شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة فارس الاثنينية سعادة الأستاذ الدكتور عزت بن عبد المجيد خطاب ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وكل عام وأنتم بخير، اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان.
أبدأ حديثي كما يبدأ كل مُكرَّم هنا بتقديم أسمى باقات الشكر لصاحب الاثنينية على هذا التفرد؛ لأن ما يقوم به الأديب الكبير الأستاذ عبد المقصود لم تقم به مؤسسات في الدولة، لا جامعات ولا أندية أدبية، وهذا ليس مجاملة وهذا شيء توافقونني عليه وهو شيء موثق وحقيقي، فله الشكر.. كل الشكر على هذه الدعوة وعلى كل الدعوات التي قدمها للمكرمين والتي إن شاء الله سيقدمها لمن سيكرم في المستقبل إن شاء الله، كما أشكر كل الزملاء الذين تجشموا مشقة السفر والمجيء هنا إلى جدة الذين تحدثوا.. الدكتور منصور.. الدكتور أحمد.. والأستاذ منصور الخريجي، الأستاذ محمد العتيبي، على مجيئهم من الرياض لحضور هذا التكريم، فلهم أجزل الشكر وهذا دين في رقبتي لهم. كما أشكركم أنتم على تفضلكم بالحضور والمشاركة في هذه الليلة المباركة.
أبدأ فأقول أنه.. ما قيل عني في الكلمات التي ألقيت أكثر مما استحق كثيراً وهذا ليس تواضعاً وإنما هي حقيقة، زملائي كما قال الأستاذ منصور شهادتهم فيَّ مجروحة، أما أستاذنا الكبير.. الأستاذ عبد المقصود فأيضاً أدين له بكل ما قال وأرجو أن أكون قليلاً في مستوى ما قاله عني.
لا أدري من أين أبدأ؟ ولا أريد أن أُطيل، ولكن قبل أن أتحدث ولو قليلاً عن بعض الجوانب التي ربما سمعتم عنها شيئاً، عندما أرسل الأستاذ عبد المقصود خوجه مجموعات الاثنينية وتصفحتها ووجدتها الواقع مليئة بالأعلام والعلماء من داخل المملكة وخارجها، وأتمنى وهذا اقتراح أقوله الآن ربما يكون سبقني أحد في تقديمه فإذا كان ذلك فإني أضم صوتي إليه، وإن لم يسبقني أحد فإني أقدم هذا الاقتراح أمامكم لسعادة الأستاذ الكبير صاحب الاثنينية، نحن الواقع في حاجة إلى أن نستمع ونتعلم ونتنور من هؤلاء الأعلام الذين كرمهم الأستاذ عبد المقصود فأقدم اقتراحاً متواضعاً إليه في أن تُعقد في كل عام سلسلة من المحاضرات ولتكن وتسمى محاضرات الاثنينية يلقيها من كُرِّموا في هذا المكان المبارك، كلٌ في تخصصه فإما أن تلقى هذه السلسلة في هذا المكان، وإما بالتنسيق مثلاً مع النادي الأدبي في جدة أو في أي مكان آخر، فنحن الواقع في حاجة كبيرة جداً إلى أن نستمع ونتعلم من كل من كُرِّموا، وأرجو أن يحظى هذا الاقتراح بالنظر فيه وقد يكون إن شاء الله فيه فائدة.
أما عن مسيرة حياتي الدراسية فهي مسيرة عادية جداً، لا تستمعوا إلى ما قاله الأستاذ منصور الخريجي والأستاذ منصور الحازمي والدكتور أحمد والدكتور مناع، الواقع كانت دراسة عادية ولكن هناك محطات يمكن أن ألقي عليها ضوءاً، كما سمعتم أنا من المدينة المنورة، وأول محطة في حياتي هي المجيء إلى مكة المكرمة في مدرسة تحضير البعثات وكانت بالنسبة لنا مكة مدينة كبيرة إذا قورنت بالمدينة المنورة، فكانت يعني دراسة وتجربة، ثم بعد ذلك انتقلنا إلى القاهرة وكما سمعتم من زملائي كانت تجربة أكبر وأعمق، ثم ذهبت إلى إنجلترا فازدادت التجربة وتعمقت أكثر ثم كانت المحطة النهائية هي في الولايات المتحدة، لماذا قلت هذا؟ لأني أريد أن أُشير على أنه لحسن حظي لم.. ولحسن حظ زملائي الذين كانوا معي ومنهم الأستاذ منصور الخريجي والدكاترة لم نُصب بما كان يسمى صدمة الحضارة، بمعنى أنه لم نذهب.. لو ذهبنا مثلاً من المدينة المنورة مباشرة إلى الولايات المتحدة ربما كان أُصِبنا بما يسمى صدمة الحضارة ولكن أخذنا هذه التجربة على دفعات.
في ما يتعلق باللغة الإنجليزية، الواقع الأستاذ منصور الخريجي يعرف هذا نحن ندين بعد الله بالفضل لمحبتنا لهذه اللغة لأستاذ من الأساتذة المصريين -رحمه الله- في المدينة المنورة وكان في ذلك الوقت كانت هناك البعثة المصرية كانوا يختارون صفوة الأساتذة المصريين يأتون للتدريس في مدارس المملكة وكانت مدارس قليلة جداً يعني، المدارس الثانوية كانت تُعد على أصابع اليد الواحدة. فأستاذنا في المدرسة الثانوية كان أستاذاً قديراً وحببنا الواقع في هذه اللغة.
فعندما ذهبنا إلى القاهرة للالتحاق بكلية الآداب لم نكن على علم كافي بالتخصصات المختلفة، فسألنا ما هي التخصصات الموجودة في كلية الآداب؟ فقيل لنا قسم اللغة العربية قسم التاريخ وو.. إلى آخره، وقسم اللغة الإنجليزية، الواقع المُسجِّل.. مُسجِّل الكلية اطلع على ملفاتنا.. ملفي.. ملف الأستاذ منصور الخريجي.. وملف الأستاذ عبد الله أبو السمح، ملف الأستاذ المرحوم إبراهيم ملاوي، وزملاء آخرين، قال لي: أنتم جيدين في اللغة لماذا لا تدخلون قسم اللغة الإنجليزية؟ قلنا طيب على بركة الله، ودخلنا قسم اللغة الإنجليزية. في ذلك اليوم الذي قُبلنا في القسم رجعنا إلى دار البعثات وسألنا زملاؤنا ما القسم الذي التحقتم به؟ ذكرنا لهم أننا التحقنا بقسم اللغة الإنجليزية، وإذا بهم يسخرون منا ويضحكون، هذا القسم صعب، هذا القسم لا يدخله إلا خريجي المدارس الإنجليزية، لن تستطيعوا أن تسيروا في هذا القسم أن تدرسوا.. إلى آخره، ما العمل؟ اجتمعنا وقلنا يجب أن نقبل التحدي، يجب أن نقبل التحدي، وفعلاً كان لتضامننا أكبر الأثر وهو السر الذي جعلنا نستمر في هذه الدراسة، لأني أنا متأكد تماماً لو دخل القسم هذا واحداً منا فقط لما استطاع أن يستمر. ولكن لأننا وجدنا أنفسنا في موقف حَرِج فتضامنا وكنا نحاول أن ندرس سوياً ونحاول أن نكتب المحاضرات سوياً إلى أن الحمد الله استطعنا أن نتخرج من قسم اللغة الإنجليزية. فهذه قضية مهمة جداً لم يذكرها الأستاذ منصور الخريجي وهي حقيقة أنه لولا أننا كنا متضامنين لما استطعنا أن نستمر في هذا القسم.
ثم بعد ذلك ذهبت مع الأستاذ منصور الخريجي إلى إنجلترا ثم إلى الولايات المتحدة، لا أريد أن أطيل ولكن نتحدث.. الزملاء تحدثوا طبعاً وبدأ الحديث الأستاذ عبد المقصود عن الترجمة، الترجمة بكل أسف ليس عندنا فقط وإنما حتى في مناطق أخرى من العالم، المترجم لا يُقدَّر حق تقديره، ولا يُعطى ما يستحقه من تقدير مادي ومعنوي، والكتب المترجمة في كثير من الأحيان لا تُحسب ككتب يترقى بها المترجم، ولكن بدأت الآن الترجمة تأخذ مكانها اللائق بها، عمل الترجمة عمل صعب جداً، ولا يعرف الشوك إلا من يكابده، لكي تترجم الترجمة تختلف باختلاف التخصصات، ربما التخصصات العلمية البحتة ربما تكون أكثر سهولة في الترجمة من التخصصات الفكرية والإبداعية بالذات، وكما قال أستاذنا عبد المقصود عندما نصل إلى الشعر فمن يقول لك أنه يستطيع أن يترجم الشعر لا تصدقه، لأن ترجمة الشعر إن لم تكن صعبة أنا بالنسبة لي ترجمة مستحيلة.
فعمل المترجم عمل صعب جداً، الكتاب الذي ترجمته أنفقت فيه وقت كان في إمكاني بدلاً من أن أترجم هذا الكتاب كان في إمكاني أن أؤلف ثلاثة كتب لا كتاباً واحداً، وهذا ليس شهادة مني فقط ولكن إسأل أي مترجم لا سيما إذا كانت الترجمة ترجمة دقيقة وأكاديمية تتطلبها الجامعة، طبعاً الكتاب هذا نشرته الجامعة بعد ما حُكِّم إلى آخره. فكان ينبغي أن تكون الجهود فيه جهود كبيرة، لا سيما وأن الموضوع.. موضوع الترجمة هو موضوع أدبي، وموضوع نقدي فكانت الترجمة عمل صعب.
أنا أذكر أنه قبل عشرين سنة بالتحديد عام ألف وأربعمائة واثنين للهجرة ذهبت إلى الكويت في وفد رسمي من المملكة في ندوة أقامتها الجامعة العربية عن الترجمة، ودُرست الترجمة وأهميتها وعوائقها.. إلى آخره، وكُتبت الكثير من التوصيات كما تُكتب دائماً التوصيات ومن جملتها ومن أهم التوصيات هو أن يُنشأ في كل بلد عربي مركز للترجمة، ويكون هناك مركز أساسي في الجامعة العربية يُنسق بين مراكز الترجمة هذه، من اللغات الأجنبية كلها سواء لغات أوروبية أو غير اللغات الأوروبية، هذا قبل عشرين سنة، وحتى الآن حسب علمي لا يوجد مثل هذه المراكز القومية، وكما تفضل الأستاذ عبد المقصود معظم ما يقوم به من الترجمة هو عمل فردي، وليس عمل مؤسساتي، فالترجمة تستحق الجهود المكثفة المنظمة وتستحق الدعم المادي أكثر والواقع فإن كثيراً من النشاطات الأخرى التي تحظى بهذا الدعم المادي.
عندما نتحدث عن الترجمة لا نتحدث فقط عن الترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية، وإنما أيضاً نتحدث عن الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأجنبية، وهذا عمل أشق من الترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية، وهذا يعرفه من مارس مثل هذا العمل، نحن الآن في حاجة.. الأمة العربية.. الأمة الإسلامية في حاجة ماسة إلى أن تبذل كثيراً من الجهود في هذا السبيل حتى نثبت وجودنا في هذا العالم، كما نعلم أن جائزة نوبل لم تُعطى لنجيب محفوظ إلا لأن بعض أعماله تُرجمت، ربما أحد الأسباب، هناك أسباب أخرى ربما نعرفها جميعاً، فشهدنا الترجمة حديث ذو شجون ولا أريد أن أطيل أكثر من هذا.
الدكتور عبد الله مناع قال عن فقهاء أننا نحن أكاديميين وفقهاء أريد أن أطمئنه أن هناك أيضاً فقهاء في الإنجليز، هناك فقهاء إنجليز كانوا يعيشون بهذه الطريقة، بالطريقة التي تناسبهم ولكن هم أيضاً كانوا يُعتبروا من فقهاء الإنجليز ومن أبرزهم الدكتور سامويل جونسون لا بد أنكم سمعتم به، هو أول من أَلَّف قاموس في اللغة الإنجليزية، وكان يفتخر بهذا يقول: قمت بعمل في اللغة الإنجليزية قام به أربعون من الفرنسيين، الدكتور جونسون لم يحصل على الدكتوراه بشهادة، لم يدرس ولم يُكمل دراسته لأنه كان فقيراً، درس في مبدأ حياته في جامعة (أوكسفورد) لأنه كان فقيراً، لم يستطع أن يكمل ولكنه أثبت وجوده وأصبح من كبار النقاد في القرن الثامن عشر، أنا أشبهه بالواقع بعباس محمود العقاد -رحمه الله- في أدبنا العربي إنسان عصامي وأثبت وجوده فأعطت له في النهاية جامعة (أوكسفورد) الدكتوراه الفخرية.
أما ما قيل عن القصائد الشعرية التي قلتها أنا لا أسميها قصائد ربما لا ترقى إلى هذه المرتبة ولكن أسميها دفقات شعورية، الواقع كيف بدأت؟ أنا لا أدري كيف بدأت، وإنما كنت في رحلة رسمية إلى اليابان وكنت بمفردي فكما تعلمون في اليابان إذا كنت أجنبياً لا تستطيع أن تخرج لوحدك وتتجول لأن الناس هناك لا يعرفون أي لغة غير اللغة اليابانية، حتى أصحاب التكاسي، فكان البرنامج السياحي أو البرنامج العلمي الموضوع لي ينتهي في حوالي الساعة الخامسة مساءً، فأرجع إلى الأوتيل، فماذا أعمل من الساعة الخامسة إلى اليوم الثاني؟ فلا أدري هل هي الغربة؟ هل هي أشياء أخرى لا أدري؟ وجدتني أكتب بعض الأبيات الشعرية، وعندما عدت هنا رآها بعض الزملاء فقالوا ربما تستحق أن تُنشر.. وهكذا. فهي كما أسميها باللغة الإنجليزية تسمى (إفيوجنز) يعني عبارة عن دفقات شعورية لا أعتبرها قصائد ولكني أنا فخور بأنه على الأقل قلت قصيدة احتفالاً بزميلي الدكتور منصور الحازمي عندما كُرم وبجائزة الملك فيصل العالمية، يعني إذا كانت لهذه الدفقات الشعورية أي أهمية فربما ما قلته في الدكتور منصور قد يكون له بعض الأهمية، هذه قصة الشعر. ولا أريد أن أطيل عليكم فأنا أتوقف الآن فإذا كان هناك أي تساؤل أو أي شيء أحاول أن أجيبه، شكراً لكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :633  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 40 من 147
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج