شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الإعلامي المعروف الدكتور عايد الردادي
وكيل وزارة الإعلام المساعد ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، لا بد في البدء أن أشكر الأستاذ عبد المقصود خوجه لتكريمه للأستاذ مرزوق بن صنيتان بن تنباك، وينبغي أن نقدم كلمة شكر لكل من يدعم الثقافة في بلادنا ولهذا فهو يستحق الشكر على تكريمه للعلماء.
والمثقفين في إثنينيته، وتكريم الدكتور مرزوق وغيره هو رمز لتكريم العلماء، ما كنت أتوقع أنني سأتحدث وما كنت أعرف شيئاً عن النظام المتبع في هذه الاثنينية ولكنني احتطت لنفسي وكتبت كليمات لن أقرأها كلها احتراماً للوقت ولذلك سأختار بعضها؛ وقد طبعت منها خمس نسخ سأعطي للأستاذ عبد المقصود واحدة وللدكتور والبقية لمن يستطيع أو يمكن أن أعطيها له، الدكتور مرزوق بن صنيتان بن تنباك الشدادي العمري المسروحي الحربي هكذا يكتب دائماً وإن كان يقفز كلمة الشدادي، واحد من نجوم الثقافة في بلادنا ما زال يقدم للثقافة الخدمة تلوى الأخرى منذ حصوله على الدكتوراه، وخدمة الثقافة لا تقتصر على من يتسنمّ مركزاً ثقافياً يخدم ثقافة أمته من خلاله بل هي أوسع من ذلك فصاحب دار النشر ومن يدرِّس ومن يؤلف ومن يصدع بكلمة الحق في مواجهة الهجمات الثقافية، كل أولئك خُدّامٌ للثقافة، من الصعوبة بمكان أن يُتَحدّث في دقائق محدودة ولكنني طرحت على نفسي سؤالاً عندما عرفت بتكريم الدكتور مرزوق لماذا كُرّمَ الدكتور مرزوق؟ فحضرت لذهني الأسباب الآتية:
الأمر الأول: لأنه صاحب ذلك الموقف المكافح عن لغة الضاد الذي يتضمنه كتابه الذي تحدث عنه كثيراً في هذه الليلة، ولكن لماذا اتخذ الدكتور مرزوق هذا الموقف؟ كان المتوقع أن يكون الدكتور مرزوق منافحاً عن اللهجة العامية لا عن الفصحى، فهو الخبير باللهجة العامية الحافظ لكثير من شعرها العارف بكثير من أعلامها، بل هي زاده الثقافي قبل أن يعرف الزاد الثقافي الفصيح، شأن كثير من مثقفينا الذين حفظوا الشعر العامي ورددوه قبل أن يعرفوا الأدب الفصيح في المدارس، وهو حينَ يردُّ على مجادليه يفاجأهم بأنه يعـرف أكـثر ممـا يعرفونه من العامي ويحفظ أكثر مما يحفظ بعضهم، ولكن الأمر وأرجو من الدكتور حمزة ولعل في هذا اعتراض على بعض ما طرحه، لكن الأمر لا يتعلق برصيد من الثقافة العامية مهما أعجبنا بها، بل برسالة قومية تتلخص في ضرورة عودة الأمة إلى أصالتها الثقافية الفصيحة بعد أن منّ الله عليها بانتشار التعليم وانحسار الأمية فالعامية ولدت لظروف معينة عند تأخر التعليم، ولكن ما الحيلة وقد تصدى بعض أبنائها لأسباب مختلفة إلى تكريس العامية وهذا ما دفع الدكتور مرزوق إلى الصّدْعِ بكلمة الحق وتَحَملَ في ذلك ما ينبغي للمُصْلِح أن يتحمل؛ ويُخالُ أنه لو لم يكن له هذا لاستحق عليه التكريم.
الأمر الثاني: لم يقف عند هذا الحد، بل ذهب إلى أبعدَ من ذلك حين تجاوز محاربة العامية في اللسان إلى محاربة العامية في فكر الإنسان، فَنَشْرُ الفكر العامي نكوص بالأمة إلى عهود التخلف، ولا بد لمفكري الأمة من التصدي لذلك وبخاصة في بلاد أكرمها الله أن تكون منبع الثقافة العربية ومهبِط الوحي الذي جعل الله لغة الضاد وعاءً له، وآخر ما أصدر في هذا كتابة (العولمة).
الأمر الثالث: أنه زوّد المكتبة الثقافية بعدد من المؤلفات لا أريد أن أسردها عليكم لأنتقل إلى السبب الرابع اختصاراً واحتراماً للوقت.
الأمر الرابع: وهو أنه قد كرّسَ جزءاً من وقته للكتابة عن مكارم الأخلاق وَنْشِر آدابها في زمن تداعت وسائل الإفساد من كل مكان عبر الأرض والسماء لتنشر الرذيلة وتحطِّم الفضيلة، وكنت متحرِّجاً من الإشارة إلى موسوعة الفضيلة ومكارم الأخلاق التي يُشْرِفُ عليها الآن، لصلتي بذلك ولكن بما أن الدكتور عوض قد ذكر ذلك فلا مانع من الإشارة إلى أن هناك موسوعة ستزيد عن خمسين كتاباً في مكارم الأخلاق كانت من أفكاره وهو يشرف على إعدادها الآن.
الأمر الخامس والأخير: هو ما تميَّز به من طَرْحِ الرأي الصريح دون تجريح أو مواربة، وما أَحْوَجَنا لهذا النوع من المثقفين الذين يطرحون الرأي كما ينبغي أن يُطْرَحَ، وكم سررت به عندما أراه مبتسماً في مواجهة وسماع الرأي المخالف، لا يضيق به ذرعاً وهذا هو النقد الذي نحتاج إليه إنه نقد التقويم لا نقد التجريح، هذه إشارات عابرة خطرت بذهني عندما عرفت ودُعيت إلى هذه الأمسية الطيبّة كتبتُها احتياطاً لمثل هذا الموقف ولم أقرأ عليكم كل ما كتب وشكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: الكلمة الآن لسعادة الدكتور أحمد الزيلعي من جامعة الملك سعود.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :656  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.