سلاماً أبا الغرِّ الحسان تصوغُها |
عُقوداً لطافاً زيَّنتها الجواهرُ |
وتأتي بها بِكرَ المصاغِ فرائداً |
كأن لم يصغ مِن مِثلِها قبـلُ شاعرُ |
إذا مسَّتِ الأسماعَ تهفو |
لِجَرسِها قلوبٌ وتهتزُّ الرؤى والمشاعرُ |
ويخشى صداها الحاكمونَ بأمرِهم |
فيهذي لسانٌ أو تشتُّ الخواطرُ |
وتهتزُّ أعوادُ الكراسي تحتهم |
فتعمى عيونٌ أو تتيهُ البصائرُ |
كأنّ الذي يلْقونه يوم حشْرِهم |
إلى اللَّه إذ تُبلى لديه السرائرُ |
وإذ يُسألُ الجاني فيُجزَى بما جَنى |
وتُحْصَى ذُنوبٌ كلهنَ كبائرُ |
أبا الشعرِ يا اللَّه أيّ نفائسٍ |
من الشعر أحصيه جُلهنَّ ذخائرُ |
كنوزٌ من الفكرِ الرفيعِ ومرجعٌ |
عميقُ المعاني واحدُ السبكِ نادرُ |
دليلٌ على الفصحى إذا ارتابَ سائلٌ |
ففي صُلبِها الفتوى له والنظائرُ |
أجبني فإن النقدَ شتى دروبه |
ولكنه عن أنْ يحيطكَ قاصرُ |
أهذا الذي تأتيه رُقْيَةُ ساحرٍ |
وهل يلهبُ الأرواحَ مثلُكَ ساحرُ |
لقد كنتَ جيلاً بل لقد كنتَ أمةً |
من الشعرِ لم تدرِكْ مداها الأواخرُ |
وقد غرّبوا فيه وقالوا حداثةٌ |
وشدَّتْ مراسيهم إليها المظاهرُ |
فلا استلهموا مجدَ القريضِ ولا |
انتهوْا إلى غايةٍ يُزْهَى بها أو يُفاخرُ |