شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور حمود الصميلي ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد.
سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه..
سعادة المحتفَى به الأستاذ الدكتور محمد مريسي الحارثي..
أيها الحفل الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أولاً أزجي الشكر لهذه الاثنينية وتكريمها للأدباء في هذه البلاد.
في عام 1405هـ كان لي شرف الانتساب إلى جامعة أم القرى معيداً في كلية اللغة العربية وكان آنذاك الأستاذ الدكتور /محمد بن مريسي الحارثي رئيساً لقسم الأدب وكان أستاذاً مساعداً، كنت حريصاً على حضور النشاطات الفكرية والأدبية والثقافية في الجامعة ونادي مكة الثقافي الأدبي، والذي لفت نظري وشد انتباهي حضور الدكتور محمد بن مريسي الحارثي الأدبي والثقافي والفكري في كل منتدى أو محاضرة أو أمسية إما محاضراً فيها أو مقدماً أو معلقاً أو شاعراً.
وكان يتولى تقديم أغلب الأماسي الشعرية التي تكون لطلاب الجامعة ونقدها والتعليق عليها، وتشجيع الطلاب الشعراء المشاركين فيها بطريقة هادئة يرفع فيها من معنوياتهم ويدفعهم للمزيد.
كما كانت له في الكلية شخصيته البارزة وحضوره المميز، وقربه من طلاب الكلية وتلمسه لحاجاتهم ومطالبهم.
وفي العام التالي كان لي شرف التتلمذ على يديه بعد أن أصبح مشرفاً على أطروحتي في الماجستير وكانت أول رسالة يشرف عليها، ومن هنا بدأت أتعرف إلى أستاذي من كثب. وبعد فترة ليست بالطويلة أصبح عميداً لكلية اللغة العربية لفترتين متواليتين استمرتا ثماني سنوات وكانت فترة عمادته كما أحسب هي الفترة الذهبية للكلية، يتمتع الدكتور محمد الحارثي بشخصية إدارية ناجحة، فتجده على مكتبه من أول ساعات الدوام، يتعهد قاعات المحاضرات بالمتابعة من حين لآخر، ويستمع لمراجعه بصدر رحب ووجه بشوش، سواء كان معروفاً لديه أو غير معروف، وكان رغم عمله الإداري له جدوله الدراسي الذي يحافظ عليه من الدقيقة الأولى.
وجدته واسع الاطلاع متنوع الثقافة متابعاً للحركة الأدبية والنقدية في المملكة والعالم العربي، متابعاً لأحداث أمته يتألم لآلامها ويسعد لسعادتها، واسع المعرفة بمصادر الأدب ومراجعه وأدباء وشعراء العالم العربي، ما سألته عن قضية أدبية أو نقدية إلا وجدته ملماً بها، عالماً بمراجعها ومصادرها ومواطن الاستشهاد فيها ولديه فيها رأيه الخاص ووجهة نظره السديدة.
لقد وجدت فيه حرصه الشديد على طلابه الذين يشرف على رسائلهم يتعهدهم بالمراجعة والمساءلة والتوجيه يفتح لهم باب مكتبته وبيته دون ترفع واستعلاء.
ما أعطيته بحثاً ليراجعه إلا راجعه وأعاده في وقت قياسي، وأعاده بعد مراجعة دقيقة وتصويبات نافعة.
وكان يتصل بي أحياناً ليدلني على مرجع أو يسدي إلي معلومة أو يتحادث معي في قضية عنت له أو رأى إدراجها في البحث.
 
طريقته في الرسائل العلمية تقوم على استبعاد الحشو وفضول الكلام والعبارات الإنشائية التي تثقل كاهل البحث، ويميل إلى وضع المعلومة دون مقدمات تستهلك القارئ بلا فائدة تذكر، يبتعد بطلابه عن التحقيقات التي ربما تميت جهد الطالب فيظل عالة على كاتبها الأول دون ابتكار وهندسة بحثية تقوم على تخطيط البحث وبناء فصوله وأبوابه.
منهجه النقدي يتسم بالوسطية بين التراث والمعاصرة، فهو ملمّ إلماماً واسعاً بالجانبين ينسج منهما عباءة واحدة، منسجمة الصور والألوان ويجعل منهما حديقة متنوعة الزهور والثمار ينتقل في أفنائها ويقطف من زهورها ما أراد دون تعصب أو انغلاق ودون إفراط أو تفريط. له حضوره المميز على ساحة الثقافة والفكر والأدب في العالم العربي دائم الحضور في أكثر المؤتمرات الأدبية في كثير من البلاد العربية التي منها مصر والأردن ولبنان والمغرب والكويت وغيرها، وهو واحد من أشهر المعروفين من رواد الفكر والأدب على مستوى العالم العربي في الوقت الحاضر.
وهو شاعر لو أعطى الشعر من وقته كثيراً لوصل فيه إلى قمة عالية وشأو بعيد، تمتاز قصائده فيما أعلم بطول النفس، وانتقاء كلماتها ودقة قوافيها، فأنت تستطيع معرفة القافية قبل أن تصل إلى وسط البيت وهذا ما لا يقدر عليه إلا قلة من الشعراء، وكلماته من القاموس العربي الجزل الأصيل وأوزانه عذبة متنوعة ولكنه شاعر مقل ومع ذلك لو طبع شعره لكان ديواناً كاملاً.
لقد عرفت الرجل كريماً مضيافاً يستقبل زائره بالبشر والطلاقة، تأتيه لأول مرة فكأنك تعرفه من زمن طويل، وله عادة سنوية حسنة يكرم فيها أساتذة الكلية الوافدين الذين انتهت فترة إعارتهم للكلية كل عام.
وهذا مقطع من قصيدة كتبتها عنه في مناسبة سابقة كانت في بيته تكريماً لأساتذة الجامعة الوافدين الذين انتهت فترة إعارتهم للكلية مع بعض التعديل:
الشعر من كل اللذائذ أعذب
والحرف إن يصفو فنعم المشربُ
كل الموائد يسترم جديدها
وتشيخ من فعل الزمان وتذهب
أما المعاني فهي نهر من سنا
تفنى الدهور ولا تراها تنضب
أسرجت من شعري لبابك مركباً
متمنياً ألا يقصر مركب
يا حارثي وما ذكرتك مادحاً
بل منصفاً والحر لا يتعصب
يا حارثي وليس لي من مطمع
لكنني من كل شهم معجب
يا حارثي وفي زماني من غدا
للذات عبداً في هواها يدأب
جانبت صف كثيرهم وترفعت
بك في المعالي همة لا تغلب
غنى بواديك الحمام مردداً
سحر البيان معينه لا ينضب
فالشعر يأتي حين تطلب طيعاً
روض المعاني في خيالك معشب
والنقد أنت زرعت في روضاته
عذب الغراس فطاب منها المشرب
وتحيتي لمكرِّم شاد البنا
روض الثقافة في حماه مخصب
أعطى البلابل منبراً فترنمت
وأضاء في جو الثقافة كوكب
ومكرِّمٍ أعطى البيان حياته
فاختار من أزهاره ما يرغب
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: وينتقل لاقط الصوت الآن إلى سعادة الأديب الدكتور عبد المحسن القحطاني عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :579  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 55 من 145
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج