شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور سعيد السريحي
الكاتب الكبير والناقد الأدبي المعروف))
- السلام عليكم ورحمة الله وأسعد الله مساءكم.. أنا وستمائة مليون صيني.. هكذا تقول كلمات أغنية شاعت في الستينات.. والمغني يندب حظه إذ أحب فتاة صينية يشاركه حبها ستمائة مليون صيني، ولم يكن أمام المغني إلا واحد من خيارين: أن يقبل بهذه القسمة الضيزي أو أن يضرب صفحاً عن هذا الحب ويحب فتاة من قبائل الزولو لا يشاركه أحد في حبها.. هذا هو الحال مع من يحب مشعل السديري، وقد قررت شخصياً أن أتوقف عن هذا الحب غير أنني لم أجد فتاة من قبائل الزولو أحبها وحدي حتى الآن.
زعمت مرة أنني أول قارئ لمقالات مشعل فأغضب قولي هذا بعض قرائه، وحين قلت إنني قصدت بذلك ما تتيحه لي فرصة مسؤوليتي عن كتاب الجريدة لم يرضهم ذلك، فزعمت إنني أقرأه مضطراً بحكم مسؤوليتي وعندها لمست في أعينهم شيئاً من الرضى فقد اطمئنوا أن الستمائة مليون عاشق نقصوا واحداً قرر أن يترك لهم مشعل ويبحث عن فتاة من الزولو لا يحبها أحد سواه.
مرة سألني أحد أصدقائي: هو مشعل سديري سديري.. وإلا حيا الله من أهل سدير؟ ذهل حين أخبرته بأنه من رأس أهل بيت الأمارة.. قال أشعر إنني حين اقرأه إنني أقرأ لرجل من عامة الناس، سكن في حارات لم توضع لشوارعها أسماء بعد، وجلس في مقاه لا يعرف الطريق إليها إلا من لا يجد لنفسه منتزهاً سواها، تسكع في أسواق لا تمنح الكادحين غيرهم العجز وحرقة النظر وشغب الأسئلة.. حين حدثت مشعل بما قال صديقي لم يزد على أن قال: وأنا كذلك.. وعلى وجهه لمحت نشوة الإحساس بالانتماء للناس، نشوة من يتحقق له وجوده بتحقيق وجودهم، لعلنا حين نقول ذلك نضع أيدينا على سر هذا الحب الكبير الذي يحظى به مشعل، وسر هذه الجماهيرية التي يتسم بها والنجومية التي لا تكاد تتوفر لغيره، إن حب الناس له لا يخلو من الامتنان، الامتنان لرجل كان بإمكانه أن ينشغل بنفسه، بمجده، بقدره الذي هيأ له ما يحتاجه وما لا يحتاجه، كان بإمكانه أن يكون كذلك لولا أنه آثر أن يقف إلى جانب من يحتاجون إلى من يقف بجانبهم، يقول عنهم ما لا يعرفون قوله ويقول عنهم ما لا يقدرون على قوله.
هذا الانتماء العضوي الذي يربط بين مشعل والناس هو الذي يجعلهم يشعرون أنه لسانهم حين ينطق وقلبهم حين ينبض وأعينهم حين يؤرقهم هم بالليل وذل بالنهار.. حين يحبون مشعل فإنما يحبون امتداده في أنفسهم وامتدادهم في نفسه فيكونون ويكون المحب والمحبوب في آن واحد.
شكراً جزيلاً.
- الكلمة الآن لسعادة الأستاذ قينان الغامدي الأديب والكاتب والصحفي المعروف ورئيس تحرير جريدة الوطن، الذي تجشم الصعاب حتى أتى إلى هنا مشاركاً صديقه سعادة ضيفنا الأستاذ مشعل السديري.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :636  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 46 من 81
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج