| حيِّ هذا الفذ واستوقد زناده |
| حيِّ فيه الشعرَ مزهوَّ الرياده |
| حيِه نهجاً بديعاً مُسمعاً |
| طبَّق الآفاق يمليها مراده |
| وغدا يسبُرُ أعماق النهى |
| جاهداً يجلو فما أَعيت جهاده |
| كلُّ أفق راده نوَّره |
| كل بحر خاضه زاد امتداده |
| فسنا كالفجر في إصباحه |
| من دياجير الْمدى شبَّ وِقَاده |
| فأتى الشعرُ الذي أبدعه |
| جوهراً يهديه للشعر قلاده |
| شع منه النور وَحْيَاً ملهماً |
| وخيالاً شاد للشعر عماده |
| فترى الشاعر سيفاً مرهفاً |
| وتراه الصَّبَّ يستجدي سُعادهَ |
| وترى الحكمةَ من إشعاعهِ |
| وسَنَاها لاح يجلو ما أراده |
| وترى كيف الذي شاد الدنى |
| شادها، أو كيف ذا فَلّتْ عتاده |
| وترى الشادي على قيثاره |
| موقدَ الإحساس من شعر الإشاده |
| تسمع الأوتارُ من وقدته |
| خفقانَ السيف أو همساً لِغاده |
| * * * |
| هكذا الشاعر في إبداعه |
| يُنْطِقُ الإحساس يستجلي اغتماده |
| فإذا النطق شجون سبكت |
| وتراً يشدو وسيفاً وجلاده |
| وحلوماً عظمت مبدعةً |
| وحبيباً يشتهي منه وداده |
| * * * |
| بهرته الغيدُ يوماً فرنا |
| قاصرات الطرف يغرين جياده |
| فدنا ينشد من شعر الهوى |
| ورخى الأرسان يغري بالقياده |
| فإذا هنَّ أسيرات هواه |
| .. وفي الأسر يقيِّدن فؤاده |
| فاستمع من شعره ذاك الصدى |
| كلما فر من القلب أعاده |
| جذوةً من خفقةٍ مضرمةٍ |
| تتوالى من هوى رام الزياده |
| فزكَتْ أفنانُه مزهرةً |
| حكمةَ الحس.. قصيداً وعِباده |
| فترى الشاعر مهديَّ الْهوى |
| وترى الغيد تعشقن الشهاده |
| * * * |
| يا قصيداً يقف الشاعر يلـ |
| ـقي فتهتز قلوب بِالإشاده |
| هل يسودُ الشعر إن لم تحكِه |
| ألسنُ الدهر براهينَ سياده؟ |
| فأَجاب الدهر من غيرته |
| ولــه في رده صوتُ العماده |
| لا يغرنك ما خط الخوا |
| كله يفنى وإن أَغلى مداده |
| إنما الشعرُ الذي شاعره |
| أَبْدَعَ الْمَعْنى وأوْفاهُ احْتِشَادَه |
| عربياً قدُّ نظماً خافقاً |
| بجناح لا ترى الدنيا امتداده |
| وترى الناس لدى إطلاله |
| ناقداً يدري ومن يُزرِي انتقاده |
| كلهم قَاضٍ.. فهذا عادل |
| ينصف الشعر، وفي ذاك مراده |
| والورى يعتدُّ بِالشعر الذي |
| يَشْغلُ الدنيا ويستوحي رشاده |
| ولسانُ الناس في ترديده |
| يصطفي منه ويتلو مستجاده |
| وإذا الشعر تخطى سِفْرَه |
| لصدور أشربت حب العباده |
| كان شعراً يرنم الكون به |
| بين تقدير الرضا والإستزاده |
| * * * |