(( كلمة صاحب الاثنينية سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه ))
|
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أكرمنا وأعزنا بالإسلام، والصلاة والسلام على سيدنا ونبيِّنا محمد بن عبد الله، الذي اصطفاه الحق سبحانه وتعالى بالحكمة وجوامع الكلم. |
|
أيها الأحبة: |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ويشرفني أن أرحب باسمكم أجمل ترحيب بمعالي ضيفنا الكبير الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني.. ومن منا لا يعرف "أبا ياسر" الذي تسبق قلوبنا أيادينا في تحيَّته وإجلاله، كما تسبق أياديه البيضاء أكفَّ كثير من ذوي الحاجات، إنه الرجل الأمة، ذلك البحر الزاخر بالخير على مستوى الأفراد والجماعات والشعوب، يبذل وقته وجهده وطاقاته ومواهبه المتعددة ليواسي هذا.. ويرفع الضيم عن ذاك.. جوده شمل الأرامل والأيتام والعجزة، يتفقَّد الأربطة، ويعود المرضى، وينهض بما تعجز عنه جماعة من الناس.. إنه باختصار يترسم هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى أن الناظر إليه يحتويه جو الصحابة رضوان الله عليهم. |
إن ضيفنا الكبير بقدره ومقداره وجلاله تفضل علينا للاحتفاء به في هذه الأمسية منطلقين من ثلاثة محاور أساسيةٍ: فقد سبق أن تشرَّفنا بالاحتفاء بمعاليه عام 1410هـ، وليس كثيراً عليه أن نحتفي به مرات ومرات، فهو أهل لأكثر من ذلك.. وهنا يأتي المحور الأول: إذ نحتفي به شخصياً تكريماً لأعماله الخيِّرة المستمرة، سائلين الله عزَّ وجلَّ أن يمده بتوفيق من عنده، ويشد أزره، ويجعله من أصحاب منابر النور، الآمنين من العذاب يوم العرض العظيم. |
أما المحور الثاني: فهو احتفاؤنا بكتابه القيِّم "أبو هريرة الصحابي الجليل والحقيقة الكاملة" هذا الكتاب الذي تحتاجه المكتبة العربية والإسلامية ليضع لبنة ويسد نقصاً في الإجابة على بعض المشككين والمرجفين، وقد بذل معاليه جهداً مقدراً مستعيناً بتقنية الحاسب الآلي للوصول إلى نتائج سريعة وحاسمة لإفحام هؤلاء وأمثالهم.. ولا شك أن الاستفادة من هذه التقنية العالية تتيح لنا إعادة النظر في كثير من قضايانا وطرح كيفية معالجتها بصورة جديدة وفهم عميق يتفق مع معطيات الزمن وسنة التطور.. فالنهج الذي اتبعه معالي ضيفنا الكبير لمعالجة مجمل القضية، ودحض الهجمة الشرسة التي تعرض لها هذا الصحابي الجليل، له في الواقع فوائد جمة من أهمها وقف التخرصات التي باتت تحاول النيل من السنة المطهرة.. وكما تعلم فإن السنة النبوية الشريفة تعني شطر الدين الإسلامي لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "أوتيت القرآن ومثله معه" ولقوله في خطبته البليغة "قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي منكم إلا هالك وإنّه من يعش منكم يرى اختلافاً كثيراً فإياكم والبدع وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين عضّوا عليها بالنواجذ".. لقد فصّل صلوات الله وسلامه عليه في أحاديثه الشريفة، وبأفعاله الكريمة، وإقراره لما هو كائن، جميع ما اشتمل عليه القرآن الكريم.. وبذلك أصبح لدى المسلم الزاد اليومي، والنور الباهر الذي يقود خطاه في مجاهل الدنيا، وبين ركام الجهل، والجاهلية المتجددة في ثوب التحضر والرقي. |
وقد فطن أعداء الإسلام لهذه الحقيقة، وبدءوا مخططهم الجهنمي للطعن في السنة النبوية الشريفة والتشويش بشأنها.. وكان مدخلهم لذلك إثارة الأقاويل والشبهات حول أحد أعمدة رواة الحديث وهو كما تعلمون الصحابي الجليل أبو هريرة [رضي الله عنه]، وكان هدفهم المكشوف ومحاولتهم البائسة هي التلبيس بشأن مصداقيته رضي الله عنه، وبالتالي التشكيك في جزء كبير من السنة المطهرة.. ومن ثم الدخول إلى كثير من الأمور التي رسخت في وجدان المسلم والنيل منها وتشويهها بما يخدم أغراضهم الدنيئة ومبادئهم الهدَّامة. |
والحمد لله أن قيض لسنة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه رجالاً نافحوا عنها عبر التاريخ، واليوم يضيف معالي الدكتور محمد عبده يماني بكتابه الذي بين أيدينا الآن إضاءة قيمة لما سبق إليه السلف الصالح.. وليس ذلك بغريب على معاليه الذي نذر الكثير من وقته مجاهداً بالكلمة والمال والصحة لخدمة القضايا الإسلامية في كل مكان وزمان.. فنراه في حله وترحاله، ومكتبه وبيته، وفيما بينهما، لا همَّ له إلا خدمة الإسلام والمسلمين.. فهنيئاً لنا به داعيةً وجندياً مخلصاً للشرع الحنيف، وهنيئاً له بما انتدب له نفسه، مجاهداً نذر النفس والنفيس لدعوة الحق، ونشر النور والعلم، والدعم المادي والمعنويّ، بين أبناء الأمة الإسلامية، مترسماً قوله الحق سبحانه وتعالى إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ. |
ومن هنا يأتي احتفاؤنا بهذا الكتاب.. ليكون أوَّل علامة على رافد جديد في مسيرة "الاثنينية".. وأود هنا أن أشير إلى المحور الثالث في حديثي وهو إتاحة الفرصة للاحتفاء بكل كتاب جديد يطرح موضوعاً يمس هموم الناس في مختلف المجالات الدينية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها من المواضيع الجوهرية.. وأحسبُ أنَّ في هذا المسعى تشجيعاً متواضعاً للكتاب.. ليحتل جزء من مكانه اللائق على مائدة النقاش والمحاورة، وقد رأينا إعطاء الفرصة لأصحاب الفضل من ذوي الاختصاص لإثراء الموضوع بمداخلاتهم وتعليقاتهم.. وأتطلع أن نرى عبر صحفنا الغراء مزيداً من العطاء لنشر المعرفة بين قطاعات كبيرة من المواطنين، للخروج بالكتاب من وهدته الراهنة إلى آفاق أكثر رحابة وتألقاً وهو الجدير بذلك. |
ولا يسعني إلا أن أتقدم بوافر الشكر وعظيم التقدير لأساتذتنا الكرام الذين سيشاركون بكلماتهم في هذه الأمسية لإلقاء مزيد من الضوء على هذا الكتاب.. وفضح الشبهات التي ما فتئت تحاول النيل من عقيدتنا وتشويه صورة الإسلام والمسلمين بمختلف الوسائل، ينفقون في سبيل ذلك الكثير من المال، ويسخرون الكثير من الرجال، وأرجو أن ينطبق عليهم قول الحق سبحانه وتعالى: إنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيل الله فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُوُن عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ واَلَّذِين كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ. |
الشكر مجدداً لجمعكم الطيب على تشريف هذه الأمسية، ويسعدني أن يكون فارس أمسيتنا القادم الأخ الصحفي القدير والأديب المعروف الأستاذ عبد الله خياط.. فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم لنسعد به وبأفكاره القيمة ونحتفي معاً بمسيرته الطويلة في دنيا الكلمة. |
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
|
فاتني في الأسبوع الفائت رغم أني ذكرت أن الأستاذ حسين بكري قزاز لم يتمكن من تشريفنا الأمسية التي كانت معقودة لتكريم الأستاذ حسن قزاز ولكن أرسل بعضاً من العطور لتوزيعها على الحضور وأحد الأخوان الكرام من زملائنا تغاضى عن ذلك وسنوزعها في هذه الأمسية فهي امتداد للأمسية الماضية.. وهذه الأمسية بنورانيتها فرضت علينا أن تكون معطرة أيضاً بهذه العطور الجميلة، وشكراً لكم. |
|
|