شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( الحوار مع المحتفى به ))
عريف الحفل: الأسئلة الآن وردت من الأخوة الحضور وموجهة لفارس الاثنينية هذا السؤال من الأخ سعيد الخوتاني من صحيفة أرب نيوز يقول:
أحس وأرجو أن أكون مخطئاً أن الأدب الإسلامي لا زال يسير ببطيء في عالمنا العربي والإسلامي فإن لم أكن مخطئاً في إحساسي فإني أسأل: كيف يمكن أن نجعل من هذا الأدب أدباً عالمياً تشرئب له الأسماع في كل محافل الأدب العالمية؟
- الدكتور عبد الباسط بدر: الحقيقة هنا أستشهد بما تفضل به سعادة الشيخ عبد المقصود قبل قليل بأن المشكلة قد تكون في الإعلام وليس في القضية ذاتها، نحن عندما أقمنا المركز كان قاعدة معلومات ثم تحول إلى مركز، نعم خلال السنتين قد نكون قصرنا إعلامياً لانغماسنا بالمضمون، أنا أحيل هذه القضية إلى الأدب الإسلامي، الأدب الإسلامي نصاً وإبداعاً موجود ومليء لا نستجديه ولا نصنعه الآن موجود، طالما وجد أديب وجدانه مؤمن يعبر في قوالب أدبية فهو أدب إسلامي وهو عالمي لأنه موجود في شعوب الإسلامية وبلغاتها موجود بكثرة، لو تفضل الأخ واتصل بالرابطة يمكن أن يُزَودَ بقوائم وفهارس طويلة جداً، لكن أن تقول الإعلام عن هذا الأدب، دراسات هذا الأدب، الحركة النقدية التي شكا الدكتور عبد القدوس من قلة الكتّاب فيها، وأنا أحد المقصرين لأني بدأت هذا ثم شدتني المدينة لأني وجدت أن هناك يمكن أن يكون من يسد هذه الثغرة، فالثغرة قائمة، فاجتهدت واتجهت هذا وإن شاء ما أترك الأدب الإسلامي سأبقى فيه بجهد ما يبقى لي، لكن القضية إذن الأدب موجود والإعلام غير وافٍ فيها...
عريف الحفل: الأخ أشرف السيد سالم دكتور وكأنه يعيد الكرة مرة أخرى يقول:
ولكن ضعف وغياب التواجد الإعلامي للرابطة خارج دورياتها ومناشطها واختصار المناشط علـى أسماء تقليدية مع احترامنا الشديد لهم واعترافنا بريادتهم ولكن التجديد والتوسع مطلوبان؟
- الدكتور عبد الباسط: لا شك هذا صحيح وربما كانت بعض المصاعب الإدارية وقضية الترخيص وغيرها لها أثر ولكن نحن الآن متفائلون إن شاء الله وبأن التيار سيهدر في الدوريات وفي رسائل أخرى كثيرة...
عريف الحفل: طالب العلم والباحث عبد المجيد الزهراء يقول: هل لنا أن نعرف بإيجاز أهم منجزات مركز البحوث ودراسات المدينة المنورة وأين نوزع وتباع هذه الأعمال؟
- الدكتور عبد الباسط: كي لا أطيل عليكم ستجدونها في الكتيب أو البروشور وفي شبكة الإنترنت، يعني حتى الذي ليس معه خط إنترنت يستطيع أن يتصل عبر جهاز كمبيوتر وخط هاتفي برقم معلن عندنا 84747 فيدخل حتى إلى قاعدة المعلومات، مجرد ما يكون عنده مودوم على الكمبيوتر، إنجازاتنا طبعاً مراكز البحوث كغراس الزيتون تحتاج إلى وقت، نحن عندنا الآن موسوعة تراثية كبيرة نعمل فيها أكثر من سنتين وكلما استعجلت الأخوة المحققين والأخوة المراجعين كدنا أن ننتهي منها، حققنا المغانم المطابة هناك جدول من المنجزات، اليوم أول منجز أخذناه من التجليد جزء منه الجزء الأول من سلسلة المدينة المنورة في مئة مخطوط الذي هو فهرست تحليلي مفصل، وهناك فهارس تحليلية لمخطوطات المدينة لوثائق المدينة، ترجمنا كتباً عن المدينة وطبعاً وما زلنا لم نصدرها أو نطبعها ولكن في نهاية هذه السنة ستظهر مجموعة متكاملة فيها وستنزل إلى الأسواق، وفي الكتيب ستجدون الإجابة الوافية إن شاء الله.
عريف الحفل: هناك سؤال من الأخ عدنان محمد حسن فقي محامي ومستشار قانوني يقول:
من خلال إشرافكم على فكرة إدارة بحوث ودراسات المدينة المنورة ما هي البحوث والدراسات التي قام المركز بإصدارها؟ وهل يعتبر المركز مصدراً للمعلومات لأي باحث في أي موضوع حول المدينة المنورة؟
- الدكتور عبد الباسط: نحن بدأنا بإنشاء قاعدة معلومات وكان جهدنا الأول والحقيقة عندما تعمدت أن أعمل في العزلة قبل أن يشرفنا سمو الأمير كنت أريد هذا المعنى كنت أريد أن أبني قاعدة واسعة تفي الباحثين، وبانتهاج أحدث تقنيات الكمبيوتر أنشأنا برنامجاً يتسع لكل المعلومات التي نأخذها من المصادر المختلفة ندخلها في هذه القاعدة، طبعاً المعلومة موثقة وأحيانا مصورة، وهناك برنامج استرجاع سهل، ويستطيع أي باحث إما أن يأتي إلينا، أو أن يتصل عبر الإنترنت الآن يستطيع أن يدخل إلى القاعدة ويأخذ ما يشاء حتى وإن لم يجد بغيته يكتب لنا بريد إلكتروني ونحن عند ذلك نعطيه المعلومة، لأننا لم نضع كل الأرشيف، لأن قاعدة المعلومات معلوماتها متخيرة ومعلومات ما زالت تحت الدرس، وهناك معلومات قد يكون ليس من المصلحة أن تُلْقَى بشكل عام قبل مقارنتها وقبل دراستها له مركز بحوث ودراسات ونحن ما زلنا في خطواتنا الأولى ومع ذلك هناك قاعدة معلومات وافية، وبخصوص الباحثين نفتح لهم كل الأبواب وبكل قنوات الاتصال من اللقاء المباشر إلى الإنترنت...
عريف الحفل: الأخ سعيد الهادي يقول كتابك الرائع (مذاهب الأدب الغربي):
هل يوجد في بابه كتاب موسع على نمطه خاصة بعد أن فُقِدَ الأمل في أن تعود للكتاب المذكور بالبسط والتفصيل بعد هجرتك من الأدب للتاريخ؟
- الدكتور عبد الباسط: يا سيدي الكريم أرجو الله، لا نفقد الأمل، الأدب والتاريخ بينهما جسر متصل فهناك تاريخ الأدب وهناك أدبيات التاريخ ولو فتحت كتاب الطبري لوجدت فيه من الشعر ومن النصوص الأدبية ما يشكل مصدراً كاملاً من كتب الأدب، إلى ابن كثير إلى كتب التاريخ هناك تعانق حقيقي وأنا لم أحس بالغربة ولم أحس بالهجرة حقيقة ما زلت أشعر بروح الأدب في التاريخ وبروح التاريخ أجدها في الأدب وفي التوثيق وفي الدقة، أما بخصوص هذا الكتاب فأسأل الله أن أجد واحة من الوقت أو متسعاً إليه لأني أدرك أهميته أما إذا كان هناك كتاب آخر فطبعاً المكتبة الأدبية قد تكون فيها الكثير فأنا صلتي أصبحت بهذه المصادر قليلة فلا أستطيع أن أدل على كتاب إلا الكتاب الذي هو المذاهب الأدبية الذي صدر في دمشق، غير الأدبية والمذاهب الغربية للدكتور نجيب الكيلاني رحمه الله، لا هناك كتاب عام يعرض المذاهب الأدبية أمّا برؤية إسلامية حقيقة لا يوجد غير كتاب الدكتور نجيب الكيلاني فيما أعلم...
عريف الحفل: الدكتور عثمان مليباري يقول:
من الملاحظ أنك تهتم في مقالاتك وكتاباتك النقدية بنظرية الأدب الإسلامي دون غيره لماذا؟
- الدكتور عبد الباسط: الحقيقة الإنسان يكون له هدف وتخصص، وطبعاً أنا في الفترة التي اتجهت فيها كلياً إلى الأدب الإسلامي شعرت بضرورة بناء النظرية لأنني في عصر النظريات ولأن الآن ما تتحدثون به من ضعف الإعلام وضعف الدراسات لا يتجاوز هذه الثغرة إلا أن تكون هناك دراسات منهجية عميقة ومعتمدة على أسس حقيقية فلا بد من أن نُنَظَّر هذا الأدب ونقدم قواعده وأسسه حتى نستريح من السؤال المتكرر ما هو الأدب الإسلامي؟ أين الأدب الإسلامي؟ هل الأدب الإسلامي يعني إلغاء الأدب العربي هل أنتم تصنفون أدباً إسلامياً وأدباً جاهلياً حتى الآن ربما سنجد من يقول هذا، إذن نريد أن نقدم الدراسات، وأتمنى إن شاء الله أن يكون هناك من يستغرقون كما استغرقت لأن الأدب الإسلامي حقه كبير...
عريف الحفل: المشرف التربوي الأخ محمد الأسمري يقول:
يكرر الناس: نظرية الأدب الإسلامي والأدب الإسلامي تجاوز النظرية إلى حقول الإبداع المختلفة فما قولكم؟
- الدكتور عبد الباسط بدر: يا سيدي الكريم كلمة النظرية تعني القواعد النقدية، وهي نظرية لأنها من وضع مجتهدين دارسين قد يأتي من يطورها، فنظرية الأدب لا تنتهي، لكن هناك مقولات قد تتطور وتتغير، فنظرية الأدب هي مجموعة القواعد النقدية والقواعد المنهجية التي تبين طبيعة الأدب أسسه، أهدافه الخ. فالأدب نصاً إبداعياً موجود وسيستمر النظرية تستمد من هذا التطبيق العملي، تأخذ منه الأصول وطبعاً هناك عندنا مصدر آخر مهم جداً قبل التطبيق العملي وبعده وهو القرآن والسنة لأن الأدب الإسلامي يقوم في نظريته على هذين الجناحين إذا قُصَّ أحدهما هوى، نحن نقول "إسلامي" فإذن هناك قواعد إسلامية، ونقول "أدب" فهناك قواعد أدبية فنية بهذين الجناحين يحلق الأدب الإسلامي ونقده...
عريف الحفل: ربما يقول البعض من أرسل لنا بسؤالين لماذا حذفنا سؤالاً؟ حقيقة لأن الأسئلة كثيرة ويبدو لي الوقت قد مضى، وهذا سؤال من محمد العرابي الحارثي يقول:
موقف الإسلام من الشعر خاصة أدى إلى عدم ازدهاره في صدر الإسلام وهناك دراسات حديثة حاولت المؤاخاة بين الأدبي والشرعي فما رأيك في هذه الدراسات.
- الدكتور عبد الباسط: هذه الدراسات حقيقة أنا أعتقد أن ما زال يظن بأن الإسلام قص جناح الشعـر أو حاربه هذا عنده ضباب في الرؤية عنده قلة ثقافة، قلة قراءة، ليقرأ الطرف الآخر، الآن إذا اتصل برابطة الأدب الإسلامي ستزوده بمصادر مليئة، فقط الأزمة أزمة قراءة لأننا نواجه بكثرة هذه الأسئلة والإجابات مطروحة الآن، أكاد أقول في عشرات الكتب.
عريف الحفل: الأخ هشام حسنين يقول:
ذكر سعادة الدكتور محمد الحسيني قصة حدثت لكم في سن العشرين فهل لنا في تفاصيل أكثر عن الموضوع... وكيف لنا أن نصل إلى هذه الدرجة من الشفافية؟ أرجو الإيضاح …
- الدكتور عبد الباسط بدر: يا مولاي هذه ليست لي وإنما لجدي رحمه الله الشيخ بدر وأنا سمعتها أيضاً متواترة وأنا أدركت حياة جدي فترة طويلة – رحمه الله – كان هو المدرس الديني في بلدته وهذه لا شك أنّ لله رجال هو أعلم بهم وبفضلهم.
عريف الحفل: هذا سؤال من الأخ حزام العمري من جريدة المدينة يقول:
هل النقد الأدبي الذي يُعْنَى بجماليات النص قادرة على مواكبة خطاباتنا الثقافية والسياسية والاقتصادية في ظل العولمة أم ندعو إلى نقد ثقافي شامل؟
- الدكتور عبد الباسط بدر: قضية الشمولية في رأيي قضية خادعة، العولمة صحيـح هـي تقص الحـدود وتتجاوزها كما تجاوزتها الفضائيات وكما تجاوزها الإنترنت، ولكن العولمة تؤكد الطوابع الخاصة الشخصية، انظروا الآن النصوص الأدبية، هي التي تفوز بجائزة نوبل الأدباء الذين يعطون أعلى الجوائز الأدب في الأدب العالمية أول ما يُذكر الطوابع الشخصية والمحلية التي تبدو في أدب هذا الأديب كلهم بلا استثناء إضافة إلى الأسباب الأخرى، أنا في رأيي لا يمكن ولا يمكن أن نلغي الطوابع الشخصية في الأدب وبالعكس سوف يحرص عليه النقد دائماً لأن الأدب تجربة إنسانية، والإنسان متميز، الإنسان ابن البيئة، لا يعني هذا أن ألغي أدوات الاتصال بالآخرين وأن ألغي العوامل المشتركة معهم، لا، أنا إنسان وأتواصل مع الآخرين ولكن كبصمات الإبهام هناك تفرد وهناك خصوصية وهناك رؤية عامة متشابهة، كل إبهاماتنا متشابهة من بُعْدِ لكنها من قُرِبٍ مختلفة متباينة تماماً...
عريف الحفل: الدكتور عبد الغني أنس يقول:
ماذا ستفعل تجاه هذه الهجمة الشرسة للقنوات الفضائية المتعددة التي لا تحمل في أغلبها إلا الغث، ماذا سيفعل هذا المجتمع الإسلامي تجاه كل ذلك؟
- الدكتور عبد الباسط بدر: الله المستعان وإن هذا السؤال يوجه إلى المسؤولين وإلى العلماء وإلى المدرسين، لا شك أن هناك واجب على الجميع والمسؤولية لا تختص بجهة واحدة لا بالدولة فقط ولا بالأسرة وحدها ولا بالأب وحده ولا بالفرد الواعي، موزعة كُلٌّ بِقَدَرِهِ... والقضية واسعة وكبيرة ولعل إحدى الندوات تستضيف موضوعاً مثل هذه الموضوعات...
عريف الحفل: الدكتور يوسف العارف يقول:
الأدب الإسلامي كمصطلح ما هي حدوده وضوابطه حتى نعرف غيره من الأدب؟ فإن قلنا أدباً إسلامياً فهل هناك أدب فكري؟
- الدكتور عبد الباسط: هذه الجدلية التي ما زالت تُسْأل يا مولاي: الإسلامي كل نص إبداعي أولاً أن يكون نصاً إبداعياً والنص الذي يفقد أدوات الأدب يعني قصة ليست فيها فنيات القصة هذا ليس أدباً، هذا فكر، شعر ليس فيه فنيات الشعر هذا نظم، لا نخجل أن نقول هذا، الأدب الإسلامي يشترط الفنية وهو أدب أولاً، ثم الإسلامي فكل ما عبر عن تجربة أدبية إنسانية برؤية إسلامية في قضايا الحياة والكون وأي قضية من القضايا قد يعبر حتى عن مفاسد إسلامية نص أدبي يصور مفسدة اجتماعية إذا صورها برؤية إسلامية وبشكل يدينها في النهاية فهذا أدب إسلامي...
عريف الحفل: الأخ عبد الرحمن الشمراني يقول:
ما تعليقكم فيمن يقول إن الأدب الإسلامي وروّاده والقائمين ليس لهم قضية سوى نظرية المؤامرة؟
- الدكتور عبد الباسط بدر: هذه مرحلة ما أعتقد، يعني تجاوزناها، قضية المؤامرة يعني فترة من فترات الصدام لا ينكر بأنه منبر الأدب قد استخدم في طعن ملامح شخصيتنا وفي تغييرها وفي إدخال الكثير إليها، ولا ننكر بأن تنظير الأدب الإسلامي كان من أحد دوافعه التصدي لهذه الهجمة، لكن الأدب الإسلامي ليس فقط للرد وللمحاربة، الأدب الإسلامي ليخلق وليعزز قيم الجمال في الإنسان المؤمن، ليعزز هذه الروحانية والشفافية فيه، وأيضاً ليقدم للناس كافة الحاجة إلى الجمال والحاجة إلى البشرية عامة جداً، فإما أن نقدمها نظيفة تستقي من القرآن والسنة، أو أن نترك الحبل على غاربه، ولذلك القضية لا تتأطر بأُطرٍ ضيقة.
عريف الحفل: الأخ محمد حسان يقول:
أرجو أن تبين لنا أهمية الأدب في حياة المسلم.
- الدكتور عبد الباسط: باختصار شديد الرجل الذي ليس لديه أدب استغفر الله، إنسان لديه نقص في جانب من جوانب حياته، قد يكون إنسان ما يقيم للأدب شأناً، لا شك نحس أنه فيه جانب جفاف، أنا في اعتقادي الأدب مهم للإنسان المسلم طبعاً هناك مبدعون فيه وهناك متمتعون به وهناك متفرجون عليه وهناك من يدير ظهره له، الحياة البشرية فيها شرائح متباينة، لكن الشخصية الإسلامية بحاجة والأدب جانب يلبي الحاجة الجمالية وهي أكبر جوانب التلبية لماذا كان الإعجاز والمعجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في البيان القرآني من يدرك هذا؟ ألا نرى الفرق بين خطيب أوتي قدراً من البلاغة ويدخل إلى أعماق القلوب وخطيب آخر يتثاءب الناس منه، الحاجة أصبحت بدهية.
عريف الحفل: الأخ خالد العرابي يقول.
قضيتَ أكثر من ثلاثين عاماً في حقول التربية ما هي نصيحتك للمعلمين والمشرفين التربويين اليوم؟
- الدكتور عبد الباسط: لا شك نصيحتي أن يتقوا الله في هذه الرسالة التي هي رسالة الأنبياء، وأن يعيشوا هذه الرسالة، حقيقة ما مللت ولا تكرهتُ خلال أكثر من ثلاثين سنة هذه المهنة لأني كنت أحس أنني أستمتع بها، فإذا ما دخلت في قلوبهم وتجاوزوا الحد الوظيفي، أعتقد إنهم إن شاء الله سيصلون إلى نتائج عظيمة.
عريف الحفل: الأخ عجلان الشهري يقول:
من خلال تتبعكم لتراث المدينة المنورة طيلة الفترة التاريخية الممتدة عبر الزمن ما هي الحقبة التي كان لأهل المدينة الأثر البارز في إثراء الساحة الأدبية والعلمية وما هي العوامل التي كانت من وراء ذلك البروز من وجهة نظركم؟
- الدكتور عبد الباسط بدر: سبحان الله المدينة المنورة فيها روحانية وفيها شفافية خاصة، والبيئة الأدبيـة موجودة فيها على تسلسل العصور، العصر الجاهلي عندما كانت يثرب نجد من قيس بن الخطيب إلى حسان بن ثابت قبل إسلاميه يعني كوكبة، بل نجد النابغة الذبياني يأتي إلى المدينة فيُصحح أقواؤه وهذه قصة معروفة في عالم النقد، وأهل المدينة لاحظوا سبحان الله الدماثة والغريب أن هذه وجدتها منذ القرن الثاني يقولون إن مكة فيها بهاء وجلال والمدينة فيها سماحة وأنس وفي أهلها طيبة وعذوبة فوالله أدركت كل هذا بنفسي، منذ العصر الجاهلي، والنابغة رجل كبير في الشعر وفي القدر وأردوا أن ينبهوه إلى خطئه، فجعلوا قينة تتغنى ببيتين متواليين وتمط صوتها بموقع الأقواء فيتنبه له، لاحظوا هذه اللطافة والرقة الطيبة لم تنقطع عن المدينة المنورة كما يعرف أخي الأستاذ محمد هاشم رشيد، الطيبة لم تنقطع عن المدينة المنورة، في كل عصر نجد مجموعة من الأدباء بل ونجد تشكيلات بل ونجد قبل الأندية الأدبية كان هناك تجمع أدبي للعقيق في المدينة المنورة، هناك سبق يعني كما تستوطن روح من الشفافية وروح من الإحساس بالجمال البياض في طيبة الطيبة.
عريف الحفل: الأخ سيد مروان طالب دراسات عليا يقول:
ما هي رؤيتكم لمستقبل الثقافة العربية والإسلامية خلال القرن القادم أمام التحديات التي تكرس الواقع المحزن الذي نعيشه وهل ترون فيما يطرح على المتلقين على مختلف مستوياتهم عبر قنوات الاتصال المختلفة ما يصلح لتكوين ثقافة إسلامية تعيد لنا أمجادنا وغلبتنا وكيف السبيل إلى ذلك؟
- الدكتور عبد الباسط بدر: إنه لا ييأس من روح الله إلا … فإن شاء الله نحن لا نقنط، نعم هناك هجمات هائلة عبر هذه الفضائيات لأننا لم نكن نحن الذين اقترحناها، طبيعي أن تأتي إلينا بكل أوضارها، عندما خرج الفيديو أول ما جاءت الأفلام إياها، عندما جاءت الفضائيات أول ما بدأت القنوات الخليعة، طبعاً، ولكن المسلم كيّسٌ فَطِنٌ، يستطيع أن يروض هذه الوسائل ولا شك أن هناك تجارب الآن حتى في الفضائيات هناك بث تلفزيوني هناك محطات تبث بروح إسلامية وتجارب فيها عثرات وأخطاء لكن إن شاء الله تنجح. أنا لا أيأس ولا أقنط وأرى أن هذا الأمر كما ورد في الأثر: إن هذا الأمر دِيِنٌ، وأن الله سبحانه وتعالى يحفظ دين، وأنه مهما جاءت من مثبطات ومن هجمات فمن قلب المحنة ينبت الورد وينبت الأمل، وهناك تجارب كثيرة لتطويع الفضائيات ولإنشاء قنوات إسلامية، الإنترنت الآن مليء بمواقع إسلامية وأنه قبل أربع سنوات كانت المواقع الإسلامية للأسف ليست إلا للمنحرفين، وعندما وضعت موقع المدينة المنورة فوجئت أن هناك موقع اسمه المدينة، لأنهم رفضوا إذ طلبت منهم موقعاً اسميه مدينة وأن موقع مدينة لبلد أمريكي تعرض فيه البلاجات ودعايات السياحة والعرات الخ … ووجدت هنالك للاسماعلية ومواقع كثيرة.
لكن الآن افتحوا الإنترنت أو انظروا إلى فهارسه هناك الكثير، فالحقيقة أن هذا الأمر دين، وإن الله يسخر كما سخرني لهذه المدينة يسخر إن شاء الله من ينصر دينه في كل قناة ووسيلة...
عريف الحفل: سؤال من الأخ محمد الحسن يقول:
قرأت تعريفاً للأدب الإسلامي بأنه كل أدب صادر عن عاطفة الإسلام على مر العصور والأزمان ويراد به خدمة الإسلام ويبتغي به وجه الله. ألا تعتقد أن الأدب بهذا التعريف يسقط الكثير من الأشعار التي يقصد بها خدمة أغراض دينية ضيقة، وما هو أسلوب المركز في تنقية الأدب الإسلامي؟
- الدكتور عبد الباسط: أي مركز؟ تقصد الرابطة، يا أخي الكريم هناك نظرة شمولية واسعة الأدب الذي يخدم شخصية المسلم بأبعادها الكاملة في تصوري وفي تصور أخواني في الرابطة: الأدب الذي ينمي الذوق والحاسة الجمالية باتجاه صحيح ويربط هذا الجمال ولو في النهاية بخيط رفيع بخالقه، هذا أدب إسلامي، فالأدب الإسلامي كل تعبير يرتبط بوجدان أو يوجه إلى قيمة؛ وهذا واسع جداً، فلماذا تظن أن الأدب الإسلامي هو فقط الأعمال الدينية والتي تقول صلوا صوموا أبداً لا إطلاقاً، نحن نسميه أدباً، والأدب تعبير غير مباشر عبر قالب أدبي وإذا كان مباشراً سقط من دفتر الأدب؛ ولذلك هذا التعريف إذا جئنا إلى دلالاته البعيدة يتسع إلى نصوص هائلة في تراثنا ونصوص كثيرة في واقعنا المعاصر.
عريف الحفل: انتهت الأسئلة يا دكتور ولكن لي سؤال أريد أن أختم به هذه الأمسية الطيبة السؤال هو:
ليتك تذكر لنا موقفاً فيه أدب إسلامي جمّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟
- الدكتور عبد الباسط: لا شك رسولنا صلى الله عليه وسلم منبع من منابع الأدب، كلنا نعرف بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وظّفَ الأدب ونحن نتعلم من سيرته العطرة، رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أمر بأن يصدع بالدعوة استخدم الخطبة، والخطبة قالب نثري كان وما يزال وسيبقى من عيون الأدب، الرسول صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة المنورة وظّفَ الشعر، لأن المشركين في قريش بعد أن أصبح المسلمون خارج متناول يدهم لا يستطيعون أن يؤذوهم بأيديهم، بدأوا يؤذونهم بالشعر، والشعر كان إعلام العرب، كانت القصيدة إذا قيلت في قبيلة - كلكم تعرفون:
فغض الطرف أنك من نُمير
فلا كعباً بلغت ولا كلابا
إن قبيلة كاملة غضت طرفها حتى اعتذروا من الشاعر، كان للشعر هذه القيمة فبدأ المشركون يحاربون المسلمين بقذائف ودعا عبد الله بن الزبعري وكان مشركاً عند ذلك، ومكة التي كان الشعر فيها ضئيلاً هاج شيطان شعرهم، لأنهم فقدوا أدوات القتال وتدفق شعرهم في هجاء المسلمين، طبعاً هذا يؤثر في أدب الدعوة الإسلامية، لأن قبائل العرب تتناقل هذه الأشعار وتتأثر بها، إذا رجل يدين قبيلة ببيت شعر، فعندها يأتي شاعر مشرك ويسخر من الإسلام والمسلمين ويعرِّضُ بنسائهم وأعراضهم هذا ستصبح هذه هي قاعدة رؤيته للإسلام فيصير عنده صد عن ذكر الله، هذه حقيقة، رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى هذا واستنهض وقال ما يمنع الذين نصروا الله بسيوفهم أن ينصروه بألسنتهم، بل وتخير ونحن نتعلم من هذه قاعدة نقدية، عندما قال من يتصدى لهم؟ جاء عبد الله بن رواحة وقال أنا لهم يا رسول الله قال؛ نعم ولكن كأنما أشعرهم أن هذا لا يكفي. يريد القدرة الفنية بأن العمل الأدبي المكتمل فنياً يؤثر في النفس شئنا أو أبينا ولو كان مضمونه يخالفنا. قال نعم جاء كعب بـن مـالك قال: أنا يا رسول الله قال نعم وكأنما كان يعرض وينتظر فارس المدينة في ذلك الوقت، حسان بن ثابت، حسان كان قد أمضى ستين سنة في الجاهلية من عمره وبدأ مرحلة الإسلام وهو شاعر فحل، وكان يضارع قيس بن الخطيب وكانت له مناقضات تتناقلها العرب، فأدرك حسان وقال: إنما تقصدني يا رسول الله، قال: نعم، قال والله لأفرينهم فري الأديم، قال وما تفعل وأنا منهم قال: اسلك منهم كما تسل الشعرة من العجين ومد لسانه حتى بلغ أرنبة أنفه، كان رضي الله عنه مقوالاً فوقف حسان وأصبح يهتف وكان شعره كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه فأصبحت قاعدة وهذه من القواعد التي نستند إليها نحن في الأدب الإسلامي في غايته وفي أهدافه...
الشيخ عبد المقصود خوجه: الحقيقة الأسئلة لم تنته لأن بعض الأخوان بعثوا لنا الكثير من الأسئلة لكننا اخترنا منها ما يتسع له الوقت فعذري لهم وشكراً...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :639  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 49 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج