| سلامٌ رائعُ النفحاتِ عاطر |
| على أهلِ الحميّة والمآثرْ |
| لعشاقِ الثقافةِ وهي نورٌ |
| يضيء القلبَ فينا والبصائرْ |
| أتيناهُم ونحنُ على يقينٍ |
| بأنَّا قادمونَ على أكابرْ |
| لهم في المرفأ المرموقِ ذكرٌ |
| ترددُه العواصمُ والحواضرْ |
| وجدةُ قد غدتْ أزهى المواني |
| وأحلى ما تَقرُّ به النواظرْ |
| تَعَشَّقتِ الرُقِي فأبرزتْهُ |
| رُقياً لا يجولُ بأي خاطرْ |
| ودرَّبتِ الشبابَ على المعالي |
| فحازوها جهابذة عباقرْ |
| سلوا عنها الحجيج وقد توالوا |
| كسيلٍ من أعالي الشُمِّ هادرْ |
| تلفُ جموعهم بحنانِ أمٍ |
| وأمٍ تستبدُ بها المشاعرْ |
| خُطا أمِّ القرى التزمتْ فزالتْ |
| متاعبُ في المناسكِ والشعائرْ |
| وما البيتُ العتيقُ سوى ملاذٍ |
| لكل مُقَصِّرٍ ولكلِّ عاثرْ |
| دعاءُ التائبين به مُجابٌ |
| لدى ربٍ عظيمِ الشأنِ غافرْ |
| أجدةُ لا أراكِ الله بَغْياً |
| ولا عانى بَنُوكِ عذاب غادرْ |
| غزانا ناكر المعروفِ فجراً |
| بقومٍ ظالمين بلا ضمائرْ |
| فصالوا كيفما شاءوا وجالوا |
| وهاموا في المآثم والمجازرْ |
| ولو لا من انبراه الله فهداً |
| ليدفع عن جزيرتنا المخاطرْ |
| لَكُنَّا لم نزلْ أسرى المآسي |
| نُجَرَّعُ علقماً من كفِّ آسرْ |
| أجدةُ والحديثُ له شجونٌ |
| وبعضُ القولِ يُحبَسُ في الحناجرْ |
| مضى عقدان والجلساتُ تَتْرى |
| ولم نر في التعاونِ من بشائرْ |
| طموحُ الناسِ مدفونٌ عليه |
| لا تُعدُّ من المحاضرْ |
| حرامٌ أن نقيمَ على شتات |
| ونحنُ أولو الوشائج والأواصرْ |
| وعارٌ أن نُطأطأ لابتزازٍ |
| صفيقٍ يستعين بضعفِ حاضرْ |
| جزيرتنا متى اتحدتْ أقامتْ |
| صروحاً للمهابة والمفاخرْ |
| لها بالأمس تاريخٌ عظيمٌ |
| تَحارُ له المصادرُ والمنابرْ |
| فصرنا في الحضيضِ وما سلمنا |
| من الأرذال أبناءِ الفواجرْ |
| أتوْنا من مواطنهم تِباعاً |
| بخطةِ حاقدٍ وقرارِ كافرْ |
| وكنعان الأبي شموخُ طودٍ |
| يقاتل في المدائن والدساكرْ |
| سيلفظهم كما لُفظوا قديماً |
| ويُبطِل بالإرادة سحر ساحرْ |
| بني قومي على الأبوابِ عهدٌ |
| جديدٌ يا أحبةُ غيرُ حاذرْ |
| فهبوا مُبدعينَ فمن توانى |
| يجد ترتيبه بين الأواخرْ |
| وما يُجدي الحديثُ عن الخوالي |
| وعن أسيافنا وعن القساورْ |
| فولى كلُ ذلك وهو عهدٌ |
| مضيءٌ ليس يجحده المكابرْ |
| فنحنُ اليومَ نُقْحَمُ في حياة |
| تنوءُ بكل نادرة ونادرْ |
| حياةٍ لا يواكبها جهولٌ |
| ولا يدنوا إليها أيُّ قاصرْ |
| وقالوا إنها شرٌ فقلنا لقد |
| جهلوا فهذا الحكمُ جائرْ |
| أتُجتنَب البحار لعُنفِ موجٍ |
| وفيها الخير يسبحُ والجواهرْ؟ |
| ويُحجمُ عن فضاءِ الله خوفاً |
| ويُتركُ للمقامِر والمغامرْ |
| رِدُوها يا بني قومِي |
| وإلا بقيتم في الهوامش والمظاهرْ |
| سباقُ العلمِ يُطربُ كلّ شعبٍ |
| يُصرُّ على التنافس وهو قادرْ |
| فمرحى للذي يقضي الليالي |
| يَفكُ رموزه والطرفُ ساهرْ |
| ويا منْ كرَّموا شعري حللتم |
| بركنٍ دافئٍ في قلبِ شاعرْ |
| فأنتمْ للثقافةِ خيرُ عونٍ |
| وفضلكمُ على الإبداعِ ظاهرْ |
| وهل أنسى الحفاوةَ حين جاءتْ |
| بحفلٍ زانه الفضلاءُ باهرْ |
| سلِمتمْ أيها الأحبابُ إني |
| مغادرُكم وقلبي لنْ يُغادرْ |