شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الأستاذ جمال عزّون ))
الحمد لله العزيز الأكرم، الذي خلق الإنسان وعلّم، وشرّفه على سائر مخلوقاته وكرّم، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من بلّغ وفهّم، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيلهم ويمّم. وبعدُ..
سرّني –أيها الحفل الكريم- أن أشهد أمسيتكم هذه في مساء الاثنين الذي ترفع فيه أعمال العباد وتعرض على رب العالمين، كما جاء في الحديث الصحيح عن سيد المرسلين، وقد اجتمعتم –بعد أن عرضت عليكم أعمال عَلَمِنا اليوم- لتكريمه وهو أهل للتكريم، كيف لا وقد جاوزت أعماله –ما بين تأليف وتحقيق ومقالات- المائة والعشرين، كان من آخرها –فيما أحسب- فتاوى الإمام الشاطبي في طبعته الرابعة الأنيقة، وقد حظيتُ بإهدائه لي نسخة منه، وسعدتُ بما كتب بخطه على طرته، إنه أستاذنا الدكتور محمد أبو الأجفان أستاذ الدراسات العليا بجامع الزيتونة، وكلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
عرفت الأستاذ الكريم قبل أن ألقاه بآثار أعلام الأندلس، التي نشرها ولقيت حينذاك رضا الأسرة التراثية ونالت استحسانها، لجودة تحقيقها، وجمال طباعتها، وبراعة مقدماتها، فكانت تلك الآثار المغاربية والأندلسية خير سفير عرّف بها في ديار المشرق، وسابقت محقّقها فحلّت في تلك الديار قبل أن يكتب له هو الحلول بها لاحقاً، فخطّها وهو بتونس وقرّ بها مرة أخرى وهو في مكة المكرمة حيث التقى بشيوخ وأصحاب كما التقى القاسم بن أحمد اللّورقيّ الأندلسي بشيوخ المشرق وقال في ذلك:
فحـين ما صـحّ لي أعـلامُ معـربنا
أحببتُ رؤيةَ مَنْ بالشـرق من عَلـَمِ
أيها الفضلاء الكرام لا تسع هذه العجالة بتعريف مفصّل عن أعمال أستاذنا الدكتور محمد أبو الأجفان الذي له من اسمه بشقيه أوفى نصيب، فهو محمد قد حمد له المختصون جلَدَهُ على قراءة آثار المغاربة والأندلسيين، وجودة إخراجها بما يتناسب مع مقام أصحابها، وقرّت أعيننا وأجفاننا بما نشر من تلك الأعلاق النفيسة، ولم يكن ذلك ضربة لازب، بل كان خلفه جهد مبذول، وسهر موصول، والغريب حقاً أن أهل اللغة ذكروا في مادة (الجَفْن) ما يلي: فقالوا: الجَفْن: غطاء العين من أعلاها وأسفلها، وفي المثل: (إنه لشديد جَفنِ العين) يضرب لمن يصبر على السهر، وأستاذنا الكريم لم يكن شديد جفن العين فقط بل هو أبوه، ومن قبله تلقّب به ذووه.
إن من أهم أعمال علَمِنا رحلة أبي الحسن القلصادي الأندلسي التي نشرها قديماً بتونس وحظيت بجائزة التشجيع على التحقيق، كما سعدت بتحقيقه أسرة مالكية كتاب الراعي الأندلسي "انتصار الفقير السالك"، وتلا ذلك من أعماله المبرمجة "برنامج المُجاري"، ونبهنا في مقدمته إلى أنه بضم الميم لا بفتحها كما ينطق به كثيرون، ثم أفادنا بكتاب "الإفادات والإنشادات" للشاطبي الأندلسي، وتلا ذلك فتاواه العامرة بالفرائد و الفوائد، وأبى إلا أن يلج تراث القضاة بتحقيقه كتاب "فصول الأحكام" للقاضي أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي الأندلسي، ولم ينس –حفظه الله- نصيب النساء وقد قال صلى الله عليه وسلم: النساء شقائق الرجال فنشر كتاب أحمد بن طيفور البغدادي "بلاغات النساء"، ولموسوعيته العلمية تمكن من نشر كتاب "الجراب الجامع لأشتات العلوم والآداب" لعبد الصمد كنون المغربي، وضمن لنا فهم مسألة مشكلة في مجال الدراسات الفقهية وهي تضمين الصُّنّاع فنشر كتاب "كشف القناع عن تضمين الصُّنّاع"، ويشاء الله تعالى قبل أن يستقر بأستاذنا النّوى في مكة المكرمة بلد المناسك إلا أن ينشر كتاب ابن فرحون "إرشاد السالك إلى أفعال المناسك"، كما قدَحَ لنا زند كتاب أبي علي عمر بن قدّاح المسمّى "المسائل الفقهية" فأخرجه للنور بعد أن لبث في الخزائن حينا من الدهر، ولحاجة الناس إلى معرفة الأحكام الفقهية المتعلقة بالنظر اهتم أستاذنا بنشر كتاب القبّاب "أحكام النظر" فنظر فيه أستاذنا بملء أجفانه، وأخرج لنا نصاً فاسيّاً مشبعاً بتعليقات بنانه.
ثم عاد إلى تلمسان وهي شقيقة فاس في محافل الدرس وكليات التعليم فأخرج لعشاق التراث "الكليات الفقهية" للمقّريّ، كما أسرج لنا فتاوى ابن سراج الأندلسي الذي لم يحظ بعناية المؤرخين، غير أن أستاذنا حَبَكَ له ترجمة نادرة من مصادر أندر، ثم أخرج لنا من قفص النسيان كتاب ابن راشد القفصيّ "المُذهَب في مسائل المَذهب". فهذه شذرات من آثار ناء بتحقيقها أستاذنا الأريب. وأبت له شيمته الكريمة إلا أن يشارك بعض زملائه وأحبائه في خدمة بعض نصوصنا التراثية، فأمتع لُبّنا بتحقيق كتاب ابن لب الأندلسي" أحكام الطهارة والصلاة"، وأعطى من وقته الثمين لـ "فهرس ابن عطية الأندلسي" جهداً فأخرجه في ثوب قشيب، وغاص في أعماق تراث ابن فرحون فنشر "درّة الغوّاص في محاضرة الخواص"، كما أتحفنا بكتاب المنوفي "تحفة المصلي"، ولم ينس شيخ القيروان مالكاً الصغير ابن أبي زيد القيرواني فحقق كتابه "الجامع في السنن والآداب"...
الشيخ عبد المقصود خوجه: يا أستاذنا الفاضل أرجو أن تتفضل..
فهذه بعض آثار أستاذنا المكرم ويتعذر إحصاؤها إذ له أعمال من دون هذه هو لها عامل، فنسأل الله عزّ وجل أن يبارك له في أوقاته، ويجعل هذه الآثار في ميزان حسناته، ويجزي خيراً من أكرم هذا العَلَم وعرف له فضله، ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهلُ الفضل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ عبد المقصود خوجه: لي تعليق أرجو أن تتسع صدوركم إليه، نرجو أن تكون الكلمات لإلقاء ضوء جديد، ورؤية من زوايا مختلفة لتضيف على رحلة المحتفى به والمكرم مما لا يعرفه الغير، من أشخاص احتكّوا به كتلامذة.. كأطفال.. كأساتذة.. كأصدقاء، أما أن تسرد علينا معلومات نعرفها عن المحتفى به وهي منشورة فالحقيقة لا أقول أنها مضيعة للوقت أي شيء في القول بشأن العلم إضافة، ولكن مع الأسف بالنسبة للاثنينية الوقت مختصر، ولها أهداف وأهدافها هي توثيق رحلة المحتفى به، والوقوف على إضاءات لا يعرفها الكثيرون أو تكون جديدة، فنضيف بذلك على التوثيق الذي يأتي بشكل تلقائي عن البدء في الاحتفالية في كل اثنينية، فبهذا نستطيع أن نكمل شيئاً غير معروف عند الآخرين، فأرجو أن تتسع صدوركم لهذا، وأن يبلغ منكم من يريد أيًّ من الأشخاص الذين لم يحضروا بتشريفنا في أمسية من أمسيات الاثنينية أن هذا هدفنا.
عريف الحفل: الآن أيها الأخوة كلنا آذان تصغي إلى نُبَذٍ من منجزات ضيفنا ودُرَر مما كتب وألّف عبر مسيرته العلمية والعملية، نستمع إليها منصتين مستفيدين إن شاء الله، الكلمة لك الآن يا ضيفنا والوقت كله متاح لك.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :670  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 28 من 147
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.