شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ أحمد حسن فتيحي الأديب ورجل الأعمال))
- الحمد لله الذي بيده ملكوت كل شيء والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين.
سعادة الأخ عبد الله عمر خياط، أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة، إخواني الحضور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كل منا يمر بمراحل مختلفة في حياته، في عمله، في خبرته، في صحته، في سنه، يمر بتلك المراحل، يرافق الإنسان أشخاصاً تختلف توجهاتهم وأفكارهم وأعمالهم، ومراحل الإنسان توجه طبقاً لنشاطه، وتفوقه، وإجادته، وتفكيره.. أستاذنا عبد الله خياط انتقل من مرحلة إلى أخرى، مستمعاً، مستفيداً، عاملاً، وأقول هذا لأن هناك من يستمع وهناك من يستفيد وهناك من يعمل وهناك من يجمع بين الاستماع والعمل أو الاستماع والفائدة، وهناك من لا يملك شيئاً من هذا ولا ذاك، ويصر على أن يخوض تجاربه وأنى له أن يدرك كل شيء فالحياة امتداد من الماضي والحاضر والمستقبل، والتعامل معها يحتاج إلى علم وخبرة وتنفيذ متقن ومتابعة إيجابية، كل مرحلة من مراحله تركت أثراً فيه، فلم يتخل عن الماضي أو ينكره، ولم يشغله حاضره عن مستقبله، أو هكذا أرى فيه.. عندما تنظر إلى أبي زهير، تعبير وجهه ونظرته تدل على أنه عمل بالأمن أو بالبحث الجنائي، طريقة مشيته تعبر عن عراقة مكة وشبابها، عايش أدباء ومفكرين وصحفيين وانتقل من منصب إلى آخر حتى أصبح رئيساً لتحرير "عكاظ" وقد اختار مهنة المخاطرة لأنه كرئيس تحرير لا يعلم متى يستغنى عنه لأنه مسؤول عن كلمته وكلام غيره وإن لم يطلع عليه..
رجل حساس إن كنت صديقه وقلت كلمة لا تروق له سألك على انفراد ما تعني بهذا؟ فتفاجأ بأن تأويل المراقب الصحفي قد ظهر، وقد فهم منك ما لا تقصد أو تعني، وفي نفس اللحظة ينسى ما قال والابتسامة تعلو محياه، إذا أخطأ من يخالفه الرأي ينبري بقلمه موضحاً وشارحاً ومنتقداً، إذا أصاب من يخالفه الرأي يلوذ بالصمت ويثني على رأيه أحياناً، إذا أصاب صديقه الرأي كان له مؤيداً وناصراً ومدافعاً، إذا أخطأ صديقه الرأي يلوذ بالصمت ويهجو رأيه تكراراً.
عبد الله خياط المرحلة تلو المرحلة، تركت آثارها عليه وقد كان يوم أن كان حتى وصل إلى مرحلة تلفت حوله فيها ظهرت له حقائق كان يعرفها ويتجاهلها، يذكرها ولا ينساها، فوجد أن الزاد قد اختلف عليه، تخلف ما بقى من زاد الماضي فانطلق ينهل من الزاد الأبدي يرافق الصالحين والعلماء وعادت له فطرته السابقة ليتعلم ويستمع ويعمل.. لم يتخل عن خصاله ومشاعره ولكن طوعها بكلمة سواء، فكان زاد التقوى له رفيق، يعني هذا أن أخانا أبا زهير كان ممن عمل سوءاً وآخر صالحاً ثم أصبح بإذن الله تعالى وقدرته من الذين بدل الله سيئاتهم حسنات.
عندما كنت في الدكان الصغير في سوق الحراج منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً كان يعمل معي الأخ أحمد حسين الذي أصبح الآن نائباً لمدير عام الشركة، ويحرص الأخ عبد الله على زيارتنا بين وقت وآخر وسوق الحراج في جدة كان مكاناً ترتاده كل الطبقات، فيه الحياة بكل أشكالها، لا أريد أن أحدد الصورة وأشرح فكل شيء يمكن أن تراه هناك.. كعادته سأل عن الأخ أحمد حسين فقلت له إن اليوم زفافه.. تهلل وجهه وباركه.. ثم مرت شهور قليلة، وكعادته زارنا وسألنا عن الأخ أحمد حسين، فقلت له إنه لم يوفق في زواجه، والآن هو في المحكمة لإنهاء مراسم الطلاق، تأثر جداً قال الله يوفقه، فيها خير.. تمر الأيام.. ومصادفة يزورنا يسأل أين الأخ أحمد حسين؟ فقلت له لقد سافر يتزوج.. دعا له بالخير والتوفيق، مرت خمس سنوات وإذا بالأخ عبد الله صدفة يتساءل أين أحمد؟ فقلت له لقد أذاقته هذه الزوجة الأمرين، وهو في المحكمة لإنهاء إجراءات الطلاق.. قال لي الله يوفقه ما يستاهل إلا كل خير.. ايش عنده أولاد؟ قلت لم ينجب بعد وليس له أولاد.. قال الحمد لله، الله يوفقه.. في شارع الملك عبد العزيز الذي انتقلنا إليه عام 73 والأخ عبد الله مداوم على زيارتنا وبدون قصد أو تخطيط، مصادفة، يمر بنا الأخ عبد الله كعادته ويسأل أين الأخ أحمد؟ قلت له الليلة زفافه على سعودية من عندنا، الله وفق وتحصلنا على ترخيص وأهلها طيبين جداً، دعا له بالخير والتوفيق والسعادة، وبالتحديد في عام 76 ميلادي في السابع والعشرين من شهر رمضان زارنا الأخ عبد الله وكان المحل مغلقاً، مما أثار قلقه، وأخذ يبحث عني ويسأل متوجساً في نفسه شيئاً ماذا جرى، كيف تعزل هذه الليلة، وجزاه الله خيراً عرفت فيه اهتماماً مثيراً ووفاء مخلصاً، وسألني: ليش مقفلين المحل؟ خير إن شاء الله.. قلت له لقد توفيت زوجة الأخ أحمد حسين.. ومشاركة منا له ذهبنا لدفنها وتقديم التعزية لأهلها وأهله، وإذا بي أرى الأخ عبد الله وقد وضع يده على رأسه قال لي: ما هذا الحظ الذي عند هذا الرجل، ثلاث سيدات خلال سبع سنوات؟ ايش هذا؟ شيء يفلق حجر، صحيح درهم حظ ولا قنطار شجاعة.. 27 سنة ما فارقتني الحرمة ولله الحمد.
وددت أن أفي هنا على شمعة تعطي، ويظل فيها الفتيل شامخاً ينفع ويضيء ويدفع بينما تتدحرج فوق جنباتها شموعها لتعيش كلماته مرآة لمجتمعه، منبراً للرأي القويم، ونصيحة مخلصة من جيل قديم، تلك الكلمات من موسيقار كبير وخبير عالم يبوح بحبه ليقول أيها القوم إن أغلى من حبات اللؤلؤ وأجمل منه على صدر امرأة باتعة الجمال نجاح صحفي عاشق لرسالته مؤمن بقضيته مخلص للأهداف السامية، لقد عرف السعادة وتمسك بها وعاش معها واسألوني عنه، فإن طموحاته قد ارتفعت إلى الأعلى، ولا تزال.
أسأل الله لي وله الثبات وحسن العاقبة، وفق الله أبا زهير وهداه إلى الكلمة الطيبة والعمل الصالح، اللَّهم صلي على سيدنا محمد، الهادي لأنوارك، الجامع لأسرارك، الدال عليك، الموصل إليك، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
أيها السادة الكلمة التالية لسعادة الكاتب والأديب المعروف الذي تجشم عناء السفر وأتى إلى هنا مشاركة في تكريم سعادة ضيفنا الكريم، هو سعادة الأستاذ حمد بن عبد الله القاضي رئيس تحرير المجلة العربية.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :565  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 33 من 81
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج