شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( الحوار مع المحتفى به ))
الشيخ عبد المقصود خوجه: أستاذنا الفاضل، الأسئلة كثيرة يبلغ عددها حوالي عشرين سؤالاً. أمامك طريقان إنما الاختصار في الإجابة، أو اختيار بعض الأسئلة فماذا تفضل؟
الأستاذ سليم نصّار: لا.. أفضّل اختصارها.
الشيخ عبد المقصود: تفضل يا أستاذنا.
عريف الحفل: الأخ أشرف سالم يسأل يقول:
رغم أن عناوين الصحف والمجلات في الوطن العربي أصبحت أكثر من أن تحصى إلا أن الرائج منها هو التافه والمثير، أما الخبري والسياسي فأصبح غير قادر على منافسة الفضائيات لمواكبة الحدث، والرأي فيه إما أسير الالتزام الرسمي أو النقد المغرض، والذي يبيع صحف اليوم هي صفحات الرياضة والفن والحوادث، فهل هناك أمل لإصلاح هذا الوضع؟
- الأستاذ سليم نصّار: بالطبع هناك أمل كبير لأنه يجب أن تتطور الصحافة في مستوى الواقع الجديد الذي تعيشه، جريدة (لوموند) مثلاً طورت أسلوبها بشكل أن التلفزيون لم يستطيع أن يحد من شهرتها واتساعها، بمعنى أنها غيرت من أسلوبها وغيرت من طريقة كتابتها، لذلك تستطيع أن تتأكد أن كل خبر تقرأه في جريدة (لوموند) غير موجود في أي جريدة أخرى بسبب سبكه، بسب الأداء، بسبب الصياغة الحلوة، من هنا أقول أن المسؤولية تقع في درجة كبيرة على الذي يكتب لا على الذي يقرأ.
عريف الحفل: الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول:
يدخل عالمنا إلى عصر جديد قد يكتنفه الغموض بين تحديات عديدة تجاه الهيمنة أو التغيرات نحو بعث روح جديدة مثالية، وعالمنا العربي قد يخرج من النفق المظلم والانقسامات إلى الوئام والأمان نحو تضافر الجهود ووحدة الكلمة، ومن هنا نسأل هل من سبيل إلى إزالة الصراع الطائفي في لبنان لينعم بالتسامح والاستقرار والازدهار، وإذا استحال تحقيق هذا الحلم على الصعيدين الدولي والمحلي أي العربي، فماذا في رأيكم يُخبئ لنا المستقبل؟
- الأستاذ سليم نصّار: لبنان طبعاً ليس النموذج الوحيد في العالم، أنا أعيش في (إنجلترا) وبين إنجلترا وايرلندا حرب 735 سنة بين الكاثوليك والبروستانت، إذاً لبنان ليس هو المثل الوحيد، أقدر أقول على أن الطائفية في لبنان استُخدِمتْ كمتراس لجميع الفئات وصار العزة الإلهية أو الله سبحانه وتعالى هو المتراس الذي كل واحد واقف وراءه ويضرب على الفريق الآخر، أنا أعتقد أن لبنان هو البلد الوحيد في هذا القرن الذي دخل في حالة الانفصال وخرج منها ببراءة. والسبب أن أهله لا يريدون هذا التقسيم، مثال ذلك مثلاً: قبرص (اللي حد منها) كانت التجربة الأولى خلال سبعة أيام فقط انقسمت قبرص، عم نحكي عن سياد بري هذه الصومال صارت عشرين قطعة، بلد بعد تيتو يوغسلافيا صارت سبع قطع، الاتحاد السوفيتي صار عشرات القطع، إذاً لبنان ليس البلد الوحيد والمثال الوحيد، وكل ما يمكن أن نحكيه عن لبنان هو أنه البلد الوحيد في هذا العصر الذي دخل في حالة التقسيم وخرج منه سالماً كل هذا بفضل أبنائه، لأن في قبرص كنا دائماً نقول في شعبين تركي ويوناني وبالقوة نريد نعمل منهم شعب واحد، أما في لبنان في شعب واحد بالقوة يريدون أن يعملوا منه شعبين أو شعوب.
عريف الحفل: الأخ غياث عبد الباقي يقول:
هناك مقولة تتردد على أن الصحافة هي السلطة الرابعة، هل هذا ينطبق على الصحافة العربية؟
- الأستاذ سليم نصّار: طبعاً لا ينطبق عليها.. لا أعتقد أن الصحافة في العالم العربي لا تختلف عن الأنظمة، لذلك لا نتصور أن الصحافة ممكن أن تكون هناك تقدم فيها بطريقة مختلفة أو متطورة عن النظام الذي... الصحافة هي المرآة هي تعكس المجتمع بالطبع هناك مثلاً صحفي يمكن أن يكون أكثر وعياً من الحكام ولكن قليل ونادر جداً، يجب دائماً أن تكون الصحافة ابنة أو وليدة المجتمع الذي ينتجها.
عريف الحفل: الأخ محمد منصور الشامي يقول:
يتجه أكثر المسؤولين العرب إلى التطبيع مع اليهود في فلسطين. في حين نجد معظم المثقفين العرب يقفون في وجه هذا التطبيع ويحاربونه، والسؤال هو:
كيف يمكن أن يمضي الاتجاهان بدون تصادم؟ وهل يتاح لتيار المثقفين العرب أن يمضي قدماً في مجاله ولا يمنع من ذلك؟
- الأستاذ سليم نصّار: أعتقد الجواب عند إسرائيل، لأنه عندما صارت أول تجربة للتطبيع في مصر، لم يستطيعوا أن يطبعوا إلا مع أنور السادات أو مع الحكومة، أما التطبيع على مستوى الشعب كان نقابة المحاميين.. نقابة الأطباء.. الكتّاب.. إلى آخره وبالعكس كانوا مرات هكذا يحاولون أنهم عن طريق المال أن (يبرموا) سياحة على البلاج، تفضل.. (روح عنّا) يعني بالسنة حتى يروح واحد كان بينما الطائرات من إسرائيل كانت ملآنة، إلى جانب ذلك كانوا يحضرون دجاج (الفراخ) ويبيعوها بربع سعرها الموجود في مصر، إنما الشعب لا يريد، والسبب هو إن إسرائيل لا يمكن أن تُطبِّع مع فريق يعتقد دائماً أنه عدوك، هذا من رابع المستحيلات، لذلك أقول: إن الجواب، إن الحالة ستبقى كذلكم إلى أن تغير إسرائيل نفسها وتعتبر نفسها أو إذا أرادت جزء من المنطقة.
عريف الحفل: الأخ كفاح الشريقي يقول:
رغم قلة إنتاجكم الأدبي إن صح التعبير إلا إنه ومن خلال حديث سعادة الشيخ عبد المقصود عنه كان متميزاً ومتضمناً لقضايا كبرى وأحداث مهمة، هل لكم أن تحدثونا عن رواية (غرباء) والجزء الذي تم تحويله إلى مسلسل؟ كما أستغل هذه المناسبة الجميلة لإزجاء تحية خاصة إلى نزاهتكم الصحفية.
الأستاذ سليم نصّار: شكراً، لا أريد أن أطيل الشرح، قصة غرباء قصة بسيطة جداً، شخص بعد سنتين صار يشعر بالملل بعد سنتين زواج وقرر أن يأخذ زوجته إلى شقة، تعرّف عليها عندما كان في الجامعة، وكانت مثلاً تذهب عنده في هذه الشقة، يغير حياته الرتيبة، أصبح يأخذ زوجته على هذه الشقة، فزوجته هناك كانت تتغير، تصل كأنها امرأة شخص ثاني، وهو كان دائماً يحلق ذقنه ويستعد لهذا اللقاء، فصارت حياتهم منفصلة، بالبيت (خناقة) ومش عارف إيه (ريحته ثوم.. وبصل) وهي (مش عاملة شعرها) يوصل على الشقة يجدوا أنفسهم ناس مختلفين تماماً، فيعني أنا من هذه القصة استوحيت أن كيف الإنسان ممكن أن يجد السعادة في أسرة الغرباء، وليس بيته والسبب كيف يريد أن يغير نفسه وحالته الطبيعية، فعودة إلى السؤال أنه لماذا توقفت؟ وقالوا لك بعد الزواج، الحقيقة في هذه القصة انتقدني كاتب مصري وقال بالتأكيد سليم نصّار غير متزوج فكتبت أنا لماذا؟ سألته لماذا؟ يعني صار هناك مراسلات بيني وبينه قال لي: لأنك لو متزوج في مقاطع كثيرة في القصة لم تكن لتضعها لأنه يجب أن تعرف أن الزواج مختلف، قلت له: طيب. عندما كتب شكسبير قصة هاملت أو القتال (مش عارف إيه) أو الانتقام، يجب أن يقتل نفسه حتى يعرف الإحساس بالقتل، قال لي: الزواج أصعب من ذلك بكثير، ممكن أن تتصور الجريمة، ممكن أن تتصور الحب بين روميو وجولييت، أما إذا لم تكن متزوجاً فليس من الصعوبة أن تعرف. (بعدين معه حق).
عريف الحفل: الدكتور عبد الغني أنس عبد اللطيف يقول:
ألا تستحق الرواية العربية المعاصرة أن تخوض غمار الكون والفضاء كما سبقت الرواية الغربية للغوص في أعماق الكون من خلال هذا الكم الرهيب الذي نراه من خلال الفضائيات المتعددة. أذكر أن هناك رواية للكاتب الدكتور مصطفى محمود على هذا النسق وهي (رجل تحت الصفر).
الأستاذ سليم نصّار: بالتأكيد في بعض القصص والراويات العربية تستحق أن تترجم، وتستحق أن تكون في مستوى أفضل القصص، ولكن المشكلة أنه لا نعمل رواياتنا بمستوى عالمي، نعمل رواياتنا للحي، للمنطقة، بشكل لا يستساغ دائماً في الخارج، يجب أن نغير دائماً طريقة الكتابة للقصة، وثانياً يجب أن نعرف ماذا يريد القارئ في هذا العالم الجديد.
عريف الحفل: الأستاذ عبد المجيد الزهراء يقول:
هل الأستاذ سليم نصار الكاتب والصحافي اللامع في الحياة راضياً الآن عن النهج الذي انتهجته مجلتا الشبكة والصياد في لبنان؟ أم أن نظرته قد تغيرت بعض الشيء.
الأستاذ سليم نصار: لا.. لا، الشبكة.. شبكة، فنانين وموسيقى وكذا يعني ما تغيرت، الآن مستواها إذا تغير أو لا، يمكن كان أنا خطأ أن أكون موجود في الشبكة، يعني لم يكن عندي هذا الميل. ياسر الهواري ترك الشبكة، -الله يرحمه- سعيد فريحة لم يجد غيري (إنو إنت بتجمع بين اتنين) الفن والسياسة. جلست فيها سنة واحدة وتركت بعدين لأني لم أكن أعرف هذه الأجواء الفنية ولم أستطع أن أعرف، أتذكر أول افتتاحية كتبتها في الشبكة هي ضد فريد الأطرش فهو عنده أغنية (أفوت عليكي بعد نص الليل) قلت له: يا ابن العائلات.. يا ابن الكرام (وين فايت عليها بعد نص الليل) فهاتفني سعيد فريحة قال لي: أهرب من بيروت وغيب خمسة أيام، قلت له: لماذا؟ قال لي: حتى نصالحك مع فريد الأطرش، لأن هناك جمعية اسمها (جمعية أصدقاء فريد الأطرش) والآن تحدثوا ليهددوك بالقتل. فهربت.. جلست خمسة أيام خارج بيروت، حتى في النهاية تصالحنا وصورتي مع فريد الأطرش لا أزال أحتفظ فيها، وإن غفر عني فريد الأطرش، قلنا إذا ما قتلتنا السياسة سيقتلنا الفن فتركت ساعتها الشبكة.
عريف الحفل: الأخ عبد الرزاق صالح الغامدي يقول:
وكما نرى ونسمع أن الفضائيات اللبنانية كثرت التحدث باللهجة العامية اللبنانية، هل الإعلام في لبنان يسير نحو هذا الاتجاه؟ أي استبدال الفصحى باللهجة المحلية؟ وأين موقعك من الاتجاهين؟
الأستاذ سليم نصار: موقعي يعني أولاً: الفصحى أن تكون لغة السينما ونحن نعرف في مصر لم يستخدموا في مصر إلا العامية وأصبحت في كل بيت تقريباً. فالعامية اللبنانية قليلاً على السمع... بعض منهم يعتبرونها أنها ثقيلة وأن اللهجة المصرية هي أفضل وأسلس للسمع، لكن أعتقد أن الجمهور عنده الإجابة على هذا، ولكن أنا أعتقد أن جميع التمثيليات التي نراها باللغة الفصحى (شوي هيك مقززة، يعني صعب الواحد يكمِّلها.. ثقيلة).
عريف الحفل: الأستاذ علي المنقري يقول:
يرى البعض أن الكتابة.. المقالة الصحفية أكثر تعريفاً بالكاتب من العمل أو ممارسة الكتابة الأدبية سواء قصة أو شعراً، ناهيك عن المردود المادي المجزي والسريع لكاتب المقالة الصحفية السؤال: ما هو تعليقكم على هذا الرأي؟
الأستاذ سليم نصار: يعني الصحافة مهنة، كتابة القصة هي هواية لذلك دائماً طه حسين كان يقول: أنا أكتب قصة حتى أحقق نفسي وأستمتع بالشيء الذي عندي، ولكن أنا أكتب بالأهرام لأني أريد النقود، لذلك من الصعب أن تفصل واحد عن الآخر يعني، إلا إذا صار العالم العربي مثل العالم الغربي يعني أنا أعرف كاتب إنجليزي عنده أربعة ملايين جنيه يخرجهم من قصة من قصصه إذا كان للسينما أو...، يعني هناك قراء. هنا أكبر جريدة توزعها هي الأهرام بالعالم العربي نتحدث عن مئتين مليون توزع مليون فقط، لا يقرؤون.
عريف الحفل: السائل علي الغروي يقول:
تنقلك في كتاباتك القصصية من القصة السياسية إلى القصة السياسية العاطفية إلى القصة الدرامية والعاطفية هل هذا التنقل نوع من أنواع التجديد أم هو امتصاص لردود الفعل التي نتجت عن القصة السياسية.
الأستاذ سليم نصّار: أعتقد أن الإنسان هو ابن محيطه أنا بالفعل كنت ذاهب لأرى معتقلات النازية في ألمانيا وأهم معتقل هو (بو خنفيل) ومررت هناك وأنا عائد تعرفت على فتاة عندها مأساة كبيرة تقول: أن هي تقريباً تختصر مأساة كل امرأة في ألمانيا، واخترت برلين حتى تكون هي المكان للقصة لأن هناك شارع سبعة أمتار فقط يفصل بين برلين الشرقية وبين الغربية، فإذا أنت عبرت هذا الشاعر أصبحت شخصاً آخر، أن تتعامل مع ناس آخرين ومع عقلية مختلفة، لذلك حاولت أن أرى انفصام الشخصية في الإنسان المعاصر من خلال مدينة برلين، يعني التجربة يومها هي التي فرضت عليَّ هذه الحالة.
عريف لحفل: الأخ محمد الفايدي يقول:
عندما أراك الليلة تُكرَّم أتذكر على الفور الأيام الجميلة لمجلة الحوادث عندما كنا نتخاطفها من المكتبات فور صدورها في تلك الأزمنة الرائعة، أريد فقط أن تقول لنا هل في الوقت الحاضر لدينا في العالم العربي مجلة تطرح عملاً صحفياً كما كانت تطرحه الحوادث التي ارتبطت بعدد كبير من كبار الكتّاب الذين لولا تلك المجلة لما عرفناهم كما سليم اللوزي ونبيل خوري وسمير عطا الله وجلال كشك وخير الله والنناشيبي ونشأت التغلبي وحافظ خير الله.
الأستاذ سليم نصّار: الجواب باختصار جداً. لا. كانت الحوادث لا أقول مدرسة كانت جامعة. يعني مرة -الله يرحمه- سليم اللوزي عم يشوفه.. الله يرحمه أنور السادات قال له: أنا عاوز مجلة (زي دي) يا سليم عاوز مجلة (زي دي) وهذا الكلام ما كان أنور السادات بس يقوله، كل حاكم بالعالم العربي، أنا أتذكر أنه كنت أعمل حديث مع الرئيس الجزائري فسألني كيف الكتابة؟ كيف تكتبون مختلف؟ عندنا عشرين مجلة هنا كيف تكتبون بشكل مختلف؟ رويت له قصة جورج برناردشو عندما جاءه تلميذ عم يتعلم الأدب، قال له: قل لي كيف تكتب؟ قال له: من خلال قلم وأكتب ما يجول في رأسي. قال له: وأنا أعمل ذلك، فقال له: نعم الذي يجول في رأسك غير الذي يجول في رأسي. فتريد تغير.. يعني ليست قصة ورق ولا قصة.. قصة أقلام.
الشيخ عبد المقصود: تعقيباً على السؤال السابق لأني اتهمت كثيراً بحجب الرأي والفكر، الأستاذ محمد الفايدي لم يقل أخونا المذيع هنا والزميل الكريم أنه كتب تحت اسمه محمد الفايدي مع التحفظ..
الأستاذ سليم نصّار: لماذا؟
الشيخ عبد المقصود: اسألوه..
عريف الحفل: الأخ سعيد الهادي يقول:
الكتابة بنكهة تختلف عن الكتابة الإنشائية ويمتاز الكثير من الصحافيين اللبنانيين بنكهة خاصة لبنانية تجعل كتاباتهم خفيفة على المعدة وبطعم المائدة اللبنانية وهذا يجعل الكاتب ذا جمهور عريق من القراء والمدمنين أيضاً. السؤال كيف للكاتب الإنشائي أن يكتب بنكهة يمكن قبولها تندرج إلى نكهة "الباربيكيو"؟
الأستاذ سليم نصّار: والله ما زال دخلنا (بالباربيكيو) أعتقد أن الصحافة أو دور الصحف مثل المطاعم، في مطعم تدخل عليه ولا تعود ترجع، لأن أكله سيء، وفي مطعم مثل هنا الذي سنتعشى الليلة بترجع كل يوم.
عريف الحفل: الأخ حزام العمري من جريدة المدينة ملحق الأربعاء يقول:
الاحتراف الصحفي يحتاج إلى ركض مستمر والفن الروائي يحتاج إلى هدوء وتأني، فهل الهدوء والتأني هما السبب في انصرافكم عن هذا الفن؟
الأستاذ سليم نصّار: هذا صحيح.. لأن القصة تحتاج إلى تفرغ تام وإلى تقريباً انفصال عن المجتمع وعن الأحداث اليومية، بينما الصحافة هي مثل الزواج أربع وعشرين ساعة شغل، أو مثل طبيب ما في طبيب يقدر عندنا طبيب هنا لا يقدر أن ينام لأنه لو اتصلوا به 12 بالليل أو الواحدة بالليل يجب أن يكون مستيقظاً وما زالت الحياة تمشي، وما زالت الأحداث عم تمشي، وما زال في زلازل وما زال في حروب، وما زال في براكين بدو يفضل أرق الصحافي إذا كان صحافي جدي ويريد أن يتابع عمله. لذلك النموذجان مختلفان.
 
عريف الحفل: السؤال الأخير دكتور وائل صيقلي يقول:
ما رأيكم فيما يطرح علينا الآن من الانخراط في المطالعة الإلكترونية (الإنترنت) على قدر ثرائه في الكم، ولكن هل سيكون ذلك على حساب القراءة بعمق وما يتبعه من التشرب الثقافي؟
 
الأستاذ سليم نصّار: الحقيقة في عبارة لباسترناك يقول فيها:
"يجب أن نفكر بهدوء في عصر السرعة" مشكلة العالم الآن أنه مشكلة سرعة وحتى الأكل صار بسرعة، وبكل أسف هذا النوع من السرعة صار فارضاً نفسه على العالم، صديق لي (بموسكو) راجع سألته ماذا وجدت طريف (بموسكو) قال لي: ما في شيء طريف أبداً بس سألت عن (الكرملن) أين يقع؟ يقول لي الدليل بجانب مطعم ماكدونالد، فقلت: ما هذه الآخرة تبع الاتحاد السوفيتي صار قصر (الكرملن) الذي أخرج أهم الحكام بالعالم صار يُعرّف بمطعم ماكدونالد. والمؤسف أن اتجاه العالم سواءً كان بالكلمة عن طريق الإنترنت أو بالمآكل السريعة أو إلى آخره، نحن متجهين نحو هذا العالم بكل أسف.
 
الشيخ عبد المقصود: قبل أن نختتم الأمسية هناك بعض أسئلة وردت لي فلذلك سأطرحها، سؤال من الأستاذ أشرف السيد سالم هل تم فتح موقع للاثنينية على شبكة "الإنترنت"؟ فإذا كانت الإجابة بنعم... نأمل التكرم بتزويدنا بعنوان الموقع وإذا كانت الإجابة ليس بعد.. نأمل باتخاذ هذه الخطوة نظراً لأهمية "الإنترنت" كأحدث وأقوى وسائل الانتشار الإعلامي والاثنينية جديرة بأن تحتل مكاناً بارزاً فيها.
 
الشيخ عبد المقصود: نحن في الطريق لرصد كل كتب الاثنينية وفعالياتها في "الإنترنت" وما سيجد فإن شاء الله في القريب العاجل سيكون لنا موقع وسنعلنه في حينه.
الشيخ عبد المقصود: السؤال الثاني من الأستاذ محمد طه خلف الناصر يقول: أرجو تقبل خدمة لهذه الاثنينية المباركة، قرأت في صحافتنا المحلية وصفاً لهذه الاثنينية وغيرها من المجالس الأدبية بأنها صالون أدبي، وجمعها "صوالين" أدبية لم أجد في كثير من معاجم لغتنا العربية أصلاً أو إشارة لهذه الكلمة فهي فرنسية معناها: غرفة الاستقبال.
 
الشيخ عبد المقصود: نحن معك في ذلك ولكن ليس في اليد حيلة بالنسبة لي دائماً أُسمي هذا المجلس بـ "منتدى" وأما ليس لي سلطة على الآخرين، فأرجو أن تكتب وتستكتب الآخرين حول هذا الموضوع، والله يعني لا أستطيع أن أحجب رأي الآخرين بالنسبة لي شخصياً أفضل كلمة "منتدى"، دكتور عبد الله مناع يرى أن كلمة صالون وقد يكون له الحق في ذلك كاملاً لأنه عُرف عبر الماضي الطويل صالون "مي زيادة".. صالون "عقاد".. صالون "طه حسين" ولذلك ربما الخطأ الشائع خير من الصواب المهجور.
على كلٍّ سؤال ورد من الأستاذ عبد الرحمن الزهيان في الحقيقة أنا حجبته عن الأستاذ لأنه يحتاج إلى ربما صفحات، أجد من الأمانة أن أقرأه وسأترك الإجابة ربما للأستاذ سليم نصّار بعد ذلك يجيب السائل كتابةً أو قد أنها تكون فكرة مقالة. على كلٍّ السؤال: كان الرئيس نيكسون من ألمع الرؤساء الأمريكيين وكان موسوعي في معرفته، ولقد تحدثت عن مآسيه بعد خروجه من البيت الأبيض شبه مطروداً فهل من الممكن أن نتحدث عن دور اليهود في إسقاطه وطرده والحط من قدره إعلامياً بعد خروجه برسمه شخصية كاريكاتورية هزيلة ومضحكة كما يحدث في الأفلام.
 
الأستاذ سليم نصّار: ممكن الأخوان كمان يعني يطّلعوا على هذا الوضع، كنت أسجل له أنا على مسجل سألته عن (هنري كسنجر) قال لي: إعمل معروف اقفل المسجل أقفلته. قال: سبب (ووترغيت) أني وعدت الرئيس حافظ الأسد بتوقيع اتفاق سلام وكنا نوقع اتفاق السلام، هنري كسنجر يقول لي: فيما بعد نعود إلى هنا، ذهبنا إلى إسرائيل، وبإسرائيل انفجرت قصة (ووترغيت) ولم أستطيع بعدها أن أوقع، أريد أن أقول لك وللتاريخ أن اليهود هم الذين أسقطوني وهم الذين فبركوا (ووترغيت) من أولها لآخرها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :773  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 184 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.