شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور عبد اللَّه مناع ))
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وأسعد الله مساءكم بكل خير.
لو أنني أطلعت على هذه الافتتاحية الضافية التي قدمها الشيخ عبد المقصود في بدء هذه الاثنينية لكنت اقترحت عليه أن لا يتكلم أحد بعده، وأن يُكتفَى بكلمته ليبدأ الحوار مع ضيف الاثنينية الدكتور محمد عمارة، ولكن ولأن الشيخ فاجأنا بهذه التحية الضافية والجميلة والمتكاملة والتي أثارت الكثير من النقاط التي يمكن أن تكون مدار بحثٍ مع الأستاذ الدكتور محمد عمارة، فإنني سأسهم إسهاماً متواضعاً أو أضيف إضافة قد تكون صغيرة لما قاله الشيخ عبد المقصود. أولاً: أرحب طبعاً بالأستاذ محمد عمارة، الدكتور محمد عمارة صاحب فكر متوازن، ولعلَّ هذا التوازن هو أحد أجمل ما فيه، فهو متوازن بين عروبته وإسلامه، متوازن بين الحرية والالتزام، متوازن بين العصر والتراث، الدكتور محمد عمارة هو أحد هذه المساحات، وهي مساحات تقل وتضمر لما يخيفنا كثيراً، إلا أن هذه البقية الباقية تضيء أمامنا الطريق وتطمئننا إلى أن المستقبل سيكون دائماً أفضل.
تحضرني في هذه المناسبة وفي تكريم الدكتور محمد عمارة نقاط قد تكون ليست كبيرة وليست كثيرة ولكن لعلَّها تكون ذات أهمية معينة، الصحوة الإسلامية: لعلَّها بدأت مع الانهيار في يونيو 1976 لعلَّها بدأت في السبعينات، فيما تبع الستينات في مصر، لعلَّها بدأت مع حركة التحرير التي قادها الأفغانيون ضد الاتحاد السوفيتي، لعلَّها من كل هذه البدايات صنعت نفسها وكانت نقطة إلهام على طريق الأمة، لكن هذه الصحوة سرعان ما تحولت إلى إسلام سياسي وصراع واقتتال حول السلطة.
في أفغانستان ما يزال المسلمون يتقاتلون ويتصارعون حول السلطة، ولم يستطيعوا أن يوجدوا نموذجاً إسلامياً حقيقياً في دولة قامت على أكتاف الإسلام وكان تحريرها بالإسلام وراياته، في الجزائر هناك اقتتال بين الجزائريين بعضهم البعض، حول السلطة وحول الوصول إليها، وفي السودان هناك خلاف مستمر ودائم حول السلطة وتنازعها، أين أوصلنا هذا الإسلام السياسي وهذا الصراع وهذا القتال؟ كأنه أوصلنا إلى أن التسامح الإسلامي الذي عرفته الأمة وعاشته قد بدأ يتخلخل، وأن التطرف حل محل التسامح، وأن التعنت حل محل التفاهم.
الأمة تتطلع إلى إسلام متسامح إسلام يتعامل مع العصر وينظر إلى المستقبل لا إسلام ينكفئ على الماضي ويقيد نفسه بقيود ما أنزل الله بها من سلطان. هذا الصراع أو هذا الغياب للإسلام المتسامح قدمَنا إلى العالم في صورة مضطربة لا يرانا العالم إلا من خلالها أننا متوحشون.. أننا لا نفهم الحرية.. أننا لا نتعامل معها.. أننا استعباديون.. الخ.. بكل ما تعرفوه وتذكروه في الصورة التي رسمها لنا هذا الصراع المستمر والطويل، وأننا قساة.. وأننا إرهابيون.. نريد من دكتورنا محمد عمارة أن يضع أيدينا على: مِنْ أينَ يكون المخرج من كل هذا؟ فهو صاحب تجربة إسلامية وتجربة فكرية عميقة وعريقة وإسهامات ضخمة نرجو في هذه الليلة أن يقدم لنا إضاءة على الطريق لأننا أحوج ما نكون إلى هذه الإضاءة من شيخ عالم فاضل مثل الدكتور محمد عمارة وشكراً.
الشيخ عبد المقصود خوجه: في الحقيقة طَرْحُ الدكتور عبد الله مناع بالتساؤل في ختام كلمته يعني الشيء الكثير، لأن الحديث عن موضوع وتفصيله بما حدث ويحدث أمر، ولكن المهم في حياتنا كأمة تريد أن تحقق ذاتها ما هو المخرج؟ فشكراً لك سعادة الدكتور.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :974  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 85
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.