شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( الحوار مع المحتفى به ))
عريف الحفل: إذاً نفتح باب الحوار مع ضيفنا وفارس اثنينيتنا وهذا سؤال الحقيقة وردنا من الأخ علي محمد الشهري، يقول:
مما هو معروف فقد أُلقيت قصيدة "بانت سعاد" أمام الرسول صلى الله عليه وسلم وأيضاً أدى الأحباش رقصاتهم الحربية في مسجده صلى الله عليه وسلم وأمامه، ما مدى مساحة الحرية الفكرية للمبدع والفنان حالياً ومستقبلاً بما سمحت به ثقافة الأمة الصحيحة؟ وهل ترى وجود بعض الأصوات التي تُجيز لنفسها دون غيرها الوصاية على الحرية والإبداع؟.
الأستاذ عبده خال: نحن انفصلنا كثيراً ما بين النظرية والتطبيق، بمعنى أن لدينا ديناً سمحاً متسعاً يستوعب الإنسان بكل متناقضاته، ديناً لكل زمان ومكان، هذا الدين الذي يكون لكل زمان ومكان لا بد أن يستوعب كل ما يحدث في كل الأزمنة وبالتالي هو مُوجِد لنفسه منافذ ومخارج تتناسب مع كل زمن وكل مكان، الذي حدث أن الذين ينظرون أو الذين يُنظِّرون هم ابتعدوا عن النظرية وأصبح التطبيق مغايراً، حرية الإبداع لا تكفلها لك المؤسسات ولا تكفلها لك المجتمعات، تجد على سبيل المثال في مجتمعنا أن حساسية المجتمع تفوق حساسية الدولة، أن الذين يوشون بك هم أفراد، لا تأتيك الدولة ولكن يأتيك الأفراد، هذه التربية الخاطئة أو تنشئة المجتمع بصورة خاطئة على الرأي الواحد وعلى الوجهة الواحدة هي التي أدت إلى التضييق على الآخرين حتى في حياتهم المعيشية اليومية، فما بال عليك كمبدع، تتحول بالإبداع، سلطة الإبداع عادة يجابهها المجتمع بالرفض، أنت عليك أن تكون صادقاً مع كتابتك وكما يرى الآخرون أنهم مصلحون، أنت ترى أنك مصلح، ووفق هذه المصداقية التي ترى في داخلك أنك تقوم بدور إصلاحي، عليك أن تلتزم بها في المقام الأول قبل أن تلتزم بمبادئ أو قوانين تُفرَض عليك مُسبقة للعمل الإبداعي.
عريف الحفل: فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني يقول:
قرأت الآن لكم في قصص الأطفال تحت عنوان "ذكاء الحمار" قصة بديعة جميلة حينما حاول الحمار أن يُغيِّر اسمه إلى اسم "أسد" عن طريق الببغاء، ولكنه خاب أمله حينما صاح الببغاء "حمار"، فأين هو ذكاء الحمار كما ذكرتم في عنوان القصة؟ والأَوْلى أن تضعوا عنوان غباء "الحمار" أفيدونا وشكراً؟
الأستاذ عبده خال: لا تستطيع تثبيت مسمّى إلا عن قَصديَّة بالنسبة لي على الأقل، فذكاء الحمار هنا لا أريد أن أتحول إلى شارح للنص، لكن أستاذنا وشيخنا الصابوني لو استطاع أن يقرأ بقية مفردات أو قصص المجموعة سيجد أن الاسم مغاير لواقع القصة هو يعمل على نفي الثابت وتثبيت المنفي، فهي لعبة استمرت داخل حكايات المِداد على مدار ستٍّ وأربعين حكاية، شيخنا الصابوني لو استمر في قراءة هذه الحكايات سيجد هذه النية المستهدفة أو التكنيك المقصود داخل العمل، وليس شرطاً أن نثبت الغباء للحمار، دعوه يصبحُ ذكياً حتى على الورق.
عريف الحفل: الأخ علي المنقري يقول:
كَثُر الحديث عن مصداقية النقد في الساحة الأدبية وبخاصة النقد القصصي والروائي المحلي من حيث المجاملة والمحاباة للبعض والتحامل على البعض الآخر؟ فماذا يقول الروائي والقاصّ عبده خال؟
الأستاذ عبده خال: أنا لا أستطيع أن أتحدث نيابة عن النقاد وفيهم هنا أستاذنا الدكتور عالي وأستاذنا الدكتور أبو بكر، وإن كان في البدء تنصل وقال أنا بتاع اجتماع، لكن الدكتور أبو بكر من الناس المنغمسين جداً في الأدب وله باع طويل في هذا المجال وكذلك الدكتور عالي، لكنني أقول أن عدد النقاد لدينا عدد محدود مقارنة بالمبدعين كعدد، ككم، أيضاً ليس من المنطق أن يتحول النقاد هؤلاء الخمسة أو الستة أو العشرة إلى أبواق لترديد أسماء كُتَّاب، أن فلان كتب وبالتالي عليه أن يتابعه وعليه أن يشير لكتاباته، أنا أتصور كلما كنت مبدعاً استطعت أن تلفت الآخرين إليك مهما كان إعراضهم عنك، القيمة في الإبداع نفسه وليس في الناقد، الناقد هو أيضاً ينجح معك، بمعنى أن المسألة النقد هو الآن عملية موازية للإبداع، هو يريد عملاً قوياً ليكتب عنه ليتوازى معه ليخلق نصًّا نقديًّا موازياً لإبداعه، لم يعد دور الناقد هو المفسر هو المحلل للنص هو يقوم بخلق عمل إبداعي موازٍ لهذا العمل الذي يتكلم عنه، كلما كنت مبدعاً استطعت أن تجبر الآخرين على أن يلتفتوا إليك، أما أن تكتب بحثاً عن النقاد فلن يلتفت إليك أحد، أنا أؤمن بهذه المسألة، أن تتحول إلى كاتب فقط لترضي الدكتور عالي أو ترضي "س" من النقاد، سوف ترضي الدكتور عالي لكن لن ترضي بقية الناس وستخسر نفسك في المقام الأول لأنك من البدء انتهجت نهج الإرضاء، الأدب، الفن ضد أو خصم لدود للمصالحة، بمعنى أن تتحول إلى قلم في يد الآخر لتكتب، أن تكتب أنت، أن تكتب صدقك أنت، أن تكتب ذاتك، وبالتالي مهما كان هؤلاء النقاد عُمياً فسوف يبصرون لك وتذكروا جدنا الأكبر "المتنبي" حينما لفت العُمي لأدبه وأسمع كلماته من به صَمَمُ.
عريف الحفل: الأخ علي بن موسى المنقري، خِرِّيج قسم الإعلام جامعة الملك عبد العزيز بجدة، يقول:
حينما كنت أو كنت في مراحلك المبكرة في عالم القصة والرواية، ما هي الأعمال أو الأسماء التي كان لها الأثر الأقوى في تجربتك القصصية والروائية؟
الأستاذ عبده خال: أنا محظوظ بامرأة كانت تحب أو طبيعة البيئة التي عاشت فيها أنها تسرد وهي الوالدة -الله يرحمها- ثم تحولتُ من بيئة ساردة حكاية إلى بيئة أيضاً تحكي في جدة في الخمسة والتسعين.. أربعة وتسعين هجرية أنا انتقلت إلى جدة وأيضاً كان فيها الأحياء الشعبية خاصة كان فيها الحكي مستمراً، ومن أيضاً في حياتي صادفت أنني تقبلت هدية وأنا في الصف السادس عبارة عن ثلاثة كراتين كتب تحولت إلى مادة دسمة بداية أولى، لم يكن هناك مستهدف شخص معين، كان الذي يقع أمامهم كتاب عليك أن تقرأه، ليس عليك لكن هو نوع من الاستمتاع بالقراءة، أُناس كُثر أثروا فيّ وأُناس كُثُر استفدت منهم، لكن في بدايتي الأولى وبالصدفة المحضة وفي تلك السن الخامس إلى السادس قرأت ليوسف إدريس ونجيب محفوظ وفيكتور هيجو وشارلز ديكنز بالصدفة المحضة لم تكن مستهدفة، فيما بعد تأثرت بناس كثير، ليس شرطاً كُتَّاب حتى الأُناس الذين أُقابلهم في حياتي أصدقاء.. مسؤولين، الروائي هو أشبه بصياد يصطاد الملامح والسلوكيات والأشكال ثم تتحول فيما بعد إلى عمل.
عريف الحفل: الأخ أشرف السيد سالم يقول:
لماذا استطاعت الرواية العربية المبكرة الوصول إلى عالم الدراما واحتلال مساحة مؤثرة فيها؟ أسهمت في انتشار الرواية والروائيين بينما عجزت الرواية المعاصرة عن دخول هذا الميدان على سعته ودوره في حياة الجماهير، فهل يعكس هذا عزلتها عن الواقع بسبب تأثرها بالمدارس الأدبية الوافدة والغريبة عن مجتمعاتنا؟
الأستاذ عبده خال: أنا ضد حكاية غريبة عن مجتمعاتنا أنت لا تستطيع أن تكون بعيداً عن العالم، حكاية البعد هذه لم تعد متوفرة يعني لم تعد صارمة، أستاذي الفاضل السائل يسأل عن تحويل الرواية إلى دراما، الرواية حتى الحديثة تتحول إلى دراما، وهو الآن يتحدث عن نموذج محدد وهم الأخوة في مصر، هم الذين استطاعوا إدخال الرواية الأدبية إلى الدراما في عالمنا العربي عندما نتكلم، ربما الأخوة أيضاً في سوريا بعض الشيء، كما قُدِّم نجيب محفوظ في السينما كروائي، قُدِّم جمال الغيطاني كروائي أيضاً في السينما، هذا يُمثل بدايات الرواية العربية وجمال يُمثل حاضرها في الوقت الراهن، المسألة هو من يقدم، أو من يقوم بتحويل العمل الأدبي إلى عمل درامي؟ ليس للمدارس الحديثة دور في تأخر الرواية الحديثة في دخولها للدراما، يحيى الطاهر عبد الله عمله تحول إلى فيلم وهو "الطوق والأسورة" بهاء طاهر الآن "الحب في المنفى" تحول إلى سينما "خالتي صفية" وأيضاً لبهاء الطاهر تحول إلى فيلم، طبعاً عندما أتكلم عن بهاء طاهر وهو ممثل الرواية الحديثة في العالم العربي، ليس ثمة علاقة ما بين قِدَم النص وحداثته ليتحول إلى دراما، لكن المشتغلين في هذا الجانب هم المسؤولون في إدخالها، أما بالنسبة لنا في السعودية فالدراما لم تبدأ بعد.
عريف الحفل: الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول:
إلى أين نحن، أدبنا والأدباء والأديبات ماضون في هذه الحقبة التاريخية الصعبة والمتمتع بحريتها وبحرية التعبير يغزون ومن كل الاتجاهات، هل سنشهد انطلاقة فكر نهضوي جديد؟
الأستاذ عبده خال: والله سؤال ضخم جداً وأنا رجل ناحل لا أستطيع تحمل مثل هذه الأسئلة. نحن مفتونون بالأسئلة الضخمة الكبيرة، نحن لو استطعنا أن نخيط ثوبنا أن نصنع ثوبنا لما ورطنا هذه الورطة التي نحن الآن مرتهنون لها، عجزنا أمام الآخر في أنك لا تستطيع أن تحك ذقنك إلا بأمر الآن، هذا يعود لأنك أصلاً منهزم وانهزاميتك هذه تستوجب عليك الطاعة، عندما تستطيع أن يصبح القرار بيدك، أن تؤكل نفسك... تشرب نفسك... تصنع ملابسك... تصنع سيارة... بعد ذلك لك الحق في أن تقول كلمتك، أما وأنت بهذه الحالة فعليك أن تطيع طاعة عمياء وإلاّ..
عريف الحفل: الأخ عبد الرزاق صالح الغامدي يقول:
لقد انفردت منطقة جيزان بأكثر المبدعين في مجال الشعر والقصة فكيف تفسرون هذه الظاهرة رغم الجو الخانق لمنطقة جيزان؟
الأستاذ عبده خال: ما له علاقة.. يعني في مكيفات.. المسألة ما هي بهذه الصورة، اسمحوا لي أن أقول ليست جازان نفسها، هي قرى جيزان الإبداع يتواجد على ضفاف جازان في القرى وفي البر، هذا يعود ربما إلى نوع من محاولة التميز والتفوق، أن تتحول من بيئة كل أفرادها يحاولون أن يتميزوا، وبالتالي البحث عن التميز يمنحك الأضواء الأكثر هو الأدب والفن، ربما تكون هذه إحدى الظواهر أو إحدى الأسباب التي جعلت كثيرين من أبناء جيزان يتميزون في الجانب الأدبي أو الفني، لها جانب آخر يعود لانفتاحها ربما على وجود البحر والتواصل، دائماً حياة المدينة الساحلية أو المنطقة الساحلية هي أنها تتواصل مع الآخرين وتتأثر بهم ويتأثرون بها، شاعرية المكان أيضاً لها دور في تحويل الإنسان إلى فنان، أتصور أن منطقة جيزان كل شخص هناك به ناحية فنية ما، فقط أن كثيراً منهم يخطئ الطريق أو لا يكتشف هذه الموهبة وبالتالي يغيب ناس كثير أو يضيع أُناس كثير في الطريق.
عريف الحفل: الأستاذ عثمان مليباري يقول:
قال أحد النقاد إن الرواية السعودية ما هي إلا محاولات فردية تُعبِّر عن هموم خاصة، حيث لم تظهر في السنوات الماضية رواية سعودية نتيجة ارتواء فني أو عمق فكري أو رؤى فلسفية أو اجتماعية عميقة ومنظمة، تُرى هل توافق على هذا الرأي أم لديك رأي آخر؟
الأستاذ عبده خال: أنا أشعر كأنني أصدر أحكاماً، فأعتذر عن هذه.. فهي فقط انطباعات خاصة وشخصية، الأستاذ المليباري عندما يتحدث عن عدم وجود رواية هو يدخل أيضاً في كلمة قال أو قالوا... يقولون... هذه الآفة التي تعيش في مجتمعنا في جميع المستويات سواء المستويات الفكرية والسياسية أو الاجتماعية، لا يُكلِّف الشخص نفسه البحث والوقوف على الحقيقة، لكن يكتفي بكلمة قال أو يقولون، ليس صحيحاً ما قاله أو ما نقله المليباري بالنسبة للرواية السعودية، الرواية السعودية الآن خاصة من التسعينات إلى الآن أنتجت كثيراً من الروايات الجميلة والرائعة والتي نفخر بها سواء كان على المستوى المحلي أو على المستوى العربي.
مشكلة هذه الروايات أنها لم تدخل البلد ومشكلتها أن كثيرين من الناس لم يقرؤوها، مشكلتها أيضاً أن تُلْصَق بها التهم قبل أن تقرأ كأن يُقال إنها قصة سِيَر ذاتية، أو أن يقال عنها أنها تعقيدات أو... أو... أو... لكن ليس هناك من.. سوى الناس المهتمين هم الذين قرؤوا هذه الروايات بطرق أو بأخرى، لكن الغالبية تتناقل الكلام بأنها يُقال إنها رواية كذا ويقال أنها رواية كذا، أتصور هم معذورون لغياب هذه الأعمال أصلاً عن تواجدها في السوق المحلي، وبالتالي تصبح كلمة قال أسهل بكثير من الوقوف على عمل يصل إلى أربعمائة صفحة.
عريف الحفل: الأخ الطيب برير يوسف من عكاظ يقول:
سلطة الاسم عبر التاريخ كرَّست مفهوم الواحد، وسلبت المتلقي حق المؤامرة والاكتشاف، عبر مسيرتك الإبداعية كيف بدت لك سلطة الاسم؟
الأستاذ عبده خال: الأخ أحمد تكلم في سلطة الاسم، أنا أرى أننا أبناء شرعيون لتراثنا العربي، فتاريخك العربي يمجد الشخص الواحد... القائد الواحد... الزعيم الواحد... كلنا نمشي بواحد واحد، الشاعر الواحد هذا الموروث الضخم تحول أيضاً إلى عالمك اليوم أو تحول إلى واقعك الآن، الاسم يسبق الفعل، وبالتالي تصبح سطوة الاسم مهمة جداً في ثقافة نشأت على هذا، ويصبح من الصعوبة تغيير هذه التركيبة العقلية للمجتمع بأن تؤمن بالتخلي عن هذه السطوة، يصبح الاسم مُقَدَّماً على الفعل وليس العكس الفعل مُقَدَّم على الاسم، لذلك أتصور أن الاسم بالنسبة لو تحدثنا عن الجانب الإبداعي أن الاسم متى ما تحول إلى سلطة في النص بمعنى أن عبده خال على سبيل المثال سوف يتحول في زمن من الأزمان إلى سلطة اسم أكثر من سلطة نص، في هذا التكريم الذي أشكركم عليه وأشكر الشيخ عبد المقصود خوجه سوف أتحول إلى سلطة، بمعنى أن الاسم إذا تمت المبالغة في أن يُقدم الأشياء الجميلة والرائعة و.. و.. و.. يتحول الاسم إلى سلطة حتى لو كتبت كلام (فاضي) فيما بعد، أتصور بأنها هي ثقافة وفكر كمجموعة يسير بهذا الـ...… لم نصل إلى مرحلة تفكيك النصّ أو التفكير بالعقلية الجماعية نحن لا زلنا أسيري الفكر الواحد.
عريف الحفل: الأخ عدنان الشهري يقول:
هل ترى أن يلتزم الروائي المسلم في كتاباته بما لا يتعارض مع عقيدته وأخلاقيات مجتمعه أم أنه لا غضاضة في أن ينحو ما عليه كُتَّاب الرواية العالميين دون النظر إلى معتقد أو دين أو خُلُق؟
الأستاذ عبده خال: أولاً: أحد الأصدقاء أهداني مجموعة كُتيباً مكتوب عليه القصة الإسلامية فسألته: ألسنا مسلمين؟، يعني مفهوم حكاية الأدب الإسلامي الذي يكتب يعني كيف تُقيِّمني أنه أدب غير إسلامي أو غير مسلم أنا الذي أكتبه هل يخرج خارج الإسلام، تصنفني خارج الإسلام! يعني مفهومك للأدب الإسلامي ما هو؟ بالتالي لو كتب شخص ليس على ديانتك ولكن كتبه بصياغة إسلامية هل هو مسلم أكثر مني، يعني الإشكالية في مُسمَّى الدين؟ أنت تظن أنك الوحيد المتمسك بدينك، الآخر أيضاً متمسك بدينه، عندما ذكر عمل روائي لواحد مسيحي هو متمسك أشد التمسك بدينه، ويبثه من خلال رواياته، اليهودي أيضاً يبث ديانته من خلال عمله، أنت كمسلم تبث أشياءك ومعتقداتك من خلال عملك الروائي، لكن العمل الروائي ليس خطبة، أو ليس وعظيًّا، كلما اتجهت للوعظ كلما سقط الفن، أنت تستطيع أن تمرر معتقداتك الدينية بصورة لا تتحول فيها إلى واعظ داخلها لأنك عندما تتحول إلى واعظ يتدنى المستوى الفني، يعني جماليات الفن تختلف، أتصور أن كل إنسان يسير ضمن ثقافته وضمن معتقداته لكنه في الوقت نفسه لا يستطيع داخل العمل أن يتحول إلى كاتب مقالة ولا يستطيع أن يتحول إلى خطيب مسجد، ولا يستطيع أن يتحول إلى مبرهن أو مثبت، هي مجرد مشهد بسيط وصغير يمكن أن يُشير إلى عمق مُعتقد ديني أكثر من كتابة سطور طويلة وعريضة على تنظير مثل هذا.
عريف الحفل: الأستاذ علي حسُّون يقول:
ما هي علاقة النسب بينك وبين يوسف الخال، لا تتهرب قل الحقيقة؟ وهناك من يتساءل عن ذلك الآن؟
 
الأستاذ عبده خال: أولاً: أنا أشكر حبيبي وأخي علي حَسُّون حضوره، وهو من كتابنا الذين نحبهم، ولا أعرف الأستاذ علي ما الذي يبعده عن القصة وهو كاتب قصة متميز، وما الذي يبعده عن الرواية وهو القادر على مواصلة دأبه الروائي السابق، والذي قرأت وأُعجبت به هو وصديقه الحميم محمد صادق دياب، حبيبنا علي أنا أذكر عندما أصدرت رواية "مدن تأكل العشّب" وهي الرواية الثانية نَشرت جريدة الحياة والشرق الأوسط في يومين متتالين أن الأديب اللبناني أصدر رواية "مدن تأكل العشب" عبده خال، فلي زملاء في الجريدة يقولون لهم "تكفون إلحقونا بس قبل ما يتراجع الناس"، يبدو أنها... أنا الذي أعرفه أنه إحنا نقول "بني مخال" في الجنوب لا يستخدموا "ألـ" هي ألـ هذه يبدو أنها نجدية أو قصيمية لكن نحن في الجنوب نقول "بني" بني فلان تستعيض عن الـ وهي قبيلة كبيرة في منطقة الجنوب أشك كثيراً أن يكون لها علاقة ببيروت أشك كثيراً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :704  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 21 من 145
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.