شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عريف الحفل: من الأسئلة التي وردتنا نقرأ السؤال الأول الموجه لسعادة فارس الاثنينية هذا السؤال من الأخ غياث عبد الباقي الشريقي، يقول:
كتب الأستاذ عبد الله السمطي في جريدة "الجزيرة" قبل أيام قليلة مقالاً حول موسوعة الأدب العربي السعودي الجديدة وفي هذا المقال وجه نقداً لسعادتكم بخصوص المجلدين اللذين تم تخصيصهما للنقد الأدبي والدراسات النقدية وأنكم تجاهلتم في هذه الموسوعة بعض الأسماء الكبيرة من النقاد السعوديين وتجاهلتم كذلك بعض الأسماء الشبابية فما جواب سعادتكم حول هذا الموضوع، ثم هل سيتلافى ذلك في الطبعة الثانية من هذه الموسوعة؟
 
الدكتور عزت خطاب: شكراً، في الواقع ربما يكون الدكتور منصور خير من يتحدث عن الموسوعة، ولكن فيما يتعلق بمجلد النقد، أولاً: خصص له مجلدان في الواقع، بينما الأجناس الأدبية خصص لها مجلد واحد لماذا؟ لكثرة الدراسات، أولاً: كلمة موسوعة ممكن نتناقش بمعناها وعما إذا كانت مناسبة أو لا؟ وإنما الواقع الموسوعة هي نصوص مختارة إبداعية ونصوص من الدراسات مختارة، لا نستطيع أن نضع كل إنسان، ما في شك هناك دراسات وهناك نقاد لم نستطع أن ندرجهم في الموسوعة لسبب واحد، أولاً: هذه موسوعة الأدب العربي السعودي الحديث، فلجنة الموسوعة من سياستها كانت أن يكون الكاتب سعودياً، ثم يكون موضوع البحث والدراسة عن الأدب السعودي، هناك كثير من الدراسات بأقلام أكاديميين سعوديين كبار ولكنها لا تخص الأدب السعودي ولذلك لم تكن في الموسوعة.
الواقع نحن في الموسوعة فخورون بأننا حاولنا أن نمثل جميع التيارات الموجودة في الساحة الثقافية والإبداعية، هذا من ناحية، من ناحية ثانية حاولنا أن نمثل جميع مناطق المملكة، حتى تكون الموسوعة إلى حد ما شاملة لكل المشهد الثقافي، ثم نحن اخترنا من كل جنس أدبي وفي الدراسات اخترنا نماذج تقريباً تعتبر ممثلة لهذا التيار، فيكفي أن نختار نموذج أو نموذجين فلا نستطيع أن نختار، ولأن الدراسات الواقع في مرحلة التحديث التي هي الثلاثين سنة الأخيرة دراسات كثيرة الواقع، ثم دخلت إلى الساحة ونحن فخورون بذلك أقلام نسائية أكاديمية أي مُطلع على الموسوعة سيجد هناك دراسات جيدة جداً بأقلام زميلات أكاديميات، فلا نستطيع أن نتجاهلها.. الواقع إذا أردنا أن نمثل جميع من درسوا وجميع الدراسات إذاً نحتاج إلى أكثر من مجلدين، الواقع هناك من صرح بأن مجلدان كثيران، لماذا؟ لماذا المجلدين في الدراسات أكثر مثلاً من الشعر ومن المقالة، السبب بكل بساطة أن الدراسات طويلة، كل دراسة من عشر صفحات إلى عشرين صفحة، إلى ثلاثين صفحة أحياناً، ولا تستطيع أن تجتزئ جزء من الدراسة، وإلا ستكون الدراسة غامضة فاضطررنا أن نضع الدراسات كلها.
فيما يتعلق بالمستقبل نعم نحن إن شاء الله ربما في الطبعة الثانية للموسوعة إننا نُدخِل في هذه الموسوعة دراسات لم ندخلها في الطبعة الأولى، ربما نستغني عن بعض الدراسات وندخل دراسات بدلها، هذا إن شاء الله في المستقبل.
عريف الحفل: السؤال الثاني من الأخ عبد المؤمن القين يقول:
ما هي الجهود المبذولة في ترجمة الأدب السعودي (شعراً ونثراً) وما هو التقويم (التقييم) المناسب لذلك؟
 
الدكتور عزت خطاب: الواقع طالما نحن نتحدث عن الموسوعة فصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي دعم الموسوعة في نسختها العربية، أيضاً تكفل بدعمها وأمر بأن نترجم شيئاً من هذه الموسوعة إلى اللغة الإنجليزية نعم، إن شاء ستصدر قريباً أجزاء من الموسوعة مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، ثانياً: جامعة الملك سعود أصدرت قبل حوالي عشرين سنة كتاب (منتخبات) من أدب الجزيرة العربية والخليج، نصف تلك المنتخبات من الأدب السعودي شعراً ونثراً ومسرحيات، فالكتاب مترجم إلى اللغة الإنجليزية وقامت بترجمتها مؤسسة شهيرة جداً في العالم الغربي مؤسسة (بروتا) التي تُشرف عليها الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي، الكتاب موجود، وميزة هذه الترجمة أنها ترجمة يقوم أو قام بترجمتها أولاً الترجمة المبدئية قام بترجمتها أناس يجيدون اللغة العربية، ثم أُعطيت الترجمة هذه إلى متحدثين باللغة الإنجليزية شعراء وكتّاب فأعادوا صياغة هذه النصوص إلى اللغة الإنجليزية، بحيث أنك إذا قرأت هذه النصوص باللغة الإنجليزية كأنها نصوص كتبها شاعر أو كاتب إنجليزي، والواقع الكتاب هذا حاز على كثير من التقدير والآن أصبح كتاب مقرر (text book) في كثير من الجامعات البريطانية والإنجليزية، وظهرت منه طبعة والآن يُدرس في كثير من الجامعات الإنجليزية، هذا ما تم حتى الآن في قضية الترجمة، هذان المثلان يعني مثل للترجمة الأكاديمية المنضبطة، هناك الكثير من الترجمات الأخرى التي لا أستطيع أن أتحدث عنها قد لا تكون ترقى إلى هذا المستوى ولكن هناك جهود فردية للترجمة.
عريف الحفل: سؤال تكميلي من الأخ عبد الله فراج الشريف يقول:
كم عدد محرري هذه الموسوعة؟ وما هي تخصصاتهم؟ هل سبق إعداد استطلاع لها لرؤى بعض الأدباء؟
الدكتور عزت خطاب: هذه الموسوعة اللجنة العلمية يرأسها الدكتور منصور الحازمي وفيها الدكتور معجب الزهراني، الدكتور عبد الله المعيقل، الدكتور مرزوق بن تنمباك، ومحدثكم،و كلهم من قسم اللغة العربية وأنا، جزاهم الله خير أشركوني معهم لاهتماماتي أيضاً بالدراسات النقدية العربية، الجزء الأخير من السؤال لماذا لم يستشر الأدباء سُئلنا الواقع أكثر من مرة سُئلنا في النادي الأدبي في الرياض، وسُئلنا في النادي الأدبي في أبها، الواقع من تجربتنا الفعلية عندما كنا أعضاء في النادي الأدبي في الرياض عندما ترسل إلى الأدباء والزملاء، استبانة بطلب الرأي وطلب المشورة لا تجد استجابة إلا نادراً، فلو اتبعنا هذا الطريق لما خرجت الموسوعة، ثم الموسوعة عبارة عن اجتهاد، اجتهاد لجنة وهذا لا يمنع أن تكون هناك موسوعات أخرى، باجتهادات أخرى وبطرق أخرى للتوزيع، نحن اتخذنا التوزيع الزمني إلى أربع مراحل ربما يكون هناك توزيع موضوعي، ربما يكون هناك توزيع آخر هذا لا يعني أنها هي الموسوعة الأولى والأخيرة، فلماذا لا تكون هناك موسوعات أخرى؟ والمجال موجود والموسوعات موجودة في العالم الغربي تقريباً كل سنة تجد موسوعة جديدة تطلع بالأدب الإنجليزي، الأدب الفرنسي، الأدب الألماني، فهذا المجال مفتوح تماماً ويمكن أن تكون هناك موسوعات أخرى.
عريف الحفل: الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول:
أين نحن وأدبنا؟ أدباء وأديبات ماضون في هذه الحقبة التاريخية الصعبة، وهل سنشهد انطلاقة فكر نهضوي عربي جديد؟
الدكتور عزت خطاب: والله هذا سؤال ربما من الصعب الإجابة عليه الآن، ولكن بوادر هذه النهضة موجودة، النهضة الواقع تأتي من التحديات، الآن هناك تحدي العولمة، نعرفه جميعاً، هناك تحدي الاستعمار الجديد، ونعرفه جميعاً، هناك التحديات الأخرى الثقافية، فأملي.. والبوادر موجودة إن شاء الله، سواءً في المملكة أو في العالم العربي والإسلامي أن تقوم هناك تيارات ونشاطات أدبية فكرية تستطيع أن تقبل هذا التحدي، البوادر إن شاء الله موجودة ولكن تحتاج هذه النشاطات إلى دعم، تحتاج هذه النشاطات إلى تسويق، تحتاج هذه النشاطات إلى أشياء كثيرة، أنتم أعلم بها مني، ولكن الأمل موجود.
عريف الحفل: فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني، يقول:
من دلائل عظمة الله ووحدانيته اختلال الألسنة والألوان، ومما سمعناه من سيرة سعادتكم الذاتية أنكم تتقنون اللغة الإنجليزية وأنكم بلابل مبدعون فيها وهذا شيء جميل نغبطكم عليه لنشر دعوة الإسلام في البلاد الأجنبية وأنا شخصياً درست الإنجليزية ست سنوات ولكنها تبخرت من رأسي وأنا متأسف لضياعها لأنها اللغة العالمية في عصرنا، سؤالي لسعادتكم هل معرفتكم باللغة العربية لغة الأجداد (very good) جيد جداً، أم أن اللغة الإنجليزية قطعت صلتكم بسيبويه، ونَفْطويْه، وابن جنِّي، أرجو أن تنوّروا آراء السامعين بالحقيقة؟ وشكراً.
 
الدكتور عزت خطاب: شكراً، الواقع لست مجيداً للغة الإنجليزية ولا بلبلاً فيها، ولكني أحاول، القضية هي أنك مهما درست لغة أجنبية لا تستطيع أن تبدع إلا في لغتك، وهذه قضية وأصبحت بديهية الآن، لم تنقطع صلتي باللغة العربية، وهذه لغة القرآن واللغة الجملية.. أنتم أعلم بهذه اللغة مني، ولكن صدقوني إذا قلت لكم إني عندما أصاب بنوع من الملل من قراءة النصوص الإنجليزية أبحث في مكتبتي عن كتاب للدكتور طه حسين، أبحث في مكتبتي عن ديوان للمتنبي، أبحث في مكتبتي كتاب لمحمد حسنين هيكل، فيذهب عني هذا الملل، حقيقةً، يذهب عني هذا الملل، لأني كمن عاد إلى حديقة غناء بعد هجير الصحراء، وصدقوني والواقع اليوم سررت جداً عندما قرأت في الجريدة خبراً عن هذه الاثنينية بأني أستاذاً في اللغة العربية في جامعة الملك عبد العزيز، الواقع أنا أتشرف جداً أولاً: أن أكون أستاذاً في اللغة العربية، أنا لا أستطيع أن أدعي ذلك، وأتشرف أن أكون من أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز.
فاللغة العربية حقيقةً هي زاد كل إنسان عربي، يكفي أنها لغة القرآن، يكفي عندما تقرأ القرآن أو تقرأ الحديث النبوي الشريف الحقيقة التجربة تعلمونها خصوصاً في المواسم الدينية الكبيرة التي حبانا الله بها هي موسم رمضان المبارك عندما تقرأ آيات القرآن الكريم لا أستطيع أن أعبر عن نفسي.. عن هذه التجربة، وكلما قرأت آيات القرآن الكريم وكلما كنت ذا حظ وسمعت مثلاً من أساطين المفسرين أمثال -رحمه الله- الشيخ محمد متولي الشعراوي مثلاً، ستكتشف أشياء كثيرة في هذا القرآن الكريم، يكفي أن تعلم مثلاً يعني سبحان الله القرآن يخاطبك كأنه نزل اليوم، مثلاً عندما اليهودي الصهيوني نتن ياهو مثلاً ألغى كل المعاهدات التي تعاهدت بها الدولة الصهيونية ألهمنا الله هذه الآية الكريم: أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوْا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيْقٌ مِنْهُمْ (البقرة:100) كأنها نزلت هذه الآية الآن، هذا كلام الله سبحانه وتعالى وسيبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالحديث عن اللغة العربية والحديث عن القرآن يطول، وأرجو أن أكون تلميذاً صغيراً متواضعاً في رحاب اللغة العربية.
عريف الحفل: سؤال من الأخ عبد الرزاق الغامدي، يقول:
قرأنا في الصحف والمجلات أن وزارة المعارف تعتزم تقرير منهج اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية ولأسباب لا نعلمها تأجَّل هذا القرار. هل أنت ترى ضرورة تدريس هذه المادة في المرحلة الابتدائية؟ وبصفتك متخصص في هذا المجال ألا ترى خطراً على اللغة العربية من تقرير تدريس اللغة الإنجليزية في تلك المرحلة؟
الدكتور عزت خطاب: نعم، هذا سؤال جيد جداً، وسؤال وقتي حقيقةً، أولاً: لا أتفق مع من يقول أن هناك خطر على اللغة العربية في تدريس اللغة الإنجليزية، ولكن مع ذلك لا أوافق على تدريس هذه اللغة في المرحلة الابتدائية لسبب واحد وهو أننا الآن نلاقي كثير من الصعوبات في تدريس هذه اللغة في المرحلة المتوسطة ثم الثانوية، الطالب يأتينا إلى الجامعة بعد ست سنوات من دراسة اللغة الإنجليزية ويأتي إلى الجامعة إلى قسم اللغة الإنجليزية ولا يستطيع أن يكتب جملة واحدة صحيحة، ماذا نفعل به؟ أنا أعتقد وقد يشاركني في هذا الرأي وقد لا يشاركني فيه الكثيرون أنا أعتقد أن اللغة الإنجليزية يجب أن تُدرس لمن يريد أن يتخصص إما في اللغة الإنجليزية أو يتخصص في مجال يُدرس فقط باللغة الإنجليزية، أما أن تجبر الطلاب على أنهم يتخصصوا في هذه اللغة لا يجدوا مدرسين على أهبة كبيرة من التدريس وعلى امتياز في التربية وفي التدريس، فكل الذي يحصل أن الطلبة ينفقون كثيراً من الوقت ولا يستفيدون من ذلك، فيأتون إلى الجامعة وندرسهم من جديد، كثير من القواعد وكثير من الأساليب، نحن في الجامعة ويشاركني في ذلك كل من دَرَّس في الجامعة نحن نرحب بمن يأتينا إلى الجامعة ولا يعرف حرفاً باللغة الإنجليزية، ونحن مستعدون أن نجعل هذا الطالب في خلال خمس سنوات يستطيع أن يتخصص في اللغة الإنجليزية، تقولون كيف؟ أقول لكم نعم، أعطوني العدد الكافي من المدرسين بحيث أنه لا يتجاوز عدد الطلاب في أي فصل دراسي أو في أي شعبة عن خمسة عشر طالب أو عشرين على الأكثر، أنا أضمن لكم أننا نخرج طلاباً على قدر كبير من الإجادة في اللغة الإنجليزية أكثر مما نخرج الآن، نعم نحن الآن دعوني أقول لكم: علمتم أننا عندنا الآن في الجامعة (جامعة الملك سعود) حالة.. أكثر من خمسين ألف طالب، كلية الآداب لوحدها يتجاوز عدد طلابها أربعة آلاف وخمسمائة طالب، كلية الآداب فقط، تعلمون الآن أنه في الشُعب.. الشُعب في كلية الآداب في قسم اللغة الإنجليزية تتجاوز الشُعب عدد السبعين أو الثمانين، ماذا يستطيع الأستاذ أن يُدرس في هذه الشعبة، قولوا لي بالله عليكم هل يدرس أي شيء؟ هل يستطيع أن يُدرِّس (grammar) هل يستطيع أن يدرس أي مهارة من المهارات المعروفة لا يستطيع.
فالقضية قضية كبيرة، وتحتاج إلى درس، أنا الواقع سررت لأن مجلس الوزراء الموقر أعاد النظر في هذه العملية لأننا نحتاج إلى جيش كبير من المدرسين ليس من المدرسين الذين يملئون الخانات، وإنما مدرسين يستطيعون أن يُدرِّسوا هذه اللغة، إذا أردنا أن نُدرِّسُهم من المرحلة الابتدائية، دعونا الآن نتقن تدريس اللغة الإنجليزية في المرحلة المتوسطة والثانوية قبل أن نفكر في المرحلة الابتدائية، هذا يكفي، فلذلك أنا سررت بهذا حقيقةً وأرجو أن نكتفي بهذا في الوقت الحاضر.
عريف الحفل: سعادة الأستاذ مصطفى العساكري، قنصل دولة تونس بالنيابة بجدة، يسأل قائلاً:
هل هناك تعاون بين جامعة الرياض وبقية الجامعات العربية الأخرى في مجال الآداب الإنجليزية، وإذا ما كان هنالك تعاون فما هي النتائج التي تحققت وما هي البرامج المستقبلية لهذا التعاون؟
 
الدكتور عزت خطاب: بكل أسف لا يوجد تعاون بين جامعة الملك سعود وأي من الجامعات وهذا ينطبق على كثير من الجامعات، قولوا لي: هل هناك تعاون بين جامعة القاهرة وجامعة عين شمس التي هي في نفس البلد لا يوجد تعاون بكل أسف، نحن لا أدري كلٌ يغني على ليلاه، كلٌ منفرداً لم نتعلم طريقة التعاون وطريقة التكاتف في أي عمل جماعي، أعمالنا كلها فردية سواءً على نطاق الترجمة أو على نطاق التدريس، قولوا لي: هل هناك جمعيات.. الآن قبل أربع سنوات فقط أُنشأت هذه الجمعية التي أنا عضو فيها، جمعية أساتذة اللغة الإنجليزية في العالم العربي، وهي قامت بمجهود فردي ولا أدري هل ستستمر أم لا؟ الواقع هذه أحد السلبيات عندنا، بينما عندما تقرأ أي نظام لأي جامعة يقولون يجب أن يكون هناك تبادل بين الطلاب بين الجامعات المختلفة، يجب أن يكون هناك تبادل بين الأساتذة، بين الجامعات المختلفة، هذا كله موجود في الأنظمة ولكن بكل أسف لا يطبق.
عريف الحفل: الأخ أشرف السيد سالم يقول:
في ضوء احتكاكم الطويل والعميق بالحضارة الغربية واقعاً وإبداعاً، نريد أن نتعرف على مرئياتكم في إشكالية (خطاب الآخر) التي نعايشها ونعانيها الآن وتفرض نفسها علينا بإلحاح لمستقبل التعايش بين الحضارات، الذي أرى أننا أكثر حرصاً عليه من الآخر ربما إلى حد الهرولة، بينما تقابله غطرسة تحاول طمس خصوصياتنا؟
الدكتور عزت خطاب: الصلة بيننا وبين الآخر صلة.. الواقع صلة مركبة وليست صلة بسيطة، ولكن إذا فهمنا الآخر فهماً حقيقياً نستطيع أن نتعامل معه، كيف نفهمه فهماً حقيقياً؟ إذا أجدنا لغته، إذا أجدنا طرائق تفكيره، عند ذلك نستطيع أن نتحدث مع الآخر بشكل يفهمنا فيه، نعم، أما قضية الهرولة فهذه قضايا يعني متروكة لمن يهرول، ومن يجد في الهرولة الفائدة، ورغم أني أنا أشك في هذا كثيراً، ولكن تعلمون أن ما يسمى بالآخر من تجربتي حريص على معرفة خصوصيتنا، أنا أعطيكم مثلاً، عندما كنت في الجامعة في الولايات المتحدة وكان يطلب منا كتابة أبحاث، في التخصص وكذا، فعندما أكتب وطبعاً زميلي الأستاذ منصور الخريجي يعرف هذا عندما أكتب عن أي شاعر إنجليزي أو أمريكي أو عن أي روائي أو.. عندما أكتب هذا البحث من وجهة نظرنا نحن نجد كل ترحيب، مثلاً الأستاذ منصور الخريجي كتب ونشر هذا البحث في مجلة (كلية الآداب) بعنوان (موقف دانتي من الرسول عليه الصلاة والسلام) أنا أيضاً كتبت بحث شبيه بذلك كتبت أيضاً صورة الرسول عليه الصلاة والسلام كما تبدو في مسرحية (تيمورلنك) مثل هذه الأبحاث تجد ترحيباً هناك، لأنهم يريدون أن يعرفوا رأي الآخر في أدبهم، لا يريدون أن نُرجع لهم بضاعتهم، (بضاعتهم رُدت إليهم) ولذلك عندما كتبت هذا البحث رَحّبَ به الأستاذ وسألته قلت له: أرجو ألا أكون متحيزاً في كتابتي لهذا البحث؟ قال: بالعكس أنا أرحب بمثل هذا البحث أكثر مما لو كتبت هذا البحث من وجهة نظرنا نحن، إذن معرفة الآخر وطرائق تفكير الآخر تجعلنا نستطيع أن نتحدث معه عن خصوصيتنا بطريقة يفهمها الآخر.
أنا أعتقد كلما تعمقنا.. وأنا هنا لي نظرية، الواقع لكي تفهم أمة من الأمم عليك أن تقرأ أدبها وفكرها، وليس اللغة فقط، اللغة مجالها.. اللغة الحاضنة لها مجال هو الأدب والفكر، إذا لم تستطع أن تقرأ الأدب والفكر أقول لك أنك لا تعرف هذه اللغة ولا تعرف هذه الأمة، فنحن أمام تحدي لمعرفة فكر الآخرين ودائماً نتحدث عن الغرب! طيب لماذا لا نتحدث عن الشرق؟ لماذا لا نتحدث عن الأدب الياباني؟ لماذا لا نتحدث عن الأدب الكوري؟ لماذا لا نتحدث عن الأدب الصيني؟ هؤلاء هم المستقبل، وهم أقرب لنا من الغرب، وأنا أرجو أن تكون هناك دراسات وتخصصات في هذه الآداب الشرقية الناهضة.
عريف الحفل: الأخ عبد الله ابن عبد الرحمن له سؤالان، سؤال واحد أجبتم عليه:
ما رأيكم في التعليم الإنجليزي في المرحلة الابتدائية؟ السؤال الثاني: في قلبي رغبة شديدة لتعلم الإنجليزي وتخصصي اللغة العربية، وعمري 45 عاماً فماذا أفعل هل سأدرك اللغة أم أتقاعد ورزقي على الله؟
الدكتور عزت خطاب: الله يعطيك العافية، ليس للتعلم سن معين يعني بالجهد، أنا أعرف أُناس تعلموا لغة أجنبية بعدما تخطوا الأربعين وأجادوها، أو تخطوا مرحلة الصبا، دعوني أعطيكم مثلاً معروفاً في الواقع، الكاتب الإنجليزي.. الروائي الإنجليزي أو البولندي الأصل اسمه (جوزيف كونراد) تعلم اللغة الإنجليزية بعدما تخطى العشرين وأصبح الآن من أساطير اللغة الإنجليزية من أساطير الرواية الإنجليزية، هذه واحدة، الشيء الثاني الكتاب الذي ذُكِر بعنوان (الطريق إلى مكة) هو الواقع تُرجم بـ (الطريق إلى الإسلام) محمد أسد هذا الرجل صدقوني لو قلت لكم أنه يكتب اللغة الإنجليزية بطريقة أفضل من كثير من الكتّاب الإنجليز، اللغة التي يكتب بها محمد أسد المترجم الذي ترجم هذا الكتاب لم يستطع أن يترجم تلك اللغة، تعلمها محمد أسد هو بولندي الأصل ولكن تعلمها بعد العشرين أو بعد الثلاثين، وأجادها وأصبح يكتب بها كتابة يحسدها عليه كثير من الإنجليز، فالجهد والعزم أنا أعتقد يعطي نتيجة إن شاء الله بصرف النظر عن العمر.
عريف الحفل: سؤال من الأخ الأستاذ المربي مصطفى عطار يقول:
أرجو من الدكتور عزت أن يذكر لنا شيئاً من العقبات التي وقفت وتقف أمام طلابنا في إجادة اللغة الإنجليزية حتى بعد أن تحصلوا على مؤهلات جامعية بل إننا لا نجد مترجمين ومتحدثين بطلاقة للغة الإنجليزية.
 
الدكتور عزت خطاب: الموضوع بسيط، اللغة الإنجليزية لغة وهي مهارة، اللغة مهارة، إذا لم تستخدم هذه المهارة بشكل مستمر ستفقدها، إذن اللغة الإنجليزية أو أي لغة أخرى إذا تعلمتها ولم تستخدمها باستمرار لا تجيدها، إذن بكل أسف طلابنا حتى في الجامعة لا يستخدمون اللغة الإنجليزية حتى المتخصصين منهم إلا في قاعة الدرس فقط، هذا السؤال سُئلته كثيراً من المرات، طلاب يأتوني كيف نجيد اللغة الإنجليزية؟ أقول استمر في سماع اللغة الإنجليزية في التحدث بها، أقول لهم بكل بساطة حتى إذا ما كان عندك (dish) افتح القناة الثانية في التلفزيون السعودي، أو افتح الراديو السعودي واستمع للغة الإنجليزية، حاول أن تتحدث باللغة الإنجليزية، حتى لو تخطئ كلنا نخطئ حتى من يدعي أنه أجاد اللغة الإنجليزية يخطئ، لأنها ليست لغته الأم، ولكن المران.. المران.. المران.. والمران هذه بعض الكلمات لا أتذكرها هذا يحصل لي دائماً عندما تنتهي الإجازة الصيفية وأرجع مرة أخرى إلى قاعة الدرس، في المحاضرات الأولى أجد صعوبة في إيصال ما أريد أن أقوله للطلاب، فإذا كان هذا يحصل معي لأني قضيت عمري كله في تَعلُّم هذه اللغة، فما بالك بمن بدأ في تعلم اللغة الإنجليزية، وهذا كما قلت ينطبق على كل اللغات، وليس على اللغة الإنجليزية فقط.
عريف الحفل: الأخ أحمد الناشري، يقول:
ما هو السبب الرئيسي الذي جعل الدكتور عزت يتجه إلى الأدب الإنجليزي (أعتقد يا دكتور قد أجبتم عليه سابقاً) لكن يقول هل كان للوالد دور في ذلك؟
 
الدكتور عزت خطاب: الوالد رحمه الله توفي بعد أن التحقت بالجامعة، لكن الوالد لم يكن يجبرني على شيء أو يحبذ لي أي شيء، وإنما كان يترك لي تمام الحرية في اختيار التخصص، وكما ذكرت لكم في البداية كيف دخلنا قسم اللغة الإنجليزية.
 
عريف الحفل: لدينا سؤال من الأخ محمد الجندي يقول:
آمل أن تشنف آذان الحضور بمقطوعة شعرية من تأليفك مع ترجمتها؟
 
الشيخ عبد المقصود خوجه: الحقيقة تلقيت هذا السؤال من أكثر من أخ كريم من الأستاذ عبد الله مكي، الأستاذ أسامة السباعي، الأستاذ عدنان محمد حسن فقي، وتركته للآخر حتى إذا كان هناك متسع من الوقت إلا إذا رأيتم غير ذلك.
الدكتور عزت خطاب: أنا أولاً أعتذر للأخوة الأفاضل، كنت على وشك أني أصحب معي بعض المقطوعات ولكن قلت ربما ليست بتلك الأهمية، وتجربتي في هذا الشيء لم تكن الواقع سارّة، لأني أذكر قبل سنوات ألقيت محاضرة في النادي الأدبي في جدة عن الشاعر الإنجليزي الشهير (جون ملتون) صاحب الملحمة التي تسمى (الفردوس المفقود) فبعد نهاية المحاضرة طلب بعض الأخوان وأظنهم من طلاب الجامعة في جامعة الملك عبد العزيز قسم اللغة الإنجليزية أن أقرأ لهم شيئاً من الملحمة، قرأتها، طبعاً لم تُعجب الكثيرين، وفي اليوم التالي قرأت في الجريدة أنه كانت المحاضرة باردة وليس فيها أي حرارة أو أي شيء، فقلت ربما كانت الأجواء الإنجليزية الباردة أثرت على المحاضرة فآليت ألا أقرأ شيئاً منها، أنا كما قلت لكم هذا لا يسمى الواقع شعراً وإنما هي عبارة عن دفقات شعورية فقط، فأنا أعتذر.
عريف الحفل: الدكتور علي العمري، يقول:
نظراً لأهمية الترجمة في إثراء الثقافة باعتبارها لا تعرف الحدود، فإنني أقترح تأسيس مجلس وطني للترجمة وبإطار أوسع، مجلس وطني للثقافة والآداب والفنون على غرار مثيله في دولة الكويت.
 
الدكتور عزت خطاب: أنا أضم صوتي إلى ذلك، وكما قلت لكم هذه القضية من قبل أكثر من عشرين سنة موجودة، ولكن في الواقع نسيت أن أذكرمن بوادر اهتمام المملكة والحكومة الرشيدة بهذا الموضوع كما سمعتم أُسست في مجلس الوزراء في شعبة الخبراء، شعبة للترجمة، وأنا تشرفت بأني أشارك في أعمالها، فهذا يدل على أن أهمية الترجمة وصلت إلى أعلى المستويات، فأنا أرجو أن يتمخض عن هذه الشعبة مجلس للترجمة.
عريف الحفل: سعادة الأستاذ الدكتور محمد خضر عريف مدير مركز البحوث بكلية الآداب جامعة الملك عبد العزيز، يقول:
لي أخٌ متخصص في الترجمة، وقد أنجز رسالة الماجستير بترجمة كتاب في فن الإدارة من الإنجليزية إلى العربية، وبعد إنجاز العمل، واجه مشكلة مع أحد المناقشين الخارجيين الذين اعترضوا على العمل لكونه يحمل سمات ثقافية أمريكية قد تتعارض مع ثوابتنا وأخلاقنا الإسلامية، مع أن المترجم قد أشار إليها في مواضعها وحذف بعضها. سؤالي: ما دورنا نحن الأكاديميين في تنوير الناس بأهمية الترجمة وأن الاختلاف الثقافي أمر طبيعي بين أمتنا وبقية الأمم وأننا لن نجد عملاً واحداً نترجمه يتفق مع ثقافة أمتنا مائة بالمائة؟
 
الدكتور عزت خطاب:الإجابة موجودة في السؤال، الواقع أنه طالما أن المترجم يترجم بأمانة النص الذي يترجمه سواءً في الإدارة أو الاقتصاد أو في الأدب، ثم بعد ذلك ما هو مخالف لثوابتنا، في الحواشي يرد عليه ويفنده، أنا أعتقد يكون قام بعملين مهمين، أولاً: التنوير المطلوب لنا، ثانياً: الدفاع عن ثوابتنا وهذا هو مطلوب من كل مترجم، ولكن أنا لا أتفق مع الذين يقومون بالترجمة ويحذفون كثيراً من النصوص الأساسية، أنا لا أتفق معهم ولكني أحبذ أن يترجم النص كله، ثم في الحواشي تُفند تلك الأشياء التي لا تتفق مع ثوابتنا، ثم بعد ذلك هناك بعض الكتب التي لا تستحق الترجمة، فلماذا نتصدى لها، ولكن الكتب العلمية الرائدة في هذا أنا أعتقد معظمها غير متطرف، معظمها علمية وموضوعية وأكاديمية، لكن لا تخلو من كثير من الشبهات،و الرد عليها أعتقد فيه سهولة.
عريف الحفل: الأخ علي الزبيدي يقول:
بصفتك أستاذ في اللغة الإنجليزية ما هو أفضل المعاهد الذي يدرس اللغة الإنجليزية هنا في المملكة وذلك لأهمية اللغة في عصرنا هذا؟
 
الدكتور عزت خطاب:هذا سؤال لا أستطيع أن أجيب عليه، هناك أكثر من معهد، يوجد هناك معاهد تجارية كثيرة، ولكن ربما.. أنا أقول ربما.. لا تأخذوا هذه قضية مسلّمة، وربما ما يقوم به المجلس الثقافي البريطاني ربما يكون هو ربما يكون من أفضل المعاهد، لأنه كما أظن هناك فرع في الرياض، ثم هناك في جدة وأظن أيضاً في المنطقة الشرقية، الذين يأتون لتدريس اللغة الإنجليزية في المعهد الثقافي البريطاني كلهم من الإنجليز، والمجلس الثقافي البريطاني (بريتش كونسل) له خبرة طويلة في تدريس هذه اللغة في أنحاء العالم، فأنا أعتقد ربما يكون هو من أفضل المعاهد.
عريف الحفل: الأخ عجلان بن أحمد الشهري، يقول:
تعلمون سعادتكم مدى ما تقوم به بعض الجهات الغربية من أعمال مشبوهة، الهدف منها النيل من ديننا وحضارتنا وأمتنا الإسلامية، كشف عنها صحافتهم وإعلامهم ومؤلفاتهم المتعددة منذ فترة طويلة. سؤالي: هل هناك جهات علمية تعمل على متابعة ذلك وإيضاح الحقيقة من جانب، وهل لكم أنتم سعادة الضيف مساهمة في هذا المجال من جانب آخر؟
 
الدكتور عزت خطاب: هذه أمنية كل عربي وكل مسلم، أن تكون هناك مؤسسات أكاديمية علمية لا تبغي الربح وتقدم أعمال أكاديمية موضوعية، يا إخواني لا يصح إلا الصحيح الأعمال التي هي غير مخدومة، الأعمال التي هي غير محكّمة هذه لا تلقى رواجاً في الغرب، ولا يؤمن بها أحد، ولكن الأعمال التي تصدر من جامعات ومن أكاديميات ومن مراكز معترف بها يعني يكفي أن يكون الكتاب مثلاً منشور في جامعة معينة، هذا يكفي لكي يرحب به ويُقرأ، أما إذا كان الكتاب نشرته جهات غير معروفة، فهذا لا يُقرأ، القضية هذه مهمة، أنا قلت لكم وضربت مثال بالكتاب الذي أصدرته جامعة الملك سعود التي هي مؤسسة (بروتا) قامت بنشر هذا الكتاب واستطعنا أن نتفق مع دار نشر من أشهر دور النشر في بريطانيا في لندن، ونشر فيه الكتـاب، ولذلك الكتـاب أصبح الآن (text book) كتاب مقرر في كثير من الجامعات، إذا وصل الكتاب إلى هذا المستوى سيجد الترحيب.. نعم، ولكن يجب أن يكون هناك جهد كبير، جهد كبير وراء مثل هذه الترجمات، جهد كبير ودعم مادي كبير، فإذا تحقق هذا أنا أعتقد نستطيع أن نوصل صوتنا وأدبنا وثقافتنا وفكرنا إلى الغرب.
عريف الحفل: الأخ سامي سعيد يقول:
هل تلمسون فرقاً بين اللغة الإنجليزية واللغة الأمريكية لأنه من السهل فهم كتاب مؤلفه بريطاني، عن كتاب مؤلفه أمريكي؟
 
الدكتور عزت خطاب: لا هذا غير صحيح اللغة الإنجليزية لغة المثقفين هي واحدة، في
إنجلترا وفي أمريكا وفي كندا وفي أستراليا، ولكن هناك لهجات فقط، لكن اللهجة لهجة المثقفين هي تقريباً قريبة من بعض، فيما يتعلق بالتهجئة هناك تهجئات مختلفة قليلاً بين اللغة الإنجليزية كما تُعرف في إنجلترا واللغة في أمريكا فقط، أما اللغة واحدة وأصولها واحدة، وإذا كنت في بريطانيا تحدثت بالإنجليزية.. وإذا كنت أمريكي تُفهم، وإذا كنت أمريكي وكنت في أستراليا تُفهم، وهكذا.. ليس هناك فرق.
عريف الحفل: سعادة الدكتور غازي زين عوض الله، جامعة الملك عبد العزيز، يقول:
عندما تصبح الترجمة أمانة وعلماً وفناً.. فما مدى المعايير التي يلتزم بها المترجم عندما تواجهه في النصوص شوائب وخروج عن المألوف الذي لا يتفق مع نظرية المسؤولية الاجتماعية؟
 
الدكتور عزت خطاب: أعتقد أني أجبت على هذا في سؤال سابق، بمعنى هو أن المترجم يترجم النص ولكن يفند ما في النص من أشياء لا تتفق مع ثوابتنا.
عريف الحفل: الأخ هشام محمد حسنين، يقول:
نلاحظ أن معظم دارسي اللغة الإنجليزية يتأثرون اجتماعياً بهذه الدراسة.. فإلى أي مدى تأثرتم اجتماعياً بهذه الدراسة.. بمعنى هل غيرت دراستكم اللغة الإنجليزية في أسلوب حياتكم اليومية وعاداتكم الاجتماعية التي نشأتم عليها؟
 
الدكتور عزت خطاب: أنا لا أفهم هذا السؤال! كيف تغير اللغة الإنجليزية من حياة أي إنسان أو طريقة تفكيره أبداً، عندما ذهبنا إلى الغرب لدراسة اللغة الإنجليزية أو لدراسة الأدب العربي، ذهبنا هناك لتوفر المناهج العلمية الحديثة، لتوفر الكتب، لا لنأخذ من هناك عادات اجتماعية ولا أفكار معينة من الغرب، لا.. أنا أعتقد أنه الحمد لله لنا ثقة كبيرة في عاداتنا وفي ديننا وفي ثقافتنا تجعلنا لا نتأثر بما نستوعب ونتمثل ونحاول أن نكون هناك سفراء لثقافتنا وديننا.
عريف الحفل: الأسئلة كثيرة كما تفضل الشيخ عبد المقصود ولكن السؤال الأخير.
ذكر سعادة الدكتور عزت خطاب أن ما جمعه وزملاؤه من أشعار يشكل موسوعة أي دائرة معارف، ألا يرى من الأنسب تسميتها مختارات شعرية؟
 
الدكتور عزت خطاب: هي اسمها (موسوعة الأدب العربي السعودي) مختارات ونصوص، هي إسمها مختارات فعلاً، أنا لا أحب كلمة (أنطولوجيا) لأن هذه الكلمة قد تكون أصعب من الاسم الأساسي الذي هو (أنثولوجي)، فهي مختارات (الأنثولوجي) هي مختارات، فالواقع لا نستطيع أن.. يعني إذا أراد الإنسان أن يخصص موسوعة فقط للشعر السعودي يحتاج إلى مجلدات وهي كلها مختارات.
عريف الحفل: لم يتبقى في نهاية هذه الأمسية الرائعة إلا أن نشكر سعادة ضيفنا فارس اثنينية هذا الأسبوع، وأترك الميكروفون لسعادة الشيخ عبد المقصود.
الشيخ عبد المقصود خوجه:أكرر الشكر لسعادة ضيفنا الكريم والزملاء الأفاضل الذين شاركونا بكلماتهم أو بأسئلتهم، ولم أحجب أي سؤال إطلاقاً كما جرت العادة، في نهاية أمسيتنا أرحب بحضور سماحة شيخنا الفاضل محمد شريعتي، السفير الدائم لدى منظمة المؤتمر الإسلامي سابقاً، الذي سيُغادرنا إلى إيران، مع الأسف نأسف لفراقه ولكن نهنئه بمنصبه الجديد كمستشار للرئيس الإيراني، ونسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجمعنا به على خير، كما أرحب بفضيلة الشيخ شريف مهدوي القنصل العام لإيران بجدة، وسعادة القنصل العام بالمملكة المغربية الأستاذ عبد الكامل دينية، كما أرحب أيضاً بسعادة القنصل التونسي بالنيابة الأستاذ مصطفى العساكر، أهلاً وسهلاً بكم جميعاً وإلى أن نلتقي وأنتم بخير.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :673  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 41 من 147
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.