نَسَائِمُ هَبَّتْ مِنَ المَغْرِبِ |
تَهَادَتْ تَطُوفُ بأَرْض النَّبي |
عَبِيْرُ الزُّهُور بطَيَّاتِهَا |
وَشَوقُ الأَحِبةِ مِنْ يَعْرُبِ |
هُمُ الإخْوَةُ الصِّيدُ إنْ جئْتَهُمْ |
تَلقَّوكَ بالَكَرَم المعجِبِ |
شِعَارُهُمُو (لَبنٌ سَائغٌ) |
وَتمرٌ مِنَ الشِّير المخْصبِ |
فَذَاكَ البَيَاضُ بَيَاضُ القُلُوبِ |
وَتِلْكَ الحَلاوَةُ فِيْ المَطلبِ |
تَلُوحُ عَلَيهم سِمَاتُ الْوَقَار |
وَأَحْبِبْ بِأَخْلاَقِهم.. أَحْببِ |
فَهُمْ عَرَبٌ يُنْزلُونَ الضُيُوفَ |
عَلَى الرَّحْبِ والزَّادِ والمَشْرَبِ |
وَبَينَ الرِّحَابِ عَلَى أَرْضِهمْ |
تَرَى الطَيْرَ في شَدْوهِ المُطْربِ |
فَتَلْقَاكَ (إيْفرَانُ) في بُرْدِهَا |
تَميسُ مِنَ الزّاهِر المُخْصِبِ |
وَعِطرُ الرِّياض بِهَا قَدْ أَفاض |
عَلَى السَّهل والسَّفح وَالسـبسَبِ |
فَيَحْلُو المَصِيفُ عَلَى أَرْضِهَا |
وتَفخَرُ بالمَنْهَل الأعْذَبِ |
وتَلْقَى المَعَالِمَ عَنْ غَابرٍ |
سَرَى بالْمَفَاخِر مِنْ يثْربِ |
بأَيْدِي الجُدُودِ بَني يَعْرُبِ |
وَمَنْ خَلَّدُوا المَجْدَ للأَحْقُبِ |
وَتِلْكَ الثُغُورُ عَلَى الأَطْلَسِي |
عَرَائِسُ زُفَّتْ وَلمْ تُحْجَبِ |
تُبَاهِي عَلَى الدْهرِ أَتْرَابَهَا |
وَتَسْبَقُ بالْمَجْدِ في الموْكِبِ |
(فَطَنْجَةُ) تَزْهُو و (فَاسٌ) ترومُ |
وَ (مِكْنَاسُ) في ثَوْبِهَا المُقشِبِ |
وَأَمَّا الرِّبَاطُ وَأَمَّا الرِّيَاضُ |
فَصِنْوانِ في الحَاكِم الطَّيِّبِ |
فَعَاشَا وَعشْتُمْ وَعَاشَ الْوئَامُ |
وَنِعْمَ التَضَامُنُ مِنْ مَطْلَبِ |
وَيا مَنْ أتى رَبْعَنَا زَائِراً |
لَكَ القلب منْ مُزهرٍ مُعْشِبِ |
فَأنت عَميدٌ لكليةٍ |
لأمِ اللغاتِ عزيزٌ أبيّ |
لتَنشرَ في منتدانا الزُّهور |
منْ السَّجع أو نَثْرَكِ المُطربِ |
فَأهلاً وَسَهْلاً بِتَشْرِيفكم |
وَعَوداً حَمِيداً إلى المَغْرِبِ |