شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ أسامة السباعي
الكاتب والصحفي المعروف ))
- بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، في واقع الأمر أحتار من أين أتحدث عن عبد الله خياط، وأي الجوانب أتناول فما وجدت إلا أنني أتحدث منذ البداية منذ عرفت عبد الله خياط عندما كان غضاً ندياً في المرحلة الابتدائية في محلة الشامية في المدرسة العزيزية الابتدائية التي درسنا فيها وكانت بجوار المبنى الذي كانت تصدر عنه جريدة البلاد السعودية، التي تصدر عن الشركة العربية للطباعة والنشر، في عهد المرحوم عبد الله عريف، عندما كان رئيساً للتحرير، في ذلك الوقت الأستاذ عبد الرزاق بليلة أطال الله عمره، حرر صفحة خاصة بالطلبة اسمها دنيا الطلبة بدأنا نشارك في هذه الصفحة في البداية من خلال مشاركتنا في الفوازير، ثم بعد ذلك انتقلنا إلى المرحلة المتوسطة بالمدرسة العزيزية الثانوية التي كانت تسمى في ذلك الوقت مدرسة تحضير البعثات.. كانت لدينا اهتمامات أدبية وصحفية، وبدأنا نكتب مقالات - على قد الحال - إلى دنيا الطلبة وكان الأستاذ عبد الرزاق بليلة يشجعنا كثيراً على ذلك، وأصلنا الكتابة في دنيا الطلبة، عبد الله خياط، محمد عمر عامودي، محمد جميل فضل، عبد الله جفري، محمد عبده يماني، محمد سعيد الخالدي، محمد سعيد طيب، محمد رمضان، في ذلك الوقت بدأت بوادر الإثارة الصحفية لدى عبد الله خياط، كيف اكتشفتها؟ نشر لي مقال فعلق عبد الله خياط في دنيا الطلبة على ذلك مدعياً أن ذلك المقال إنما كتبه أحمد السباعي، فعرضت المقال لوالدي، قلت له تفضل شوف عبد الله خياط يقول إنك أنت كتبته، قال لي جاوبه، فأجبته قلت له إني أنا الذي كتبته وجرت العادة أنني عندما أكتب أعرض ما كتبته على والدي ليصححه، وقد تكون ظهرت بعض الكلمات أو العبارات التي صححها وعبد الله خياط يبلغ من الذكاء ومن الفطنة ما جعله يلتقط بعض الألفاظ لوالدي فظن أن ذلك المقال كتبه أحمد السباعي وحينئذ بعد أن كتبت ذلك المقال سكت عبد الله خياط وهجد ولم ينبس ببنت شفه.
 
في ذلك العهد كانت هناك مجلتان: علي بابا وسندباد.. للأطفال الكبار، أو للشباب الصغار، كنا نتلهف على قراءتها إلى جانب بعض الصحف والمجلات التي كانت تردنا من مصر ونقرؤها عبر مكتبة الثقافة أو مكتبة عرابي في باب السلام.. عنَّ لنا ومجلة سندباد تحث الشباب في تلك الأيام أن يشكلوا أو يؤلفوا نادياً يسمى نادي سندباد، فعن لنا في ذلك الوقت أن ننشئ نادياً أسميناه ندوة سندباد الأدبية تجمع فيها بعض الشباب من المدرسة والبعض الآخر من الرفقة لم يكونوا من المدرسة، على رأسهم محمد عمر عامودي، علي سحرتي، عادل أبو ناجي، عبد الله خياط كان رئيس الندوة، أسامة السباعي كان سكرتير هذه الندوة، وجدنا أنفسنا أكبر من أن نسمي هذه الندوة ندوة سندباد فبدلنا اسمها وأسميناها ندوة الشباب الأدبية، في الوقت ذاته أنشئت ندوات أخرى على ما أذكر في الرحمانية من خلال محمد سعيد طيب، والجفري، في مدرسة الفلاح لا أذكر بعض الأسماء، الدكتور محمد عبده يماني لست متأكداً إن كان في تلك الندوة عضواً فيها، إنما كان من الأدباء ومن الكتاب لا شك في ذلك، محمد سعيد الخالدي، كان المشرف الرئيسي لهذه الندوة والرئيس الشرفي الأستاذ محمد عبد الله مليباري رحمة الله عليه، هو الذي نأخذ رأيه في كثير من الأمور، كنا نقدم فيها مقالات وقصائد شعرية وتمثيليات مثل المسامرات الأدبية في تحضير البعثات، عبد الله خياط لم يكمل تعليمه، انتقل على ما أذكر من السنة الثانية المتوسطة التي كنا نسميها ثانية ثانوي والتحق بالشرطة، وهناك استطاع أن يتصل اتصالاً مباشراً بالصحافة عن طريق الأخبار التي ينشرها عن نشاط الشرطة والدوائر الأمنية في ذلك الوقت وكانت للبلاد السعودية.. في نفس الوقت أيضاً هناك عدد من الشباب الذين ذكرت بعض أسمائهم كانوا يتعاونون مع البلاد السعودية، أنا لم أزامل عبد الله خياط في البلاد السعودية لأنني كنت أعمل مع الوالد في المطبعة التي أنشأها "مطبعة الحرم" في العصريات إلى المغرب، ثم عندما أنشأ جريدة الندوة أيضاً عملت فيها، ثم قريش، فكنت بعيداً عنه بالنسبة للتعاون في جريدة البلاد السعودية، إلا من خلال الكتابات، مرت الأيام وعبد الله خياط عين مديراً لمكتب البلاد ومعه السيد عبد الله جفري، وفي ذلك المكتب كانت تصنع الأخبار وتفبرك الأخبار الاجتماعية، تصل أحياناً إلى حد الخطورة، أو على هذه الحساسية، ما نشرته جريدة البلاد عن وفاة أحمد السباعي، المبنى الذي كان به مكتب البلاد في مكة المكرمة يقابل المكتب الذي يقيم فيه أحمد السباعي رئيساً لتحرير مجلة قريش، نشر ذلك الخبر عن وفاته وأن الجنازة بعد العصر ستخرج، فهرع الناس إلى المسجد الحرام ليصلوا على الجنازة فلما حضروا لم يجدوا الجنازة فخرجوا من هناك إلى المسعى وبعده بمجرد ما تخرج من المسعى تصافحك البناية التي يوجد فيها أحمد السباعي وإذا بهم يجدوا أحمد السباعي على التراس في الخارج، أذكر محمد سعيد طيب كتب مقالاً يرثي فيه أحمد السباعي في ذلك الوقت.
 
بدأت العمل مع عبد الله خياط في جريدة عكاظ، بعدما تخرجت من الجامعة عملت في "قريش" مع الوالد، سنة أو سنتين، ثم التحقت بوزارة الإعلام، وفي ذلك الوقت كان عبد الله خياط رئيساً لتحرير جريدة عكاظ فطلب مني أن أتعاون معه في الجريدة، أسندت إلي صفحة القراء، وجدت في هذه الجريدة شباباً متحمساً أذكر منهم عبد الله الداري كان مدير التحرير، عبد الله جفري كان سكرتير التحرير، الأستاذ محمد عمر عامودي، علي مدهش، عبد الله باجابر، محمد عبد الواحد، عبد الله بامهير، علي الرابغي، عبد العزيز فرشوطي، د. علي عمر جابر، ربما يكون جلال أبو زيد إن لم يكن في "جريدة المدينة"، ولا أنسى أمين سالم رويحي، رحمة الله عليه، هذا الذي يقدم صفحة أسبوعية باسم أبو حياة والناس، كانت كلها سخرية ونقد اجتماعي عالي المستوى، لم نعرف في ذلك الوقت الشلة، أو الشللية، كنا شلة واحدة، كنا نخبة متعاونة بقيادة عبد الله خياط، يخيم عليها الحب والحماس، تميز عبد الله خياط بديمقراطية في العمل، مرونة، جرأة، ظهر أسلوب الإثارة لدى عبد الله خياط بقيادته ويعاونه عبد الله جفري من وراء ستار، كان بين مكتب عبد الله جفري وعبد الله خياط فتحة "منور" عبد الله يكلم عبد الله، وعبد الله يكلم عبد الله عن الأخبار، وعلى من من الشخصيات بكرة ننزل خبر عنه خاصة إذا كانت تلك الشخصية من مدة طويلة لم ينشر عنه خبر.. مين يا عبد الله، عبد الله يقول له ألحقني ترى في مساحة فاضية.. محتاجين إلى خبر، طيب، د. محمد عبده يماني من زمان ما نزل عنه أي خبر، فعلاً ينزل خبر عن محمد عبده يماني فين وجدناه.. مثلاً وجدنا محمد عبده يماني في أحد المعارض يتجول، لا.. وجدنا في البنقلة يشتري سمكاً ويقلب ويذهب من هذا البائع إلى ذلك البائع وفي آخر الأمر يمشي بدون أن يشتري شيئاً.. عبد الله مع ذلك يصرف على الجريدة بسخاء، كان رئيساً للتحرير وكان الشيخ عمر عبد ربه مديراً عاماً للمؤسسة وكان يعطيه الصلاحيات الواسعة لدرجة أنك تحسب وتظن أن عبد الله خياط هو مدير عام المؤسسة، كان يحمي المحررين ويدافع عنهم كما قال الأستاذ محمد عبد الواحد اليوم في جريدة البلاد فعلاً كل منا كان بمثابة رئيس تحرير للصفحة التي يحررها لذلك فهو من أنجح رؤوساء التحرير الذين مروا على هذه البلاد، خلاصة القول كانت "عكاظ" في عهده تمثل أزهى عهودها، كانت تقوم في غالبيتها على المتعاونين، وربما كانت الصحافة في المنطقة الغربية حتى الآن تقوم على هؤلاء، أتاح الفرص لأقلام الشباب الناشئ، كما اتصل بكبار الكتاب من الداخل ومن الخارج وبالمراسلين الممتازين من الخارج ربما لم يكن يتهيأ لصحيفة سعودية مثل الفرصة التي تهيأت لعكاظ، ولا ننسى جميعاً الحديث الذي أجراه مع الأمير فهد.. عبد الله خياط متابع ممتاز لسببين: لأنه صحفي ولميله إلى الإثارة، ثقف نفسه وطورها وهو عصامي كون نفسه، اشتهر بالصراحة المتناهية يسمع في المجلس كلاماً ثم ينقله، فيستنكر من له علاقة إما أن ينكر ذلك أو يقول هذه لغوصة.. والحقيقة أول من أطلق كلمة "لغوصة" على عبد الله خياط هي كما يبدو لي كانت غيرة منه لأنه لم يهبه الله سبحانه وتعالى حاسة صحفية عالية كما وهبها لعبد الله خاصة في أسلوب الإثارة.
 
يخدم صاحبه ويخلص له ولكن الويل لمن يدعس على طرفه، ترى ما يروح له تار، عبد الله صحفي بالمولد لو عصر لتقاطر حبر الصحافة من جسمه، يظل قبل ذلك وبعده مبدعاً ومبتدعاً ورائداً للإثارة الصحفية في المملكة العربية السعودية.
 
وسامحونا.... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :747  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 35 من 81
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 1999]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج