الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

(( كلمة فضيلة الشيخ محمد علي موزة ))

- الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى أزواجه الطيبات الطاهرات أمهات المؤمنين وعلى آله وصحبه أجمعين.

أزجي الشكر والتحية لعميد هذه الاثنينية الذي جعل هذه الدار العامرة منتدى أدبياً وعلمياً وثقافياً رفيعاً لا يضارعه ولا يكاد يشابهه أحد من أندية الأدب أو حتى من الجامعات مع احترامي للجامعات كلها، كما أشكر وأهنئ أستاذي الجليل معالي الدكتور محمد عبده يماني على ما وهبه الله سبحانه وتعالى من حب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحب لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وأقول له: أبشر يا معالي الدكتور فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المرء مع من أحب، قال ذلك لرجل: ماذا أعددت لها؟ قال ما أعددت لها كثير عمل ولكني أعددت لها حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له إنك مع من تحب.

أيها الأخوة الكرام في مسألة التكرار في الأحاديث رجعت إلى المبرمج الآلي "الكومبيوتر" في مسألة حديث من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.. فوجدت أن الصحابة الذين رووا هذا الحديث يزيد عن العشرين، منهم الخلفاء الأربعة، وأبو هريرة أحد هؤلاء الرواة.. عدد الروايات التي روي بها هذا الحديث: من كذب علي متعمداً.. عن أبي هريرة يزيد عن خمس وعشرين رواية، معنى ذلك أنه لما يقال أن أبا هريرة قد روى كذا ألفاً من الحديث أن هذه الأحاديث يمكن إرجاعها إلى عدد قليل قد لا يتجاوز ألفين أو ألف وخمسمائة من الأحاديث الشريفة.. وأسرع فأقول أن الرجل الذي تجرأ على أبي هريرة جرأة سبقت كل من سبقه من المستشرقين والمستغربين أحمد أبو رية ولا أظن أنه كان أستاذا في جامعة من جامعات المملكة ولا أظن أنه درس في جامعة إنما كان على مائدة مجالس طه حسين فكان صديقاً مخلصاً لطه حسين، هذا الرجل كشف نفسه بنفسه وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته عندما قال اللَّهم حبب أبا هريرة وأمه حبب إليهما المؤمنين والمؤمنات. وفي ذلك قال أبو هريرة فما سمع بي مؤمن ولا مؤمنة إلا أحبني.. والذين أبغضوا أبا هريرة ليسوا مؤمنين قطعاً وإليكم الدليل القاطع أيها الأخوة من مجالس الدكتور طه حسين رحمه الله، محمد الدسوقي رجل مسلم عمل أمين سر لعميد الأدب الدكتور طه حسين ما بين 64 - 72 في عقده الأخير من حياته ولمحت في خاطره خاطرة جميلة، ومهمة جداً، أن يسجل ما يدور بين الدكتور وأصدقائه وزملائه، وما يصرح به الدكتور وما يبديه من آراء، وكتب بعد ذلك كتاباً أصدره بعنوان أيام طه حسين.. هذا الكتاب يكشف فيه حقيقة هذا الرجل ويزيل الاستغراب الذي يستغربه كثير من الناس كيف يتجرأ مؤمن على أن يهين صحابياً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل قمة من قمم الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين وهو أبو هريرة، فقد أسرف في احتقار هذا الصحابي إسرافاً لم يصل إليه أبناء الشوارع كما يقولون وأقرأ عليكم ما جاء في هذه المفكرة في 10/74 زار العميد مساء هذا اليوم الشيخ محمود أبو رية والأستاذ محمد جاد الرب وقال العميد للشيخ لقد هجرتنا طويلاً وسأل الشيخ العميد عن الكتاب الخ.. وتطرق الحديث إلى الأزهر وشيوخه فقال الأستاذ جاد الرب أن من المؤسف أن شيخ الأزهر ظهر في الإذاعة المرئية يتلو من كتاب في مناسبة الإسراء والمعراج.. فسأل الشيخ أبو رية الدكتور طه حسين: هل تعتقد يا سيدي الدكتور أن قصة الإسراء والمعراج صحيحة فأجاب العميد إن الإسراء صحيح لا شك فيه لأن الآية واضحة في افتائه أما قصة المعراج فأنا أشك في صحته وأذكر أن الخ.. قال الشيخ أبو رية: إن مجلة قافلة الزيت التي تصدر في السعودية نشرت لي مقالاً بعنوان بعض ما أعرفه عن طه حسين (انتبهوا إلى الكلام فهو هام جداً) ولكن المجلة حذفت منه فقرة هامة جداً.. هذا كلام محمود أبي رية.. تتعلق بألفاظ القرآن الكريم، فسأل العميد عن هذه الفقرة فقال الشيخ: أتذكر يوم قلت لك وكنا منفردين (ضعوا خطاً تحت هذه العبارة) إن معاني القرآن من عند الله ولكن ألفاظه من عند النبي فبدا عليك الامتعاض وقلت في لهجة يشوبها الانفعال هذا غير صحيح فالقرآن لفظاً ومعنى من عند الله.. هذه الفقرة حذفتها المجلة وكنت أنوي من وراء ذكرها الرد عن بعض من يطعن في عقيدة الدكتور طه حسين.. لكيلا أطيل عليكم وأمامي مثل هذه الأحاديث الكثير.. أهنئ أبا رية بهذا القول الذي أثبت فيه صحة معتقد الدكتور طه حسين ولكن بعد أن أثبت أنه كافر بما أنزل الله وبما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

- عبد المقصود خوجه: تفضل يا معالي الدكتور، الأسئلة بين يديك وأترك لك المايكرفون تلقي الأسئلة وتجيب عليها.

- معالي د. محمد عبده يماني: أولاً شكراً، وأهنئكم وأهنئ نفسي على ما وفقنا الله سبحانه وتعالى إلى هذا المجلس الذي تدارسنا فيه سيرة صحابي جليل من صحابة رسول الله وبالتالي تدارسنا جانباً من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وكما جاء في الحديث: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد فوجد الصحابة رضوان الله عليهم يتحلقون قال: ماذا تفعلون؟ قالوا نتدارس سيرتك وما من الله علينا، فدعا لهم.. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يتدارسون السيرة الشريفة.

الأسئلة التي جاءت كثيرة وجزى الله الأخ الشيخ عبد المقصود خوجه أن آثر أن أجيب عليها منفرداً لأنها كانت كثيرة منها ما يتصل بالإعلام والجامعة وبعضها بعبد الله خياط وبعضها مختلف وأنا أؤثر أن أجيب عليها في وقت آخر ولكن بعض الأسئلة التي تتعلق بالموضوع مثل الأستاذ أحمد ناصر الذي تحدث عن موضوع الجهد الذي قمت به نحو صحابي جليل.. هل وجدتم الهدف من ذلك ما يقال عن إكثار الصحابي الجليل أم أن الهدف النيل من السنة النبوية؟

أعتقد أن الأستاذ عبد المقصود خوجه جزاه الله خيراً قد أوضح في حديثه والإخوان أوضحوا أن الذين يتطاولون على أي صحابي وبالذات على أبي هريرة رضي الله عنه إنما يقصدوا بطبيعة الحال التشكيك في السنة النبوية لأنه متى ما أسقطنا أحاديث أبي هريرة وتقبلنا الطعن فيه أسقطنا معظم الأحاديث.. لذلك أقول أن المسألة ليست بعاطفة، أنا لا أقول بعاطفة ولكن أقول ادرسوا الحديث تجد أن عندك القدرة بحول الله تجد عندك القدرة على أن تدافع عن السنة النبوية متى عرفت أصول الحديث، ما بالك إذا أستأذنا الحبيب وزميلنا الأستاذ الدكتور سهيل قاضي موجود بيننا اليوم إن شاء الله يوفق إلى أن يصبح طلاب الحديث ممن يدرسون العلوم الحديثة كالكمبيوتر وغيرها وتعتبر من الأساس لهذا الطالب.. حتى طلاب القرآن يتعلموا يدرسوا كمبيوتر، وأعتقد أنكم هنا لازم تتعلموا، العصر القادم يتطلب لازم نتعلم هذا الأمر.

هناك من يسأل عن أبي هريرة هل هذه كنيته أم اسمه؟ هذه طبعاً كل طلاب الحديث يعرفون أن هذه كنية، لأن أبا هريرة رضي الله عنه يقول: عندما كنت في البرية وجدت هرة لها أطفال وحملتهم في كمي وعندما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومي قالوا ما هذا قلت كذا.. قال إذن أنت أبا هريرة.. إنما اسمه المعروف به هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي.. وكان اسمه في الجاهلية عبد شمس، فسماه الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن.

السؤال الثاني يقول: كثير من الناس يقولون أن أبا هريرة لم يصحب رسول الله غير ثلاث سنوات فقط وذكرتم أنه أسلم في مكة، ما هي المصادر؟

مصادر الشريعة ومصادر السنة واضحة وكل الكتب التي تتناول هذا الموضوع في السنة النبوية تحدد أن إسلامه رضي الله عنه في مكة، وأنه لم تفته من الغزوات إلا خيبر، حضر جميع غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم إلا غزوة خيبر، لذلك صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربع سنوات ونيف.. دقته في الحديث تتضح أن مروان عندما سمع حديثه أجلسه وأجلس غلاماً له خلف ستار وجعل يسأله عن الأحاديث قال فكتبها الغلام جميعها.. قال فدعوته بعد عام وسألته نفس الأسئلة عن نفس الأحاديث فو الله ما تغيرت كلمة مما قاله أبو هريرة. ونحن نعلم عمق هذا الرجل في حديثه.

ذكرتم أنه يوجد أكثر من مركز يختص بالحديث وجمعه وتبويبه، هل يمكن إقامة مركز في جامعة أم القرى وبعض جامعات المملكة؟

إن شاء الله فالدكتور سهيل من خيرة الرجال ولا أقول هذا في وجهه ولكن جزاه الله خيراً أدى دوراً كبيراً ونهض بالجامعة وفتح مجالات مختلفة فلعلَّ الله يوفقه لمركز الكمبيوتر للسنة النبوية ولا بد أن يتعاون المجتمع لدعم الجامعة لأن الجامعة تحتاج إلى التفافة حولها ودعمها.

الحقيقة أن النقطة الثالثة تتعلق بمسألة التصدي لأحاديث أبو هريرة والسنة النبوية، المملكة ككل والحمد لله فيها جهد كبير وأنا ألفت النظر إلى مقال نشر قبل شهر في مجلة البحوث للشيخ عبد العزيز بن باز عن السنة، الحقيقة أن من يقرأ هذا المقال يحس بمعنى وجوب الدفاع وقد أرسلت كتاب لسماحة الشيخ عبد العزيز في ذلك الوقت أشكره على هذا المقال والحقيقة يشعرنا بأن من واجبنا حتى قبل أن نغادر هذه الليلة أن نلتف حول أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نتعلم تاريخهم وحياتهم ودراستهم وأرجو ممن لا يحصل على نسخة من كتابي أن يتفضل بالكتابة لي أو للأستاذ عبد المقصود خوجه ونحن مستعدين لإرسال كتاب لأي إنسان يطلبه، فقط أريد أن أقول دعونا نتعاون لنتفهم من هو أبو هريرة؟ ما هو قدره؟ ما هو علمه؟ مدى دقته؟ حتى لا نتجرأ نسمع كلام الناس.. ثم نتعلم أن هناك أشياء نسبت خطأ وكأنهم يهدموا كل شيء، عندما يقولوا عمر بن الخطاب ضربه بالدرة.. بعضهم يقول هذا الكلام لا بد صحيح، هذه الأقاويل يجب أن نعيدها إلى أصولها ولا نقبل في صحابة رسول الله شيء من هذا وأن نتعلم هذا الحديث ونعلمه أبناءنا ونلتف حول هذه القضية.

وفي نهاية هذا اللقاء من الناحية العلمية لا أستطيع إلا أن أرده إلى صاحب الاثنينية ليرى ما بقي من وقت قد يسمح لبعض الإخوان الذين رغبوا في مشاركات شعرية وغير ذلك.. وشكراً.

الشيخ عبد المقصود خوجه:

الشكر موصول لمعالي الدكتور لإتاحته الفرصة لنا، والحقيقة لم يبق من الوقت متسع غير القصيدة التي أعدها ويلقيها الأستاذ عبد الإله جدع، فليتفضل لإلقاء القصيدة، وبعد ذلك في مجس مكاوي سيقدمه أحد الإخوان بمعرفة الأستاذ حسن خوجه صاحب متحف خوجه بأم القرى، فلا مانع ويسعدنا ويشرفنا خصوصاً كما فهمت أنه في محبة رسول الله. فلندع المجس في الوقت الذي نبدأ فيه العشاء ونكون بذلك نطعم على الأنغام الطيبة.

أنا لي اقتراح لمعالي الدكتور بضرورة إرسال الكتاب لكل شخص له اهتمام ممن ينافح ويدافع عن الإسلام أن نضع هذا الكتاب بين أيديهم ليستقوا منه ويكتبوا عنه ويلقوا الضوء عليه وأنا أرجو من الجمع الكريم من لديه اسم أو اسم مؤسسة وكل من يستطيع أن يساهم معنا لا بد أن يدلو بدلوه ويرسل لنا ونتعاون مع معالي الدكتور لأننا كلنا في النتيجة خدم للسنة النبوية، والكتاب ما في شك كتاب جليل، صغير في حجمه ولكن كبير في مضمونه ومعناه.

معالي د. محمد عبده يماني: أود أن أضيف نقطة، الحقيقة أن هذا الجهد ما زال في البداية نسأل الله أن يساعدنا في نشر بقية الأسانيد كل حديث مقارن هذا رواه أبو هريرة ومن رواه الصحابة حتى يكون كل واحد عنده السند كامل، الآن يعمل طلابنا وأساتذتنا الأستاذ محمد علي مشعل والإخوان معنا لوضع جميع الأحاديث كما رواها أبو هريرة، وكما رويت من غير طريق أبي هريرة حتى تكون المسائل واضحة، وأتطلع إلى الله سبحانه وتعالى إذا بارك في العمر أن ننتقل إلى السيدة عائشة وعبد الله بن عمرو بن العاص وكل المكثرين من الصحابة لنوضح حقيقة مهمة بواسطة الكمبيوتر أن ما انفرد به عدد قليل وأما البقية قد روي بطريق آخر.. وهذه طريقة للمناقشة العلمية بدون عاطفة ونسأل الله أن يتقبل هذا الجهد.. وليتفضل الأستاذ عبد الإله: