شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة صاحب الاثنينية سعادة
الشيخ عبد المقصود بن سعيد خوجه ))
بسم الله الرحمن الرحيم، أحمدك اللَّهم حمداً يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك، حبيبك وصفيك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأساتذة الأفاضل، الإخوان الأكارم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نسعدُ هذه الأمسية بتواصل جسور المحبة في رحاب اثنينيتكم العامرة بوجوهكم الطيبة، ويسرني أنْ أرحبَ باسمكم جميعاً بفارسِ أمسيتِنا الدكتور محمد بن سعد بن حسن الدبل وصاحبيه الفاضلين الدكتورين حمد بن ناصر الدخيل، وفواز بن عبد العزيز اللعبون، وكلهم أساتذة بقسم اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، فجزاهم الله خيراً على تكبدِ مشاقِ السفرِ لإمتاعنا بصحبتهم الماجدة وتشريف هذه الاثنينية.
وضيفُنا الليلة وفارسُ أمسيتنا هذه رجل وظَّفَ قلمه وشعره لخدمة أهدافهِ الساميةِ فجاءَ ديوانهُ الأول يحمل عنواناً صريحاً يشي بمعتقده ويقين ديوانَ (إسلاميات) أعقبه بديوان (ملحمة نور الإسلام) وثلثه بثالث هو ديوان (أناشيد إسلامية)... ونلمس في شعر ضيفنا بصماتٍ واضحةً في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، آمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر وتفكراً في آيات الله وملكوته.
ولم يقف إبداعه عند الشعر، بل آخاهُ بالنثر شأن كثير من الأدباء الذين ملكوا ناصيةَ البيان، وعرفوا الطريق الأمثلَ إلى استخدام ملكاتهم وأدواتهم لخدمة دينهم وأمتهم على الوجه الذي يرضي ضمائرهم ويكون بإذن الله في ميزان حسناتهم، فنقرأ له واحداً من أمته البحوث في النظم القرآني في سورة الرعد، وبحثاً آخر في (الخصائص الفنية في الأدب النبوي) وأحسبَ لأنه من أجمل الأبواب التي يمكن ولوجها لتأمل البيان النبوي الذي هو نوع من الوحي (وما ينطِقُ عن الهوى إنْ هو إلا وحي يوحى) فلمثل هذه الدراسات الشيقة من اللذة والنشوة ما يدركه إلا من رشفَ من رحيق الحديث النبوي الشريف... وعرف معنى التوازن والمعايير الجمالية في الأدب النبوي الرفيع، ثم عطف ضيفنا الكبير على القصة، فأولاها ما تستحقه من عناية ورعاية واهتمام، وهي قصص تتفرغ من ذات النبع الغزير الذي ينهل منه، نبع الرسالة الإسلامية العظيمة بكل معطياتها، فكتب عن زيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة، وجعفر بن أبي طالب... والتفت إلى جانب البلاغة والنقد، وهو تخصصه الدقيق - فانتفى أحد أبرز كتبِ التراث، وكتبَ عن المقاييس البلاغية والنقدية حول كتاب "قراضة الذهب في نقد أشعار العرب" لابن رشيق القيرواني.. وكتب أيضاً لناشئة الدعاة بما يفيدهم في مسيرتهم الطويلة في طريق الدعوة إلى الله عزَّ وجل، ولا شك أن هذا الإسلوب له مردود طيب، حيث يحفظ هؤلاء الشباب من التطرف والحديث فيما لا يعلمون خلفياته وجذوره، وكثيراً ما يكون طرحهم بغير ركائز أو أدلة من الكتاب والسنة، لذلك جاء هذا الكتاب ليسد ثغرة في مكتبة الدعوة إلى الله تعالى، وجاءت مؤلفات ضيفنا الكبير التي استمعتم إلى سردها في ترجمته، تحكي إلتصاقه بهموم أمته وعمله الدؤوب على طريق إثراء المكتبة الإسلامية بكل جيد ومفيد، خاصة عمله المعجمي الكبير (معجم البلاغة القرآنية) الذي صدر منه الجزء الأول، ونتطلع بشوق كبير إلى بقية الأجزاء التي لا يستغني عنها أي مثقف يقف في خندق الدعوة والفكر، لأنها تمثل كنزاً من كنوز المعرفة... وزاداً يثري الروح والوجدان.
وهناك وقفة أخيرة، أرى من الأهمية أن نلتفت إليها بجديةٍ أكثر، تتعلقُ بعمل ضيفنا الكبير، أستاذاً مشاركاً، وأميناً لوحدة أدب الطفلِ المسلمِ، في كلية اللغة العربية بالرياض.. وهي ظاهرةٌ تبشر بخيرٍ وفير إن شاء الله، فقد ظلَّ أدبُ الطفلِ بين مدٍّ وجزرٍ، وفي أيدي بعض غير المتخصصين، الذين يحاولونَ مشكورين بشتى الطرق سد النقص الهائل في هذا المجال المهم، ولكنهم للأسف تنقصهم الخبرة والمعرفة التقنية اللازمة لمواكبة هذا العالم الخاص جداً في كتاباته وألعابه وأغانيه ومسرحياته.. وهو في تصوري عالم متكامل يوازي عالم الكبار في كثير من الاعتبارات، وقد فطن الغرب مبكراً إلى هذه الحقيقة، فأوْلى عالم الطفل من العناية والرعاية والاهتمام الشيء الكثير، حتى ينتقل هذا الكائنُ الرقيق من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب بكل يُسْرٍ وسهولة، وينقل معه بعض المعارف التي لا غنى عنها، والتي تتطور تلقائياً لتشكل اللبنة التالية في بناءه العقلي والاجتماعي، فيصل إلى سن الرشد وهو متهيئ تماماً لتحمل المسؤولية في سن مبكرة، وكثيراً ما رأينا بعض الشباب الذين يمولون تعليمهم الجامعي بعيداً عن رعاية الأهل أو الدولة، بالإضافة إلى وضع تصور واضح عن مستقبلهم العلمي والمهني، مما يساعد على تقليل نسبة الهدر والعطالة المقنعة والسافرة، ولا شك أن في هذا التوجه حفظاً لمقدرات الدول، وتحقيقاً لنجاح وانخراط مواطنيها في معترك العمل بكل يسر وسهولة، وتوفير الوقت والثورة اللازمين لبناء مزيد من البشر الذين هم عماد كل تقدم ونمو وازدهار.
مرة أخرى نرحب بضيفنا الكريم، وصحبه الأفاضل، متطلعين إلى إلقاء الضوء على مسيرته الحافلة بالعطاء، والتي لا تخلو من عصامية شدت من أزره وعضدته، لترتقي به مهنياً من التدريس في المرحلة المتوسطة - رغم أهميتها واحترامنا لها - إلى التدريس الجامعي، وما يواكبه من مساهمة فاعلة وانفتاح على الحياة الثقافية محلياً ودولياً.
أشكر جمعكم الكريم، على تشريف هذه الأمسية، وعلى أمل أن نلتقيَ الأسبوع القادم، لتكريم الأستاذ/ حمد بن عبد الله القاضي، رئيس تحرير "المجلة العربية"، والكاتب الصحفي المعروف، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في لقاء يتجدد معكم وبكم ولكم.
ولست بحاجة إلى التذكير أن اثنينيتكم لا تحتاج إلى توزيع رقاع دعوة، أو بطاقات حضور، فهي مفتوحة لكل من يتعامل مع الكلمة، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم جميعاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :788  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 131 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج