شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور جريدي المنصوري ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الواقع أنني لم أعد كلمة لهذا الموقف غير أنني سأستعيد شيئاً من الذاكرة ربما يكون فيه بعض الذي أريد، التقيت الدكتور مريسي الحارثي وفي ذهني جملة من الأمور عن ذلكم الرجل الذي كان مدرساً وكان قد تخرج في دار التوحيد، ودرس في كلية الشريعة ثم إذا به يكون في الجامعة الإسلامية، وحين التقيته كان في ذهني شيء مما يمكن أن يكون في ذهن من يقدم عليه رجل تخرج في تلكم المدارس ذات الصبغة التي تعطي منهجية من نوع ما، قلت له وقد أصبحت معيداً في الجامعة، ماذا ترى في الجامعة؟ وكان جديداً لأنه جاء من المدينة قال: أسوارها عالية، قلت ثم ماذا؟ قال والأبواب يخيل إلي أنها من الحديد الخالص، حينئذ عرفت أنني أمام رجل يتقدم بالفكر إلى نحو من الأنحاء التي يصح معها أن يخرج مما قد يوصف به من لم يتعلم في الغرب وإن كان غلاماً عرف ما لم يعرفه من تعلم في الغرب، لأن الأمر إنما يتعلق بالعقلية المبدعة التي من شأنها إذا استقامت لها طريقة التفكير أن تأتي بما يكون مفيداً، هكذا إذاً عندما أصبح عميداً للكلية وكان لمكتبه باب واحد، فتح باباً آخر، إن هذه الفتافيت التي قد يغفل عنها كثير من الناس قد يكون لها معنى أو دلالة، وقد كان لذلك معنى ودلالة، انفتاح في الفكر والمنهج حتى إن الرجل الذي عُنِيَ بالمصطلح تقدم به إلى الحد الذي رأيتموه في الصحف يتحدث عن مصطلح جديد أطلق عليه (العوربة)، نختلف معه وأنا أولهم في قليل أو كثير ولكن العقلية التي تقدم شيئاً في -نظري- أفضل من العقلية التي تعيد صياغة ما قد صيغ، مضى زمن ثم جاء زمن لم يحدد بالحادي عشر من تاريخ، وإذا بنا نجده يقدم عمود الشعر، ويقدم أبحاثاً هنا وهناك، وحضرت معه مؤتمرات ومنتديات وبعضها في الخارج ولا أزال أذكر حوارات أديرت حول أوراق تقدم بها هنا أو هناك، إنه جدل قد يكون الخلاف فيه أكثر من الالتقاء غير أننا ينبغي أن نعيد نظرنا في أي منهج نستعمله وأي منطلقات فلسفية ننطلق منها، وتلك أمور تأتي مع الزمن والخبرة وربما لا تأتي لمثلي ولكن من المتوقع أن تكون لمثل الدكتور مريسي منهجيته وفلسفاته العلمية التي منها ينطلق.
عندما كنت في القبول والتسجيل كان الناس يأتونني ليقدموا لأبنائهم وبناتهم، أذكر مرة جاءني رجل قال إن ابنته تريد أن تدخل الجامعة وكان المعدل ليس بالمناسب، اعتذرت منه خرج إلى المكتب الذي يقابلني، سمع كلاماً ثم عاد وقال لدي أمر، سمع أن أناساً يدخلون عن طريق الأوامر فقلت له أين هو؟ فاقترب من أذني اليسرى فقال: من الدكتور محمد مريسي الحارثي، ويبدو أن الأمر حينذاك قد نفذ لأن الجانب الإنساني الذي شفع فيه المريسي كان يستحق أن يقدر، وقد اتصلت بمدير الجامعة حينها ونقلت له الحالة فأبدى موافقته عليها وذلك بُعْدٌ إنساني في شخصية هذا الرجل يضاف إلى كثير وكثير مما نعلمه ولعلّ الذي لا نعلمه أكثر.
وشكراً لمن أتاح لنا هذا اللقاء والحديث، وشكراً لكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: هنالك بعض الإخوان ربما أتوا حديثاً على هذه الاثنينية نقول لهم نحن تعودنا -كرماً- أن نقفل الجوالات حتى لا تؤثر على تسجيلات هذه الاثنينية، الكلمة الآن للأستاذ فاروق باسلامة، الكاتب والصحفي المعروف.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :655  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 58 من 145
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.