شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ الدكتور سعيد السريحي
الصحفي والناقد والأديب المعروف ))
شكراً جزيلاً وأسعد الله مساءكم، يكتب تركي الحمد لا تخطئ العين حينها طيف ضوء ينداحُ في الظلام القديم لا تخطئ الأذنُ صوت ألواح زجاج يتهشم، والرئتان لا تخطئان نسمة تزيح ما وَقَرَ فيهما من هواء ثقيل. يكتب تركي الحمد يحمل مفاجأة الدهشة الأولى لقولِ ما لا يقال، كتابة ما لا تنبغي كتابته، كتابة ما نكتبه ونمحوه خشية أن يمحونا، كتابة ما نهمس به في الحجرات القديمة، والأزقة الخلفية، كتابة ما نتداوله في المساءات الطويلة وننكره في الصباحات الأشد طولاً.
هل قلت أن لصرير القلم في كتابة تركي الحمد صوت زجاج يتهشم؟ قال الذين يلمحون يديه سالمتين من شظايا الزجاج تواطأ معه الزجاج، وصكوا مصطلح الزجاج المطاوع يستبدلونه بالحديد المطاوع الذي أصبح من إرث القرون الأولى، قال الذين يعتقدون أنهم يفقهون طبائع الزجاج لفطنة الزجاج أن تفعل ذلك لتزداد بريقاً على نحو يليق بواجهات المتاجر في مدن تنتمي لعصر العولمة وما بعد الحداثة وتدفق المعلومات وحرية الإنسان في القرن العشرين، ولم يغبط هؤلاء الذين يفقهون طبائع الزجاج حق تركي الحمد في أن جرّبَ أن يخربش بسن قلمه على الواجهات حين أدرك أن للقلم بعض طبائع الألماس أحياناً. تركي الحمد كاتب يحرضنا على مزيد من مداعبة الزجاج، كي نسمح لدائرة الضوء لتصبح أكثر اتساعاً، لنسمة الهواء أن تصبح بحجم الرئتين، ولشظايا الزجاج أن ترتاح قليلاً ولأقلامنا أن تخرج عن عمقها، ولأصواتنا أن تغادر أسفل الحنجرة.شكراً جزيلاً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :560  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 9 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.