شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ راضي صدوق ))
شكراً يا سيدي، بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحيي صاحب هذه الدارة العامرة على سعة الصدر وسعة النفس وسعة الخلق قبل سعة المكان، حضرت إلى هنا لأشرف بلقائكم، ولقاء أديب كبير تجمعني به الصداقة منذ أكثر من أربعين عاماً، الأستاذ وديع فلسطين رجل من ذوي اللون الواحد، لم يتلون لا في قلمه ولا في ضميره ولا في قيمه، رغم تقلب الدهر وصروفه، عرفته رجلاً صادقاً محباً للناس يلتزم بقيم الحق والفضيلة والجمال، وكان من أكثر الناس حرصاً على الوفاء لأولئك المنسيين المظلومين المغمورين من أدباء الحق والحقيقة، ممن تجاهلهم الدارسون والنقاد في بلادنا العربية.
الأستاذ وديع فلسطين كما تفضل سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه، له من اسمه نصيب، فهو وديع القلم وديع الخلق بحق وحقيق فيما عرفت عنه رغم الشدائد التي مر بها والتي عرفها، من خلال أصدقائنا المشتركين وفي مقدمتهم الأستاذ الرائد ألبير أديب صاحب ومنشئ مجلة "الأديب" الذي كان يكن محبة خاصة ويحتفظ بمكانة خاصة للأستاذ وديع فلسطين، وكلما كنت أزوره في دارته أو في صومعته في أطراف بيروت، كان يحدثني عن قلة قليلة من أصحاب القلم والقيم، ودائماً كان في المقدمة صديقنا العزيز.. الأديب الكبير "وديع فلسطين". كذلك صديقنا المشترك.. البدوي الملثم "يعقوب العودات"، كان من الذين يتعشقون الأستاذ وديع فلسطين وكان دائم الحديث عنه وعن مناقبه ومكارم أخلاقه.
الأستاذ وديع فلسطين من الذين اتصلوا في أدباء المهجر وبخاصة أولئك المنسيّين منهم، وقد كتب عن عدد كبير من أعلام الأدب المهجري ورموزه ممن تجاهلهم صديقنا الدكتور الأستاذ جورج صيدح، وأيضاً الأستاذ عيسى الناعوري وبعض المتخصصين في الأدب المهجري، وأيضاً البدوي الملثم في كتابه "الناطقون بالضاد في الأمريكيتين"، الأستاذ وديع فلسطين كتب عن عدد من الرموز والأعلام كتابات شاملة تعد مرجعاً وفي خلال توثيقي للشعراء العرب في القرن العشرين اتجهت إلى التوثيق لأدباء المهجر، وقرأت كل ما كتب في هذا الباب من أطروحات جامعية ودراسات أكاديمية وغير ذلك، فلم أجد أكثر دقة وشمولاً وتوازناً وإنصافاً مما كتبه الأستاذ وديع فلسطين، وأنا لست مغالياً هنا خاصة أن بعض الذين كتبوا عن هذا الأدب من أصدقائي الحميمين.
كنت أبحث عن ترجمة للشاعر وديع رشيد الخوري وهو ليس أخاً أو شقيقاً للشاعر القروي أو الشاعر المدني شكوكو قيصر وإنما الاسم يلتقي، هذا الشاعر لم يكتب عنه أحد رغم أنه شاعر كبير، ولم أجد له ترجمة إلا في مقال ضافٍ كتبه الأستاذ وديع فلسطين في صحيفة تصدر في لندن، أسوق هذا المثل للتدليل على ذلك، الأستاذ لم يتحيز.. لم يجنح إلى يمين أو يسار، عاش مستقلاً صاحب لون واحد في عالم ما أكثر الذين سقطوا في سباقه من الأدباء والصحفيين وأصحاب القلم، وأنتم أدرى مني بذلك.
شكراً لسعادة الأستاذ الشيخ عبد المقصود خوجه على أنه يتيح لنا جميعاً وبخاصة لي بين فترة وأخرى لنلتقي برموز وأعلام فعلاً من الرموز الحقيقيين للأدب العربي في مسيرته عبر هذا القرن، وأشعر بالشرف الكبير أن أكون بينكم، وأشعر بالشرف أيضاً لألتقي بصديقي القديم منذ أربعين عاماً الأستاذ وديع فلسطين، وبارك الله بشيخنا الأستاذ الشيخ عبد المقصود خوجه وبكم جميعاً، وآسف إذا كنت قد أطلت، شكراً لكم.
عريف الحفل: وأنقل الميكروفون إلى سعادة الدكتور غازي زين عوض الله، رئيس قسم الإعلام والمشرف العام على جريدة "أخبار الجامعة".
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :789  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 101 من 145
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج