شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ محمد سعيد طيب ))
بسم الله الرحمن الرحيم،.. الحقيقة عندما تفضل أخي الأستاذ عبد المقصود خوجه بتوجيه الدعوة لي للمشاركة في هذه الأمسية، لا أخفيكم أنني ترددت كثيراً في قبول الدعوة خوفاً من ألا يصار الكلام مني أو أن يصار الكلام مني ويفهم على غير حقيقته، ولكن ما لبثت خشيتي أن تلاشت لأسباب عديدة، أعتقد أن الجميع أو معظم الأخوة الحاضرين يعرفون أنني إنسان محايد ليس لي هدف ولا غرض ولا لدي حسابات أصفيها مع أحد ولا لدي فواتير أسددها لأحد ولا فواتير أطلبها من أحد، إن شاء الله مواطن يشغِلُ الوطن في نفسه أكبر المساحات، وهذه المؤسسة هي جزء من هذا الوطن، العامل الثاني: لأن الإخوان أنفسهم أصدقاء أعزاء لي.
العامل الثالث: لأنني أعتز بهذا المشروع وفرح به وحريص عليه وعلى استمراره ونموه وازدهاره، هذه الثلاثة أو الأربعة عوامل جعلتني أشارك في هذه الأمسية.
الحقيقة أن الدكتور فهد والأستاذ قينان أوضحا الكثير من التساؤلات التي كانت في ذهني، لكن الذي أردت أن أقوله أنه أتى حين من الدهر ترسب في نفسي وفي قناعاتي وأعلنت هذا الرأي في مجلة "اليمامة" على سبيل التحديد وربما في أكثر من وسيلة أخرى، وفي أكثر من مجلس عام، إلا أن مستقبل أي صحيفة في العالم العربي محفوف بكثير -أي صحيفة حديثة أي مشروع صحفي جديد بالذات لمّا نقول صحيفة يومية- محفوف بكثير من المخاطر ما لم تكن هذه الصحيفة صادرة عن دعم صحيفة كبرى، ما لم تكن صحيفة (قومية) بالتعبير المصري، إما أن تصرف عليها الحكومة أو يصرف عليها حزب من الأحزاب أو يصرف عليها ناس لا يخشون الفقر، باستثناء طبعاً عندنا تجارب بسيطة لا يصح إلا أن تتخذ مقياساً في هذا الموضوع...
كنت أقول أنه وما زال في تصوري أن صحيفة وحيدة في دار صحافية كبرى كأننا نحن نهيئ قصراً منيفاً بكل إمكاناته من خدم وحشم، وتكييف مركزي، وخدمات مساندة ويسكنه شخص وحيد. هذا الشخص سوف يكون مصروفه عالياً جداً وعبئاً كبيراً.. ولنقرب المسألة نقول مثلاً آخر: الأوتوبيس الذي يركبه ولي العهد في الزيارات التفقدية أوتوبيس فخم ويركبه بعض الأمراء وبعض الوزراء لتفقد بعض المشاريع، أنا أتصور أن هذا الأوتوبيس لو كان مخصصاً لشخص واحد يروح يودِّيه المشوار ويرجعه، ألا تعتقدون أن تكلفته تكون عالية قليلاً على شخص واحد؟ هكذا أنظر للموضوع أن صحيفة وحيدة في دار صحافية كبرى فإن المصاريف ستكون عالية، مهما حاولوا التقليص لهذه المصاريف، المصروف سيكون عالياً جداً ومرهقاً. هكذا تقديري للأمور وأرجو أن أكون واهماً، وأرجو أن أكون مخطئاً، وأرجو أن تكون حساباتي ليست مضبوطة، وأرجو أن تكون قراءاتي خطأ لكل ما أقوله، أنا ما زلت أقول أن صحيفة واحدة تصدر من دار كبرى وهي هذه الصحيفة تتحمل كل المصاريف، المصاريف الإدارية والمالية ومصاريف المقر والمكاتب والمراسلين.. المطبخ هذا لا أحد يستفيد منه إلا صحيفة واحدة، أيضاً لأجل أن نقرِّب الأمور للأذهان، أمامنا تجربة الشركة السعودية للأبحاث والتسويق وأعتقد أن هذه التجربة جديرة أن تحتذى، وأن يتأمل فيها الأخوة الأعزاء في مؤسسة عسير وفي صحيفة "الوطن".
هذه الشركة السعودية للأبحاث والتسويق أصبحت اليوم واحدة من أكبر الإمبراطوريات الصحفية في العالم الثالث كله، وهي تصدر الآن ثمانية عشر إصداراً، منها أربع صحف يومية، فالنتيجة لو كانت هذه الدار اكتفت بصحيفة "الشرق الأوسط" والله لكانت صحيفة "الشرق الأوسط" خاسرة، ولو اكتفت بـ "العرب نيوز" ولو اكتفت بالاثنتين لخسرتا، أقول أنهم (هُمَّا بيشيلوا بعض)، واقتصاديات المشروع تكون مضبوطة لأن التكلفة في النهاية، في تكاليف ثابتة لا مناص منها، رئيس مجلس إدارة يأخذ راتباً، المدير العام يأخذ راتباً، الشؤون الإدارية بمديرها وموظفيها والإدارة المالية وموظفيها وفي المقر الرئيسي، وفي مطبخ صحفي يتمثل في مركز المعلومات، وفيما يهيئه رئيس التحرير ومساعدوه ونُوَّابه، وما يرد من المكاتب الأخرى والمراسلين في خارج الوطن، هذه بدلاً من يستفيد منها وسيلة يستفيد عندهم في الشركة السعودية للأبحاث والتسويق ثماني عشرة وسيلة، ما يصلح "للشرق الأوسط" تأخذه، وما لا يصلح قد يصلح "للعرب نيوز" وما لا يصلح للاثنين قد يصلح لـ (سيدتي)، وما لا يصلح للثلاثة قد يصلح (للمجلة) وهكذا، وما لا يصلح لمجلة الأطفال، وفي النهاية العبء يتوزع والتكلفة تتوزع.
لكن الدكتور يطمئننا أن المسار إن شاء الله مطمئن وما في ما يدعو للقلق، كنت أتمنى وقلت له هذا الكلام قبل ذلك، قلت له أتمنى مثلاً أن يكون لديكم طبعة تخص المنطقة الجنوبية، كثير من هذا ممكن يصير، لو تأملنا مثلاً في إصدار الصحيفة الرياضية التابعة للشركة السعودية للأبحاث والتسويق، فيما علمت أنهم يعملون ثلاثة (مانشيتات) مختلفة لثلاث مناطق مختلفة في المملكة، كل منطقة عندما تقرأ الجريدة تشعر أن هؤلاء الناس مهتمون بها. الإمكانات الموجودة لدى مؤسسة عسير، وبالمطبخ الكبير، وبالكفاءات الجيدة التي استطاعوا أن يستقطبوها، في تقديري أنهم يستطيعون أن يعملوا إصداراً محلياً (local) خاصاً بمنطقة عسير سيتوزع بكثافة، تزال من الصحيفة كافة المواد التي لا تهم ابن الجنوب ونضع المواد التي تهمه، إنسان يهمه معاناته مع البلدية، معاناته مع المرور، معاناته مع الطريق، معاناته مع الكذا .. له همومه الصغيرة.
 
أعتقد أن المشروع هذا سوف يكون إضافة جيدة يا دكتور والكلام للأخ قينان تكسبون أبناء الجنوب وتكون تكلفته قليلة.. قليلة جداً، لأن المطبخ موجود والجميع موجودون ربما تخصص له اثنين.. ثلاثة يرعونه وفي النهاية مردوده جيد، ويحسن اقتصاديات المشروع، لكن أرجع وأقول أنا سعيد جداً بما شرحه الدكتور فهد، وبما شرحه الأخ قينان، وهذا يعطينا اطمئناناً أكبر على حاضر هذا المشروع وعلى مستقبله إن شاء الله الذي نتمنى له النمو والازدهار.
 
قبل أن أختتم كلمتي هذه أحب أن أنوه إلى أن ملاحظاتي قليلة جداً، أنا كانت ملاحظاتي على اقتصاديات المشروع لكن ملاحظاتي على الأداء من الناحية المهنية والناحية التحريرية.. قليلة جداً ومحدودة، وأرى أنهم قدموا عملاً جيداً ومتميزاً، واستطاعوا أن يستقطبوا كتاباً جيدين، واستطاعوا أن يقدموا مادة جيدة، وأضرب على سبيل المثال: مثلاً موضوع الدَّيْن العام، أنا ما أعتقد في صحيفة محلية أو سعودية سواء كانت محلية (local) أو حتى نعتبرها (national) استطاعت أن تقترب من موضوع الدَّيْن العام مثلاً، هذا من المناطق المعتمة كانت والتي لا أحد يقترب منها، هم استطاعوا أن يقتربوا منها وأن ينشروا عنها وأن يناقشوها..، فهذا ما في شك رصيد كبير لهم بالإضافة إلى نجاحات عديدة ربما معظمكم عرفها وآسف للإطالة يا أبا محمد سعيد، وأرجو أن يتسع صدر الدكتور وصدر قينان لما قلت، ونتمنى لهما المزيد من التوفيق واقتراب النجاح، والله من وراء القصد، هو نعم المولى ونعم النصير.
 
الشيخ عبد المقصود: شكراً أبا الشيماء، من جيل آخر، ومن معاناة أخرى رئيسنا الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين أعتقد أن لديه ما يقوله في هذه الأمسية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1106  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 6 من 85
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.