(( الحوار مع المحتفى به ))
|
الشيخ عبد المقصود: أؤكد لكم جميعاً بأنني لن أحجب أي سؤال حتى الأسئلة التي سأحجبها سأوضح سبب حجبها، أو سأقرأها عليكم... تفضل يا أستاذ. |
عريف الحفل: السؤال الأول من الأخ أشرف سيد سالم يقول: |
ذكرتم في أحد البرامج الفضائية أن محاور الحديث في مجالس المثقفين أصبحت تقتصر على أنواع الجوالات وموديلات السيارات وتبادل أخبار وطرائف آخر الرحلات السياحية هل نفهم من ذلك أنكم توجهون أصابع الاتهام إلى النخبة الثقافية في مجتمعاتنا وما هو إذن تصوركم للدور الذي ينبغي أن تلعبه هذه النخبة؟ |
- محمد سعيد طيب: هذا سؤال في غاية الأهمية كنت وما زلت وسأظل أعتقد أن المثقفين دورهم وتأثيرهم الذي أرجو أن يستمر، والذي لعب أخطر أدوار في كثير من حياة الشعوب والمجتمعات، ولكن مع الأسف في البلاد العربية وفي بلدنا بالذات مع الأسف أستطيع أن أقول أن دور المثقف محدود جداً والقول بغير هذا نفاق ليس له ما يبرره للمثقفين وكلهم أصدقاء وزملاء وأنا منهم قول ليس له ما يبرره، الحقيقة أن الدور محدود والتأثير محدود ولا بد أنكم تلمسون شيئاً من عدم التواصل بين المجتمع وبين هذه النخبة التي نرجو ونأمل أن تواصل دورها وتواصل اهتمامها بالناس وبأحلامهم وتطلعاتهم عشان الناس يحسوا بهم، أقول للأخ الكريم إذا كانت آماله أن المثقفين لهم دور كبير وواسع، أو يعتقد أن لهم دور كبير ومؤثر هذا كلام فيه قدر كبير من التفاؤل وغير مبرر، تفاؤل غير مبرر، وما في شك أن هنالك نخبة صغيرة شريفة نبيلة تعمل وتحاول التواصل بالكتابة بكل الوسائل أن تؤدي دورها. |
عريف الحفل: الأستاذ محمد سعيد الأسئلة كثيرة نأمل اختصار الإجابة. الأخ تركي النجار يقول: |
كاتب بارع متمكن غير أنك قليل الإنتاج فما أسباب ذلك؟ |
- هذا صحيح ومن قال لك أني متمكن وأنا بارع ولماذا لا يكون الأخ واهماً. |
عريف الحفل: عبد الرزاق صالح الغامدي يقول: |
لاشك أن مؤسسة تهامة أصبحت علماً بارزاً في الإعلان والنشر وهذا بفضل الرجال المخلصين أمثالكم ولكن ما يلاحظ ارتفاع أسعار الكتب التي تتولى تهامة نشرها بالقياس مع دور النشر الأخرى ما هي الأسباب أفدنا. |
- أقول لك أخي العزيز في يوم من الأيام كانت مجموعة من الأصدقاء ما هم جالسين هنا يسألون واحداً من أقطاب ثورة 23 يوليو كيف أشرف مروان حرامي وعنده مليار وعنده ما عارف إيش هذا سوّى وعَمَلَ... فقال لهم هذا كلام قبل الساعة خمسة ونصف من يوم 28 سبتمبر 1970 أم بعدها؟ وأنا أعتقد أجبته على سؤاله: |
عريف الحفل: السائل علي المنقري يقول: |
اتجاهك أخيراً لمزاولة مهنة المحاماة هل هو من باب حبك لهذه المهنة وقناعتك بممارستها أم هو من باب شغل الوقت والفراغ وما تعليقك على المقولة التي مفادها ثراء المحامين هو نتيجة حماقة المتداعين بالخصومة. |
- هذه تحية جميلة من البداية، وهي مقولة جميلة وأنا أقول لك ستزداد حماقة المتخاصمين. أكثر وأكثر كل الدلائل تشير لأنه لم تعد هنالك سماحة والناس واضعة يدها في حلق بعض وربنا يستر ـ يا أخي العزيز إن مهنة المحاماة ليست شيئاً طارئاً أنا يوم أن تخرجت من المدرسة الثانوية قبل عشرات السنين _ كانت رغبتي على الأقل أن أصل كلية الحقوق وما أراد الله وقالوا لي تمشي الآداب واختلفت معهم ودخلت اقتصاد وعلوم سياسة وظلت الفكرة في نفسي إلى أن تمكنت أن أحقق هذه الرغبة لأنها ظلت في نفسي باستمرار. |
عريف الحفل: الأخ عدنان كيفي يقول: |
هل هناك كتب طُبِعَتْ عبر قنوات تهامة وكانت دون المستوى المطلوب؟ |
- نعم لا نزعم أن كل الذي قدمناه … لكن هذا مجتمعك وهذا إنتاجك وهؤلاء أدباؤك وشعراؤك إذا استعرضنا الأسماء التي نشرنا لها ليس بينهم واحد مجهول كلهم مليء السمع والبصر أما من الرواد الأقدمين بدءاً بمحمد عمر توفيق وعزيز ضياء والأستاذ السباعي وما في محدَثين وليس بالضرورة أن الاسم المشهـور والذائـع الصيت بالضرورة يكون إنتاجه جيد، قد يكون متوسطاً وقد يكون أقل من المتوسط ولكن نحن إن كنا نفخر شيء فنحن حفظنا للأدب ذاكرته وللثقافة سجلها وغيرنا يكمل المشوار. |
عريف الحفل: أخوكم محمد المقصود يقول: |
نأمل أن تجيبنا بصراحة عن سر استحضار الإبداع لديكم سواء في أعمالكم الثقافية أو العملية أو الإنسانية؟ |
- هذا كلام ما أحس به أرجو أن الوهم والمشاعر الكريمة ويا سعادة المستشار أشكرك على المعاني الجميلة التي ينطوي عليها سؤالك لكن والله لا أشعر بهذا الكلام وأنا إنسان مثل الناس آكل الطعام وأمشي في الأسواق وأخالط الناس ولا أجد فيّ أي ميزة أو أي تميز وهذه مشاعر كريمة من الناس ولا أملك إلا أن أعتز بها: ويهوى المديح مبرز ومقصر... |
عريف الحفل: الأخ سامي خميس يقول: |
إنك لم تكن في حاجة لدراسة القانون أو الحقوق هل دراستك للحقوق لإعطائك الشرعية لمشوارك الطويل في الحق الذي تتمتع به؟ |
- لا يا سيدي كل شغلة ولها أدواتها إذا كان ما تقبل مهندس بدون مؤهل كما لا تقبل طبيب بدون مؤهل والأمور بالطريقة دي أنا اكتشفت أنه هذا القانون علم واسع ومجال خصب وله بداية وما له نهاية، والحقيقة أن كل قراءاتي إن كنت أنا أزعم وأنا أزعم إنني قارئ – كل قراءاتي التي تمتد لأكثر من أربعين خمسين سنة كل قراءاتي في جانب ودراسة القانون في جانب آخر والله العظيم لأنني رأيت آفاقاً استغربت كيف لم أعرفها من قبل، وفي يوم من الأيام صار لي غرور والحمد لله ما أضحك على نفسي وأظل دائماً وأبداً قارئاً. |
عريف الحفل: أين يقف محمد سعيد طيب اليوم على مدى هذه المسافة بين الموقف وسطوة هذا الواقع أين هو من نفسه وممن حوله ومما يقرأ ويسمع أين محمد سعيد طيب من تحولات اللحظة الراهنة؟ |
- والله يا أخي العزيز محمد سعيد طيب في حالة حوار دائم مع نفسه ومع الآخرين، وعمره ما انقطع هذا الحوار ولن ينقطع في الحقيقة هو مأزق كبير الذي أشرت إليه وممكن كثير من الناس ورطانين فيه ولكن أنا بحاول بقدر الإمكان أوفق حتى ينطبق القول إلى أن فعلاً محمد سعيد طيب في حالة حوار دائم مع نفسه ومع الآخرين أعتقد أنني أجبت على السؤال. |
عريف الحفل: سلطان عويض السمكري يقول ما هو أطرف موقف مر عليك. |
- أنا لا أستحضر شيئاً الآن ونتجاوز هذا السؤال. |
عريف الحفل: الأخ سلاب السبيعي يقول: |
ما هو فريقك المفضل الذي تميل إليه؟ |
- فريق كرة؟ آخر اهتماماتي... وأنا آسف جائز البعض ينظروا لي بنظرة... ولو قلت مبرراتي قد أدخل في (كلاش) مع أناس كثيرين وأنا حريص أن أتجنب هذا السؤال. القضية بالنسبة لي أولويات. |
عريف الحفل: الدكتور أحمد الأهدل يقول ماذا قدم لك الوطن؟ |
والله قدم لي الكثير، والسؤال هو أنا ماذا قدمت للوطن وهل هنالك أكثر من هذه النخبة الممتازة من أبناء الوطن الذين يجلسون الآن ويسمعون هذا الكلام الفارغ. |
بالعكس أنا أخذت أكثر مما أعطيت ولقد أحاطني الناس ومجتمعي وأصدقائي وإخواني وزملائي بأغلى المشاعر وأنبلها، وأنا أخذت أكثر مما أعطيت، وأقولها بكل أمانة. |
عريف الحفل: رفقي الطيب يقول: |
سيذكر لك التاريخ هذا الوطن الأم للعروبة والإسلام أنك كنت صوت الأغلبية الصامتة على الرغم من الثمن الذي دفعته وهو مقدر ومعلوم وأنت تردد قول شاعرنا العظيم؟ |
فلا هطلتْ عليَّ ولا بأرضي |
سحائبُ ليس تنتظمُ البلادَ |
|
|
سؤالي كيف تصفُ أجواء الحوار ومساحة السماحة ورحابة الصدر عند أصحاب القرار وصُنّاعِهِ معك؟ |
- الأستاذ محمد سعيد طيب: يظهر الأخ الكريم بيصنفني معارضة طيب … فليكن الأمر كذلك يا أخي هل المعارضة أن يكون الواحد في حالة عداء مع الآخرين أم يكون في حالة حوار دائم ومتصل يعني معهم. ثم هؤلاء الآخرين الذين في ذهنه وذهن البعض إنهم نوع من الملائكة ونوع من الأنبياء. طبعاً بما أنه البعض يصنفهم نوع من الملائكة ونوع من الأنبياء لذلك التواصل غير موجود، لكن بما أني أصنفهم أنهم نوع من البشر يصيبون ويخطئون وهم ما يزعمون أصلاً أنهم من الملائكة ويقولون نحن من البشر لذلك الحوار هو موصول بيني وبينهم فأنا لست في حالة انقطاع في الحوار. أرجو أن تكون الإجابة واضحة. |
الشيخ عبد المقصود: الإجابة واضحة، وأحب في هذه المناسبة أقول إنه وردتني بعض الأسئلة أن أحجبها لأنها أسئلة تصفية حسابات، ولذلك لن أذيعها. |
الأستاذ محمد سعيد طيب: بالعكس. |
الشيخ عبد المقصود: لأ أي سؤال بهذه الدرجة بهذا الوضوح ما رفضته وما منعته لكن الأسئلة التي تأتي بتصفية حسابات أو أنها تلامس الخطوط التي لا يجب أن تُقال فمع الأسف الشديد سأحجبها، خصوصاً بعض أشخاص مروا بنفس التجربة فلذلك لماذا لا يسألون أنفسهم هذا السؤال؟ |
أحد الحضور: البرنامج ليس لديه أي حق للتحفظ. |
الشيخ عبد المقصود: لا يا سيدي أنا شخصياً هنا كمان لي حق أقول. |
الأستاذ محمد سعيد طيب: لا بس هو سؤال في أمور شخصية ما هي عامة. |
الشيخ عبد المقصود: لا تنسى الأمر يخصنا جميعاً لا يخصني أنا فقط، وهناك حدود لي ولكن فأنا في ضمن هذا الحدود أسير. |
عريف الحفل: الأخ خالد البقمي يقول: |
ما هو الحلم الذي لم يتحقق والذي تتمنى أن تعيش حتى تحققه. |
- الأستاذ محمد سعيد طيب: أوه، أحلامي لا حدود لها. ولكن الواحد الآن في حالة والله ما بيحلم جالس بيفكر بهم كبير قضية المياه، قضية الخصخصة، قضية البطالة، يعني الترجمة الحسية لكلمة السعودة، اكتظاظ الجامعات، كل هذه الأمور الحقيقة يعني من ضميري ومن وجداني من فكري الشيء الكثير أحاول أجلس مع الإخوان ونتبادل الرأي ونسمع ونستوعب لكن الهموم كثيرة. |
عريف الحفل: محبكم هاني حسن رواس يقول، خيراً فعلت فليس في إمكان أحد أن يفكر ويحصل على ليسانس الحقوق وهو في هذه السن المتقدمة السؤال: |
لماذا عزمت على نيل هذه الدرجة العلمية؟ هل أحسست فراغاً فأحببت إضافة جديد من نوع مختلف؟ |
- الأستاذ محمد سعيد طيب: كأني أجبت على هذا السؤال، أحب أن أقول للأخ الكريم صحيح من حقه أن يتساءل أنه في هذا السن في الحقيقة لم يكن مشواراً سهلاً في هذه السن بالذات. المسّاحات تشتغل. |
الشيخ عبد المقصود: هذا اعتراف ترى أسجله عليك. |
الأستاذ محمد سعيد طيب: ما في شيء. |
الشيخ عبد المقصود: يكون واضح عندكم أنه الأستاذ محمد سعيد طيب اعترف هذه الليلة أن "المسّاحات اشتغلت". |
الأستاذ محمد سعيد طيب: ومن ينكر هذا؟ |
الشيخ عبد المقصود: يا سيدي أنت دائماً تردد فلذلك أنا بأسجل فقط. |
الأستاذ محمد سعيد طيب: لا لا ما أزعم إني صاحب ذاكرة. |
الشيخ عبد المقصود: لا لا مو صاحب ذاكرة بس أما المساحات اشتغلت بس. |
عريف الحفل: الأخ عمر جستنية يقول: |
كنت تردد يهوى المديح خلال المسيرة الطويلة والعملية التي ستواصلها بمكتب المحاماة أين تتوقف ذكرياتك بين الأستاذ المعلم والجوازات وتهامة وركب الصحاب والأتوبيس المليء؟ |
الأستاذ محمد سعيد طيب: خلص السؤال الأتوبيس المليء! |
الشيخ عبد المقصود: هذا ابنكم عمر جستنية. |
الأستاذ محمد سعيد طيب: أيوه هو قصة الأتوبيس لا بد أن نوضحها يعني الله يرحمه الصديق الدكتور فايز بدر كان له مقولة يقول لي يا أخي أحياناً الواحد في هذه السن يصادف ناس يجدهم من أنبل الرجال ومن أحسن الناس وأكرمهم ويأسف أنه كيف ما التقى به والأمر معروض أنه هو ينشأ الصداقة مع كل الأشخاص، الأتوبيس مزحوم من طلع ومن ركب ومن جلس ومن هذا لا مكان لهذا أنا آسف أنا قابلت فلان والله ما تمنيت شيئاً في حياتي إلا أن يكون صديقاً لي لكن مع الأسف جاء متأخراً هدا حكاية الإيش؟ الأتوبيس. |
أية محطة في الأتوبيس قصدك يا أبو عمر؟ |
- الأستاذ محمد سعيد طيب: والله كأني بها لا أقدر أتجاهل محطة تهامة أولاً بعمقها وبطولها أنت تتكلم عن ربع قرن وخلاص ولقد مضى من العمر أكثره إلا إذا كان الله يهبنا ربع قرن ثاني عشان أشتغل في المحاماة وفي الحقوق وأجلس أقارن بين ربع قرن ما أظن ما ظنيت لقد مضى من العمر أكثره. |
عريف الحفل: الأخ سعيد الخوتاني المحرر في صحيفة عرب نيوز يقول: |
بصفتكم رائداً من رواد النشر والثقافة في وطننا الغالي وراعي مشروع سلسلة الكتاب السعودي الذي تبنته تهامة هل تلقون الضوء على أسباب فشل المشروع؟ وكيف يمكن إنجاحه حيث يكون لدينا كتاب سعودي متميز يخدم الثقافة في عالمنا العربي كما أصبح للكويت كتاب سلسلة عالم المعرفة ولقطر سلسلة كتاب الأمة؟ |
الأستاذ محمد سعيد طيب: شوف يا أخي العزيز أولاً أنا لست رائداً ولا أزعم ذلك الرائد هـو تهامـة، والمشروع مشروع تهامة، وأتعمل بأموال تهامة ومساهميها وإمكانياتها، صحيح أنا كان ليّ شيء من المبادرة في الموضوع ولكن يظل في النهاية الفضل فيما تحقق هو لمساهمي تهامة الذين دفعوا الملايين من أسهمهم ومن فلوسهم هذه واحدة. اثنين المشروع ما فشل من يقول المشروع فشل مين ليه؟ المشروع مرحلة وآخرين يكلموا، تهامة مرت بظروف ما تمكنها من الاستمرار وأعتقد أنها أدت دورها في مرحلة يجوا ناس يكملوا الباقي. |
عريف الحفل: الأخ عدنان محمد حسن فقي محامي ومستشار قانوني يقول: |
من خلال تشجيعكم للكتّاب السعوديين بصفة خاصة والعرب بصفة عامة ومن خلال مسيرتكم في تهامة على مدى ربع قرن هل سنرى لأديبنا عن قريب كتاباً يجمع شتات أفكاره فيه؟ |
- الأستاذ محمد سعيد طيب: يا ليت، يا ليت، بس أنا ماني قادر أرتب أوراقي حتى الآن، خليني أرتب أوراقي. |
عريف الحفل: الأخ عبد المجيد الزهراء يقول: |
بتاريخ حافل وعمل كبير متواصل في النشر والإعلان والإعلام والآن الانتقال إلى المحاماة، هل لنا أن نعرف سبب أو أسباب هذا التحول؟ |
- الأستاذ محمد سعيد طيب: لا أعتقد وجاوبت على هذا السؤال. |
عريف الحفل: الأسباب. |
- الأستاذ محمد سعيد طيب: لماذا تحولت؟ يا سيدي أن بأقولك أنه أنا كانت أمنيتي، منذ أن تخرجت من إتمام الثانوية أن أدخل كلية الحقوق. فما حاولت أنا حققت الشيء الذي كان في البال. الظروف منعتني من تحقيقه في يوم من الأيام. |
عريف الحفل: ابنك يزيد جميل طيب يقول ما هو مكان الكتاب اليوم بعد انتشار ما يسمى (الإنترنت)؟ |
- الأستاذ محمد سعيد طيب: ما في شك أن مجيء الإنترنت والقنوات الفضائية ما في شك بس خلينا بدون تحيز للكتاب نقول إنه إذا أخذنا الأمور بموضوعية وأنه اعتبرنا الكتاب مصدراً من مصادر المعرفة والثقافة العامة والواحد تخير محطاته الفضائية وتخير ما يطلع عليه في الإنترنت. أنا أعتقد هذا ما هو على حساب الهدف الأساسي يعني لا يكون الهدف هو قراءة الكتاب، الهدف يكون هو الارتقاء بإضافة معلومات ارتقاء بالوجدان، فإذا اعتبرنا أن هذا هو الهدف، للمعرفة روافدها المختلفة والكتاب أحد هذه الروافد أنا شخصياً منحاز للكتاب وأنا شخصياً يمكن إلى أن أموت يظل هو المصدر الأساسي للمعرفة والاطلاع وكذا، لكن إزاء الواقع القائم ما في شك الكتاب لن يكون له دوره الذي كان، لكن يظل ويظل وأنا أتكلم عن العالم ولا أتكلم عن المملكة العربية السعودية نحن ناس معادون للكتاب ولا تربطنا به صلة، لكن أنا بأشوف بره أشوف الناس ما زالوا في القطارات وفي المحطات الحافلات وفي كل مكان وحيث ما كانوا لا زالت صلتهم بالكلمة المكتوبة بالرغم من أنهم سبقونا سواء في التلفزيون أو في المحطات الفضائية أو في الأنترنت أو في أي شيء، نحن آخر المتلقين هما سبقونا ومع ذلك حتى تاريخه هم ما زالوا وما زالت نسب التوزيع عالية بالنسبة للصحف وبالنسبة لكل المطبوعات. |
عريف الحفل: الأخ محمد الشنقيطي يقول: |
دائماً تردد قول أبي العلاء المعري: (فلا هطلت عليَّ ولا بأرضي) ما سر تعلقك بهذا البيت؟ |
- الأستاذ محمد سعيد طيب: والله يا أخي هذا البيت أنا أعجبني (فلا هطلت عليَّ ولا بأرضي – سحائبُ ليس تنتظم البلادَ) بدون مزايدة يا أخي العزيز أنا إنسان أزعم أن الوطن يشغل في نفسي أكبر المساحات والله على ما أقول شهيد وأن شؤون بلدي ومجتمعي ووطني تفوق أحياناً اهتماماتي الشخصية واهتماماتي العائلية. والله ليس تزيداً والله ليس تزيداً. كأنه هذا البيت يعبر والأستاذ حسان يصحح لنا يعني (فلا هطلت عليَّ ولا بأرضي _ سحائبُ ليس تنظم البلادَ) يعني إذا ما كانت المنفعة عامة وشاملة أنا لا أبغاها ولا أريدها ولا أسعى إليها. |
عريف الحفل: الأستاذ محمد حافظ يقول: |
أحببت والدتك وأحبتك وأكاد أجزم أنك بررتها حتى آخر لحظة من حياتها وأجزم كذلك أنها توفيت وهي راضية عنك فما هو تأثير والدتك في حياتك؟ وهل ترك رحيلها أثراً في حياتك؟ |
- الأستاذ محمد سعيد طيب: والله ما في شك كان التأثير كبير جداً لأنها هي كانت بمثابة الأب والأم، أنا رجل عشت يتيماً أنا توفي والدي وأنا عمري سبع سنوات فكانت هي بمثابة الأب وبمثابة الأم في ظروف لا أقول غاية في الصعوبة ولكن أقول في ظروف لم تكن مواتية في كل المراحل فحسيت بتضحياتها واهتمامها أما إني أديت واجبي لا. أنا مقصر مقصر مقصر، مقصر مع الوالدة، ومقصر مع الأهل ومقصر مع الوطن ومقصر مع الأصدقاء ومقصر مع الجميع. وأسأل الله أن يعينني على الشيء الذي في نفسي أقدر أسويه. |
عريف الحفل: الأستاذ الأديب عاصم حمدان يقول: |
دعني لآخذك يا أبا الشيماء إلى الطفولة ماذا تعني الشامية وبرحة القطان والبازان وبرحة منكابو لشخص حبينا الطيب؟ |
- الأستاذ محمد سعيد طيب: شكراً يا دكتور إنها العصر إنـها الحلقـة الذهبيـة. والله العصـر الذهـبي (Golden Age) زي ما يقولون ولكن ما نقدر نرجع عقارب الساعة إلى الوراء. |
عريف الحفل: الأخ السفير عبد الله حَبَابي يقول: |
الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية للأسف ولكن للأسف الخلاف بين مثقفينا في الرأي يفسد بينهم الكثير من القضايا إلى حد القطيعة أحياناً لماذا؟ لماذا هذه التجاوزات؟ |
- الأستاذ محمد سعيد طيب: يا أستاذ عبد الله اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية هذا في المجتمعات السوية أيوه طبعاً أُمال إيه. طبعاً أما عندك مش اختلاف الرأي أحياناً هذا بدون اختلاف الرأي هذا الخلاف يكون قائماً، والعداوة تكون قائمة وبدون سبب وبدون مبرر. |
عريف الحفل: الأخ عجلان الشهري يقول: |
هل كنتم في يوم من الأيام مثاراً للجدل والخلاف في وسط أهل الرأي والثقافة في البلد وما الأسباب في وجهة نظركم؟ |
- الأستاذ محمد سعيد طيب: أنا كنت مثير للخلاف؟ |
- يعني كنت مثاراً للجدل. |
الأستاذ محمد سعيد طيب: ما أعتقد ما أعتقد. |
عريف الحفل: الأستاذ الأديب فؤاد العنقاوي يقول ما هي الشخصية التي تمنيت ومازلت تتمنى حضورها ومشاركتها؟ |
- الأستاذ محمد سعيد طيب: يا أستاذ فؤاد في هذه الليلة؟ |
الشيخ عبد المقصود خوجه: لا هو بيتكلم عن الثلوتية لأنه هو في الحقيقة أقترح عدة أسئلة فاختر سؤالاً واحداً؟ |
- الأستاذ محمد سعيد طيب: آه آه في الثلوتية، كثيرين والله، كثيرين، يعني منهم الأستاذ الكبير. الله يديلو الصحة والعافية عبد الله عبد الجبار، لكن صحته ما تسمح له كتير أتمناه. |
- ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه. |
عريف الحفل: الأخ تركي هذه التحقيق الأسئلة كثير ولكن آخر سؤال، الوقت يداهمنا لظروف خاصة سؤال من الأخ أحمد العمري مستشار قانوني يقول هل ترى أن من المناسب الآن إعادة النظر في الرقابة على الكتاب أو المطبوعات خصوصاً في ظل عدم إمكانية الرقابة على وسائل أخرى كالبث الفضائي وشبكات الإنترنت؟ |
- الأستاذ محمد سعيد طيب: يا سعادة المستشار إعادة الرقابة على الكتاب؟! |
الشيخ عبد المقصود خوجه: هل من المناسب الآن إعادة النظر في الرقابة على الكتاب؟ |
- الأستاذ محمد سعيد طيب: ولا إعادة النظر في موضوع الرقابة. أنا أذكركم بالمقولة الشهيرة لسفيرنا الدكتور غازي القصيبي، أعتقد إلى أن الرقيب، رقيب المطبوعات في المطارات والموانئ والمنافذ والحدود سوف يأتي يوم يكون فيه أحد الديناصورات المنقرضة، (لا تزعل يا أسامة السباعي)، ديناصور منقرض ويجب أن ينقرض، يجب أن ينقرض، يا جماعة ما عاد، وقد انفتحت السماء، رقابة إيه وهباب إيه. مدير مطبوعات سابق هو، ومِنْ الذين تولوا كبرها... |
عريف الحفل: تلميذكم المحامي خالد الناصري يقول: |
أبارك المحامين إنتسابكم لمهنتهم آمل أن يكون في هذا الانتساب دفعاً في هذه المهنة وانتشاراً لها من عالم النسيان الذي تردت إليه بسبب تجاهل دورها وأهميتها وافتقادها لنظام ينظم ويحد ما لها وما عليها، ويطرد الدخلاء عليها ويعطيها الاعتبار والتقدير التي تتمتع به عالمياً، هل نأمل أن يكون في انتساب محمد سعيد طيب بما يمثله من ثقافة وحضور كبير لهذه المهنة بداية أو خطوة أولى في الطريق الشاق والطويل لإعطائه هذه المهنة ما تستحق من اعتبار وتقدير يتناسب وأهميتها ودورها الخطير والفعّال في مجتمعنا؟ |
- الأستاذ محمد سعيد طيب: سعادة المستشار أنا أشكرك على مشاعرك الكريمة وفي ذات الوقت أقول اعتبروني زميل أحط يدي معاكم فقط حبيت أسترعي الانتباه إلى أن موضوع نظام المحاماة إنتَ ما حضرت معنا اللقاء الذي تم مع وزير العدل في الغرفة التجارية. سئل الوزير عن هذا الموضوع، قال يا جماعة إن الموضوع خرج من يدي، والموضوع في مجلس الشورى، فقال أنا انتهيت أنا كوزارة عدل ما عاد عندي شيءٍ الموضوع في مجلس الشورى، فأنا أعتقد إلى أن ما حيطول إنتظارنا إن شاء الله كثيراً. |
عريف الحفل: الأخ محمد الجهني يقول: |
دائماً ما تعلق على علاقتنا بالثقافة وعلى مشوارنا مع الحرية والديمقراطية لماذا تتناسى العمق التاريخي والظروف الاجتماعية لمثل هذا الأمر؟ |
- الأستاذ محمد سعيد طيب: لا ماني متناسي. وهو نتيجة وليس سبباً، نتيجة، فأنا لا أتجاهل هذا، ولو كان الأمر غير ذلك لكان الوضع مختلفاً طبعاً. |
عريف الحفل: الدكتور يوسف العارف يقول: |
هل يمكن أن تعود بك الذاكرة إلى كتاب حتى لا تكون فتنة لغازي القصيبي؟ وهل كان لك دور في أحْدَاث ذلك الكتاب لا سيما وأن فيه وثيقة بخط يدك لها دلالاتها العميقة هل توضح ذلك؟ |
- الأستاذ محمد سعيد طيب: نعم أوضح ذلك، أولاً أنا مالي يد في هذا الكتاب، لأنه أظن كتاب الدكتور غازي يعني أيش ليَ يد، شاركته في التأليف مثلاً، كتبت له بعض الفصول، الكتاب، كتاب الدكتور غازي والفتة فتته، وسوّاها ويتحمل مسؤوليتها، لكن عشان كده، أنا في إسقاط هنا لا بد من توضيحه في تلك الفترة فترة صدور كتاب الدكتور غازي القصبي الحقيقة بدا لي أن كلام ما عجبني منه قال أن لعلمائنا في الوقت الحاضر دور كبير في إنهاء موضوع الرق، قلت له لا يا أخي هذا الكلام غير صحيح، وما كنا نحن بحاجة لفتوى بتحريم الرق، الإسلام أصلاً حدد موارد الرق، بادي ذي بدأ وعمل على تخليصها وعمل على تلافيها، والرق الذي كان موجوداً عندنا في القرن العشرين والذي نحن نعهده وحصلناه قبل ما فيصل يلغيه يعني كان عبارة عن ناس مسروقين من أفريقيا، ومختطفين باللنشات وبالبوتات، وكان ينبغي أن ينتهي هذا الوضع، فكنت أقول للدكتور إن الموضوع لم يكن في حاجة إلى فتوى، وليس لأحد أن يدعي الفضل، الموضوع كان في قرار سياسي صدر في ذلك الوقت لظروف كانت محيطة ومعطيات معروفة دفعت إلى هذا القرار وصدر القرار وقفلنا ملف الرق وبس، أظن الإجابة بالقدر اللازم من الوضوح والشفافية. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: نشكر ضيفنا الكريم إجاباته الواضحة والنيرة وأحب أن أقول أن هناك الكثير من الأسئلة لكن الوقت لا يتسع لطرحها كما أن هناك أسئلة مشابهة فلذلك حجبناها، هناك أسئلة أحب أن أعطي الضوء أو أطرح بعض منها حتى يتبين لكم سبب حجبها، مثلاً أسئلة استفزازية ومع الأسف الشديد عندما تأتيني بدون اسم فأنا اعتبرها أسئلة غير شجاعة، ولذلك لم أطرحها فمثلاً، إنك إنت بدمّر بتعمل بتسوي في القنوات الفضائية، قلت، عملت، فعلت، ما يتفق مع الكتاب مع السنة، هذه أشياء خلافية وما تعطيني اسمك أنا أعتبر إنك أنت هنا تفتح جبهات. |
الأستاذ محمد سعيد طيب: أنا سويت محطات فضائية؟ |
الشيخ عبد المقصود خوجه: ما كدة الناس الذي يكتبون لي أشياء مثل هذه أحببت أوضح لهم من على هذه المنصة. |
الأستاذ محمد سعيد طيب: والله أسمع السؤال دا، هذا سؤال طريف والله سؤال طريف. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: يا أستاذ مع احترامي الكبير أنا الكلام أوجهه للإخوان حتى يعرفوا ماذا نعانيه ولماذا أحياناً نحجب بعض الأسئلة، تُطرح أسئلة بهذا الشكل وبدون أسماء أنا أعتبرها أسئلة غير شجاعة وأحجبها، والذي لديه سؤال موضوعي يطرحه ويضع اسمه، وقد رأيتم الليلة هناك أسئلة كثيرة موضوعية وفيها كثير من الحرية ولم أحجب أي سؤال وكان الشكر موصول لضيفنا، لأنه لم يحجب أي إجابة بل أجاب بشكل مستفيض وواضح، أو صاحب تجربة أسألني عن التجربة نفسها فالسؤال مردود عليه ليش يسأل أو واحد يكلمني عن اللغوصة، فأنا ما أدخل في لغوصات، فلان ليه ما هو متخاصم مع فلان، فلان ليه ما جا، فلان ليه ما حضر، هذا سؤال شخصي، فما يطرحنا، نحن هنا نعتبر نفسنا أمسية ثقافية أدبية في كل ما يختص بالثقافة والأدب أهلاً وسهلاً، في غير ذلك لا ثم لا ثم لا. والشكر موصول للأخوة الكرام الذين في الحقيقة أحسنوا الظن بنا وطلبوا الكلمة وأرسلوا قصائد ولكن أنا دائماً أردد الرجاء هناك للاثنينية سكرتارية فالتفضل بالاتصال بها ضمن الأسبوع، والأسبقية لها الأحقية في التكلم، أما تأتيني وأنت في الأمسية وتقول لي أرجوك أعطيني خمس دقائق ست دقائق، اليوم الذين تكلموا عشرة أشخاص، كيف أعطي الفرصة، يعني فأرجو أن لا يزعلوا الأخوان، ترى الأمسية لكم ومنكم ومعكم والاثنينية ليست لي ولكن يجب أن تؤطر لتكون في مصلحتنا جميعاً، فأرجو أن تتصلوا ضمن الأسبوع، ومن له كلمة فليتفضل، لكن أوعد في هذه الأمسية الكلمات التي وصلتني والقصائد التي وصلتني سننشرها في كتاب الاثنينية، والشكر موصول لكم جميعاً وأكرر ترحيبنا بكم وبالضيف مرة أخرى وإلى أن نلتقي إن شاء الله في الأمسية القادمة مع الصحفي اللامع الكبير الأستاذ سمير عطا الله الذي سيأتينا خصيصاً من لبنان لحضور أمسية الاثنينية، يسعدنا لو نستطيع أن نبتدىء كما ابتدأنا اليوم في الساعة الثامنة والنصف، أكون شاكراً ومقدراً لأن بعض الأخوان يأتونا متأخرين ومن أماكن بعيدة. |
|