شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة ترحيبية لصاحب الاثنينية سعادة
الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه ))
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله الذي أسْرَى، والصلاة والسلام على من أُسرِيَ به، ورأى من آيات ربه الكبرى. صلاة دائمة عطرة متصلة بدوام ملك الله، وعلى آله وصحبه أجمعين...
أيها الأساتذة الأكارم: أيها الأساتذة الأفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
يطيب لي أن أرحب بجمعكم الميمون في أمسية تشعُّ بالوفاء وتتوشح بأهازيج الفرح الذي ينبض مع كل التفاتة نحو أيام خلت، كان فيها ضيفنا الكبير الأستاذ عبد الحميد حامد مشخص، شاهد عصر ومستودع أسرار أدبية وفكرية كثيرة.
لقد كانت اثنينيتكم عبر سنواتها الماضية حتى أصبحت غادةً تميسُ في عامها الثامن عشر تحتفي بضيوفها الأفاضل من منطلق الحرص على توثيق مسيرتهم والاستزادة من فضلهم وعلمهم وذكرياتهم الجميلة، وهي في هذه الأمسية لا تختلف عن سابقاتها، إلا أنَّ ضيفنا الكريم يتميز بصفة نادرة، وقد تكون محصورة في شخصه فقط... والمتتبع لسيرته الذاتية التي قرأها على مسامعكم الزميل عريف الحفل قبل قليل، يعجب بريادته في مجال الرياضة، وكرة القدم التي سحرت الناس بصفة خاصة، وسيحفظ له التاريخ أُوليته في رئاسة نادي "نادي الشباب" الذي أنشأه وكان أول رئيس له... غير أنَّ المتتبع يلاحظ أن ضيفنا الكريم كان من الموظفين الذين أدوا واجبهم مشكورين تجاه وطنهم ومليكهم، بجانب مَنْ نالوا هذا الشرف، مِن مدنيين وعسكريين... فلماذا تكريم الأستاذ عبد الحميد مشخص على وجه التحديد إنه سؤال مشروع... غير أنَّ مَنْ يعرف الاهتمامات الثقافية والأدبية لضيفنا الكريم يدرك مغزى هذا التكريم، فقد كان ضيفنا نجماً ساطعاً في منتداه الأدبي مساء كل اثنين، ولعلَّنا نجد أنَّ مِنْ حقه علينا أن نعتبر اثنينيتكم هذه تواصل لاثنينية ضيفنا الكريم، كما استفاد من وجوده زمناً طويلاً في مصر، وعاصر الكبار رواد الأدب وشهد (بانوراما) من الأعمال الأدبية التي تشكلت على أيدي أعْلاَمٍ بهروا العالم العربي بأدبهم وعطائهم الواسع في ميادين الشعر والنقد، وشتى ضروب الثقافة والفكر، شهد صالون العقاد وكانت له صلات حميمة مع أساتذة كبار مثل حمزة شحاتة، وأحمد قنديل، ومحمد حسن عواد، وأحمد عبد الغفور عطار، وعبد السلام الساسي وغيرهم رحمهم الله، كما شهد صالون الدكتور طه حسين رحمة الله عليه، ومِنْ حُسْنِ حظنا أن شهادته على ذلك العصر قد ارتبطت بهؤلاء الأفذاذ الذين كانوا مِثْلَ النيازك المضيئة، أشعلوا الساحة من حولهم ألقاً وبهاءً ورواء، ثم انطفأوا سريعاً ليتركوا لنا ذكريات لا نمل ترديدها، واستعادة تفاصيلها، والبحث عما غاب عنها، وما خفي عنا في صدور الرجال الذين عاصروهم وضيفنا واحد منهم، كان مجتمعاً فاضلاً مترفعاً مِنْ رجالٍ ينطبق عليهم قول الشاعر:
وقرابةُ الآدابِ تقصرُ دونها
عنـدَ الأديـبِ قرابـةُ الأرحامِ
وهكذا تداولوا بينهم بعض إبداعاتهم في تآلف وود وانسجام، وظل مستودع السر لديهم مُصانا، وأحسب أنه من حسن حظنا أنْ بقيت تلك الذكريات بعيدة عن أعين المتطفلين، لعلَّ في كشفها هذه الليلة أو كشف بعضها ما يشكل إضافة نسعد بها وتسعد بها الأجيال القادمة، لأن مِلْكِيةِ الإبداع دائماً تتخطى الأنا لتصب في نهر العطاء المتجدد الذي يهدر دوماً من أجل الصالح العام وخير الأمة وتاريخها وحاضرها ومستقبلها.
ولعل الشاعر الفذ حمزة شحاتة - رحمةُ الله عليه - كان من أقرب الشعراء المبدعين إلى نفس ضيفنا الكبير، ذلك الشاعر المبدع الذي وصفه الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين (بالعبقري )، والأستاذ أبو مدين - كما تعلمون - لا يوزع الألقاب جزافاً، وقد كتب عن أدب شحاتة - كما تعلمون - في دراسته التي نُشِرَتْ بعنوان (حمزة شحاتة ظَلَمَهُ عَصْرُهُ ). ولعلَّ ما وجد ونشر كان بأيدي ابنته وأصدقائه الذين كانوا حراصاً على اقتناص أي شيء مما يقول شعراً ونثراً، وكُتِبَ بطرق شتى مباشرة وغير مباشرة، وهو ما ظهر بعد وفاته وقد كان ضنيناً به، لذلك لم ينشره مطبوعاً في حياته، ولم يَقْبَلْ حتى بنشره، وما نُشِر هو قليل مِنْ خلال الصحف حتى أستطيع أن أقول أقل القليل الذي اقْتُنِصَ على نحوٍ ما وربما بغير رضاه، ولعلَّ مرد ذلك أنه لم يقدَّرْ ولم ينل بعض ما يستحق من جاه، وهو في حياته العملية لم ينل أكثر من مدير شركة نقل الحجاج في وطنه ومحاسب للبعثات في مصر، إذن هو لم يكتب وينشر ما هو حقيق بأدبه المتميز القوي، وبما أنَّ ضيفنا الكريم من صفوة أصدقاء شاعرنا العبقري، فقد يكون لديه ما اقتنصه أَوْ حَبَاهُ به صديقُه الراحل، ليثري به هذه الأمسية ويقدمه هدية لا تُقَدّرُ بثمن لوطنه ومواطنيه، ويسعدني لو نلت هذا الشرف من أي كان أن أمنح تراث شاعرنا المبدع الراحل أسبقيةً قصوى لنشره ضمن إصدارات كتاب الاثنينية، ليرى النور في أسرع وقت ممكن، ولعلنا في هذه الأمسية البهية بإذن الله نستمع لبعض ما لدى الأستاذ عبد الحميد مشخص أو لدى أيّ من أساتذة الحضور، أنا أعرف - بالذات أن سعادة الشيخ محمد نور صلاح جمجوم، لديه بعض القصائد وقد حاولت كما حاول الكثيرون أن نتطلع فقط عليها ولكن لا أعرف السر في عدم رغبة شيخنا الجمجوم في عدم إطلاعنا عليها فما بالك بنشرها، وإنني إذ أضع هذا السؤال بين أيديكم لأرجو قد يكون عند أي منكم مفتاح الحل، أعني وصولنا إلى هذه القصائد من عند الشيخ محمد نور صلاح جمجوم أو من غيره لأنها تراث أمة، والحقيقة تراث الأمم ليس بملكية الفرد أي كان ومهما كانت الصلة، ومهما كانت الأسباب، وإنني في هذه الأمسية أناشد شيخنا الجليل محمد نور صلاح جمجوم وأي كان لديه من شعر، أستاذنا العبقري حمزة شحاتة أن يتفضل به علينا وهذا التفضل هو خدمة للوطن ومواطنيه، لا أطيل عليكم أيها لأحبة حتى لا نثقل على ضيفنا الكريم الذي أقدر وأرجو أن تقدروا معي أن مجيئه هذه الأمسية - لا أستطيع دعوني أقول لكم إن الكلمات تجف على شفتيّ لا أستطيع تعبيراً لتقدير مجيئه لأنني أعرف ظرفه الصحي الدقيق ولكنه كان من الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، فجزاه الله خيراً على تفضله بهذا الحضور فهو بيننا العزيز المُكَرَّم المقدر سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يجزيه على كل خطوة خطاها إلينا جزاءً كبيراً.
ضيف أمسيتنا القادمة أيها الأفاضل الأخ الكريم الحبيب إلى نفوسنا جميعاً الأستاذ الأديب المعروف محمد سعيد طيب صاحب الثلوثية كما يعنُّ لأستاذنا الشيخ أبو تراب الظاهري في تصحيحه لنا عندما نقول الثلوثية فيقول الثلاثوتية... فإلى لقاءٍ يتجدد بكم ومعكم وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ عبد المقصود خوجه: آسف، ذكرني الزميل الأستاذ حسان كتوعة بنقاط هامة جداً، في الحقيقة فضل هذه الأمسية يعود جزء كبير منها لمحورين - أعني بهما شخصين.
الأول معالي الدكتور محمد عبده يماني المفكر الإسلامي الكبير وزير الإعلام الأسبق والذي كانت كلمته الليلة ستكون الكلمة الأولى ولولا أنه طريح الفراش لكانت سعادتُنا ستكتمل بوجوده - فنسأل الله سبحانه وتعالى له الشفاء العاجل - كما نسأل الله الشفاء العاجل للمحور الثاني أيضاً أبو زهير الصحفي الكبير اللامع الأستاذ عبد الله عمر خياط رقيد الفراش بالمستشفى، ولا نقول لكم أي مستشفى لأنكم ستزحمون الغرفة وتكثرون عليه لأن له من الأحبة كثر، وأكثركم من أحبته، أدعو لهما بالشفاء العاجل ليكونا بيننا إن شاء الله في الأمسية القادمة. أدعو وأكرر ليس عندنا رقاع دعوة لأنني في كل يوم سأقول هذا الكلام لإخواننا الصحفيين انشروا بأن رقاع الدعوة وزِّعتْ؛ الأمسية القادمة أرجو أن تتفضلوا بالحضور مبكراً لأن ظرفاً طارئاً يدعونا أن ننهيَ الأمسية الساعة الحادية عشرة والنصف مساء وسنبتدئ في الساعة الثامنة والنصف، فأرجو أن تتفضلوا مشكورين بالحضور قبل ذلك لنبتدئ قبل الساعة الثامنة والنصف...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :806  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 74 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج