شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه
صاحب الاثنينية ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله الذي شرفنا بلغة القرآن الكريم، وامتن علينا في عشر آيات محكمات بإنزال القرآن عربياً، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أوتي القرآن ومثله معه، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.
الأحبة الأكارم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسعدني أنْ أرحِّبَ بكم أجمل ترحيب، وباسمكم جميعاً أحيي الأخوةَ الأفاضلَ الذينَ سيتحدثونَ في هذه الاثنينية، ويتناولونَ الكتابَ الذي نحتفي به "الجواهري صنّاجة الشعر العربي في القرن العشرين" لمؤلفه الشاعر الدكتور/ زاهد محمد زهدي، وسيسعدنا بالحديث كل من معالي الدكتور/ محمد عبده يماني المفكر الإسلامي الكبير ووزير الإعلام الأسبق، وسعادة الأستاذ الدكتور/ محمد سعيد بن حسين أستاذ الأدب والنقد والدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فسعادة الدكتور جليل عطية الكاتب والأديب المعروف الذي قَدِمَ من باريس خصيصاً للمساهمة في هذه الأمسية، فسعادة الدكتور عبد الله المعطاني أستاذ الأدب والنقد بجامعة الملك عبد العزيز، جزى اللَّهُ خيراً كلاً منهم على هذا التواصلِ الذي نعتزُّ به، وتفضلهم بتعطير هذه الاثنينية بأحاديثهم وعلمهم وسابغ فضلهم، كل منهم من خلال محور سيختارهُ للتحدثِ عن هذا الكتابِ.
وكما تعلمونَ أيُّها الأحبةُ أن إفرادَ هذه الأمسية للاحتفاء بكتاب "الجواهري صنّاجة الشعر العربي في القرن العشرين" ليست بدعاً في اللقاءات الأدبية كما أنها ليست الأولى من نوعها بالنسبة للإثنينية، فقد سبق أنْ شرُفنا بالاحتفاء بكتاب "الخطيئة والتكفير" للدكتور الناقد الأدبي المعروف عبد الله الغذّامي، بتاريخ 1/6/1406هـ الموافق 10/2/1982م، ومع الأسف لم نكرر التجربة طيلةَ أعوامٍ كثيرةٍ أو طويلةٍ إلا العام الماضي مع كتاب "أبو هريرة الصحابي الجليل والحقيقة الكاملة" لمعالي مفكـرنا الإسلامي الكبير الدكتور محمـد عبـده يمانـي بتاريـخ 22/6/1419هـ الموافـق 12/10/1998م، وقد لمسنا الفائدة الطيبة والأثر المحمود الذي يتركه تدارسُ مثل هذه الكتب والانطباع الذي يسود الساحة الثقافية بعد طرح أي كتاب على طاولة البحث. ولعلَّكم تذكرون أن هذا الأسلوب في التدارس والحوار كان يتم في الماضي على نطاقٍ كبير بين مجموعةٍ من الأصدقاء حيث يتناول كلٌ منهم كتاباً بعينه ويعرضه على بقية أصدقائه في جلسة سمر هادئة، يتخللها حوار وتعليق ونقد، ثم تدور الحلقة على آخر في أمسية تالية، وهكذا تزيد حصيلةُ القراءات بين تلك المجموعات المتجانسة، وكان هذا النهجُ معروفاً إلى سنواتٍ خلتْ إلى أنْ طغتِ المادياتُ على كثيرٍ من أوجه الحياة، وتمددتِ الأطباقُ الفضائيةُ على سطوح المباني لتحتلَّ أماكنَ السمرِ التي كانت عامرةً بصحبةِ الكتابِ، متطلعاً إلى أن نعوض شيئاً مما فات بمثلِ هذه الوقفةِ ولو لمرةٍ واحدةٍ على الأقل خلال كلِّ موسمٍ من مواسمِ الاثنينية لنقطفَ إحدى ثمراتِ المطابعِ اليانعةِ ونسعدَ بها غذاءً روحياً لا غِنَى عنه.
ولا شك أنّ المحاورَ التي سيتحدثُ عنها الأساتذةُ الأفاضلُ لن تغطيَ كافةَ جوانبِ الكتابِ الذي بلوَر رؤية الدكتورِ الشاعر زاهد زهدي عن شاعرنا الكبير الأستاذ محمد مهدي الجواهري، أسطورة الشعر العربي في القرن العشرين، الذي وُلِدَ مع بداية القرن أي في عام ألف وتسعمائة كما يقول المؤرخون، أو في عام ألف وتسعمائة وثلاثة كما يصر هو شخصياً. ثم عاصر كل أحداثه الجسام بجرأة الشباب، وإقدام الرجال، وحنكة الشيوخ، إلى أن توسد الثرى (رحمه الله) بمدينة دمشق بتاريخ 27/يوليو/1997م. بعد أن هزّ المنبر بشعره الجزلِ، وصورِهِ الفريدةِ، وتراكيبهِ الغنيةِ.
وتجدر الإشارة إلى أننا عندما احتفينا بكتابي "الخطيئة والتكفير" و "أبو هريرة الصحابي الجليل والحقيقة الكاملة" لم يكنِ الأمرُ متعلقاً بشخصية المؤلفين الكريمين إلا بالقدر الذي يتيحه تحليلُهما وتشريحُهما لموضوع الدراستين اللتين تعرّضا لها، وفي ذات الإطار يأتي احتفاؤنا الليلة بكتابِ "الجواهري" من منطلق الرؤية الإبداعيةِ التي استشفَّها الدكتور زاهد زهدي عن شعرِ الراحلِ الكبير، ولا شك أن تلمسَّ بعضَها عن طريق المعايشةِ اللصيقةِ بالشاعر الكبيرِ، وبعضها عرفه عن طريق الإطلاع أ والسماع، واستطاع أنْ يصيغَ كلَّ ذلك في قالبٍ من الإبداع الجمالي عبر المحاور المتعددة التي اشتمل عليها الكتاب، والتي آمل أن يأتي تدارسها تحليلاً ونقداً، اتفاقاً واختلافاً، بما يعمِّقُ تفاعلنا مع هذا العمل القيم. وقد كنتُ حريصاً منذ البداية على أن تأتي هذه الأمسية مكتملة الأركانِ واضحةَ القسماتِ فيما يتعلقُ بتحديدِ محاور البحث. وجاء في رسالتي التي قدّمْتُ معها الكتاب لبعض الأساتذة ما يلي:
(نظراً لأهمية الموضوع والمكانة التي يحتلها "الجواهري" رحمه الله في ديوان الشعر العربي خلال القرن العشرين الموشكِ على نهايته، فإنه يسعدني توجيه الدعوة إلى سعادتكم للتكرم بالإطلاعِ على الكتاب ومن ثَمَّ الكتابة إليَّ بما تقترحونه في حدود ثلاثةِ أو أربعةِ محاورَ لتدارسها واختيار من سيتحدث عنها من خلال الاثنينية التي ستُعقَدُ بمشيئةِ الله في التاريخ المشار إليه آنفاً (الذي هو تاريخ اليوم).. والتي سيحضرها إضافة إلى مؤلف الكتاب عددٌ من الأساتذةِ والدكاترةِ والنقادِ العربِ) انتهى..
وكما يعلم جمعُكم الكريم فإنّ الاثنينية قد احتفتْ بأستاذنا الجواهري بتاريخ 3/11/1415هـ الموافـق 3/4/1995م، وبالتالي فإنّ هذا الاحتفاءَ يقتصرُ على الكتاب موضوع البحث، من خلال المحاور المختلفةِ التي سيساهم بها المتحدثونَ ومِنْ ثَمَّ كالمتبع فتح باب الحوار بتعميق التواصل حول هذه الأُطر الشاملة لكثيرٍ من إبداعات شاعرِنا الكبير، الذي صار في ذمة الله وليس من عاداتنا ولا من تقاليدنا الإسلامية السمحة النبش في القبور والبحث عن السقطات والهنات، فالأستاذُ الجواهري الذي لقّبَهُ الشاعر العظيم معروف الرصافي بـ "أبي الشعر" أكبر من أنْ يتلمسَ البعضُ عيوبَه وضعفَه البشري ليسلطوا عليها الأضواء، فقد عاش ومات كأي إنسان له سلوكيات سائر البشر، غير أنه ترك لنا إرثاً ضخماً من أجملِ ما قيلَ شعراً باللغةِ العربية عبرَ تاريخها الطويل، فأصبحَ بذلك عَلامَة فارقةً على خارطة الشعر العربي، لدرجة أنه بعث بإضبارة كبيرة من شعره لعميد الأدب العربي الدكتور "طه حسين" عندما خلتْ إمارة الشعر بوفاة أمير الشعراء "أحمد شوقي" سنة 1933م، وكأنه يقول: "لو كنتُ قرأت هذا الشعر لما وجهتُ الزعامةَ إلى غير هذا الشاعر". وكما تعلمونَ فإن الدكتور طه حسين قد عقد إمارة الشعر للأستاذ عباس العقاد لأسباب سياسية، وبزوال تلك الأسباب أعلَن الدكتورُ طه حسين أن أمارة الشعر قد انتقلت إلى العراق، ولكنه لم يحدد اسم الشاعر العراقي الذي يستحق هذه الإمارة. وفي كل الأحوال سيظل الأستاذ الكبير محمد مهدي الجواهري في مكان الصدارة بديوان الشعر العربي لأنه استوعب مسيرة قرن كامل تقريباً، ودخل معتركه وهو في كامل نموه المتفتح الذي يدرك خطورة كل التحركات السياسية والإفرازات التي تركتْها حربانِِ عالميتانِ أحرقنا العالم في أتونهما الملتهب، واستطاع من خلال الدور المؤثر في وطنه ومشاركته في بعض المؤتمراتِ العالميةِ أن يساهمَ بقدر كبير في رصد معظم الأحداث المهمة على الساحات المحلية والإقليمية والدولية، وأرَّخ لكل ذلك بمقالاتهِ التي كان يكتبها في جريدته "الرأي العام" أو الصحف الأخرى التي كانت تصدر وتتوقفُ بانتظام حسب طبيعة النظام الحاكم في العراق، غير أنّ الأهم من كل ذلك خرائده الشعرية التي كتب لها البقاء.. ولكل هذا الزخم يسعدنا أن نحتفي بكتاب الأستاذ الدكتور زاهد محمد زهدي الذي أصدره على ضفاف ذلك العطاء الكبير حباً وكرامة لذلك الراحل الذي عاش الحياة طولاً وعرضاً ثم اختصرها شعراً يتلألأ على جبين الزمان.
الاثنينية ليست لي فأحب أن أصحح هي لكم جميعاً ومنكم وبكم ومعكم وكما أردد دائماً ما أنا إلا واحد منكم ليس لي عليكم ما يزيد أكثر من المقعد الذي أقتعده.
أرجو لكم أمسيةً طبيةً مع كوكبة ضيوفنا الأفاضل، وعلى أمل أن نلتقي الاثنينية القادمة على شرف الأستاذ الدكتور الشاعر محمد بن سعد الدبل أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.. وعلى أمل لقاء يتجدد وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :774  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 120 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج