شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ الكبير محمد سعيد طيب ))
أيها السادة، فهد العريفي الأديب، وفهد العريفي الكاتب، وفهد العريفي الصحفي، وفهد العريفي المدير، كل هذه جوانب صغيرة وبسيطة في شخصية هذا المواطن الكبير والنبيل، إن أهم ما في هذه الشخصية على الإطلاق هو المثقف الذي نذر قلمه طيلة أكثر من أربعين عاما لهموم الناس ومعاناتهم وتطلعاتهم وأحلامهم في غد أكرم وأفضل، والمناضل الذي نذر شبابه وحياته أغلى سنوات عمره من أجل وطنه ومواطنيه، لقد كان ولمّا يزل الوجه الحقيقي والمشرق المثقف الحق صاحب المبدأ صاحب الموقف، والحقيقة استغربت أشد الاستغراب مما أشار إليه معالي الدكتور محمد عبده يماني بأنه ما استضاف الأستاذ فهد العريفي في يوم من الأيام في وزارة الإعلام، وكأن هذا تشريف، وغاب عن معالي الدكتور أن هناك جهات أخرى تولت الاستضافة بالنيابة وكان لي شرف المرافقة معظم الوقت يعني بضع سنين ستظل وساماً على صدره، مرة سنة ونصف ومرة خمسة ونصف، على أي حال هو دائماً هو يدخل قبلي ويخرج بعدي، هذه من مميزات مرة ترافقنا سنة ونصف هو دخل قبلي، وخرجنا مع بعض، ومرة خمس سنين ونصف هو قبلي وخرج بعدي على كل حال نحن نتذكر هذه الفترة بكل الفخر وبكل الاعتزاز تمثل أعظم الحلقات في حياة العريفي وأروع الجوانب إن صح التعبير في شخصيته بل أنبل الصفحات في تاريخه وأكثرها نصاعة وإشراقا، وقد أثبت العريفي في مواقف عديدة ليس هنا مجال سردها، وهو أنه لم يكن مستعداً مهما كان الثمن للتنكر عن هذا التاريخ المضيء للتخلي عن هذه المبادئ النبيلة والمواقف المضيئة نذر حياته لها وحرم نفسه من كل ما يقاتل من اجله النفعيون والانتهازيون والمتسلقون والذين يأتي الوطن وقضاياه في آخر اهتماماتهم.
المدرسة معروفة للجميع في تلك المدرسة وأنا أتحدث عن ذكرى الآن عمرها أكثر من أربعين عاماً كان مطلوب من الأستاذ فهد العريفي ومن كانوا معه أن يمثلوا أمام الشيخ الله يرحمه محمد بن جبير، قاضي المحكمة بديوان المظالم كانت الحكومة في ذلك الوقت عندها شوية ضباط أميين.. أميين حقيقة، يكون في البداية جندياً ثم يتحول إلى عريف وهكذا وفي نهاية خدمته يحبوا إكرامه فيعطونه نجمة واحدة على أساس عندما يحال إلى التقاعد يكون دخله طيب، ومثل هذا لا يقرأ ولا يكتب تطلب منه أن يحقق مع ناس ما يعرف يحقق، في المرور ما يعرف يكتب مخالفة، هذا يضعونه مدير سجون، المهم الأستاذ فهد العريفي يتداول الرأي مع زملائه ماذا نقول عندما يسألنا الشيخ محمد بن جبير وهكذا فجاء هذا الملازم الأمي -رحمة الله عليه أظنه مات- جاء للأخ فهد وللجماعة يقول لهم لا لا لا... إذا سألكم الشيخ عن كذا قولوا كذا الخ. على أي حال هو عشان مدير سجن طبعاً جاملوه شوية، لكن الوقت صار ضيق والسيارة واقفة فالتفت أحد الإخوان قال له يا ملازم الموضوع فوق مستواك وأن الأخوة سيمثلون أمام محكمة من خمسة قضاة فكبرت الكلمة على الملازم الأمن أنه كيف يقولوا له أنت أمي وما تفهم، فقال: اسمع يا ولدي صحيح أنا ما أقرأ ولا أكتب لكن والله في الإنشاءات والإملاءات ما حد يغلبني، (يضحك الجميع).
ومن يومها حفظنا هذه (الحكمة العظيمة).
وصرت إلى الآن لما أجلس مع مجموعة التجار مع الموظفين ويحاولون تصليح علينا شئ في اللغة أو في النحو أقول لهم أنا صحيح ما أفهم في النحو أو في التجارة لكن في الإنشاءات والإملاءات ما حد يغلبني، أنت تاجر أنت موظف تسكت ودينا فرصة، أردت أن أقول كلما جاء ذكر العريفي -والله- كلما تذكرته يردُ على ذهني هذان البيتان:
وتجلدي للشامتين أريهم
أني لريب الدهر لا أتضعضع
 
هذا البيت الأول وأنا أقصده لأن الأستاذ فهد فعلاً صلب لا يتضعضع..
والبيت الثاني:
خُلِقتُ عيوفاً لا أرى لابنِ حرةٍ
عليّ يداً أغضي لها حين يغضب
 
عاش طول عمره عفيفاً ويظل إن شاء الله ويبقى بيننا عفيف النفس، طاهر اليد، رافع الرأس، عالي الهامة، موفور الكرامة، محاطاً بكل ما يستحقه من تقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: وبعد أيها السادة لنستمع جميعاً بشغف كبير إلى فارس الاثنينية هذه الليلة إلى سعادة الأستاذ فهد علي عبد العزيز العريفي.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :617  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 46 من 145
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج