(( كلمة سعادة الأستاذ المربي مصطفى حسين عطار ))
|
نحمدك اللهم في حمد الشاكرين ونصلي ونسلم على رسوله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين الذي قال أنا أفصح العرب بيد أني من قريش. |
أيها الإخوة الأحبة مرحباً بالاثنينية الحبيبة وصاحبها الجليل، مرحباً بها لدورها الفعال في الشأن الثقافي الذي كان رافداً ومسدداً وحقق أهدافاً عليا، خدم تاريخنا الثقافي، أهدت للأجيال معيناً ثرا من خلاصة تجارب روادنا الأجلاء، وكما تعلمون أن خلاصة الاثنينية أو إنتاج الاثنينية بلغ أكثر من إثني عشر مجلداً، فقديماً قيل أن سير النبلاء أو سير الرجال مدرسة الأجيال، فإن الاثنينية بهذا العطاء أيضاً نافست منتدياتنا الثقافية بما قدمته للساحة الثقافية من نشاط منبري استقطبت الآلاف من حملة القلم ورجال الإعلام ومحبي العلماء والمثقفين من شباب البلاد وشيبها، وبعبارة وجيزة أيها الأخوة لقد عادت الاثنينية – والعود أحمد - عادت بوضائتها ووهجها وبمكارم أخلاقها. أخلاق صاحبها وبفرسان الاثنينية المختارين الذين يختارهم الجواهرجي الماهر صاحب الاثنينيـة وبضيوف الاثنينية ومحبيها الذين يخفّون سراعاً ليسعدوا بالجمع الكريم والصحب الفضلاء، وليستمتعوا بطيب الكلام وحوار المثقفين وعطاء المبدعين. أيها الأخوة لقد شاغبت الليلة حتى أقف بينكم محدثاً لتكريم أخٍ عزيز وصديق غال وحام من حماة اللغة العربية، ولأن أخي عبد المقصود هذا الرجل المجامل صاحب الأخلاق العالية لا يحب أن يقول "لا"، فالضيف حينما يُدعى لأن يكون فارساً للاثنينية يختار أصدقائه وما أكثرهم، وكل من يسمع يقول أنا أريد أن أتكلم حسناً والموجودون هنا ما لهم دور؟ الدكتور مرزوق أو الدكتـور منصـور التركـي أو منصور الحازمي كل واحد جاء معه عشرة أشخاص، والموجودون هنا من جامعة الملك سعود أو جامعة الملك عبد العزيز لديهم انطباعات عن صديقهم دعوا الآخرين يتكلموا أو أفسحوا المجال، أو امنعوا الأخ عبد المقصود ولا تعطوه حجة لأن يمنع بعض المتحدثين. |
وأخيراً إن صديقنا الدكتور مرزوق أعتقد أنه من أفضل أساتذة الجامعات لأنه لم يقف ضمن جدران الجامعة ولم يقف في أداء رسالته على ما هو مطلوب منه من محاضرات وما أشبه، بل سعى سعياً حثيثاً لأن ينال درجة الأستاذية، وكما سمعتم من الدكتور الزيلعي أنه تحصل عليها وفي مدة قياسية، ومع الأسف بعض الأخوان من رجال الصحافة يقولون للأستاذ الدكتور، وبعضهم يقول أنه مدير الجامعة والرئيس الفلاني منح فلان الأستاذية مدير الجامعة ولا أكبر منه يستطيع أن يعطي أستاذ الجامعة رتبة الأستاذية إنها رتبة علمية دونها خرط القتاد فليفهم الإخوان حينما يُقال الأستاذ الدكتور فإن ذلك نتيجة جهد جهيد وعمل جبار ورؤية واضحة لجهوده وأخلاقياته في التدريس والبحث العلمي هو خدمة المجتمع، فالدكتور مرزوق استطاع أن يتجاوز هذه الخطوات في سنوات لغيرته ورجولته وأمانته في القيام بواجباته كأستاذ عالم، وكلنا يعرف ما دور العلماء في تعليم الناس وتثقيفهم ومنعهم من الوقوع في شرور الجهل وفي شرور الأمية، فمرزوق استطاع أن يحصل على الدكتوراه، وبعدها توجه إلى النشاط الخارجي كمحاضر وكمنافح وقائم شَرَعَ قلمه ليقف ضد من يريد أن ينال من لغة القرآن، وحجته أن اللغة العربية ليست لغة عادية، إنها لغة القرآن ولغة الإسلام واللغة التي امتن الله بها على المسلمين وعلى رسوله ليكونوا شهداء الله في أرضه، فكلما ذهبت إلى الرياض أو قرأت مجلةً علمية إلا وأسمع وأقرأ أن الدكتور مرزوق له محاضرة وكلها تصب فيما نقول عن الدفاع عن اللغة العربية والوقوف وتفنيد حجج الذين يريدون أن يسيطروا بما يقال عن الأدب العامي. قرأت مقالاً في جريدة الشرق الأوسط عن من يوقف زحف هذا الأدب العامي؟ فما وجدت رجلاً أتصلُ به في الليل إلا أخي الدكتور مرزوق، وليس لدي رقم منزله، فاتصلت بأخي الدكتور منصور الحازمي ليعطيني رقمه لأنبهه بأن هناك مقالاً يستنهض همتك لتقف وتؤازر صاحب المقال الذي كتب حامياً ومدافعاً للغة القرآن، فطبيعي أن هذه هي معركته التي وقف من أجلها ونال منها ما حدّثَكم عنه إخواننا. |
وأنا أعجب من الذين يدافعون عن الأدب العامي ولا يحتفلون باللغة العربية وآدابها وتعلمها، إنك ترى الآن الخريجين ومع الأسف الشديد ممن يتعاطون مهنة التدريس لا يحتفلون بقواعد اللغة العربية وبالتعمق في أسرارها، وهذا أمر خطير وشائن، وهذا الذي يدفع من أمثال الدكتور مرزوق أن يقفوا لهذا الأمر الخطير وليكف الناس عن هذا، ولو قرأوا في تاريخنا الأدبي واللغوي لرأوا أن الخلفاء والأمراء كانوا يبعثون أولادهم إلى البادية ليستقيم لسانهم ولتصلح لغتهم، فيذكرون أن الوليد بن عبد الملك وهو أحد الخلفاء الأمويين العظام لوحظ أنه يلحن وسببه أن أمه كانت تمنعه من الانصراف الكامل للبقاء في البادية، ثم أن الخليفة الأموي العظيم عبد الملك بن مروان يقول: حينما انتشر الشيب في فوديه. قال: شيبني ارتقاء المنابر، وفي رواية أخرى شيبتني خُطبُ الجُمَعِ، فهؤلاء الرجال الذين يقدسون اللغة العربية ويعتبرون عيباً أن تتكلم وتلحن أو تخطب وأنت تخاطب الجماهير في مركز علمي أو في مركز إداري مرموق، والغريب أنني استمعت مرةً في إذاعتنا أن أعرابياً دخل السوق ورآهم يتبايعون بعدها قال كلمة خطيرة فيجب أن يقف عندها كل فرد قال: "سبحان الله يلحنون ويُرزَقُون"، ربط رزقهم باللحن كيف يلحنون وكيف يرزقهم الله؟ أي أنهم جاهلون باللغة العربية، ولماذا لم يتعلموا ليرزقهم الله رزقاً واسعاً، وأنتم تعلمون القصة عن عمر ابن الخطاب حينما كتب لأبي موسى الأشعري، قنّعْ كاتبك سوطاً لأنه كتب في خطابه وقال من (أبو) موسى الأشعري كان يسع سيدنا عمر بن الخطاب أن يمررها بأنها مبنية على الحكاية كما يقول بعض النحويين الذي يريدون أن نسهل الأمور مع أن مدرسة البصريين تقف موقفاً حاسماً وحازماً أمام هذه الأمور، ولديهم كلمة: "دعك من كلمة يجوز"، أخيراً عمر بن الخطاب هذا الرجل العظيم الغيور على كل شيء، على دين الله وعلى لغته، قال: قنع كاتبك سوطاً فإنه سيئ الأصل، وعبارة شديدة مثلها، وفعلاً عزل هذا الكاتب، لماذا؟ لأنه أخطأ خطأً واحداً وأخيراً همسة في أذن إخواننا وأرى عددهم كبيراً ما شاء الله، القادمين من الرياض، (أيوا مرحباً خلاص يا أبويا أبغي أغلّق من سنه وما يديني الشيخ عبد المقصود أتكلم وهذا اليوم يومي). |
الشيخ عبد المقصود: أستاذ عطار... |
الأستاذ عطار: خلاص انتهيت. |
الشيخ عبد المقصود: أنا يسعدني إنك تتكلم دائماً وأبداً لكن أرجو أن ندخل في الموضوع رأساً أنت تتكلم في مواضيع عامة. |
الأستاذ عطار: هذا ليس موضوعاً عاماً. |
الشيخ عبد المقصود: لا. موضوع عام مع احترامي الكبير وأنا أحتكم للإخوان الموجودين. |
الأستاذ عطار: طيب أنا دعني أتكلم وأحتكم إليهم، نحن نقول أن الذين يستعملون اللغة العامية لا يجيدونها حتى بعض خطباء الجمع في بعض المساجد، كنت في مصلى مسجد السفارة في واشنطن فقام أحد الدكاترة مع الأسف وهو خريج إحدى الجامعات قسم الإعلام، وتعرفون أن صاحب دعوة وإعلام يجب أن يتكلم لغة عربية، لكن أرجو من إخواني أساتذة الجامعة أو الجامعات، ولدينا منهم الحمد لله لهم آثارهم وإنتاجهم أن يحاولوا أن يوقفوا هذا الزحف من الجهل بقواعد اللغة ومن الدعوات المشبوهة وذلك بالكلمة الطيبة والله معنا جميعاً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وشكراً لأخي الدكتور مرزوق. |
الشيخ عبد المقصود: الآن الساعة الحادية عشر ولم يبدأ الضيف ولم تبدأ الأسئلة، دعوني أصارحكم وسبق أن تكلمنا في هذا الموضوع أكثر من مرة، ليس لي في الاثنينية أكثر من مقعدي الذي أقتعده، فالاثنينية منكم ولكم ومعكم وليست لي فأولاً دعونا نؤطر الموضوع: على الضيف الذي يشرفنا للتكريم أن تكون كقاعدة إذا رأيتم من المناسب أن يكون ثلاث من المتكلمين من طرفه، ولنا في الاثنينية اثنان من المتكلمين، ومن يريد أن يتكلم فهناك سكرتيرية للاثنينية فليتفضل ويعلمها باسمه، والأسبقية لمن يسجل، أرجو أن تعذروني على المنصة على أن يقول فلاناً يريد أن يتكلم وإذا أردنا أن نتكلم أرجو أن يكون الكلام عن الشخصية التي نتحدث عنها في تلك الأمسية ونكرمها، وأعرف أن كل من يتكلم، يتكلم بأمور ذات أهمية، بأمور ندور دائماً في إطارها، كالأستاذ عطار الآن يتكلم عن أهمية اللغة العربية الفصحى وما عليها من دلائل، لا خلاف على ذلك ولكن نريد نحن في هذه الأمسية أمسية توثيقية وأمسية تكريمية نريد شيئاً عن المحتفَى به، أما الأشياء العامة فليعذرني الإخوان بعد الآن إذا قفلت المكرفون، أنا لا أتكلم باسمي، إذا كنتم موافقين على ذلك فوافقوني وإذا قلتم لا، قولوا لا، وأنا معكم، الآن الساعة الحادية عشرة، جلسنا ساعتين والفائدة كانت قليلة جداً والكلام كان كثيراً، فاعذروني لذلك بعد الآن نسير في هذا النهج حتى تعم الفائدة. وشكراً لكم. |
- البعض منا جاء من مكة. |
- الشيخ عبد المقصود: أنا أعرف هذا، أنا أعرف ذلك. |
- لماذا لا تبدأ كلمة الضيف أولاً؟ |
الشيخ عبد المقصود: هنالك قواعد كما تعلمون، لأن الضيف إذا لم يلم بما سيقوله الإخوان لا يستطيع أن يتكلم ويكون محضراً للحوار، حتى يكون في الجو العام، أما إذا الضيف بدأ وبعد ذلك أتت كلمات أخرى يريد مثلاً أن يرد عليها يكون الوقت فاته لأن الكلمة يجب أن تكون للضيف وهو أخر المتكلمين. |
عريف الحفل: الحقيقة نحن نغبط الدكتور مرزوق على هؤلاء المحبين ما شاء الله تبارك الله أول مرة تحصل أنا يعني ما أدري تسعه متحدثين ربنا يحبب فينا خلقه إن شاء الله. |
عريف الحفل: الكلمة الآن لسعادة فارس الاثنينية الدكتور مرزوق بن صنيتان ابن تنباك له كلمة بمناسبة تكريمه. |
|