شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عريف الحفل: وردتنا أسئلة كثيرة نأمل أن يجيب عنها سعادة فارس الاثنينية.
هذا سؤال من الدكتور بهاء عزّي يقول:
ما الدور الذي تقوم به كليات اللغة العربية في دعم وإعادة هذه اللغة الكريمة السامقة -لغة القرآن الكريم والحديث الشريف- لتكون لغة للتداول بين العرب، ولغة لكل العلوم، وهل هناك خطة لتحقيق هدف كهذا؟ وما وجهة نظر سعادته في مدى إمكانية تحقيقه؟
الدكتور جلاب: بالفعل كلية اللغة هي امتداد للجامعة اليوسفية وهي امتداد لجامعة القرويين، أهم أهدافها خدمة اللغة العربية وخدمة الثقافة الإسلامية، وكلية اللغة تخدم هذه الأهداف في برامجها في تعليم الأحاديث الشريفة واللغة العربية من بلاغة ونحو وغيرها من المواد، وثانياً وهو الجديد في فتح تخصص اللغة العربية ويشرف عليه من الرباط ومن مدن مغربية، وهنالك خطة منظمة لتحقيق كتب التراث في اللغة العربية وعندنا أكثر من عشرين أطروحة مسجلة في هذا المجال ونتمنى أن نستمر في هذا الباب.
عريف الحفل: هذا سؤال من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول فيه:
تعاظم دور اللغة الإنجليزية فأصبحت لغة الضاد هامشية، ولكن السؤال الذي يُطرح هو: أين تقف لغة الضاد من هذا العملاق اللغة الإنجليزية وهل نستطيع أن نجاريه؟
الدكتور جلاب: اللغة الإنجليزية عالمية والمعطيات الحديثة تجعلها تتبوأ هذه المكانة، ولكن هذا لا يمنع أننا دائماً لنا أمل في أن ندافع عن لغتنا وأن تصبح لغة أساسية ومهمة وعملية، وهذا لن يتأكد إلا بالاستمرار في الكتابة وفي دعم المؤسسات والجامعات والجمعيات وكل من يخدم هذه اللغة.
عريف الحفل: الأستاذ مصطفى عطار يقول:
ما هو الأسلوب الأمثل في تقويم أستاذ الجامعة في عمله التدريسي؟
الدكتور جلاب: بالنسبة للأستاذ الجامعي مفروض أن يقوّم نفسه وأن يكون ضميراً للعمل وأن يكون هنالك رغبة في أن يحقق آماله وآمال الطلبة والأجيال ويعطيها تكويناً في مواجهة تحديات العصر، أنا أرى أن مهنة التدريس لا يلجأ إليها إلا من له هذه الرغبة، وبدونها لا يمكن لأي أسلوب من الأساليب أن يقوّم هذا الأستاذ، اللَّهم ما كان من الرغبة الأكيدة في خدمة اللغة العربية وخدمة الدراسة الإسلامية.
عريف الحفل: الأخ محمد بشير الدرة يقول:
في بلاد المغرب العربي دعوات تناهض العروبة لغةً وثقافةً وحضارةً كالبربرية والأمازيغية،
السؤال هو ما دور المؤسسات والهيئات اللغوية (كليات اللغة العربية - مجمع اللغة العربية) والمثقفين في الوقوف أمام هذه الدعوات؟
الدكتور جلاب: منذ مجيء الإسلام أصبح هنالك امتزاج وتمازج ما بين جميع المكونات، ليس هنالك فرق لي مكوّن بل إن الجميع يتعلم اللغة العربية، وهي لغة القرآن وهي اللغة الرسمية للبلاد، ولكن ما نراه هنا وهناك من دعوات فردية ليس لها الأهمية نفسها، المغرب بلد إسلامي ولغته ودينه هو الإسلام وتقوم بنصر اللغة العربية ودراستها وهذا لا يمنع من أن نعرف هذه الثقافة كمكوّن من المكوّنات الثقافية على أن الأصل هو لغة القرآن..
عريف الحفل: الأستاذ غياث عبد الباقي الشريقي يقول:
ينادي البعض في مشرق الوطن العربي بما يسمى "حرية الإبداع" وتحت هذا الشعار نراهم يتطاولون على عقيدة الأمة وشرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويعيثون في الأرض فساداً ومنكراً وينشرون الفاحشة والعهر الفني، ونلاحظ أنه في المدة الأخيرة تمادوا كثيراً، فما هو السبيل لإيقاف هؤلاء المفسدين وهل حقاً لا يكون الإبداع إلا بهذا الأسلوب الخبيث.
الدكتور جلاب: هناك جهات من واجبها ومسؤوليتها أن تحافظ على المقومات الإسلامية، والإبداع لا يجب أن يصل بنا حد النيل من الثوابت وهي الدين واللغة، هذا دور جميع الناس دور الجمعيات الثقافية دور الجهات العلمية دور الجامعات أن تحافظ على هذه اللغة العربية وأن تحارب كل الحركات التي لا تخدم الثوابت ولا تخدم اللغة العربية.
عريف الحفل: الأخ أحمد محمد طاشكندي محاسب قانوني يقول:
أرجو أن توضحوا لنا هل توجد مثل هذه الاثنينية للشيخ عبد المقصود خوجه هناك في المغرب الشقيق وبالذات في مدينة مراكش؟
الدكتور جلاب: في مدينة مراكش هنالك جمعيات أدبية ولكن بكل صراحة لا توجد على هذا المستوى الكبير المهم وأعتقد ربما لا توجد في أي بلد آخر حسب علمي، هنالك جمعيات تخدم الثقافة العربية والثقافة الإسلامية، ولكن ليست على هذا المستوى الكبير من حيث التنظيم والحضور وخدمة المثقفين وتعريفهم وتكريمهم والعمل على إنصافهم وتسليط الأضواء عليهم، والمهم في الاثنينية وهذه فرصة لأقولها وأشكر سماحة الشيخ عبد المقصود عليها ألا وهي الإصدارات التي بهرتني وهذه المعلومات الغزيرة التي يجب التنويه بها والإشارة إليها، لأن هذا أنموذج خدمة اللغة العربية والثقافة الإسلامية وهذا وجه من وجوه هذه الخدمة.
عريف الحفل: هذا سؤال من الأخ حسن الشهري من جريدة "الجزيرة" يقول:
ثمة قضية أدبية شائكة قد تتحول إلى أزلية، وهي الانفصال الكبير بين أدب وثقافة المشرق والمغرب، لماذا هذا التباعد رغم ثورة الطباعة والنشر والفضائيات؟ وهل سيستمر الأمر على ما هو عليه؟
الدكتور جلاب: في رأيي أرد المسألة إلى نقطة واحدة أساسية وهي نقطة توزيع الكتب هذا المشكل، ربما كتب المشرق تصلنا ولكن مع الأسف الشديد أن كتب المغرب لا تصل إلى الشرق، فلو حُلت مشكلة تداول الكتب ما بين المشرق والمغرب لأعطى ثماره ولأصبحنا نعرف بعضنا البعض وربما نعرف مصر أكثر مما تعرفون أنتم. وهذا راجع أساساً إلى المشكل العويص وهو مشكل توزيع الكتب، وهذا يستدعي مثل هذه التوأمة أن تحل بعض هذه المشاكل وإيجاد حلقات وصل بين المشرق والمغرب للتعريف بالثقافتين.
عريف الحفل: الأستاذ محمد علي دولة يقول:
هل لكم أن تعطونا فكرة موجزة عن حارة المغاربة التي كانت بجوار حائط البراق في المسجد الأقصى الذي يسميه اليهود حائط المبكى، تلك الحارة التي كانت أول ما هدم اليهود بعد دخولهم القدس في الشهر السادس من عام 1967م؟
الدكتور جلاب: هذه الظاهرة وجدت لها أثراً كبيراً في الوثائق عندما كنت أبحث كثيراً من الوثائق التي تسمى عندنا بالأوقاف، كثير من المغاربة يوقفون بساتينهم ويوقفون منازلهم على القدس الشريف، وكان هناك كما تفضلتم بالقول بيت المقدس حارة للمغاربة، وهنالك كتابات في هذا الموضوع تشير إلى أن المغاربة كان لهم دور كبير في الدفاع عن بيت المقدس وخدمة بيت المقدس وابتداء من الفترة الموحدية عندما ساهم يعقوب المنصور في مساعدة صلاح الدين الأيوبي بمرابطة أسطوله في البحر الأبيض المتوسط عندما افتتح صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس، منذ تلك الفترة واتصال المغاربة ببيت المقدس هو اتصال وثيق وقديم وسيستمر إن شاء الله.
عريف الحفل: الأستاذ غازي زين عوض الله رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز بجدة يقول:
نحن لا نعرف عن اللغة الأمازيغية نشأتها وتاريخها وحضارتها وكل ما نعرفه أنها لغة البربر، هلا تحدثوننا عن هذه اللغة ومدى تأثرها باللغات الأخرى وهل هي لهجة أم لغة؟
الدكتور جلاب: هي في الحقيقة لهجات وأكبر هذه اللهجات ثلاثة لها حروف وفي شمال المناطق الريفية (التريفيك) وفي الوسط (تمازيغ) وفي جنوب المغرب (تشليحيت) إن كانت لها حروف فلم تكن تستعمل نظراً عندما جاء الإسلام بما في ذلك الأمازيغيون انخرطوا في الإسلام أصبحت اللغة العربية لغتهم، وعندما جاء الاستعمار الفرنسي حاول أن يثير نعرات بيننا لتقسيم المغرب بأن حاول أن يجعل هذه اللهجة لغة وأن يفصل بين المغرب العربي والمغرب الأمازيغي الذي يقول بأن أصوله أوروبية، ولكن هذه الخطة قد فشلت ودافع الوطنيون الأحرار وقالوا: (إنهم لا يقبلون التفريق بينهم وبين إخوانهم الأمازيغ)، والآن كما قلت هي ليست لغة وإنما لهجة وإن كان البعض يطالب بأن تصبح لغة وهذا أمر موكول للمستقبل، وإن كانت الأغلبية الساحقة هي التي تصر على أن اللغة العربية هي لغة البلاد.
عريف الحفل: سؤال من الأخ عبد المجيد الزهراء:
قيل في تعريف التصوف إنه (خلق) فمن زاد عليه في الأخلاق فقد زادك من التصوف، ألا ترون أن كثيرين من المتصوفة تاهوا بين الفلسفة والشطحات؟ ما رأيكم؟
الدكتور جلاب: أحصوا للتصوف ألف تعريف، وسماحة الشيخ عبد المقصود خوجه أشار إلى الموضوع وكتركيز دون الدخول في تفاصيل، التصوف المغربي هو تصوف سني في أصله، وأغلب الصوفية الذين كتبوا والذين أخذوا من الشاذلي أو من الجزولي هم صوفية كان دورهم خدمة الإسلام وتربية المريدين وكانوا يبدأون بتعليمهم أولاً القرآن والحديث وبتربيتهم الروحية ومساعدتهم على معالجة علل وأمراض أنفسهم، ولم يثبت على أغلبية صوفية المغرب أن كانوا يميلون إلى الشطحات أو أي شيء من ذلك، وأن أغلب أذكارهم هي أذكار الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك كان لهم دور اجتماعي وديني، عندما احتل الأجانب الأسبان والبرتغال الشواطئ المغربية الصوفية هم الذين دافعوا عن الإسلام وحرروا الثغور وناصروا الإسلام، ودور اجتماعي في دعوة الناس إلى خدمة الأرض وحل المشاكل بين الناس حول الماء وغير ذلك، إذا لم يكن في مجملهم يميلون إلى أي شطحات وإن كان ذلك من حالات متفردة معروفة، لا تدخل في صلب التصوف.
عريف الحفل: الأخ عبد الحميد الحاج علي يقول:
ما أعطى الفكر الصوفي الأمة عبر تاريخها الطويل، وماذا سلب منها في مجالات الفهم الصحيح للدين وفي مجال الجهاد لنشره وإدخال الناس في رحابه؟
الدكتور جلاب: كما قلت منذ قليل، دعوات التصوف ميدان واسع وعريض وعلى كامل الأسف دخلت عليه مسائل سياسية وأطماع المستعمرين، والذين يحقدون على هذه الأمة الكثير منهم دخل من باب التصوف، ولذلك يجب أن نرجع إلى الأصول ودراستها لتحديد الطريق المستقيم الذي يدعو إلى عبادة الله سبحانه وتعالى، أما كل دعاة الفلسفة والغلو فلا نتعامل معهم ولا نتلفت إليهم.
عريف الحفل: الأستاذ حسين عاتق الغريبي يقول:
ما مدى تأثير الثقافة المغربية على الأدب المغربي خاصة الأدب الفرنسي، وهل يمكن أن نقول بحدوث تمازج بين الأدبين أفرزا أدباً جديداً يميل إلى الحداثة العصرية؟
الدكتور جلاب: بحكم موقع المغرب فهو على بعد 15 كيلومتراً من أوروبا، وبحكم دورات الاحتلال التي عرفها المغرب العربي منذ الرومان منذ العصور القديمة وانتهاء بالأسبان، لا بد أن يترك هذا الاحتلال أثره في ثقافتنا المغربية، وبحكم احتلال المغرب لأكثر من 40 سنة وتركيز الاستعمار للوسائل التي تثبت لغته في البلاد هذا شيء أكيد خلف آثاراً، وهذه الآثار كانت قوية بعض العقود؛ إلا أنه في السنوات الأخيرة الفئة التي بقيت تهتم بهذه الثقافة هي فئة قليلة ولكن أغلب الفئات وخاصة بتأسيس بعض الأقسام للغة العربية في الجامعات أعطى هذه اللغة العربية والثقافة الإسلامية وزنها الكبير الذي لم يكن موجوداً في السبعينات، وهناك فئة تأثرت بالثقافة الأوروبية ولكنها أصبحت تكون أقلية والأغلبية هي الفئة التي تمثل الثقافة العربية والدراسة الإسلامية.
عريف الحفل: الأخ عثمان مليباري يقول:
تختلف الآراء حول قيمة حركة الاستشراق فما هو تقديرك لها؟
الدكتور جلاب: حركة الاستشراق لا يمكن أن ننكر الدور الذي قامت به في فترة من الفترات في تعريفنا بتراثنا ولكنها حركة يجب أن نكون على انتباه من أنّ لها بعض الخطورة، فيجب ألا نأخذ كل ما صدر منها بإيمان كامل ويقين، بل لا بد أن ندرس ما ألفته وأن نحقق ونغربل، وقد تصديت لكثير من آراء المستشرقين والذين اتهموا ثقافة المرابطين باتهامات زائفة، ونبهت ما نعتته بهذه الدولة ونبهت كثيراً إلى أن هذا لا يعود إلى اجتهادات المستشرقين، وإنما يعود إلى غيظهم من أن يوسف بن تاشفين هو الذي تمكن من أن يضيف بعد معركة زلاقة وجوداً للإسلام في الأندلس عدة قرون الذي كاد سيقضى عليه لولا هذا التدخل، لذلك يجب أن ندرس ما خلفه الاستشراق دراسة فاحصة ودقيقة ناقدة ومتمعنة، وأن لا نؤمن بكل ما قاله بل أن نقدم ذلك إلى المنهج العلمي السليم.
عريف الحفل: الأخ ماجد سعيد رحمه الله يقول:
إن أمهات ومتون كتب اللغة العربية وآدابها وعلومها القديمة والمباركة أصبحت اليوم في بعد عن طلابها وقاصديها وروادها لما انتشرت كليات اللغة العربية فانتشرت معها ملخصات ومحاضرات ومذكرات لمحاضريها وأساتذتها الأكاديميين، فهل هذا سبب لضعف اللغة وابتعاد أهلها بعدما كان مجد الحرمين الشريفين والأزهر والقيروان وفاس وقرطبة والشام والعراق وغيرها على تلك الأسفار والدواوين العظيمة؟
الدكتور جلاب: هذا كلام صحيح.. وهناك ميل مع الأسف هذه مشاكل مجالس الجامعات ومجالس الكليات أنه هنالك ميل كبير للملخصات وعزوف كبير عن الرجوع إلى المراجع، وفي إطار الإصلاح الجامعي الذي يشهده المغرب إحياء دروس بجامع القرويين تعيد للدراسة بالكتاب مكانتها وضرورتها وليس في ملخص وطبعاً مطعمة بمناهج حديثة، وما دمنا نعي هذا المشكل نتمنى أن نصحح وأن نرجع إلى الأصول لأن لا يمكن للطالب أن يكون من العلماء إذا اكتفى بهذا ولم يعد إلى الأصول وقراءة الأمهات وفهمها ودراستها والتعليق عليها.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :639  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 130 من 145
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج