شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الشيخ محمد شريعتي ))
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه المنتجبين والتابعين لهم بإحسان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في بلاد الحرمين الشريفين وعلى هذه الأرض الطاهرة، تُبجَّلُ الثقافة والحضارة والفن، فتجليلنا ومشاركتنا في تجليل الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، في هذا البيت الشريف للأستاذ عبد المقصود خوجه هو تجليل للحضارة الإسلامية وللثقافة الإسلامية، وأيضاً كانت مداخلتي لأنها كانت مشاركة لأول مرة هذه تتطلب جرأة لا بد أن أتجرأ عليها وهي كانت من إجازة من صاحب البيت، ولأنها كانت عزيزة عليّ لأنها تجليل لتركي من إيرانيٍّ في بلدٍ عربيٍّ رأيت أن لا بد أن أعملها في هذا الجو الثقافي الأصيل.
 
فالحضارة والثقافة كما نعرف في الإسلام هي جانب مهم، وإذا كنا نحن ضعفاء في جوانب أخرى ففي الجانب الحضاري وفي الجانب الثقافي لا ينقصنا شيء، وهذه شهادة ليست من عندنا فمن الأعداء حتى، فالأستاذ أكمل الدين أوغلو يتولى التعريف بهويتنا الإسلامية، ولكن كيف نعمل على أن ننمي هذه الهوية المدفونة في التاريخ ونحضرها لجيلنا الذي يتعطش لهذه الثقافة، هذا واجب على عاتقنا فحضارتنا الإسلامية نفخر بها حتى بالنسبة إلى التعامل مع الغير، فالغير الذي يفكر غير المسلمين، في الإسلام ليس هو عدو، فالغيرية في الإسلام وفي الحضارة الإسلامية هي رسمية، نحن في حضارتنا الإسلامية لا نعادي الغير حتى نستفيد منه، "اطلبوا العلم ولو في الصين"، فالحضارة الإسلامية هي امتزاج من أفكار الآخرين وأيضاً وهو الجانب المهم هو ما أعطاه المسلمون للآخرين من عطاء وابتكار في كل الجوانب، فامتزجت أفكار الترك والإيرانيين.. الأتراك والإيرانيين وكل غير العرب وأفكار العرب وصارت إسلامية، وفي هذه الليلة نحس بهذا العطر، في هذه الجلسة، فنحن لا بد أن نؤكد على هذا الجانب، ونؤكد على أنّنا نحن أيضاً طرحنا في هذا الجانب الحوار بين الحضارات، فالحوار هو دليل على قوتنا، ودليل على أننا ننطلق من منطلق الحضارة القوية التي يمكن أن تتحاور مع الغير، ويمكن أن نعمل كهذا وفي الإسلام ولا أريد أن أسرد الآيات كيف يتحاور مع الآخر حتى يتنازل ويقول نحن وإياكم لعلى هدىً أو ضلال، أو لما يتكلم لا تُسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون، هذا الفرق بين التعبير بأجرمنا وتعملون هذه لغات.
 
وأيضاً الإسلام يجيز لنا أن نعمل ما يعمله الآخرون، أي وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا، وأيضاً: واعتدوا عليهم بمثل ما اعتدوا... ولكن لا يجيز لنا أن نفكر مثل أعدائنا، إذا أنكروا نبوة نبينا لا يمكن لنا أن ننكر نحن أيضاً نبوة نبيهم فنحن موظفون.. ونقول إن الإسلام هو اكتمال لدين الله ونُقِرُ بالشرائع النبوية هذا ليس نقصاً للإسلام بل هو كمال له، في حين إذا رفضوا الحوار وقالوا بصراع الحضارات لا يمكن لنا أن نقول بمثل مقولتهم للرد عليهم، فنحن هنا ننطلق بأفكارنا من الإسلام، وهذا الإسلام كان مستوعباً لكل شيء، للفنون وللاختراعات وللصنائع ولكل شيء، ولكن اليوم ما يجري في فلسطين أنا أقول علامة ضعفنا، ولكن مكمن القوة موجود في وجودنا وفي حضارتنا يمكن لنا وتاريخنا هكذا يقول، إذا كنا يداً واحدة واستكملنا القوى، وأمكن لنا أن تجمع قوى المسلمين، يمكن لنا أن نقف أمام الهجمة التي هي أكثر من كل شيء ثقافية ونقف أمام هذه.. وشكراً مرة أخرى وعذراً مرة أخرى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ عبد المقصود خوجه: يا سيدي الفاضل ليس لي إلا الحديث الشريف لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، والاثنينية ليس لديها رقاع دعوة فهي مفتوحة لجميع من يتعامل بالكلمة، ومن يشرفنا يكرمنا فأرجو أن يكون لنا معك لقاءات كثيرة ولك الفضل. والسلام عليكم.
عريف الحفل: المداخلة الأخرى من سعادة الأستاذ عزت مفتي فليتفضل.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :613  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 82 من 145
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.