(( كلمة سعادة الأستاذ والصحفي المعروف عبد الغني قستي ))
|
- بسم الله الرحمن الرحيم.. |
الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.. |
أيها الحضور الأكارم: |
|
يسعدني أن أشارك في الاحتفاء بالأستاذ حسن عبد الحي قزاز.. بهذه الكلمة الوجيزة.. التي قد لا تتكافأ مع ماله من خصال وسجايا.. ولا تعطيه حقه من شمائل ومزايا.. فقد عملت معه منذ أن كان رئيساً لتحرير (البلاد).. فعرفت فيه عن كثب ما يتمتع به من إخلاص في العمل.. وصدق في التوجه نحو الأفضل.. كما عرفت أن المحتفى به أحد طلاب مدرسة الفلاح بمكة المكرمة، وموظف سابق في ديوان الأوراق بوزارة المالية في عهد وزيرها الراحل الشيخ محمد سرور الصبان يرحمه الله.. |
|
ومنذ ذلك العهد المبكر من حياته.. بدأ يمارس هوايته الصحفية عن طريق المشاركة في وصف مباريات كرة القدم.. فأجاد وأفاد.. الأمر الذي أتاح له فرصة المشاركة في تحرير (جريدة البلاد السعودية) رياضياً.. إبان صدورها في مكة وفي عهد رئيس تحريرها الأستاذ عبد الله عريف يرحمه الله.. فقد خصصت للقزاز صفحة أسبوعية تحمل اسم (الرياضة في أسبوع).. |
وتمضي الأيام سراعاً.. وتنمو مع القزاز موهبته الصحفية الغضة.. وطفق يتعهدها بمواصلة الدراسة الذاتية الباحثة عن مواطن القوة التي تؤهله للاضطلاع بالمهام الصحفية التي تفرضها عليه وقائع الأحداث.. وظروف الزمان والمكان.. وشاء الله أن يكون له ما أراد.. فأصدر في السبعينات الهجرية جريدة (عرفات) وأختار جدة مكاناً لصدورها.. فكان هذا الإصدار فتحاً جديداً للجهد الشبابي.. وإيذاناً ببزوغ فجر وليد للعمل الجماعي.. فقد استقطبت (عرفات) نخبة من كبار الأدباء والكتّاب وصفوة من حملة الأقلام القوية.. أذكر منهم على سبيل المثال الأساتذة: عبد الوهاب آشي وعزيز ضياء وأحمد زكي يماني وأحمد صلاح جمجوم ومحمد عبد القادر علاقي وعبد العزيز الرفاعي والدكتور محمد سعيد العوضي.. وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم الآن.. فقد شاخت الذاكرة.. وتوارت وعني المراجع.. يرحم الله من سبقنا إلى الدار الآخرة.. ومد في حياة الباقين.. |
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإن للقزاز أوليات ستبقى شواهد في دنيا الصحافة السعودية.. ومعالم في تاريخ حركتها.. فهو أول رئيس تحرير افتتح لجريدة البلاد مكتباً في مكة المكرمة وآخر في الرياض.. ولو هيأت له الأقدار فرصة البقاء في منصبه آنذاك لافتتح لها مكاتب أخرى في أمهات مدن المملكة.. لتكون شبكة اتصالات بينها وبين (البلاد) كأول صحيفة يومية تأسست في أواخر عام 1350هـ في عهد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز.. |
ولم يقف جهد القزاز عند هذا الحد من افتتاح المكاتب داخلياً.. بل سعى إلى استثمار جهد طلائع الطلبة السعوديين المبتعثين للدراسة في الجامعات المصرية في القاهرة ة الإسكندرية.. فاختار منهم مراسلين صحفيين للبلاد.. أذكر منهم الأستاذ صالح جمال الحريري والدكتور إسماعيل غسال يرحمهما الله.. والدكتور خالد عبد المطلوب والأستاذ عبد الكريم جمال الحريري.. وغير هؤلاء من الطلبة الذين توسمت فيهم النجابة منذ التحاقهم بالبعثات الخارجية.. |
|
وحينما كانت بيروت تمارس أقوى نشاطاتها الثقافية والإعلامية في عهد الشمعونيين والشهابيين.. كان لجريدة البلاد مراسل صحفي في العاصمة اللبنانية.. وكان لها مكتب في مجلة (الخواطر) لصاحبها ورئيس تحريرها الأستاذ إميل الحايك.. |
|
ولعل في القول متسع فأشير إلى أن القزاز أول من بادر بصرف مكافآت للكتاب والمراسلين المتعاونين مع البلاد.. ولأوائل الطلبة الذين كانوا يحررون زوايا أسبوعية تتناول مختلف ألوان العلم والمعرفة.. وتفتح أمامهم نوافذ جيدة لمتابعة البحث والدراسة وحسن الاختيار.. |
|
وانسياقاً مع ما ذكرته آنفاً أقول.. إن القزاز عصامي لامع.. وصحفي بارع.. لم يلتحق بكلية للصحافة.. ولم ينتسب لأكاديمية متخصصة في الإعلام.. ولكن الله أنعم عليه بموهبة متفتحة واعية ونفسية مستبشرة راضية وإصرار على تحقيق ما يصبو إليه من أهداف وغايات.. |
|
ولو لا خشية المبالغة في الإشادة به.. لأنشدت على لسانه قول الشاعر: |
وإني وإن كنت الأخير زمانه |
لآت بـما لم تستطعه الأوائل |
|
|
تحية عاطرة للأستاذ عبد المقصود خوجه.. وشكراً مفعماً بالحب للحضور، طابت ليلتكم.. والسلام عليكم.. |
··· |
أيها السادة كما هو متعارف في الاثنينية فنحن نستقبل أسئلة الجمهور الكريم الذي يود سؤال سعادة ضيفنا وليته يكون سؤالاً واحداً ومختصراً دون مقدمة حتى نختصر الوقت.. |
|
|