شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ منصور الخضيري ))
وليسمح لي الأستاذ الكريم صاحب هذه الاثنينية الثقافية التي أصبحت مجلس أدب وفكر ووفاء من أهل الوفاء لمن يستحقون الوفاء أقول ليسمح لي ببعض كليمات عن الحبيب المحتفى به "أبي بدر" الأستاذ حمد الذي أعلم علم اليقين أن شهادتي فيه مجروحه لكنه يستحق كلَّ ما قيل وكل ما يذكر، يستحق التكريم الذي أعلم أنه بتواضعه الجم وخلقه الحسن الكريم لم يكن يريده لكن المضيف الكريم الوفي الأستاذ عبد المقصود يؤّصِل الحب ويعمق الوفاء ويأبى إلا أن يعبر عن مشاعر كل المحبين وكل الأوفياء، إذا سمحتم لي باختصار شديد أن أتحدث عن وقَفَاتٍ ومشاهد من السيرة الطيبة للضيف المكرّم ولا بأس من بعض المداعبات في نهايتها.
أبو بدر والغيرة الدينية الوطنية: الأستاذ حمد القاضي، وهو من كتّابنا المتميزين طرحاً وأسلوباً وعطاءاً، ترى الغيرة الدينية سمةً في الكثير من طروحاته وعطائه الفكري، يكتب بإيمان وصدق انطلاقاً من ثقافته الإسلامية والعربية، قد لا يعلم كثير من الأخوان أن كتاباته على سبيل المثال عن الحرمين الشريفين، وبالذات عن الحرم المكي الشريف، وما بيديه من ملاحظات إيجابية القصد منها خدمة المصلين والمعتمرين، أقول قد لا يعلم كثير من الأخوان أن تلك الملاحظات قد أُخذ بها وكانت محل التقدير من رئاسة الحرمين، وصلته وثيقة بأئمة الحرمين الشريفين، أما غيرته الوطنية، وحماسه لبني وطنه وقضايا بلده الكبير فهي محل التقدير.
الأستاذ حمد وقضايا الناس: ليسمح لي أخي الكريم حمد، أن أشير إلى ما تجده قضايا حوائج الناس المحتاجين، ممن ينشدون شفاعته الحسنة، من اهتمامه الشخصي، وتبني ما يستطيع تبنيّه من المتابعة والكلمة الطيبة، مسترشداً بالهدى النبوي الشريف حيث كان المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه فقال: "اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما أحب" متفق عليه. وأخص بالذكر اهتمامه بالمرضى، سواء من خلال عضويته بلجنة أصدقاء المرضى أو من خلال ما يسعى لتحقيقه لأولئك المرضى من خدمات فجزاه الله خيراً.
الأستاذ حمد الإنسان المتواضع: شخصيةٌ اجتماعيةٌ، محبوبة، ودودةً، أسأل المولى أن يجعله من الذين إذا أحبهم الله حبب فيهم خلقه، عفيفُ اللسان، كما قال معالي الدكتور الخويطر، شديد التواضع، قليل الغضب، لا يحكم على الأمور من ظاهرها، لا يفخر على أحد ولا يبغي على أحد، وما الهدْي النبوي الكريم عنا ببعيد، (وما تواضع أحد لله إلا رفعه) يزداد ضيفنا المكرم الليلة احتراماً وتقديراً، بتواضعه الجم، يأسرك بحلو لفظه وصدق طويته.
حمد القاضي ودقته في تنظيم وقته: استفدت من أخي الكريم الأستاذ حمد كثيراً، وخاصة طريقته في تنظيم وقته، سـواء في حله أو سفره، يحمل ملفاً فيه كل ما يتطلب الأمر من إنجاز، يسجل بورقة صغيرة كل شاردة وواردة.
يروي الأستاذ حمد عن معالي الدكتور الخويطر، إنه سأله ذات مرة، يا معالي الدكتور إنك رجل دولة، كل وقتك مشغول بلقاءات، واجتماعات، ومؤتمرات، وزيارات، وحلٍ وترحال، فمتى تقرأ حتى أتحفتنا بكل هذا العطاء الثقافي الزاخر؟ فقال: يا حمد إن أجمل وقت للقراءة والكتابة وهو وقت الفجر والصباح الباكر، إنه يا حمد أجمل وقتٍ وأنقاه وأهدأه وأكثره غزارة وإنتاجاً وعطاءاً، يقول لي الأخ حمد إن المقالات الكبيرة التي تحتاج إلى الوقت يتم تأجيلها إلى السفر والإجازة، أختم بموضوعين طريفين:
حمد القاضي الرياضي: يرتبط حمد بصداقات كثيرة في الوسط الرياضي، فعلى سبيل المثال له علاقة متميزة مع أخينا المدرب الوطني خليل الزياني، لدرجة أنني سألت مرة الأخ حمد أي فريق تشجع فقال: أين ما يذهب الزياني تجدني أطارده، وهذا طبعاً مغزاه واضح، وهو حماسه الوطني للمدربين الوطنيين، لا يستنكف حمد أن يلجأ إلى محبيه وأنا واحد منهم كي يفتوه في الرياضة، في الصيف الماضي وجه الأستاذ عثمان السعد، وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب، الأمين العام للاتحاد العربي لكرة القدم دعوة للأستاذ حمد لحضور المباراة النهائية للبطولة البطولة العربية في لبنان، وكان الفريقان المتقابلان النجمة من لبنان، والجيش من سوريا، وكان حمد في المنصة الرئيسية والتفت عليّ أي الفريقين يا منصور النجمة وأيهما الجيش؟ فقد طلب مني تلفزيون لبنان حديثاً بين الشوطين عن المباراة، وكان أن أُسقط بيده، لو تدخلات أعفته من ذلك الحديث، ومضى وقت المباراة، وحمد متحمس لفريق النجمة، ليس لأنه لبناني، ولكن تيمناً بنجمة عنيزة.
أخيراً حمد والتعدد: الأستاذ حمد من أنصار "التوحد" لا التعدد، وكثير من الغيد الحسان تعجبهن مقالات حمد المنافحة عن التوحد، أذكر موقفاً طريفاً لسمو الأمير الراحل فيصل بن فهد بن عبد العزيز أسكنه الله فسيح جناته، عندما سلمته نسخة من "المجلة العربية" في إحدى سفراته، قال لي إنه يقرأها من الغلاف إلى الغلاف، ثم أردف قائلاً رحمه الله: هل حمد القاضي موحِّد أم معدد؟ فقلت له موحد، لأنه يحترم أم بدر، فضحك رحمه الله ضحكة فيها الكثير من المعاني، فشكرني حمد فيما بعد أنني قلت (احتراماً) لأم بدر لا خوفاً ولا جبناً، وعموماً في هذا الموضوع ما زال كل من الدكتور علي الخضيري والأستاذ بدر كريِّم وهما معدِّدان، ينصحان حمد وصنوه الذي هو أنا بمزايا التعدد ولكن قد أسمعت لو ناديت حياً، ولكن لا حياة لمن تنادي، أعتذر اعتذراً شديداً عن هذه الإطالة، لكن الأخ حمد هو أخ لي لم تلده أمي، وحديثي عنه لا أملَّه، فعذراً مرة أخرى، وشكراً لأستاذنا الكريم عبد المقصود على هذه المبادرات الطيبة المباركة، التي هي تكريم للثقافة، والأدب، والفكر وأهله، وتهنئه لأخي حمد على هذا الزخم من الحب العفوي، والمحبة الصادقة، وعلى هذا التكريم الذي هو أهل له.
والسلام عليكم ورحمة الله.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :472  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 145 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

جرح باتساع الوطن

[نصوص نثرية: 1993]

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج