(( حوار مع المحتفى به ))
|
عريف الحفل: الأسئلة التي وردتنا من الأخوة الحضور والموجهة لضيفنا الكريم، هذا السؤال الأول من الأخ عبد الرزاق صالح الغامدي يقول: عرفنا من خلال سيرتك الذاتية أنك رجل عصامي وشاعر مجيد فنعم الرجل أنت، ولكن يا سيدي ألا ترى أن انتشار الشعر العامي يُخْشَى منه على لغتنا العربية الفصيحة راجياً أن لا يزعجك سؤالي؟ |
- الأستاذ عبد الرحمن العبد الكريم: أولاً أشكر للشاعر إثارة هذا الموضوع الذي يختلج في ضمير كل عربي مخلص، وأؤيد ما يقوله بأن الشعر العامي هذا إنما وجد في حقبة مرت وغابت فيها اللغة العربية بسبب الظروف المحيطة بالأقطار العربية أو ببعضها، فهناك كانت الشاعرية كامنة في الصدور فكيف تخرج على السطح تخرج بكلمات أي كلمات إنما كان هناك شعر عامي كأنه فصيح، مُقفى، موزون، قوي، لكنه ليس عربياً، ليس باللغة العربية الفصحى، يُعذَر أولئك الذين قالوه والذين يقولونه الآن وأنا منهم وما هو إلا نفثات يلزمني بها الظَّرْفُ القائم، وأنا لا أدعو إلى الشعر العامي، الشعر العامي يساعد على هدم اللغة العربية ونحن ملزمون بأن نحافظ على تراثنا وعلى لغتنا وأن نتمسك بها قدر الإمكان ولكن كانت الشاعرية موجودة، وأليس يا أخي العزيز ويا إخوتي الأعزاء هناك تباين كبير كما بين السماء وما هو تحت الأرض مما ينشر على الساحة، نحن في وقت غثاثة في الشعر، غثاثة في الكتابة، يجب أن ننظر إلى أن يكون هناك تمحيص فيما يقال، فيما يقرأ، فيما يكتب، فيما ينشر، هذا صحيح، ولا كل من قال الشعر فهو شاعر. |
عجبتُ ممن يظنُ الشعرَ يدركهُ |
من يبتغـي فيـه إبداعـاً ومنطلقًا |
لم يدرِ أن اكتسابَ الشعرِ موهبةٌ |
تُبدي بقوتهـا في الذهـن ما علِقا |
كم راغبٍ قَولَهُ من لا يَفـوهُ بـه |
ولو تَقرَّبهُ مستعطفاً شَفِقَا |
وعازفٍ عن ألهتهُ مآرُبهُ |
لو قال يا شعـرُ لا تلحـقْ بنا لحِقَا |
|
لا شك أن اللغة العربية هي أُمُّناَ. ونحمد الله الذي شرَّفنا بكتابه العزيز الذي نزل بلغة العرب وحفظَ لغتنا بكتابه العزيز ونحن ملزمون أن نتمسك بها، وأبشركم أن الشعر العامي في طريقة إلى الاضمحلال ولكن بشرط أن ندأب على تقوية لغتنا العربية وأن نحافظ عليها. |
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
عريف الحفل: السؤال الثاني من الأستاذ عثمان مليباري يقول: |
ما هو المحور الأساسي أو بتعبير آخر ما هي القيم الفكرية التي تدور حولها أشعارك؟ |
- الأستاذ عبد الرحمن: أشكر أخي العزيز على سؤاله والقيم تتفاوت والشعر يختلف باختلاف الظرف الطارئ، إن قيل لرجل لما لا تقول شعر؟ قال وكيف متى أقول لا أنا راغب ولا أنا راهب ولا أنا طامع ولا أنا خائف فكيف أقول الشعر، أحياناً يستعصي قول بيت من الشعر، وأحياناً تنسل الأبيات خلف بعضها سجالاً عفواً ورغم أنف الشاعر، يقول أحياناً أذكر بيت الشعر عند التفاعل مع الموضوع وأذكره وأنا على وسادتي فأنهض من فراشي وأضيء المصباح وأكتب بيت الشعر، أو أكون في سيارتي وأقف وأكتب بيت الشعر وأحياناً يُعييني قول بيت واحد، الشعر شعور، ما لم يكن هناك حدث يثير الشاعر أي شاعر ويختلف الظرف وتختلف المشاعر، ولكن أوصيكم بشيء وهو الحرص على تعليم أبناءكم المفردات اللغوية، المفردات اللغوية التي ذودنا مشايخنا رحمهم الله بكثير منها ساعدتنا في الانطلاق ساعدتنا في التعبير مثل ما يكون عندك لبنة طويلة ومتوسطة وقصيرة تضع أي منها في المكان المناسب لكن عندما يكون الإنسان أجنبياً عن المفردات اللغوية يستعصي عليه قول الشعر أو قول النثر كلاهما، أحياناً يكون النثر القوي أقوى من الشعر في تعبيره القوي، لكنه عندما ينبني على لغة قوية ومفردات قوية يزداد حسناً يزداد قوة. |
عريف الحفل: السؤال من الأخ على المنقري يقول: |
في نظر سعادتكم هل سيبقى الشعر ديواناً للعرب بعد الانتشار الواسع للقصة والرواية في عصرنا الحالي وبعد رحيل الكثير من الشعراء المبدعين أمثال نزار قباني، الجواهري، البياتي، والبرادوني؟ |
- الأستاذ عبد الرحمن: الشعر لا شك هو ديوان العرب، وما أضاعت العرب من شعرها أقل من عشرة، وما حفظت من نثرها أقل من عشرة، وسيبقى مدى الدهر الشعر الجيد أما الغث فسيزول، إن لم يزل اليوم سيزول غداً، انظروا إلى ما هو مدون في الكتب، قيل لأحد العلويين قالوا فلان يثني عليكم شعراً، قالوا: نعم لأننا نغدق عليه المال، قال: المال الذي تغدقونه عليه زائل ولكن الشعر الذي هو يهديه أو يصفكم به باقٍ ولذا لا شك يبقى، يبقى كما يبقى الحفر في الصوان يبقى في قلوب الرجال ويبقى في الكتب. |
عريف الحفل: الأخ سامي خُميّس يقول: |
أين تجد نفسك في الشعر الفصيح أم في الشعر النبطي وما معنى نبطي؟ وهل لنا أن نسمع أبياتاً كانت نتاج موقف يعني شيئاً لك؟ |
- الأستاذ عبد الرحمن: الشعر الشعبي؟ |
عريف الحفل: نعم أعتقد من الشعبي. |
- الأستاذ عبد الرحمن: أما الشعر موهبة، الشعر سليقة ووراثة يأتي، قالوا كيف غزوت الشعر قلت والله لم أغزه هو الذي غزاني، لكنه تُولِّده الظروف، يقوله الإنسان عندما يكون عنده قدره وعنده حصيلة من اللغة وتَفَاعُلٌ مع الحدث، أما الشعر الشعبي فهو بلاني بنفسه وأنا أقول منه ولا أحبذه، أقول: |
قـال راعـي هجمــةٍ عـن ورْدهَا منشوشة |
في سواريت المضامي جوفها مطوية |
تكتوي الفِراس مفلاها كما الجاروشة |
ترقب الراعي لعلَّه صادرٍ بروية |
العشير اللي تَنَحَّى حِلِّتِهْ منقوشة |
كأنها في وسط جِيدِه حلية القمرية |
يختلس نظرات حبه لي بغمز رموشه |
ما يبيّن عند غيري رُوْحتِهْ والجَيَّة |
|
|
وايش تقول في هذا مو بشعر، أتفهم منه شيئاً؟ |
يختلس نظرات حبه لي بغمز رموشه |
ما يبين عند غيري رُوْحةٍ والجَيَّة |
يا حليلَه يوم غَنَّى في الفلا طُربوشِه |
منشدٍ فيك الخَطو من سمفونية |
حايلٍ بين الوُفاَ والمنع دون قروشِهْ |
ذابلٍ مقدم طِياهْ إِذنْ بطلعة تَيَّهْ |
مدفع الرشاش بيدهْ مُولَهْ من ناتوشهْ |
كن صفق حقوب قذفه مِزنْةٍ صيفية |
شَدْ عَنه يم معالي نجد هُوْ وطروشهْ |
جاي ليني في معالي خطة الوسمية |
محريِّ بالباع هم بالهيف عن حنتوشة |
غرب سمرة والحذني شرقي القاعية |
في فلاةٍ بالخزامى والنفل مفروشة |
ما تطول السبت فيها شوكةٍ ماطية |
|
|
أكمل ولاّ يكفي. |
عريف الحفل: هذا سؤال من الأخ عدنان محمد حسن فقي محامي ومستشار قانوني يقول: |
ما رأي ضيفنا الكريم فيما وصف به الشاعر الفريق يحيي المعلمي الشاعر علي أبو العلا بشاعر مكة المكرمة، هل يستحق اللقب أم لا؟ فإذا كان لا فمن ترشحه ليكون شاعر مكة المكرمة؟ |
- الأستاذ عبد الرحمن: شعراء مكة كثيرون، والأستاذ علي أبو العلا تكرّمَ ودعاني إلى أمسية أقيمت في بيته في الرصيفة وتوجهت من الرياض إلى الطائف إلى مكة للتشرف بالمشاركة فيها، وألقيت فيها كلمات وأمسك بي أحد الإخوة جانباً حتى لم أتمكن من مقابلة أستاذنا الفاضل وغيره من الكرماء الله يسلمهم ويبارك فيهم فلا شك شعراء مكة فحول وكثيرون وكثرة شعراء مكة كجبالها لا يمكن أن يختص بها أحد منهم دون أحد، غفر الله للأموات وذكر الأحياء بخير. |
عريف الحفل: الأخ سعيد المالكي من جريدة الندوة يقول: |
الشعر العربي منذ بدايته لقي العديد من محاولات التغيير سواء في شكله أو في مضمونه فكان آخرها الشعر الحر والذي تُعزى هدايته لنازك الملائكة فأين يجد ضيفنا نفسه في خضم هذا الشعر الحر، خصوصاً وأن دواوينه الأربعة على هيئة الشعر العامودي الرصين. |
- الأستاذ عبد الرحمن: أثرت شجوني بهذا السؤال، هذا هو شعر العجزة أو هذا النثر المشعور، أقول النثر المشعور أو شعر العجزة، لا يا إخواني يسمى نثراً ويسمى قوياً في معانيه، إما أن يرقى إلى مستوى الشعر فكلا، ثم كلا ثم كلا، والله إن من يدّعي ما يقال الحر أنه شعر أنه تجنى على اللغة العربية وعلى شعرها، انظروا إلى الشعراء الأوائل هم أهل الشعر ولم ينتحلوا أي نوع من هذا، هذا شعر العجزة، هذا هو النثر المشعور بالفصيح. |
عريف الحفل: الأستاذ كفاح الشريقي يقول: |
تحية إعجاب لإلقاء الشاعر، فالإلقاء نصف الشعر، سؤال موجه لسعادة الشاعر، ينحسر الشعر كثيراً في عصر الإعلام ووسائله ما هي السبل التي تروْن أنها يمكن أن تحقق للشعر مكانة أعلى وانتشاراً أوسع. |
- الأستاذ عبد الرحمن: هي الشاعرية لا تأتي بالدراسة ولا بالرغبة لكن المواهب الشعرية عندما تتوفر في إنسان ما ثم تهيئ له الظروف لتنميتها وذيوعها وتكون لديه القدرة على التعبير عن مشاعره أو عما يحيـط بـه، أو عن معالجة المشاكل التي تحيط بأمته، يكون إذ ذاك شاعراً ويكون قد شارك في دراسة وحل بعض المشكلات التي يستطيعها الشعر. |
عريف الحفل: الأخ طلعت عطار يقول: |
من خلال سيرتكم الذاتية وما تم عرضه علينا كنت في بداية حياتك معلماً، هل لشاعرنا قصيدة في معاناة معلم أو عن المعلمين، مشاركة منكم في اليوم العالمي للمعلم؟ |
- الأستاذ عبد الرحمن: والله لم أعاني شيئاً في مجال التعليم، في مجال التعليم كنت أبذل قصارى جهـدي في الصباح وفي المساء، وفي أيام العطلات وكل الأعمال المتعلقة بمصالح بلدي، أذكر لكم طرفة، كتبنا للشركة العربية للسيارات وذكرت لأستاذنا الفاضل أنَّ لديّ خطاب من صالح إسلام أو إبراهيم إسلام قبل قرابة أكثر من خمس وخمسين سنة، وكتبنا لهم على أساس تمرنا في شقراء سيارات الشركة العربية للسيارات، فأجابنا بأن لديه سواقين البريد الذين يمرون يقولون بأن هناك حجارة تتعب السيارات فما كان مني إلا أن تَبَنيْتُ مشروعاً متواضعاً مهماً أنا والأستاذ إبراهيم بن سعد زميلي في الدراسة والتدريس، متعه الله بالعافية وجمعنا أهل البلد وجمعنا منهم تبرعاً بقرابة ألف ريال، وذهبنا إلى أودية غرب شقراء وعملنا كمهندسين، وكمساحين نشتغل كل يوم واستأجرنا اثنين لفتح طريق قرابة عشرين يوم أو شهر وحنا نشتغل وإياهم ونحن المساحون ونحن المهندسون حتى انفتح الطريق، وركبت مع سائق البريد اسمه أحمد ملوك أظنه أحمد ملوك وعندما أرشدناه على ذاك الطريق صار يصفق ويشكرنا وعندما وصلنا إلى قرابة خمسة أكيال أو سبعة أكيال عن البلد نزلنا ورجعنا على أقدامنا، فرحنا بذلك، هذا من الجوانب التي تشغلنا إلى جانب التدريس ونحمد الله على ذلك. |
عريف الحفل: الأخ محمد القرني والأخ محمد عسيري يسألان سؤالاً يقولان فيه. |
هل يرى الشاعر الأستاذ عبد الرحمن أن الشعر النبطي ليس له حق في أن يُعْطَى أي اهتمام؟ |
- الأستاذ عبد الرحمن: ليس له حق أبداً، لكن للغة العربية حق أن تُعطي أكثر مما تعطاه الآن، لغتنا الفصحى التي شرفنا الله بهذا الكتاب العزيز فأنزله على نبينا صلى الله عليه وسلم، شرف فوق شرف، شرف رسالة، شرف من هذه البقاع الطاهرة، بلغتنا، حفظ الله لغتنا بكتابه العزيز، فيجب علينا أن نحافظ عليها. |
عريف الحفل: الأستاذ حزام العمري من جريدة المدينة يقول: |
من خلال سماعنا للمقطوعات الشعرية التي صدحتم بها نهجكم على طريقة القدماء وخاصة اللغة الشعرية الموغلة الدلالات، ما تعليقكم على ذلك، وممن تأثرتم من الشعراء؟ |
- الأستاذ عبد الرحمن: لم أتأثر بشاعر معين لكن هذا جهد المقل، وأعتقد أن لشيخي الشيخ عبد المجيد حسن الجماوي الجبرتي - رحمه الله - فضل كبير إذ زودنا بمفردات لغوية وعبارات عربية فصيحة وعوّدنا على الخطابة، أذكر أنه أنشأ لي كلمة لإلقائها على الملك عبد العزيز رحمه الله، رحم الله الجميع عندما كان عائداً من زيارة الملك فاروق في مصر، ومر بـ (مرات) فذهبنا إليه وأنا خطيب المدرسة الوحيد فألقيت عليه تلك الكلمة ومنها (مولاي إن نجد على كونها مهد العظماء والزعماء تأخرت عن مثيلاتها من البلدان العربية من الناحية الثقافية وإنه ليسوؤكم أن نتأخر عندما يتقدم غيرنا ونخمل حينما يبرز سوانا، ونحن أبناؤكم ولله الحمد تتوفر فينا كل مقتضيات التقدم من ذكاء وجد وطموح ولكننا مع الأسف ينقصنا التوجيه والعناية من مثقفي البلد الذين يقدرون العلم حق تقديره ويعلمون أن حياتها ورقيها متوقفان على مقدار نصيبها منه كثرة وقلة) لمّا بلغتُ إلى هذا القول نهض من مجلسه وأمسك بعصاه الغليظة وضرب بها في الأرض وجلس وقال: ردها -كد بهـذا اللفـظ- فأعدتها كما كانت وأفصح مما كانت وكان لديه رشيد علي الكيلاني ومعه ضيوف آخرون فلما انتهيت وخرجتُ من الصالون أصغى إليَّ رجل نحيف عليه عِقال دقيق وأخذ مني الورقة وقال في أذني (لا فُضَّ فوك يا أخ عبد الرحمن) فأنا لا أعرفه، فالتفت إلى أحد الحراس وقلت من هذا الذي يأخذ الأوراق؟ قال هذا رشدي صالح ملحس، فحفظت الموقف للشيخ عبد المجيد فقال: هذا طيب، أولاً الملك عبد العزيز تأثر، يعني هذا يستنهض همته إن شاء الله لفتح مدارس، وبعدها أمروا بفتح خمسين مدرسة ثم أُمر بفتح مدرسة على وقت الملك سعود، في كل يوم مدرسة في المملكة على مستوى المملكة ولله الحمد فلما قلت قال هذا رشدي ملحس هذا رجل مخلص للغة العربية ـ رحم الله الجميع، رحم الله الجميع. |
عريف الحفل: الأخ عبد الرحمن فاضل يقول: |
قصيدة الشاعر نَبْتٌ من نباتها أو من نبته ولذلك سؤال، أحلى قصيدة، سؤال غير منصف إلا أن السؤال ما هي القصيدة القريبة من نفسك والسبب في ذلك؟ |
- الأستاذ عبد الرحمن: لا أظن أن هناك …، كل قصيدة تكون قريبة من نفسي حين أقولها وألقيها ثم تأتي غيرها، لا أختص بقصيدة دون أخرى. |
عريف الحفل: الأخ عبد المجيد الزهراء يقول: |
درستم في دار التوحيد مَن مِن أساتذتها كان له أثر بليغ في نفسك، وهل من موقف تذكرونه مع العلامة الشيخ بهجت البيطار - رحمه الله - مدير الدار؟ |
- الأستاذ عبد الرحمن: نعم، الشيخ بهجت البيطار كنا في دار التوحيد في أول عهدها وليس فيها عدد كافٍ من المدرسين، وكان الشيخ بهجت البيطار يقول اجتماع وندخل في الإدارة ويخطب علينا ويقول: نحن... يعني خطابة وكلام وكذا وكان الشيخ محمد أمين فودة رحمه الله يأتي إلينا ويقول ركب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه برذوناً له... المهم وكان الأمير وزير الدفاع منصور كان يأتي إلينا في الفصل يومين أو ثلاثة من الأسبوع ويقول يا أولادي الملك عبد العزيز يوصيني عليكم، ولكننا وكان يجينا عبد الله السليمان وكنا في حالة ما وضعت الدار فتحت بمستوىً جيد، ما بالك يسكن 15 طالباً في غرفة واحدة كأنهم علب سردين، وأما ما نذكر فجاءنا صادق بن ماجد كردي -رحمه الله - ومعه الأسئلة والأجوبة للشهادة الابتدائية وكان لم يمضِ على وصولنا لدار التوحيد إلا شهران فقط، فقال اكتبوا دار التوحيد السعودي، قلت: لا رفعت يدي قلت "لا":، قال: ولم؟ قلت: ما جانا من دار التوحيد إلا شهرين ضيعنا فيها نص ما حصلناه، اكتبوا مدرسة الشقراء السعودية، فكتبنا مدرسة الشقراء السعودية وحصلت من 1 إلى 8 في تلك الدفعة بين طلاب المملكة، فلما حضر الشيخ عبد المجيد من شقراء إلى مكة قال له: المربي الفاضل العالم الأديب الدّين رحمه الله مدير المعارف محمد طاهر الدباغ قالوا له لك الشكر يا شيخ عبد المجيد ولله درك والله لو اختبروا عندك لجزمنا أنهم غاشين، أما وقد اختبروا بَعِيدين عنك وتحت إشراف المعارف فللَّه درك على هذه النتيجة الجيدة، لا شك كل الطلبة لديهم ذكاء لكن المدرس الكفء المخلص هو الذي يعطي النتيجة وهو الذي يبني الرجال. |
عريف الحفل: السؤال الأخير من الأخ محمد الحسن يقول: |
يقال إن الألم ينبوع النبوغ، هل للألم موقع في نبوغ شاعريتكم؟ |
- الأستاذ عبد الرحمن: لا أعتقد أنه … هو الألم يأتي وقت تفاعلي مع الحدث قد يأتي ألم وقد يأتي فرح وسرور، الفرح والسرور يطرب ويحمل الإنسان على صياغة شعوره وأحاسيسه في شعره، فسواء كان سروراً أو غماً لا شك كل شيء يأتي بما يناسبه. |
عريف الحفل: انتهت بهذا الأسئلة شكراً لسعادة ضيفنا الكريم ونذكّر حضراتكم بأن ضيف الاثنينية القادم بمشيئة الله هو فضيلة الدكتور عبد الباسط بدر مدير البحوث والدراسات في وزارة الأوقاف في المدينة المنورة وأستاذ الأدب والنقد في الجامعة الإسلامية. |
- الأستاذ عبد الرحمن: أشكر... لمضيفِنا المفضال الحاتمي هذا الكرم وأشكر للأخوة الحاضرين الذين تجشموا المشقة والتفرغ للحضور ومشاركتنا في هذه الليلة المباركة وبارك الله بالجميع وشكراً. |
عريف الحفل: الآن يقدم سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجة لسعادة ضيفه الكريم الأستاذ عبد الرحمن العبد الكريم هدية تذكارية هي عبارة عن لوحة الاثنينية. |
- الشيخ عبد المقصود: شكراً يا سيدي. |
- الأستاذ عبد الرحمن: شكراً لكم، والله يبارك لكم وأنتم السابقون. |
|
|