(( كلمة سعادة الصحفي الكبير الأستاذ حسن عبد الحي قزاز ))
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحقيقة كل ما قيل عن زميلتا الأخ عبد الله الداري لا يوفيه حقه مما يجب أن يُقال، لقد عاش معي أو عشت معه عدة سنوات كنت أشعر فيها بأن الصمت أفضل من الكلام، واستفدت منه كثيراً عندما يراني أثور في بعض المواقف فيهدِّىء فيقول لي ينبغي أن تعرف الشيء قبل أن تتصرف بأي أمر كان... كنت أعتبر كلامه نصحاً وكنت أعتبر أن ما يقوله هو من باب التوجيه لأن ـ والحق يقال ـ أكبر مني سناً. |
أيها السادة الأكارم: |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كلنا يعلم أن من محاسن مجتمعنا الإسلامي المعاصر أن يأتي تكريم النابغين والمبدعين إبان حياتهم، وخلال وجودهم بين ظهرانينا حتى يظلوا شعلة "مضيئة" في قلب الحاضر... وسبيلاً ممهوداً للمستقبل. |
وليس من المبالغة في شيء أن أقول... إن صديقنا الأستاذ عبد الله أحمد الداري، ورصفاءه من الإعلاميين كانوا قد سلكوا طريق العلم والمعرفة بكل ما أوتوا من طاقة وجهد... وما توَفّرَ لهم من حياةٍ قد يشوبها بعض القسوة والجفاف... في محطات كثيرة من حياتهم لكنهم كانوا يجاهدون في صمت وجلد حتى أشرفوا على غايتهم المنشودة ... |
ولا شك أن صديقنا الداري واحد من هؤلاء المجاهدين في سبيل العلم والمعرفة... فقد عرفته عن كثب منذ أن كان يعمل مصححاً في جريدة (البلاد السعودية) إبّان صدورها في مكة، زادها الله شرفاً وتعظيماً، وذلك في عهد رئيس تحريرها الأستاذ الحبيب عبد الله عريف يرحمه الله... |
ومازلت أذكر عندما كنت محرراً للصفحة الرياضية الأسبوعية في (البلاد السعودية) أن من زملاء الداري في قسم التصحيح الأساتذة: أبو تراب الظاهري، ومحمد عبد الله مليباري يرحمه الله، وعبد الغني قستي أمد الله في عمره... |
ومن هذا العرض السريع تتفتح أمامنا مساحات واسعة تتيح لشداة العمل الصحفي من أجيالنا الشابة أن يترسموا الطريق الأبلج الذي يُفْضِي بهم إلى غايتهم المنشودة وهدفهم المأمول فالداري ـ كمثال نير ـ لم يخض لجة العمل الصحفي إلا بعد أن تزود برصيد جم من المعرفة... وخاصة في مجال القواعد العربية.. وعاهد نفسه على استمرارية متابعة ما يجري في دنيا الصحافة من تطورات في أصولها ومختلف فروعها... وأعتقد أنه استطاع بهذا الأسلوب الشائق والمضني في نفس الوقت أن يصل إلى ما كان يصبو إليه، وينال نصيباً وافراً من طموحاته... ومن هذا المنطلق الواسع الرحب بدأ زميلنا الداري سياحته الصحفية المباركة مزوداً بوقود اسمه (العلم والمعرفة)... |
وقبل أن أختتم هذه الكلمة المقتضبة... أود أن ألقي ضوءاً على مراحل حياته العملية فقد عرفت أنه كما قيل لكم: |
· من مواليد مكة المكرمة عام 1354هـ. |
· درس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية بدار العلوم بمكة المكرمة. |
· حصل على بكالوريوس تاريخ من كلية الآداب جامعة الملك عبد العزيز. |
· قضى حياته العملية موظفاً في بريد مكة ثم تحول إلى دنيا الصحافة مصححاً ثم محرراً في (البلاد السعودية) في عهد رئيس تحريرها الأستاذ عبد الله عريف رحمه الله. |
· انتقل بعد ذلك سكرتيراً للتحرير في جريدة (حراء) للأستاذ صالح جمال ثم مجلة (قريش) للأستاذ أحمد السباعي يرحمهما الله. |
· وفي عهد المؤسسات عمل في جريدة (الندوة) ثم (البلاد) ثم مدير تحرير في (عكاظ) اليومية فرئيساً للتحرير. |
· انتقل بعد ذلك إلى الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة... فكان مديراً للتحرير في جريدة (أخبار العالم الإسلامي) الأسبوعية... فرئيساً للتحرير... ثم رئيساً لتحرير مجلة (رابطة العالم الإسلامي) وقد كانتا تصدران عن إدارة الصحافة والنشر في الرابطة... |
· وصديقنا الداري كما نعلم عضو في مؤسسة عكاظ الصحفية... |
هذا ولا ننسى في ختام هذه السيرة الذاتية الموجزة أن نذكر أن لصديقنا الداري نشاطاً تأليفياً بدأنا نلحظه في الآونة الأخيرة فقد صدر له مؤخراً كتاب بعنوان (الوجود الإسلامي في الولايات المتحدة الأمريكية) وهو من إصدارات الجمعية السعودية للثقافة والفنون فرع جده، كما أن له كتاباً بعنوان (رجع الصدى) وهو قيد الطبع الآن.. |
تمنياتنا الخالصة والمخلصة للمحتفِي والمحتفَى به... |
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته... |
|