شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحابته أجمعين.
الأساتذة الأفاضل.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
يسعدني أن أرحب باسمكم جميعاً أطيب تحية بالأخ الأستاذ عابد محمد علي خزندار، الذي عرفناه أديباً وناقداً وصحفياً، ولم نعرفه زراعياً أو كيميائياً، وهو مثل كثيرين ممن استهواهم عالم الأدب، فغاصوا بمهارة وراء كنوزه وسحره الحلال، ثم انصرفوا تدريجياً عن مجال تخصصاتهم الأصلية، لأنهم وجدوا جواهر أنفسهم بين بيادر الكلمة، وأفق قوس قزح، فأهلاً وسهلاً ومرحباً به في ساحة من ساحاتها، وفاءً وتقديراً لمساهماته التي تُذكر فتُشكر.
 
بداية أعترف لكم -من وجهة نظري الشخصية- لم أجد كتاباً واحداً من مؤلفات ضيفنا الكبير مجالاً لنزهة برية أو بحرية، فهو كاتب صعب العبارة، حريص على الدقة المتناهية، لا يتخطى تعبيراً قبل أن يحاول تعريفه بطريقة تحتاج إلى تعريف، كما يقوم في كثير من الأحيان بنحت كلمات وتعابير معينة، لتلائم ما يرمي إليه من مدلولات استهوته من خلال قراءاته بالفرنسية والإنجليزية، وفي سبيل ذلك يتجشم عناءً كبيراً ويدخل معه القارئ في دروب جانبية قد تطول أو تقصر، بعيداً عن صلب الموضوع الذي يكتب عنه، وضيفنا الكريم يعرف هذا التوجه عن قلمه، فأصبح يُطلق على بعض ما يكتب (نثاراً) لأنه يتحرك في مسارات تختلف نسبياً عن الأهداف المبدئية التي يضعها نصب عينيه قبل الشروع في الكتابة.
 
وبالتأكيد ليس مطلوباً من ضيفنا الكبير أن يُسطِّح عطاءه وأفكاره، أو يقلل من درجة العمق التي يتناول بها اهتماماته الأدبية والنقدية، لأنه في الواقع يكتب لفئة معينة تستطيع أن تتواصل مع إبداعاته، رغم حرصه على أنه غير أكاديمي، وبأن واقع الحال لا يترك له إلا مجالاً محدوداً للتفاعل خارج النطاق الذي أحاط به كتاباته، فإن ذلك يضعنا أمام علامة استفهام كبيرة حول جدوى الكتابة التي توصف بأنها ذات أبراج عاجية، ولاسيما في الوقت الذي تجد فيه الكلمة المكتوبة منافسة غير متكافئة مع وسائل الإعلام التي تحتوي المتلقي بالصوت والصورة، ومنها ما يدغدغ حواس بعض الناس ويخاطب غرائزهم، ومنها ما يتعامل مباشرة مع اهتماماتهم وهمومهم الحياتية اليومية، ولعلَّ ضيفنا الكريم أو أحد الأساتذة المتحدثين يلقي الضوء على هذه الإشكالية.
 
من ناحية أخرى استوقفتني جُرأة ضيفنا الكريم في تناول بعض المواضيع الساخنة على صفحات إحدى الصحف اليومية المحلية، وتلك ميزة لا أستغربها عن ضيفنا الكريم، ذلك أن المتتبع لمسيرته يجد أن له مواقف صلبة في الدفاع عن آرائه وأفكاره، ولا يتزحزح عنها بسهولة، وقد شهدت له ساحة الصحف المحلية مناوشات حامية مع بعض الأساتذة الأفاضل الذين اختلفوا معه في الرأي، ولكن بقي حبل الود متيناً بينهم، شأن الكبار الذين يعلمون أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، فقد ضربوا لنا أروع الأمثال في كيفية إدارة الحوار، والارتفاع بروح الحوار والطرح الموضوعي إلى آفاق رحبة تساهم في إضافة رافد جديد للمتلقي، متمنياً ألا تخلو ساحة صحافتنا من مثل هذه المساهمات الجادة والراقية.
 
أيها الأحبة..
 
لقد سعِدتُ باستمزاج آراء بعض الأساتذة رواد الاثنينية، نتج عنها تعديل منهجي في سير هذه الأمسيات التي هي منكم وبكم وإليكم، بحيث تكون كلمات الأساتذة الأفاضل التي يشاركون بها في الاحتفاء بالضيف الكريم وفق محاور يحددونها سلفاً، شاكراً تلطفهم بإشعار سكرتيرية الاثنينية قبل أسبوع برغبتهم في المشاركة بكلمة، مما يساعد كثيراً في ترتيب فقرات برنامج الأمسية، كما آمل ألا تزيد الكلمة عن عشر دقائق بأي حال من الأحوال، حتى نتفادى التكرار والازدواجية، وأن تكون في صلب الموضوع، وذات علاقة مباشرة بالمحتفى به، وفي إطار ما دأبت عليه الاثنينية من أنها في النهاية عبارة عن كلمة شكر، وتكريم، وتوثيق لمسيرة من يشرفوننا بلقائهم، وفي ذات الوقت نتيح الفرصة للضيف الكريم ليمتعنا بحديثه أطول فترة ممكنة، مع محاولة التسديد والمقاربة لبدء برنامج الأمسية وبالتالي الانتهاء منه في وقت مبكر قدر الإمكان، حتى لا نرهق بعض الزملاء الذين يحضرون من أماكن بعيدة، وبعضهم يتجشم مشقة الحضور من مكة المكرمة، حرصاً منهم على هذا التواصل الذي نعتز به، فلا أقل من أن نساعدهم على العودة في وقت مبكر قدر المستطاع، واعتباراً من هذه الأمسية فإن كلمتي لن تزيد عن عشر دقائق، وإذا استرسلت بغير قصد فنبهوني مشكورين.
 
متمنياً لكم وقتاً ممتعاً مع ضيفنا الكبير، وعلى أمل أن نلتقي الأسبوع القادم لنحتفي بعَلَمٍ كبير، ورائد من رواد أدب الخيال العلمي، وله صولات وجولات مع (العلم والإيمان) وتوظيف تخصصه الطبي لخدمة قضايا العلم، وعرضها بأسلوب يناسب المتلقي العادي، ضيف أمسيتنا القادم الأستاذ الدكتور مصطفى محمود، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم، لنحيطه جميعاً بصدق مشاعرنا كِفاء ما قدَّم لأمته، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
عريف الحفل: نستمع الآن وبالترتيب إلى كلمات المتحدثين الذين يشاركون في تكريم سعادة ضيفنا، ونبدأ بسعادة الدكتور عبد العزيز الصوّيغ عضو مجلس الشورى.
 
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :820  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 59 من 85
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء التاسع - رسائل تحية وإشادة بالإصدارات: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج