(( كلمة سعادة الأستاذ محمد الحسون ))
|
بسم الله الرحمن الرحيم. |
الأخوة والزملاء، الضيف الغالي والمضيف الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
أفسح لي صاحب هذه الدار مشكوراً مكاناً في هذه المنصة لأحتفي معه ومعكم بضيف الاثنينية، العزيز أبو عبد العزيز الأستاذ العَلَم، والصديق الودود، فهد العلي العريفي، فأنا والأستاذ العريفي إلى جانب صداقتنا الشخصية الحميمة التي أعتز بها، فقد جمعتنا على مدى سنوات مهنة إدارة المؤسسات الصحفية، فقد كان سعادته مديراً عاماً لمؤسسة اليمامة للصحافة والنشر في الرياض وأنا مثيله في مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر بجدة. |
ورغم التنافس ما بين المؤسستين للحصول على أكبر قدر من القراء ومن الإعلان، إلا أنه كان تنافساً شريفاً راقياً يحكمه احترام متبادل، وتعاون لا محدود، وتبادل في المعلومات والدراسات، والاستفادة من تجارب البعض، ويسعدني بهذه المناسبة أن أضرب مثلاً لمثل التعاون في أصدق معانيه وأنبل أهدافه. |
لقد تعرضت الشركة الوطنية الموحدة للتوزيع والتي أنشأتها المؤسسات الصحفية لتتولى أمر توزيع إصداراتها ومطبوعاتها، تعرضت هذه الشركة الوليدة في سنواتها الأولى إلى عقبات أدت إلى تعثرها بل وتراكم الديون عليها حتى بلغت ديونها ما يوازي رأس مالها تقريباً، وأوشكت على الانهيار وتخلى عنها بعض مؤسسيها، واستعدت شركات التوزيع المنافسة لاقتناص الفريسة، وتحطيم حلم المؤسسات الصحفية أن تكون لهم شركة بمثابة اليد التي توصل منتجهم وأعني صحفهم إلى قرائها على مدى مساحة هذا الوطن الرحيب وتقيهم من تسلط شركات التوزيع وانفرادها في التحكم في أحد أكبر نشاطاتهم وهو التوزيع. |
وفي اجتماع تاريخي لمجلس إدارة الشركة الوطنية للتوزيع صدر القرار الجريء الشجاع الذي تبنته وقدمته وتحملت مسئوليته كل من مؤسسة اليمامة وعكاظ، وبما أنهما يمثلان 70% من حجم مبيعات الشركة، حيث قضى القرار الذي لقي ترحيباً وتشجيعاً وتقديراً من بقية الأعضاء قضى القرار بالرفع الفوري لعمولة التوزيع المستحيلة للشركة بنسبة 20% وأن تتفق المؤسسات الصحفية على غض النظر عن أي ربحية أو عائد متوقع لسنوات قادمة. وهكذا وبقرار صائب وشجاع وقرار وطني لا أنانية فيه قدم لهذه الشركة الوطنية طوق نجاة حيث شكلت العمولة الجديدة زيادة نقدية مباشرة صبّت في خزينتها لتقيل عثرتها، وتجبر كسرتها، وتطلقها في عالم النجاح انطلاقة طموحة قوية رائدة، فما هي إلا سنوات معدودة حتى غطت كلها خسائرها وجددت أسطولها وبنت هياكلها وانطلقت بسرعة الريح لتصبح وبدون منازع أكبر شركة توزيع في عالمنا العربي، وأصبحت علامة بارزة في مسيرة نجاحات شركاتنا الوطنية، وأنتهز هذه المناسبة لأدعو لأحد رجالاتها الغائبين الآن وهو الدكتور إبراهيم فتوح مديرها العام بالشفاء العاجل القريب إن شاء الله. |
كان العريفي وراء هذا القرار، فما أحراه بنا الوفاء، وللأستاذ العريفي لمسات وجولات في مضامير النجاح، فقد تحقق لمؤسسة اليمامة الصحفية إبان إدارته لها إنجازات غير مسبوقة، فقد تبوأت وتربّعت على عرش الإعلان، وتصدرت بكل اطمئنان المركز الأول في النشاط والدخل الإعلامي على كافة رصيفاتها من صحف محلية أو وافدة وحافظت وما زالت على هذا المركز المتقدم. هكذا عرفَ العريفي بحسّه الإداري الوقود الرئيسي لنجاح أية مؤسسة صحفية أقصد الدخل الإعلاني الذي يشكل العامل الرئيسي في نجاح وسقوط إمبراطوريات الصحافة في هذا العالم فضمن لمؤسسته الريادة في هذا المجال. |
ولنترك الإدارة جانباً، ولنتحدث قليلاً عن العريفي المواطن الإنسان، العريفي رجل عظيم يهوى وطناً عظيماً، يحبه ويعشقه ويغار عليه ولا يقايض به أبداً ولا يقبل به ثمناً. هو يؤمن إيماناً عميقاً بأنه إذا صدقت النيّة وقُضِي على النفاق والزيف والخداع والتطبيل والتهريج والرياء وصفت النفوس وصدق القول فإن لهذا الوطن شْأواً كبيراً. |
إن العريفي لم يستخدم علمه وقلمه ليخدع قومه لنيل مطامح دنيئة، إنه صاحب قلم عفيف ولكنه قلم لا يستريح، فيه علو الهمة، فيه الإخلاص في القول والصدق في المعاملة، فيه الإيمان العميق بدولة الآداب والأخلاق. |
لقد أحسنت إلينا في قلمك وفي سيرتك أيها الأستاذ فكنت خير القدوة والمثال الصالح ففيك والله من المزايا والمناقب ما يستحق كل احتفال وتكريم. |
فيا أبا عبد العزيز أهلاً وسهلاً ومرحباً بك بيننا والشكر كل الشكر لله سبحانه وتعالى الذي جمع بيننا ويسّر هذا اللقاء والشكر والعرفان للوجيه الأديب المفضال وجيه جدة أخي الأستاذ عبد المقصود خوجه الذي غمرنا بكرمه في اثنينيته الخالدة على مدى سنوات وأصبحت سجلاً حافلاً بالضياء لرجالات هذا الوطن الكبار عبر سنوات وسنوات رحم الله من توفي منهم ووفق من بقي ولله العقبى والحمد لله رب العالمين. |
عريف الحفل: أيضا نكرر رجاءنا للسادة المتحدثين الإيجاز قدر المستطاع لأننا مهما تكلمنا فلن نفي الأستاذ العريفي حقه من الثناء والتكريم، الكلمة الآن لسعادة الأستاذ محمد عبد الرازق القشعمي مدير الشؤون الثقافية بمكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض. |
|
|