((كلمة سعادة الأستاذ حمد القاضي |
ويلقيها بالنيابة عنه سعادة الأستاذ سعود الجهني ))
|
أيها الأخوة أنا سعيد لحضور هذه الأمسية الجميلة بهذا الملتقى الرائع، الذي يتيحه لنا سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه في كل أسبوع، وسعيد أيضاً بتكريم الأستاذ خالد المالك نظراً لمكانته في نفوسنا جميعاً نحن الإعلاميين، أيها الأخوة شرّفني سعادة الأستاذ حمد القاضي عضو مجلس الشورى ورئيس تحرير "المجلة العربية" بإلقاء هذه الكلمة نيابة عنه نظراً لظروفه العملية وفاءً وعرفاناً لرائد من روّاد الصحافة، وأستاذاً من أساتذة الإعلام هو الأستاذ خالد المالك. |
خالد المالك.. العصامية والعطاء.. |
أيها الأحبة الأكارم محتفٍ ومحتفى به وحضوراً أعزاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.. |
من الرياض الحبيبة التي يوشح الرمل ساعديها إليكم في جدة العزيزة التي يغرق النهى بين شاطئيها، بدءاً كم كنت –أيها الأحبة- أتوق إلى أن أكون معكم في هذا المساء "الجداوي" الجميل لأحظى معكم بتكريم صديق عزيز، وعصامي نبيل، ولكن إن حبسني حابس عن المجيء إليكم، فإنني إن غبت عنكم جسداً ونفْساً فها أنا ذا أحضر معكم حرفاً وطرسا، ولعل صدق السطور ينوب عن شرف الحضور. |
أيها الأحبة: دعوني –أولاً- أحيي الرجل الشهم عبد المقصود خوجه الذي جعل تكريم الرجال مقصداً شريفاً يسعى إليه، يَسعد به ويُسعد به حتى أصبحت هذه الدار ملتقى الوفاء للرواد. |
أيها الأحبة: أحتفي معكم هذه الليلة بهذا الصديق العزيز الأستاذ خالد بن حمد المالك الذي أحاول أن أحيِّد عاطفتي وأنا أتحدث عنه وإليه، وأستشرف ألا تهزمني. |
إن خالد المالك امتلك خلالاً نادرة من شيم الرجال النبلاء، لقد عرفته وعرفه الكثيرون نبيلاً في تعامله، متفانياً في عمله، عصامياً في حياته، مصابراً على شدائد دهره، طموحاً في أهدافه، صبوراً على البلوى، لا يعرف الشكوى، ولكأن رؤيته للحياة يجسدها الشاعر كامل الشناوي عندما قال: |
|
أنا لا أشكـو ففي الشكـوى انحنـاء |
وأنا نبض عروقي كبرياء |
|
وهو كذلك حقاً. |
لقد مرّت على هذا المحتفى به سنوات من الغياب فلم يهن ولم ينهزم فقد خرج من مرحلة الغياب بحضور بهيّ تماماً كما يخرج طائر "الفينق" من ركام الرماد شامخاً نحو السماء، محلقاً في فضاءات العطاء. |
لقد حلّق بـ "الجزيرة" الصحيفة في عهد ولايته الأولى في سماوات النجاح والإبداع، وهاهو عندما عاد إليها –في ولايته الثانية- ورغم الظروف والإمكانات التي لم يَرتهن إليها بدأ أولى وثبات التحليق بها في عوالم السموق، وهاهي قد بدأت تطرح ثمار نجاحها الأولى كما رأى قراؤها، ولكن أبا بشار خالد المالك طموحه لا حدّ له، فهو يحمل في قلبه بشرى تتطلع نحو بشائر الإبداع، ويمتلك في ساعديه إصرار الطموح إلى أقصى غايات النجاح. |
إن إصرار وتفاني خالد المالك عجيب جداً، لقد "دوزن" إيقاع حياته على جداول العطاء، قد لا يعرف الكثيرون أنه يبقى في مكتبه ما يقارب 15 ساعة بشكل يومي، إن عمله هو عشقه وخياره الأجمل، فهو يعطيه ذوب نفسه وجُلَّ وقته، ولقد جعل من "الجزيرة" ليلاه، فحرفها عطره، وصفحاتها لا تشبه عنده إلا صفحة وجه من يحب، ومن هذا العشق الذي يصْدقه ويُصادقه البذل خلق من الهجير القاتل وهجاً دافئاً، وجعل من بقايا الرماد جمراً مشعاٌ بعبق النجاح، ولقد صدق الفرنسيون عندما قالوا "أحب ما تعمل حتى تعمل ما تحب"، وخالد المالك هو ذلك المحب لعمله ووطنه وعيون "جزيرته" وكفى. |
أيها الأعزاء: أودعكم وتُودعكم حروفي المورقة حباً لكم وله، على البعد والقرب، وحسبي أن بعض الربيع ببعض الورد يُختصر، كما قال الشاعر: عمر أبو ريشة. وسلام عليكم من ربٍ غفور رحيم. |
عريف الحفل: وهذه كلمة الأستاذ علي بن أحمد الشدي، ألقيها بالنيابة. |
|
|