سمير وأهلاً به مع تمنياتي له بالتوفيق، هنا وهناك وفي كل أحواله وفي كل أزمانه، والسلام عليكم ورحمة الله..
عريف الحفل: وتعطى الكلمة الآن لسعادة الأستاذ الكبير والأديب المعروف صاحب الكلمة الرقيقة السيد عبد الله الجفري.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :606  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 48 من 147
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج