شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة فارس الاثنينية سعادة الأستاذ السيد محمد علي خزندار ))
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الواقع أني لم أعد كلمة، وقد سمعت من الثناء المستطاب ما ظننت أنه موجه لغيري فأحمد الله على ما منَّ به عليَّ الأستاذ عبد المقصود الذي عمَّ بفضله الكثيرين، مئتين وخمسين حفلة تكريمية أقامها لأدباء وعلماء هذه البلدة الطاهرة، هذه البلاد الكريمة، أسأل الله سبحانه وتعالى أن أبدأ هذه الكلمة هذه بشكري لله أولاً ثم له ثم للسادة الحاضرين، وأرجو عدم المؤاخذة على القصور، والسلام عليكم ورحمة الله.
هل أحدثكم عن شيء مثلاً يعني يجيب مرح عن أيام الحسين، عن أيام الملك عبد العزيز الأولى أو أيام شيء.
الشيخ عبد المقصود خوجه: يا سيدي الكريم عندما قدمتك الأسبوع الفائت قدمتك تحت مسمى (شاهد عصر) وأنت في الحقيقة شاهد عصر ولديك من الذكريات ما لا يعلمه الكثير منا، أتى عرضاً أنك حضرت بيعة الملك عبد العزيز، إذن أنت شاهد على قيام هذا الكيان وقبل هذا الكيان، أنت حضرت أيام الملك الحسين وسمعتُ أنك حضرت ما يقال عنه سحب كامل بأيامها في الشوارع، من هو هذا كامل بيك؟ ما هي القصة؟ نريد أن تأخذ حُرِّيتك في الحديث وأن لا تكون الأمور متسلسلة لأنها قد تعيق التفكير، آتنا بحديثك كيف شئت وبالشكل الذي تراه، نحن متأكدون كل التأكيد أننا سنخرج الليلة بصور ووثائق لها قيمتها في تاريخ هذه الأمة، فأترك لك أن تنطلق كما تشاء وكيف تشاء ولك الشكر مقدماً.
الأستاذ محمد علي خزندار: كامل بيك هذا الذي أشار إليه سيدي الأخ عبد المقصود كان أحد قادة الترك، لما قام الشريف الحسين بالنهضة ضد الأتراك في عام 1334هـ بدأها في التاسع من شعبان بأول طلقة من مسدسه، فاستعصم كامل هذا في قلعة أجياد وظل يطلق منها قذائف كل يوم على قصر الشريف، ذات يوم كان والدي والشيخ عراق الدين تحت البيت جالسين وإذا بطلقات رصاص تجيء، دخل أبي البيت الذي أمامنا والشيخ عراقي دخل بيتنا، أقول لأمي بيت أبوي دخل عندهم عراقي راح هناك ليش كده طيب، بعد ذلك هناك واحد من العائلة يسموه (صالح خزندار) كان أسير عند الشريف الحسين، عمل ترتيب هاجم فيه القلعة مع ناس من أهل البلد، وأخذوا كامل قتلوه وسحبوه على وجهه عبر الشارع إلى أن أحضروه إلى بيت الشريف، الشريف الحسين قام بالنهضة هذه وأبناؤه انتشروا إلى الشمال، الشريف عبد الله والشريف علي على المدينة والشريف فيصل على الشام، وكان زمان نسميه زمن الذرة لأن العيشة كانت تعبانة لا يوجد شيء من وسائل العيش المرفه، الشريف نفسه هذا الشريف الحسين كان شيء عجيب في التفكير وفي الأساليب مرة أحب أن يعين شيخ لمشائخ الجاوة، قال اجمعوا لي مشائخ الجاوة، فجمعوهم له جلسوا في مجلسه كل واحد على هواه، الشريف لم تناسبه هذه الجلسة يريد الناس المقربين الذين يحبهم يريدهم بجانبه، قال صالح خزندار قم يا سيدي هنا تعال من هنا، رتب له المجلس على هواه أحضر له الشيخ الزبيدي بجانبه لزم يده الشيخ الزبيدي هكذا وقال: يا مشائخ اختاروا لكم شيخاً. قالوا: يا سيدي الزبيدي. قال هيا مبارك يا شيخ، مبارك يا شيخ، هذه طريقة من طرق الانتخاب. يلزم يد الرجل ويقول يا جماعة اختاروا لكم شيخاً.
الشيخ عبد المقصود خوجه: وضعهم تجاه الأمر الواقع.
الأستاذ محمد علي خزندار: نعم، زمن الملك عبد العزيز كذلك مرَّت ظروف قبل البترول ظروف كانت ضيقة جداً، ضيقة جداً جداً، كانت الرواتب تتأخر وكنا نعاني شظف شديد، مرة من المرات يريد أن يخرج من الرياض إلى مكة للحج فطلب من ابن سليمان الذي كان وزير المالية طلب منه عشرين ألف ريال لأجل أن يوزعها على مشائخ القبائل في الطريق من الرياض إلى مكة وكان السفر بالسيارات، ولكن سليمان عجز، نحن جالسين في الضحى في دار الضيافة بالرياض ومعانا الشيخ عبد الله لنجاوي الله يرحمه رئيس أموال الرياض، ومعانا الشيخ الشايقي رافق الإمام عبد الرحمن جاء الساعي يقول: يا لنجاوي الشيوخ على التليفون يريدونك. ذهب اللنجاوي ثم صرخ يا محمد علي الشيوخ يريدونك أنت لا يريدونني أنا. جئت قال: محمد، قلت: نعم، قال أووو صوت جاءني كما صوت الرعد... قلت: نعم قال: مأمور السنترال ما علمك بموضوع الدراهم؟ قلت الله !: وقعت الواقعة قلت أكيد بن سليمان قالوا له خلاص محمد هذه يحضرها لك إذا قلت له لا أدري مشكلة إن قلت له أدري مشكلة سكت قال: أنطق، قلت لك أقول لك لا أدري لا أدري قلتها بلهجة من يقول: دخيل الله اتركنا من شرَّك، قال، قلت: يا ربي سجل عندك هذا اللقب، هذه النقود المطلوبة، والله لم تحضر كان يتسلَّفها بن سليمان وابن فوزان يساعدوه لم يستلفوها من تجار الرياض ولم يأتِ إلا الساعة السادسة من الليل، من الضحى إلى الساعة السادسة من الليل.
الشيخ عبد المقصود خوجه: السادسة من الليل عربي.
الأستاذ محمد علي خزندار: عربي، بن سليمان يقول لي ترى على بن فوزان خليه يجيب لك الفلوس عجِّل.. عجِّل ترى الملك إذا قام للتهجد الساعة الثامنة من الليل يعني قبل الفجر بثلاث ساعات أول ما يسأل عن الدراهم، الساعة السادسة قبل أن يقوم الملك بساعتين جاءت النقود، وأنادي على الأمين بالتليفون، أمين، يا أمين تعال خذ الدراهم، جاء بن سليمان كما المصروع قبل أن يقوم الملك من النوم ماذا فعلت قلت: انظر السند خلاص.
رحلنا مع الملك عبد العزيز إلى مصر بدعوة من الملك فاروق في اليخت "المحروسة"، صادف ثاني يوم من السفر عيد جلوس الملك عبد العزيز، كان عضو بعثة الشرف عباس محمود العقاد، فالمصريون أقاموا لهذا الحفل موكباً وجاءوا هكذا للملك بشكل يعني كبير جداً وجاء العقاد ألقى قصيدة، لم أرها في ديوانه أخذتها منه بخطه ولكن بعدين أقول لكم، القصيدة يقول في مطلعها:
أسدُ العرين يخوض غيل الماء
يا بحر راضك قائدُ الصحراء
حياه ماضيها وحاضرها معاً
فاغنم تحيـة يـوم الوفـاء
أخذتها بخطه ولكن في الآخر المرحومة والدة الأبناء ضاقت بالماصـة التي فيها الأشياء ولا أدري غير أرسلتها على الحراج، جئت يا بوي ما هذا؟ جئت الدلال يقول لي باقي عليك 39 ريال ثمن ماذا يا أبوي، قال: هذه بعنا لك هذه الأشياء لكن ما وفيت بحقنا. أيش اللي بعتها قال: كذا وكذا، فيها النياشين التي جاءتني من فاروق ونيشان جاءني من الحسين وفيها القصيدة هذه وفيها أشياء من خصوصياتي ماذا أقول إذن للمرحومة ولا كما قال عابد أحبها الحب الكبير- الله يرحمها رحمة الأبرار - سكت.
وصلنا مصر وطلبوا الشيخ أحمد الغزاوي وكنت أتذاكر مع سيدي الأخ عبد المقصود هناك قصيدة قالها الشيخ أحمد إبراهيم الغزاوي- رحمة الله عليه - أمام الملكيْن في مصر فيها بيت أعجبني جداً يقول:
وأخشى الذي أخشاه من مصر
أنها تنافسنا فيك الهوى فنـضيع
بيت حلو، لكن يقول لي: سيدي الأستاذ عبد المقصود لا هذا قاله في مكة.
الشيخ عبد المقصود خوجه: والله آسف أنا، نحن الآن بصدد نشر ديوان شاعرنا الكبير الشيخ أحمد إبراهيم الغزاوي فوجدنا هذه الحاشية، أن هذه القصيدة ألقيت في الميناء بوجود الأستاذ عباس العقاد، وحتى هناك وصف إذا ما تخوني الذاكرة أنه كان الملك عبد العزيز يقف... وبين صفين من الأخوة المصريين الذين يزورون المملكة آنذاك وأن الشيخ الغزاوي في نزوله من مكة إلى جدة كتب هذه القصيدة وأنه ردد البيت... الصدر ولم تسعف القريحة بالعجز من البيت فأتى بالعجز ودوى المكان بالتصفيق، هذا ما وجدته مكتوباً وهذا ما أيضاً ثبتناه في الحاشية، لكن بالتأكيد ما قاله الشيخ محمد علي خزندار وهو (شاهد عصر) هي الحقيقة لأن ما نقلناه... نقلناه على ما أعتقد عن الدكتور العطوي ولا بد أن هذه الصورة التي نقلها سيدي الشيخ الخزندار الليلة تجعلنا نعود مرة ثانية ونثبت الحقيقة كما رويت.
الأستاذ محمد علي خزندار: هذا البيت من الشعر يدل على أن هناك مثلاً يقول: وأخشى الذي أخشاه من مصر أنها... لماذا هذا معناه أنها قيلت في مناسبة في حفلة من المصريين للملك عبد العزيز.
مرة كان الملك عبد العزيز في روضة خريم أو روضة من الروضات التي كان يذهب لها أيام المقناص، كان بن سليمان في الخرج كنا نعيش معه تسعة شهور من كل عام، لا يوجد في الخرج إلا المزارع وكان ما يعطينا إفطار ما في إفطار، يقول في الصباح خذوا دلة وخذوا تمرة وفي الظهر نرمي عليكم (تبسي) وفي الليل نرمي عليكم (تبسي)، والتبسي هذا حق الرز سمنه قليل، إذا نزلنا الرياض نشتري شوية سمنة في القمقم وبعدين نضعه على الرز نرشه ونأكله، تسعة شهور من كل عام نقضيها لكن عادة الحياة كانت تقتضي هذا، هذا كان بن سليمان مريضاً في الخرج وسمع الملك عبد العزيز قال له لا أقنع إلا تأتيني في الروضة هذه حتى أراك وأطمئن عليك، كان الشيخ محمد سرور الصبان أيامها عندنا في الخرج، قمنا أنا ومعي من الكُتَّاب الأخ أحمد باشماخ والسيد نوري عباس كان كاتب الشيخ محمد سرور الصبان، جئنا وصلنا إلى المخيام دخل بن سليمان ودخل محمد سرور الصبان يسلِّموا على الملك، (شُويَّة كِده) ظهر خوي مـن خويِّ الملك قال: محمد (أقلط) يعني أدخل، دخلنا الملك قال له يا ابن سليمان أنا لم أفطر، أخرت فطوري إلى أن تأتي أفطر معك، هيا نادي ربعك، دخلنا نحن خمسة أنفار.. أربعة أنفار مع الملك وهو الخامس، نتناول الإفطار سوية يقول لي نوري العباس كان الإفطار عادياً ليس شيئاً كثيراً ويقول الملك لابن سليمان يا ابن سليمان هذا الأكل الذي تراه والله خداديمنا يأكلو منه، يعني هذا في مقام الفخر أنه حتى الخدامين يأكلوا من هذا الأكل الفاخر، كان شوية مراصيع وأيضاً شيء ثاني وشوية لبن، يقول لي نوري عباس أنت متين (أخمش) قال لي هو ما يشوف نفسه بيني وبينه، ذكريات مرت بي كثير والله يعني شيء كثير بعضها عفا عليها الزمن، وبعضها ما يزال حي في الذاكرة، ماذا أقول لكم كذلك.
- هناك أسئلة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :842  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 192 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الأول - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج