شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة معالي الشيخ الدكتور محمد عبده يماني المفكر والكاتب
الإسلامي المعروف ووزير الإعلام الأسبق ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي علمنا وقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ ورَسُولُهُ والمُؤمِنُونَ وسبحان الله كيف تعلمنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفس محمد بيده لن تموت نفس قبل أن تستكمـل رزقهـا وأجلها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه في غير طاعة الله، لأن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته؛ جفت الأقلام ورفعت الصحف..
أشعر بسعادة غامرة ونحن في أسرة (الاثنينية) نكرِّمُ هذا الصديق العزيز والإنسان المواطن الأستاذ عبد الله الداري، وقد سألت نفسي لماذا نكرم عبد الله الداري؟ إننا نكرم فيه المواطن المخلص، والأديب الإنسان، والصحفي، الذي تمرس وعمل في صمت وصبر وصدق وإيمان، ونكرم الأستاذ الداري لأنه رجل حرص على نكران الذات، وحرص على أن يعمل بشدة وبجدية ولكن بصمت وهدوء وإنتاجيه يقصد بها نجاح العمل الذي أوكل إليه أكثر من الإعلان عما يعمل، هذا سيدنا عمر بن الخطاب عندما جاءه الناس بعد معركة يخبروه بفوز المسلمين في تلك المعركة، ويقولون مات فلان ومات فلان وكثير ممن لا تعرفهم فبكى وقال: وما يضيرهم ألا يعرفهم عمر بن الخطاب فالله يعلمهم، وهذا الشافعي يقول: كم أتمنى أن يقرأ الناس لي ولا يعرفون أنني أنا الذي كتبت ذلك. إنما أكتبه لوجه الله تعالى، هذا الرجل الذي نكرمه الليلة فيه صفات نعتز بها لأننا زاملناه في العمل، وتتلمذنا على يد أستاذة أمثال أستاذنا الشيخ حسن قزاز الذي يشرفنا الليلة وكانت البيئة عجيبة وبسيطة، الناس كانت تعيش مع بعضها في نكران الذات، والناس يلقون بعضهم البعض فيقبلون على يد بعضهم البعض احتراماً وتقديراً، الناس كانت في مجتمع صافي عجيب، عندما تأتي للرجل وأنت تعلم أنه لديه ما يقدمه تشتـري فـولاً أو لحمة إذا استفتح بك في الصباح وجاءه الزبون الثاني ينكر ويقول له إن راعي الدكان غير موجود يريد أن يستفتح جاره كما استفتح هو، قوم إذا رأوا شاباً يسير في الحارة يقولون فلان لماذا لم يتزوج يذهبون ويعطونه المهر ويتقدم ليخطب ولا يعلم أحد أن أبا الزوجة هو الذي قدّمَ المهر، إنه مجتمع نقي فيه صفاء، في هذا المجتمع نما ضيف الليلة الكريم الأستاذ عبد الله الداري، ورجل ميزته أنه توكل على الله عزَّ وجل ولذلك عندما نلقاه ونسأله لم تؤلف يا أستاذ لم تكتب، فيه نكران الذات وفي بعض الأحيان تحدث قضايا عجيبة، وفي يوم وأنا في وزارة الإعلام كنت وزيراً للإعلام اتصلت بأستاذ عزيز من أساتذتنا هو الأستاذ حسن قزاز وأسأله عن مقال كُتب، قلت له: أرى أن هذا أسلوب فلان معالي الشيخ الذي كتب المقال؟ قال لي يعني إيه؟ يعني نحن بنزور؟ قلت لا يا أستاذ أنا فقط بسأل وأنا لا أتكلم كوزير بل كرجل في المهنة، قال لي: يعني أنت بتفكر أسلوب مين؟ قلت: والله كأنه يشبه أسلوب الداري، قال لي: أنت تقرأ للدراي ولا أنت داري!. الأستاذ عبد الله الداري كان يعمل هكذا في صمت وفي بعض الأحيان كان يشعر أن الإنسان إن غفل الناس عنه فلن يغفل الله عزَّ وجل عنه.
وذكّرني برجل من زملائي كنا إذا أذنب الإنسان ذنباً أو ارتكب شيئاً يكفر عن سيئاته بالذات إذا كان مثل الأستاذ عبد الله عمر خياط فيأخذ شيئاً من الحب ويذهب إلى الحرم لكي يرش للحمام صدقة عنه، فواحد من زملائنا في الحارة أخد حباً وراح إلى الحرم وكان ـ أكرمكم الله ـ "حذاؤه معه" فوضعه ووضع الكيس وعندما رجع ليأخذ الحذاء وجد شخصاً أخذ الكيس وصار يوزع للحمام، وجاء بجانبه وقال له: طيب ربنا عارف الحب حق مين أصلاً...
الأستاذ عبد الله الداري كان نموذجاً للرجال الذين عملوا بإخلاص وتطلُّعٍ إلى نجاح العمل قبل أن يكـون نجاحاً لأنفسهم، وأن يسود العمل قبل أن يسود الرجل الذي يعد لهذا العمل... الأستاذ عبد الله الداري رجل إعلام متميز وأديب وصحفي نعتز به، ونعتز بالمُثُلِ الطيبة التي تركتها، وكم فرحت الليلة أن يحضر معنا الأستاذ أحمد عبد اللطيف ولعلَّهم يحسون برغبتنا في الاثنينية أن يشاركونا دائماً والأستاذ أمين عبد الله غاب عنا زماناً، محمد بدر الدين الأستاذ الأديب الداعية الأزهري شارك معنا الليلة لكني والله فرحت من كل قلبي بحضور الابن الأستاذ أحمد الداري، فنحن نعتز به وبوالده، ونسأل الله أن نجتمع دائماً على خير.
والجرس دق وسمعتم أنتم أن حسان كتوعة عريف الحفل: يقول إنه لم يعرف لماذا جهاز المؤقت؟ والشيخ عبد المقصود يرد عليه... الجماعة يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته وطابخين المسألة...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :622  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 54 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج