الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

(( كلمة سعادة الأستاذ عبد الإله عبد المجيد ))

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله صديقي (الملحد) الدكتور مصطفى محمود، هذا الرجل القابع أمامكم كان من أكثر الناس تشكيكاً في الخلق والخالق، كان يتناول ذلك في حواراته وهو لم يتعدَّ سن المراهقة، حتى أن صفة الملحد التصقت به، وقد أخذ الكتَّاب والأدباء في مصر والعالم العربي يأخذون منه موقفاً جاداً وحاداً، ولأن الله سبحانه وتعالى يخرج الميت من الحي، ويخرج الحي من الميت فأنا شخصياً أعتبر هذا الرجل خرج حياً من ذلك الرجل الميت، والشك واليقين سمة المبدعين والفلاسفة، وحين أصدر كتابه (رحلتي من الشك إلى الإيمان) في عام 1970، اتجهت الأنظار إلى هذا الطبيب الذي كان يشك في الله سبحانه وتعالى وفي القرآن وفي الوجود، ثم يعود ويعترف بذلك كله واضعاً النقاط على الحروف، وظن البعض أنها موجة أو موضة يركبها البعض ليسوِّق لما يكتب، ولكن هذا الرجل كان مخلصاً في عودته إلى الله.

التقيت بضيفنا أول مرة ووجهاً لوجه في شقته بمنطقة (العجوزة) في القاهرة في عام 1972، ووجدت في استقباله حرارة مميزة ورغبة شديدة أن أنجز معه الحوار الصحفي الأول الذي أجريته معه، وخاصة بأني صحفي من الديار المقدسة، وكما اعتبره مكسباً اعتبرته أيضاً كسباً لي، وأنا ما زلت أخطو في دهاليز صاحبة الجلالة، ثم جاء ضيفنا إلى المملكة العربية السعودية بعد لقائي به في مصر، واعتبرت نفسي لي الحق أن أقيم له حفل تعارف باعتباره رجلاً حديث الولادة وأنه تحول من الشك إلى الإيمان، أذكر بعض من ضيوف ذلك الحفل، الأساتذة: محمد صلاح الدين.. الدكتور عبد الله مناع.. الأستاذ عبد الله جفري.. شقيقي المرحوم أمين عبد المجيد، وبعض من الشخصيات الاجتماعية والأدبية آنذاك، وأن الدعوة كانت في كازينو كيلو عشرة، في طريق مكة القديم، رحم الله ذلك الزمن وأخي وأرحب بالدكتور الصالح بعد تسعة وعشرين عاماً وثلاثة أشهر وثلاثة عشر يوماً وخمس ساعات. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عريف الحفل : إذاً الكلمة الآن لفارس الاثنينية سعادة الدكتور مصطفى محمود.