شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة أستاذنا الكبير الصحفي الأديب المعروف عبد الله عمر خياط ))
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أساتذتي الكرام: إخواني الزملاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
يعرف الجميع ممن ضم مجلسنا أنني لست من عشاق الميكرفون عادة ولكن هذه الليلة غير عادية أو هي فوق العادة...
فجميعنا ولا استثناء يقدر جهد المضيف الذي يبذل الكثير من الوقت في اختيار الضيف والكثير من الجهد في إقناعه بالموافقة... وقد كان له فضل تكريم جميع الرواد... والأدباء المعاصرين الذين تُمثِل معطيات حفلات تكريمهم ثروة للمكتبة العربية وشهادة على العصر...
وأيضاً الليلة... غير عادية لأننا جميعا ً - ولا استثناء - نحترم الضيف لمواقفه التي تمثل الرجولة...
وقديماً رُوُي عن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه - قوله:
وما بقيـت مـن اللـذات إلا
مخاطبـة الرجـال ذوي العقول
وقد كنا نعدهم قليلاً
وقد صاروا أقل من القليل
 
هذا في عصر الفاروق من قبل ألف وأربعمائة عام أو تزيد، أما اليوم فلأن افتقارنا للرجولة يعادل افتقارنا (للوفاء) ولهذا كانت (الرجولة) في ضيفنا دافعي لهذه الكلمات...
هناك من نحبهم ولكن الحب تحكمه العواطف والعواطف قُلَّبُ... في حين أن من تحترمهم فإنما نقدر فيهم الرجولة التي معطياتها الشهامة والوفاء...
عرفت الأخ محمد سعيد طيب من مطلع شرخ الشباب لكننا سرنا في طريقين مختلفين... انتقى هو طريق الثقافة وترديتُ في دروب الصحافة... عرفته صاحب رأي... قد نختلف معه... ولكن نحترم فيه تمسكه بما يقتنع من رأي، وهذا يذكرني بكلمة قرأتها عن علاقة أديب بآخر تصف حالة الاختلاف الحاصل بينهما، وأحسبه يمثل واقع الحال بيني وبين أخي أبي الشيماء فيما وصف الكاتب بقوله: هو أقرب إلى المثالية وأنا أقرب إلى الواقعية، وهو مثقف يحكي العِلْمَ، وأنا صحفي يحكمه الواقع، وهو يحب المجد ويحب الدوي، وأنا أحب الانزواء وأميل إلى التأمل، وهو مُغال في الحكم على الأشخاص وعلى الأشياء، وأنا بطيء لا أستعجل الحكم وهو عنيف إذا صادق أو عادى، وأنا مهادن إذا صادقتُ أو عاديتُ، وهو واسع النّفَسِ أمام الأحداث وأنا قلق مضطرب ضيق النّفَسِ بما لا أهوى، وهو ماهر في الحديث إلى الناس فيجذب الكثير، وليست عندي هذه المقدرة فلا أجتذب إلا القليل وقد لا يحصل، وهو في الحياة مغامر يكسب الكثير في لعبه ونادراً ما تلحقه الخسارة، وأنا صنائعي إن كسبتُ، كسبتُ قليلاً في بطء، وإن خسرت ذهب رأس مالي هو يحب السياسة لأنها ميدان المغامرة، وأنا لا أحبها إذ لا أحب المغامرة، ولعلَّ هذا الخلاف في المزاج هو الذي ألف بيننا...
تراني هل قلت شيئاً في حق أخي أبي الشيماء - لا أعتقد -
ولهذا أكتفي بالقول صراحة إنني أحترمه...
وشكراً للشيخ عبد المقصود خوجه على ما قدم من عمل أسأل الله أن يجزيه بالخير عنا...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :439  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 90 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج