(( كلمة الأستاذ عبد الحميد الدرهلي ))
|
بسم الله الرحمن الرحيم، أخوتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
في هذا الجو البهيج، في هذه الدار العامرة، دار سعادة الأخ الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، دار الثقافة والفكر والرأي المنير، نحيي ونرحب أجمل ترحيب بالأخ الصديق الدكتور البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو، مدير عام مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باستنبول. |
الدكتور البروفيسور أكمل الدين ينحدر من عائلة عريقة جمع أفرادها بين العلوم والتربية الإسلامية، وبرزوا في جميع المحافل لنصرة الإسلام ودعم اللغة العربية في تركيا، ومن أبرزهم والد الأستاذ أكمل الدين الذي برز عالِماً ناهضاً في الأزهر الشريف. والدكتور أكمل الدين صِنوَ أبيه -رحمه الله-. |
تعرفت على الأخ الدكتور أكمل الدين وتعاونت معه عند إنشاء مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة بقرار من منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1980م، وقدمت الحكومة التركية قصر يلدزلار ليكون مقراً لهذا المركز، حيث أصبحت استنبول قبلة أنظار العالم الإسلامي الجديد لاسيما بعد أن انتقل إليها آخر خلفاء بني العباس، بصحبة كبار القضاة والفقهاء وأرباب الفكر والحِرَف والمهارات المختلفة، جالبين معهم الكنوز والمخططات. ولقد قدَّم هذا المركز الكثير من حيث عرض الصورة الحقيقية للدين الإسلامي المعتدل، فضلاً عن جهوده المتواصلة لتعظيم الجوامع وبناء الفهم والتفاهم بين المؤمنين بالله. |
إن هذا المركز –مما لا شك فيه– يعتبر من أكثر الأجهزة التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي حيوية وتقدماً بفعل خدمات واحد من أكثر أبناء تركيا حيوية ونشاطاً، ألا وهو الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، ولتحقيق المهمة الموكلة إليه فإن الأستاذ أكمل الدين في حاجة إلى دعم الأمة الإسلامية الكامل المتواصل لتعزيز وتقوية التفاهم المتبادل بين الأمم والشعوب بشكل عام، واسمحوا لي أخوتي الكرام أن أقدم لكم نبذة مختصرة عن النشاطات التي حققها المركز في مجال دراسة تاريخ الثقافة والعلوم والذي أصبح اليوم من الموضوعات المهمة، ولا سيما الفنون والعمارة والحياة الثقافية وتاريخ العلوم والتكنولوجيا. |
نظَّم المركز عشر ندوات دولية حول هذه المواضيع، ونشر نتائجها في لغات مختلفة، كما عمل المركز على تنظيم حلقات دراسية وورش عمل معمارية ومعارض فنية، ونشر العديد من المطبوعات عن العمارة الإسلامية العثمانية في العالم العربي والعالم التركي ودول البلقان. وتشمل هذه الدراسات العثمانية مناطق مثل: ألبانيا والبوسنة والهرسك ومقدونيا ومصر. وتُجرى حالياً على قدم وساق أعمال البناء والترميم في اثنين من المساجد العثمانية في البوسنة وهما: مسجد نذير آغا، ومسجد كره كوز بيك، ويرجع الفضل في ذلك إلى التبرعات التي قدمها كل من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد الفالحي، حاكم الشارقة ومعالي الشيخ أحمد زكي يماني –حفظهما الله-. ومما لا شك فيه أننا عندما ننظر إلى تاريخ العلوم والثقافة والتعليم بمفاهيم اليوم، فإننا نجدها لا تلبي تطلعاتنا، كما نلحظ عناصر النجاح والفشل في الوقت معاً. |
إن المركز ومديره العام الدكتور البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو، يستحق كل الثناء على نشاطه ومنجزاته التعليمية والعلمية التي تحققت بموارد قليلة وجهود مضنية، أخي الدكتور أكمل الدين إننا جميعاً نحييكم بهذه المشاعر والأفكار ونتمنى لكم النجاح والتوفيق في أعمالكم، وليبارككم المولى الكريم جلت قدرته، ولا يسعنا في الختام إلا أن نجزي الشكر الجزيل والتقدير والامتنان لسعادة الأخ الأستاذ عبد المقصود خوجه، راعي العلم والثقافة لاستضافة الدكتور أكمل الدين، لنعرف منه الكثير ولنستفيد لخير البشرية والإسلام، والله يكلأكم برعايته وعنايته. |
أرجو أن ألقي هذا النداء:
|
أملنا بل رجاؤنا أن يَجِدَّ الشعب التركي المسلم للتنصل من التحالف العسكري، الاستراتيجي التركي –الإسرائيلي–. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: أخ عبد الحميد. |
الأستاذ عبد الحميد الدرهلي: نعم. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: الشيخ عبد الحميد أرجو ألا تتكلم في المواضيع السياسية لأننا نحن هنا. منتدى أدبي. |
الأستاذ عبد الحميد الدرهلي: طيب نقف جميعاً لنقرأ الفاتحة على أرواح الشهداء الفلسطينيين. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: بكل سرور. |
آسف إني قاطعت الأخ عبد الحميد، أنا لا أحجب سؤالاً ولا أقاطع أي زميل، ولكن تأطرت هذه الاثنينية منذ بدئها ولليوم وإن شاء الله، طالما هي مستمرة أن تكون ضمن دائرة موضوعيتها وهي العلم والأدب والفنون بعيداً عن السياسة، لأن السياسة دائماً موضوع جدلي، ولا يتفق عليه اثنان، فلهذا أنا أكرر أسفي لمقاطعة الزميل وهذا مبدأ من مبادئ الاثنينية يجب أن تسير عليه، واتفقنا عليه منذ البدء، فشكراً لكم وله. |
عريف الحفل: شكراً للأستاذ عبد الحميد الدرهلي على هذه الكلمة، وشعراً يشارك الشريف الأستاذ علي بن يوسف الشريف بقصيدة شعرية بعنوان "من وحي الأستانة" فليتفضل. |
|
|
|