شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، والشكر له
سبحانه وتعالى أن هيأ لنا تجدد اللقاء بعد أن حالت بيننا أمواج تلاطمت أثباجها منذ افتراقنا أواخر الموسم الماضي، وللأسف الشديد شكَّل الحزن القاسم المشترك لمشاعرنا خلال الفترة الماضية، فقد رزئنا بفقد عدد من رموز الثقافة والأدب، منهم علاّمة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر، ثم أستاذنا عبد الله الغاطي، ثم أستاذنا الكبير الفريق يحيى المعلمي، ثم عميد الصحافيين الأستاذ حسن عبد الحي قزاز، ثم الأستاذ عبد الكريم نيازي، ثم الأستاذ الشاعر الكبير محمود عارف، ثم أخيراً فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين. واحلولكت بالنسبة لي ليلة الحزن الطويل، بفقد سيدتي الوالدة التي ذقت برحيلها مرارة اليتم وألم الفراق مرتين.. سائلاً الله العزيز الرحيم أن يغفر لهم جميعاً، ويوسع مدخلهم، ويسكنهم فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
ونخرج اليوم من تلك المشاعر السوداوية إلى وميض نور نأمل أن تنفرج كوته ليشرق صباحاً جديداً يعم بضوئه وبهائه حياتنا الثقافية والأدبية، ونسعد في بداية المشوار بتكريم صحيفة "الوطن" التي يمثلها في هذا اللقاء الأخوان الكريمان الدكتور فهد العرابي الحارثي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة عسير للصحافة والنشر والمدير العام المكلَّف، والأستاذ قينان عبد الله الغامدي، رئيس التحرير، وكلاهما لا يحتاج إلى تعريف فقد ملآ الساحة الثقافية عطاءً وفكراً، ولهما بصماتهما الواضحة في مسيرتنا الصحافية، وهم من أصدقاء بل روّاد الاثنينية، سعدنا بهما مراراً من خلال هذه اللقاءات التي تشرف بهما كلما سنحت لهما الفرصة، وقد لبيا دعوة "الاثنينية" خصيصاً وتكبدا مشاق السفر مشكوريْن لنسعد بهما في هذا الملتقى، والشكر من قبلُ ومن بعدُ لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة عسير، الذي بذل جهوداً مضنية من أجل هذا المشروع الحلم، والشكر موصول لسعادة الأستاذ عبد الله أبو ملحة المدير العام السابق لمؤسسة عسير للصحافة والنشر، الذي ساهم مساهمة فاعلة في البدايات الصعبة لتأسيس هذا الصرح الثقافي الكبير.
إن الاثنينية عندما تحتفي بصحيفة "الوطن" التي طرقت الساحة بقوة منذ عددها الأول الصادر في يوم السبت 3 من رجب 1421هـ الموافق 30 من سبتمبر 2000م، فإنما تجدد الاحتفاء في الواقع بأسرة صحافتنا المحلية كلها لأن التهنئة بالمولود تكون للأسرة، التي بلغت رائدتها "جريدة صوت الحجاز" واحداً وسبعين عاماً، بعد أن تحولت إلى "البلاد السعودية" ثم "البلاد" أخيراً.
ويبعث في النفس السرور رؤية المولود الجديد النور، بعد مخاض طويل ودراسة جدوى اقتصادية قام بها خبراء في الشأن الصحفي على رأسهم الدكتور فهد العرابي الحارثي، وقد حضرت عرضها مع المؤسسين، وأعجبت بما قامت عليه من أرقام، وإحصائيات، ومسح ميداني، تم من خلاله تأطير كل الأمور المتعلقة بصدور الصحيفة، وأحسب أنها أول دراسة في هذا الحقل، وأسعدت الكثيرين بمبناها الفخم ومطابعها الحديثة وثوبها القشيب الجديد، ونزوعها إلى الشمولية بعيداً عن الإقليمية الضيقة التي قد تؤدي إلى تحجيم انتشارها وتداولها بين القراء عبر امتداد هذا التراب الحبيب.
ونشد على أيدي المسؤولين في صحيفة "الوطن" على إعطائنا أنموذجاً للصحافة المحلية التي تحاول جاهدة الخروج من شرنقة المحلية والإقليمية إلى آفاق "الوطن" الرحبة، وإلى منطقة الخليج والعالم العربي، وأوروبا وأمريكا، وتلمس آمال وآلام القارئ العربي في كل مكان في المعمورة، معتمدة على رصيد كبير من الإمكانات المادية والكفاءات البشرية.
أرجو ألا أكون مسرفاً في الأماني.. فقد علمتني الحياة ولا أزال أتعلم، أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.. إن صرخة المولود الذي سعدنا به نأمل أنه متمتع بصحة جيدة، وما نخشاه أن تدخل جسمه الغض بعض (الفيروسات) التي قد تعيق نموه الطبيعي، فيجف الدم في شرايينه الغضة، لذلك اجتمعنا اليوم أخوة أحبة، بروح إيجابية وصدور مفتوحة للاحتفاء بـ "الوطن" الصحيفة، ولسنا في موقف المحاكم أو المقاضي أو المتسائل بسوء نية فهذا ليس شأننا في هذا المنتدى على امتداد سنواته الطويلة، بل نأمل في طرح موضوعي يثري الموضوع، ويتيح المجال للمسؤولين للإجابة بما عُرف عنهما عن مسؤولية عن الأسئلة والاستفسارات التي سيطرحها بعض الأساتذة الحضور، إذ من حق كل مواطن سواء كان مساهماً أو قارئاً، أن يطلب إلقاء الضوء على ما يعتمل في نفسه تجاه الصحيفة، وكل ذلك بهدفٍ سامٍ ونفسٍ طيبةٍ تأمل الوصول إلى عمل صحافي يكون من الأرقى والأجمل، الذي يمكن تحقيقه على أرض الواقع، وإيضاح علامات الطريق الذي تسير عليه الصحيفة، ويحتم عليَّ الموقف عدم طرح وجهة نظري -خصوصاً أنني أحد المؤسسين- والإنصاف أن أبقى على الحياد مستمعاً ومؤملاً النجاح لهذه المؤسسة في مسيرتها الخيرة خدمة لهذا التراب الحبيب.
 
وبالتأكيد فإن ضيفينا الكريمين لديهما من المعلومات الموثقة والمدعمة بالإحصائيات ما يجيبان به بكل صراحة ووضوح على تساؤلاتكم، وهي تساؤلات مشروعة لكل حادب على هذه المؤسسة الثقافية، غير أن بعض الأسئلة قد تخرج عن نطاق الاستفسار المشروع الذي يمس مشاعر الآخرين، ويدخل في باب تصفية الحسابات، الأمر الذي لا يتناسب والأجواء الصحية التي تميز المنتديات التي نأمل أن نكون من بينها، ولذلك أرجو المعذرة إذا حجبت سؤالاً لا يتطابق ومسيرة هذه الأمسيات، ودرأً لأي سوء فهم عند حجب أي استفسار فإنني سأذكر اسم من طرحه وسبب حجبه، أما الأسئلة المكررة فسنجملها في سؤال واحد مع ذكر أسماء من تفضل بها وذلك حفاظاً على الوقت، وأحسب أنه من الواضح أنني لا أملك في هذا المنتدى غير المقعد الذي أقتعده كما ذكرت ذلك مراراً وتكراراً والله على ما أقول شهيد، شاكراً لكم ثقتكم التي شرفتموني بها لإدارة الحوار الذي أرجو أن يكون بدون أي حساسيات، وبما يخدم توجهاتنا وأهدافنا السامية.
 
أكرر الشكر لضيفينا الكريمين على سعة صدريهما، وعلى أمل أن نلتقي الأسبوع القادم بالأستاذ الدكتور محمد عمارة، المفكر والكاتب الإسلامي المعروف، مع أطيب أمنياتي لكم بأمسية ماتعة في هذه الليلة وبقية موسم "الاثنينية".
وأحب أن أذكِّر الأخوة الكرام أن حفل النادي الأدبي الثقافي بجدة بمناسبة إكماله خمسة وعشرين عاماً منذ تأسيسه سيكون بمقر النادي يوم الأربعاء 17 محرم 1422هـ الموافق 11 أبريل 2001م، على شرف صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، ويسعدنا أن نكون جميعاً في هذا المهرجان الذي يفخر به الوطن والمواطنون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
عريف الحفل: ننوه أنه سوف نتيح الفرصة للأسئلة بعد كلمتي المحتفى بهما، وفي البداية سيكون معكم سعادة الدكتور فهد العرابي الحارثي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة عسير للصحافة والنشر والمدير العام المكلّف لجريدة "الوطن".
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1355  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 3 من 85
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.